الجيش الأكثر أتاتوركية هو الذي رفض الانقلاب وأبلغ أردوغان به

أستاذ القانون والعلاقات الدولية بجامعة اسطنبول الدكتور سمير صالحة لـ"الشروق":

نشرت : المصدر جريدة الشروق الاثنين 18 يوليو 2016 09:38

في هذا الحوار، الذي أدلى به لـ"الشروق"، يكشف الدكتور سمير صالحة، أستاذ القانون والعلاقات الدولية بجامعة إسطمبول، مفارقة غريبة، وهي أن قيادات الجيش الأكثر أتاتوركية في تركيا، قد وقفت ضد الانقلاب على أردوغان بكل قوة، وأبلغته به، ما أدى إلى فشل الانقلاب في النهاية، وهو يتهم جماعة غولن بالوقوف وراءه. وينفي صالحة أن يكون حزب العدالة والتنمية، الذي يحكم تركيا، منذ عام 2002 إلى الآن، إخواني الاتجاه. وقال إن هذه الصفة أطلقها عليه الإعلام العربي والدولي فقط.

 

ما هي عقيدة الجيش التركي؟ 

الجيش التركي معروف تاريخيا بعد إعلان  الجمهورية التركية عام 1923، إنه ذو طابع علماني يساري أتاتوركي، هذا هو الذي يغلب عليه، لكن جذوره قبل تأسيس الجمهورية، أي إبان الدولة العثمانية، كان يطلق على جنوده "المحمَّديون" نسبة إلى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وكان الولاء إلى العقيدة الإسلامية، لكن بعد 1923 تكوَّن الطابع الجديد. 

المؤسسة العسكرية كانت دائما تحاول أن تقول إنها حامية الدولة التركية وإنها عند الضرورة تتحرك، وهي تحركت تحت هذه الذريعة لتنفيذ أكثر من عملية انقلابية، في أعوام 60 و70 و80.  

 

علماني يساري اتاتوركي، الدولة التركية الآن ذات طابع إخواني، ماذا عن الطابع الاخواني، ألم يتسرب إلى المؤسسة العسكرية؟

الطابع الاخواني لا أعتقد بوجوده في تركيا بمثل ما يتمّ الحديث عليه، هذا المصطلح متواجدٌ في وسائل الإعلام الدولية والعربية للأسف، العدالة والتنمية له صفته الخاصة به وهو منفتحٌ على الجميع في تركيا، العدالة والتنمية فتحت أبوابها لجميع الوافدين من إفريقيا وأمريكا وأوروبا، قيادات العدالة والتنمية ذات توجّه إسلامي، لكن يُتعمّد أن يُلصق بها الطابع الاخواني. 

 

كان لافتا  في المشاهد التي بُثت على وسائل الإعلام، أن الكثير من  العسكريين الذين نفذوا الانقلاب من الرتب الدنيا، كيف تناهى لهم المساهمة في الانقلاب ويقينهم بنجاحه، هل أوهِموا بذلك؟

لا، بداخل هذه الجماعات هنالك قياداتٌ ذات رتب عالية، وفي التقارير الأولى لما جرى هنالك 42 جنرالاً شارك في العملية، إذا كان جنرالاتٌ قد تحركوا فهذا يحتاج إلى نقاش داخل المؤسسة العسكرية نفسها، كيف تمكنت هذه الجماعات من الاختراق والتنفذ، والتخفي طيلة هذه الفترة؟ 

لطالما تحدثنا من قبل عن جيش اتاتوركي، لا بد على المؤسسة العسكرية أن تناقش المسألة فيما بينها وكيف حصل الاختراق؟ وثانيا هذه القيادات العليا حاولت أن تؤثر على العناصر الأخرى في الجيش للمشاركة في العملية، وكان هنالك سيناريو، فقد حاولت الجهة منفذة الانقلاب أن تُلحّ على الضباط الآخرين استعمال الذخيرة الحيّة، المعلومات المؤكدة أن الأشخاص الذي قاموا بهذه العملية أشخاصٌ على مستويات عليا ورفيعة. 

 

هل يمكن القول إن أردوغان قد استفاد مما حدث للرئيس مرسي، عبر إبعاد قيادات متوجَّس منها، وقرب من يثق فيهم، حتى يبعد عن نفسه شبح انقضاض العسكر عليه؟

من خلال المتابعة لما حدث، من حمى وحصّن قيادات العدالة والتنمية واردوغان هو الله سبحانه وتعالى، وثانيا اردوغان الذي تحرَّك وخاطب الأتراك عبر هاتفه الجوال، برأيي خطوة اردوغان هي المرحلة الحاسمة لإفشال الانقلاب، حيث تمَّ توجيه المسار.

قائد الجيش الأول اتصل به كما تنشر التقارير، وهو الذي ابلغه أن هنالك مخططا لمحاولة انقلابية، لأنه رفض التنسيق مع هؤلاء الأشخاص، والمعروف عن الجيش الأول أنه أكثر الجيوش العلمانية المتشددة الوفيّة لأتاتوركيتها، وقائده هو الذي اتصل باردوغان وأبلغه بتوفير الحماية له ووقف إلى جانبه، للتصدي للمؤامرة.

 

مع فشل الانقلاب وانتصار اردوغان، وإعلانه بداية تطهير البلاد ممن سماهم الخونة، هل ستشمل عملية التطهير ما يسمى "الخدمة" التي تتبع لفتح الله كولن؟

هذه الجماعة تتحرّك بالفعل على الأرض منذ 40 سنة، قرارها السيطرة على تركيا، وعلى  ومقدراتها السياسية والقضائية والعسكرية والتربوية، وتنشط في هذا الاتجاه، ونحن كـأكاديميين وسياسيين ومثقفين، كنا ندافع على هذه الجماعة، وبان توجهها خدمة تركيا حتى ترفع شأن شعبها، ولكن ثبُت على الأرض ان لها مشروعا على الأرض هو السيطرة على تركيا وقيادة البلاد وفق هذا الشكل.

الآن هنالك مراجعة على جميع المستويات في تركيا بأن هذه الجماعة مشروعها خطير على أمن واستقرار البلاد، وكما فهمنا من كلام الرئيس اردوغان ووزيره للخارجية، أنها نسّقت مع قوى خارجية، التقارير أن السلطات الأمنية والاستخباراتية والسياسية تبحث عن من كان يشارك في هذه العملية من الخارج، من شجَّع هذه الجماعة على محاولة الاستيلاء على السلطة، الذين يطالبون تركيا بحماية الديمقراطية وحقوق الإنسان وعدم الخروج عن هذه المعايير والقواعد، ثبُت أن هنالك دولا وبشكل أو بآخر يكونون وراء المحاولة الانقلابية، وهذا الأمر ليس مؤكدا وبشكل قاطع، لكن هنالك احتمالا كبيرا أن قوى إقليمية وبينها دولة عربية للأسف، وننطلق فيه من تحليلات مواقف الدول، أن أنظمة عربية لعبت ورقة هذه الجماعة لضرب استقرار تركيا.

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال