"أورشليم" بدل القدس في كتب "الجيل الثاني"!

الوزارة سحبت خارطة "الاعتراف" بإسرائيل وصحّحتها

نشرت : المصدر جريدة الشروق الجزائرية الاثنين 26 سبتمبر 2016 09:45

ما زالت فضائح "الجيل الثاني" ضمن إصلاحات وزارة التربية تتوالى، فما إن تهدأ عاصفة "خطأ" إلا لتندلع أخرى، واللافت للنظر، أن الهفوات تتناول مواضيع في غاية الحساسية، لارتباطها بمقومات الأمة وثوابتها، مثل عناصر الهوية الوطنية وفلسطين، ما يكرّس الاعتقاد لدى ناقديها بأنها بفعل فاعل، في وقت تتبرأ الوصاية من تداعياتها، مؤكدة أنها من زلّات دور النشر!

"خطأ" جديد هذه المرّة، يزيد الطين بلّة على "خطيئة" إسرائيل التي لا تغتفر، التي حوتها كتب المدرسة الجزائرية لأول مرة على خريطة الجغرافيا، مع أنّ البلاد ثابتة في رفضها للتطبيع مع الكيان الصهيوني تحت أي شكل، فقد ثبّت كتاب  التاريخ المقرر على تلاميذ السنة أولى متوسط  اسم "أورشليم" على خريطة فلسطين عوض الإشارة إلى مدينة القدس العتيقة، والتي وردت في الأسفل بين قوسين، أي أنها، برأي مصمّمي الكتاب، تسمية طارئة على المنطقة وليست أصلية!

ومع أنّ الخريطة فعلا كانت مدرجة ضمن درس تاريخي يتناول موضوع الحضارات القديمة في المشرق، لكن القدس هي الأصل في نسبة المدينة، وإطلاق "أورشليم" على موضع المنطقة في الخريطة، يكرّس بلا شكّ في وعي الناشئة مزاعم الصهاينة بأحقيتهم الموهومة في عاصمة فلسطين الأبدية!

ذلك أنّ مدينة القدس يعتبرها المسلمون و العرب والفلسطينيون عاصمة دولة فلسطين المستقبلية، كما ورد في وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطينية التي تمت في الجزائر بتاريخ 15  نوفمبر سنة 1988 ، كون أجدادهم اليبوسيين تاريخيا، أول من بنى المدينة وسكنها في الألف الخامسة قبل الميلاد، فيما يسعى الكيان الصهيوني لجعلها عاصمته الموحدة، إثر ضمّه الجزء الشرقي من المدينة التي احتلّها في أعقاب نكسة 1967، بحجّة أنها عاصمتهم الدينية والوطنية لأكثر من 3000 سنة، مثلما يدّعي اليهود، بينما لا تعترف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتعتبر القدس الشرقية جزءا من الأراضي الفلسطينية، وترفض الإقرار بضمّها للأراضي المحتلّة.

وفي سياق متصّل، رصدت "الشروق" في كتاب "اللغة العربية" المقرّر على تلاميذ السنة أولى متوسط، خطأ آخر مثيرا للاستغراب، إذ يشير الفهرس لوجود نصّ لشيخ المؤرخين الجزائريين العلامة أبو القاسم سعد الله رحمه الله، بعنوان "الاستكشافات العلمية"، لكن المفاجأة الغامضة هو أنّ صلب الكتاب لا يحتوي على المقال المذكور آنفا!

طبعا الخطأ الفنّي في مثل هذه الحالات وارد، لكن اسم الرجل الكبير في الحقل العلمي التاريخي والأدبي، ومساره الفكري ومواقفه المتعلقة بقضايا الهوية، تجعل، برأي مراقبين، الأمر مُريبا ومُثيرا للشكوك، خصوصا في ظلّ الجدل القائم بشأن "إصلاحات الجيل الثاني" التي أبانت حتى الآن عن "انزلاقات" خطيرة، ما يجعل فرضية حذف "النص وصاحبه" أثناء مراجعة لجان القراءة احتمالا واردا جدّا أيضا، لكن مصّمم الكتاب نسي تعديل الفهرس الأوّلي، ليبقى الأثر شاهدا على أن "سعد الله" قد ذهب ضحية الأدلجة المحمومة للمدرسة!

وتبقى هذه "الأخطاء" الغريبة عيّنات جزئية، في انتظار ربّما اكتشاف المزيد من "الخطايا" مستقبلا، ما يعني أنّ موجة الغضب التي واجهت كتب "الجيل الثاني" لن تهدأ قريبا، ولن تفلح وزيرة القطاع في امتصاص الصدمة باستقبال وفود عن المعارضين لإصلاحاتها "المشبوهة".

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال