لا إلغاء للرحلات نحو تركيا.. وامتيازات في الفنادق والنقل للجزائريين

بعد التفجير الانتحاري باسطنبول.. السياح والتجار يحتفظون بحجوزاتهم

نشرت : المصدر جريدة الشروق الخميس 30 يونيو 2016 10:09

أعلنت شركة الخطوط الجوية التركية أمس بعد الهجوم الانتحاري على المطار الدولي إسطنبول، عن تسهيلات تخص إلغاء الغرامات المالية لجميع المسافرين الذين يعبرون المطار الدولي أتاتورك بين 28 جوان و5 جويلية.

كما يمكنهم استرجاع ثمن التذاكر دون احتساب رسوم، فيما طالبت الوكالات السياحية التي تكبدت خسائر جد معتبرة بعد إقدام العديد من الجزائريين على إلغاء رحلاتهم إلى تركيا، بضرورة مراجعة أسعار التذاكر والفنادق وتسهيلات في منح التأشيرات لإنجاح الموسم السياحي    . 

وفي اتصال هاتفي أجرته "الشروق" أمس مع مسؤولين بالخطوط الجوية التركية، أكدوا أن الشركة تتابع عن كثب الأوضاع الأمنية بتركيا وأن الرحلات عادت مجددا مساء أمس بطريقة عادية بعد أن تم إلغاؤها في الصباح، مع تركيز الشركة على حماية وأمن المسافرين المتوجهين خاصة إلى إسطنبول    . 

وكشف مسؤولو شركة الخطوط الجوية التركية عن تسهيلات تخص المسافرين المتوجهين إلى تركيا مباشرة أو العابرين من مطار أتاتورك، تتعلق بإلغاء الغرامات المالية المترتبة على تغيير مواعيد السفر في الفترة الممتدة بين 28 جوان و5 جويلية. كما يمكن لعابري المطار استرجاع ثمن تذاكرهم دون احتساب أي رسوم    . 

وعن تداعيات الهجوم الانتحاري على المطار الدولي "أتاتورك"، ومدى تراجع عدد الجزائريين المتوجهين نحو تركيا أكدوا لنا أن الاعتداء الإرهابي لم يؤثر على نسبة الإقبال، مشيرين إلى أن عدد الذين يقصدون تركيا سواء للسياحة أم للتجارة سنويا يفوق 250 ألف جزائري، وأن عدد الرحلات الجوية المتوجهة نحو تركيا انطلاقا من الجزائر يقدر بـ 34 رحلة موزعة كالآتي: 21 رحلة انطلاقا من الجزائر العاصمة أي ما يعادل 3 رحلات يوميا أسبوعيا انطلاقا من قسنطينة و7 أسبوعيا من وهران، ورحلتين من باتنة وتلمسان    . 

وبالمقابل، أعلنت وكالات السياحة والأسفار المتخصصة في الوجهات التركية عن تكبد خسائر جد معتبرة بسبب الاعتداء الإرهابي على مطار "أتاتورك" ما دفع بالعديد من الجزائريين إلى إلغاء حجوزاتهم، وطالبوا شركة الخطوط الجوية التركية بضرورة تقديم تسهيلات تخص تخفيضات في أسعار التذاكر والفنادق وكذا مرونة في منح التأشيرات    . 

ممثلو الوكالات السياحية يتوقعون البديل

أنطاليا بديلا لإسطنبول.. تخفيضات في الفنادق والرحلات للجزائريين بتركيا

 توقع ممثلو الوكالات السياحية عدم تراجع الجزائريين عن السفر إلى تركيا كوجهة سياحية مفضلة لديهم رغم الهجمات الإرهابية التي تشهدها إسطنبول واستهداف مطار أتاتورك، ليلة أول أمس، وسيحجون إليها بمجرد أن تهدأ الأوضاع مثلما حصل مع تونس في الصائفة الماضية.

قال نائب رئيس نقابة الوكالات السياحية، الياس سنوسي، إن الحديث عن إلغاء الحجوزات سابق لأوانه، معتبرا أن مقياس الأمن والاستقرار شرط أساسي لأي زبون لاختيار وجهته، لكن– يضيف- الوضع مختلف مع تركيا، خاصة أن هذه الأخيرة لديها صناعة سياحية وقادرة كدولة أن تحل مشاكلها في ظروف قياسية. وفيما لم يخف محدثنا إمكانية تغيير بعض الجزائريين وجهتهم نحو بلدان أخرى، إلا أنه أكد أن إسطنبول تشهد تقريبا تفجيرين في الشهر ولم يؤثر ذلك على سياحتها شيئا، ولا على الجزائريين الذين يقصدونها بشكل منتظم للعمل أو لأجل السياحة. وأضاف سنوسي أن تبعات التفجير الانتحاري الأخير على المطار ستتضح خلال الأيام المقبلة.

 وأوضح سنوسي أن الزبائن الذين اتصلوا بهم أمس لم يقوموا بإلغاء الحجوزات بل فقط جس النبض والاستفسار، متوقعا تكرار سيناريو تونس مع تركيا وتسجيل إقبال جزائري على السفر إلى إسطنبول بالرغم مما حصل لأن الجزائري- حسبه- عاش تجربة الإرهاب ولا يعرف الخوف، فيما أشار إلى أن أغلبية الرحلات المبرمجة هذا الصيف نحو "أنطاليا"، وهي وجهة سياحية تركية مطلوبة لدى الجزائريين في الصيف وبعيدة عن إسطنبول.

ومع فتح خطوط مباشرة هذا الصيف- يقول- فلن تؤثر هجمات إسطنبول على عطلة الجزائريين مع إمكانية تجنبهم العاصمة إسطنبول مؤقتا وتغييرها بأنطاليا، فيما توقع إنقاذ تركيا سياحتها من خلال اللجوء إلى تخفيضات في أسعار الفنادق والتذاكر.

ومن جهته، قال رئيس الوكالات السياحية الخاصة، شريف مناصرة، لـ "الشروق" إن تركيا تختلف عن الجزائر، مشيرا إلى أن ما حصل بمطار "أتاتورك" لو حدث في الجزائر لاختلف الأمر، لكن تركيا تملك حضارة، والسياحة أولوية عندها، والتجربة تؤكد أنهم استطاعوا قهر الإرهاب والمحافظة على السياح بالرغم من التفجيرات المتكررة في عدة مناطق.

وأضاف: "الحقيقة تثبت أن الجزائريين لا يخيفهم الإرهاب وليست لديهم عقدة الخوف". وأكد أن العكس سيحصل وسيكون هناك إقبال على الوجهة التركية هذا الصيف، خاصة أن الأسعار ستنخفض. 

المحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان  لـ"الشروق":

تركيا تعيش حرب استنزاف وأعداؤها يريدون ضرب اقتصادها

يشرح الكاتب والمحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان، ظروف وتداعيات العملية التي استهدفت مطار اتاتورك الدولي بمدينة اسطنبول، ويقول إن ضرب النشاط الاقتصادي سيؤثر سلبا على الأداء الحكومي، ويربط تكرر الاعتداءات في تركيا والاضطرابات الحاصلة في سوريا.

 

في أي سياق تضع العلمية الإرهابية الجديدة التي استهدفت مطار أتاتورك؟

نعيش حرب استنزاف، والحرب الآن ليست عسكرية فقط، بل ذات سياق سياسي واقتصادي، وأعداء الحكومة التركية يودون ضرب اقتصاد البلاد، لأن استقرار النظام السياسي مرهون بالنمو والتقدم في الجانب الاقتصادي، الذي يُعدُّ من أهم ركائزه النشاط السياحي، خاصة أن تركيا ليست بلدا نفطيا ولا غنية بالمواد الطبيعية، كحال دول الخليج على سبيل المثال.

"داعش" يرى في النموذج الإسلامي التركي المعتدل العدوَّ الأول له

العمليات الإرهابية التي نُفذت في عدد من المدن التركية، استهدفت القطاع السياحي بشكل كبير، الأمر الذي قلص عدد السياح الأجانب إلى تركيا، والانخفاض الذي سُجِّل لم تعرفه تركيا منذ 22 سنة.

المعطى الثاني، أن العملية استهدفت أحد أهمّ شرايين الاقتصاد الوطني، فمطار أتاتورك يمر عبره 25 مليون سائح سنويا من مختلف الجنسيات، وهذا الرقم يمكن أن يفسر حجم الأثر الذي ستخلفه العملية الإرهابية.

قراءات أخرى تقول إن تركيا تدفع ثمن سياستها في المنطقة، خاصة من الأزمة السورية بعد ما سهَّلت وصول العشرات من المتطرفين في مسعى إطاحتها بالأسد؟

المقاربة التي قدمتموها ويتداولها الكثيرون مقاربة خاطئة، تركيا لم تسهِّل وصول المتطرِّفين إلى سوريا، تركيا تقف إلى جانب الشعب السوري، وناصرت الثورة السورية، وتركيا نبَّهت إلى أن الأزمة السورية ستكون مصدر إزعاج لدول الجوار، لأنَّ النظام السوري بصدد تصدير المافيا إلى جيرانه، تركيا الآن وحدها في مواجهة الجماعات المتطرفة، خاصة تنظيم "داعش" الذي يرى في النموذج الإسلامي التركي المعتدل العدوَّ الأول له.

تركيا في منطقة جغرافية مضطربة، الأمر الذي يستدعي أخذ احتياطات أمنية خاصة لمواجهة الوضع، هل تكرر الاعتداءات في المدن التركية مرده إلى خلل في الأجهزة الأمنية؟

استعبد وجود خلل في المنظومة الأمنية التركية، نحن نعيش في بلد مفتوح، كما أننا ندفع الثمن، لأنه كما قلت نقع في منطقة من العالم تشهد حالة غليان واضطراب سواء في سوريا أو في العراق، وما يحصل لدى جيراننا في المنطقة العربية ينعكس سلبا على الداخل التركي.

أقول مجددا إننا نعيش في بلد مفتوح؛ أي أن دور المخابرات محدود، ولا يمكن أن نكون بلدا مغلقا، لكن في كلتا الحالتين سندفع الثمن، لأنه في حالة تحوُّل البلد إلى دولة مغلقة فإن الشعب التركي هو من سيدفع الثمن، واخترنا أن نكون بلدا مفتوحا فنحن كذلك ندفع الثمن، بالمحصّلة نحن ندفع ضريبة الظروف الاستثنائية الحاصلة في المنطقة.

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال