وكانت مهمة الدكتورة فريدة في مساعدة الأطفال الرضع الأبرياء، الذين يولدون في مستشفى تنقصها الكثير من الإمدادات والمواد الغذائية والمياه النظيفة في المدينة السورية التي تعرضت للدمار، وكانت تمشي كل يوم إلى عملها، وتصحب معها ابنتها البالغة من العمر ثمانية أعوام، إلى المدرسة التي تتعرض للقصف المستمر، إذ إن ذهاب الطفلة إلى تلك المدرسة كان بمثابة حكم الإعدام، ومع ذلك رفضت الدكتورة فريدة الاستسلام، وخلال لقائها مع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قالت الدكتورة فريدة: "عملي هو روحي، ولا يمكنني أن أعيش بدون رؤية المواليد الصغار، ولا يمكنني التوقف لأصبح أما تقليدية أعمل في المطبخ".
تساعد يوميا على ولادة ما يتراوح بين 10 إلى 15 طفلا
وتساءل العديد من الناس، لماذا بقيت الدكتورة فريدة تعيش في مكان لا تطبق فيه أية قوانين حربية، إذ إن المدارس والمستشفيات تعرضت للقصف، إضافة إلى منع دخول المساعدات، وعلى عكس ملايين السوريين الذين فروا، تعتقد الدكتورة فريدة أن وظيفتها مهمة جدا، بحيث تمنعها من المغادرة، وقالت إنها ساعدت يوميا على ولادة ما يتراوح بين 10 إلى 15 طفلا، ويواجه هؤلاء الأطفال حديثو الولادة، مستقبلا صعبا، وكثير منهم لن يعرفوا شيئا عن آبائهم، بل إن بعضهم قد يصبح أحد ضحايا الحرب الدامية الدائرة هناك، لكن صرخاتهم الأولى والابتسامات التي اعتلت وجوه أمهاتهم، دفعت الطبيبة فريدة إلى البقاء، والعمل في شرق حلب.
رفضت العمل في قطر ودبي من أجل أطفال حلب
تقول الدكتورة فريدة، مشيرة إلى قوات الرئيس الأسد: "إنهم يريدون إيقاف الحياة في حلب، إنهم يريدون إخراج الجميع من حلب، فإذا توقفت الرعاية الصحية للنساء فسيغادرن المدينة، وعندما تغادر النساء سيذهب الرجال معهن وفي النهاية تصبح المدينة فارغة"، وتوضح قائلة "طلب مني أصدقائي في دبي وقطر، أن أذهب إليهم، وحينها سأكون طبيبة عادية، لكنني فضلت مساعدة الناس في حلب، فأنا مختلفة هنا ولدي قيمة، وكان علي أن أساعد الناس بعلمي ومعرفتي، ولا أريد أن أكون مثل أي طبيب آخر، فالطائرات تقصفنا يوميا، ولا أحد يستطيع مساعدتنا"، ووصفها زملاؤها بأنها "أقوى من ألف رجل" وهو الوصف الذي يجعلها تضحك.