حزن شديد، بكاء وأسى بالقاعة الشرفية على فراق الضحيتين في الاعتداء الإرهابي الجبان الذي استهدف المركز الإسلامي بإقليم الكيبيك الكندية.. هكذا استقبل عائلات المغدور بهما عبد الكريم حسان وبلقاسمي خالد، اللذين وصل جثمانهما صباح السبت، بمطار الجزائر الدولي.
.. الساعة كانت تشير إلى الساعة صباحا، حيث بدأ يتوافد أفراد عائلتي ضحيتي الاعتداء الإرهابي الذي راح ضحيته ستة أشخاص من بينهم جزائريان، كانت مظاهر الحزن والأسى بادية على مُحيا عائلتي الضحيتين ممن قدموا إلى مطار الجزائر الدولي لاستقبال الجثمانين.. لحظات بعد ذلك يتوجه ذوو الضحايا وإطارات من وزارة الخارجية نحو ساحة المطار لاستقبال جثماني الفقيدين المسجيين بالعلم الجزائري، أين ألقى الإمام دعوات بالرحمة لهما.
الصدمة على لسان العائلة
.. اقتربنا من شقيقة زوج الضحية بلقاسمي خالد التي كانت في شدة التأثر لمعرفة أكثر تفاصيل حول حياة الضحية وعلاقته بالعائلة وظروف وملابسات الحادث، فذكرت أنهم كانوا يقومون بأشغال المنزل بشكل عادي، حيث علموا بوقوع هجوم إرهابي على مسجد في إقليم الكيبيك بكندا عبر التلفزيون، ومن بين الضحايا جزائريان، حينها تسرب القلق إليهم، ما دفعهم إلى الاتصال بابنة الضحية البالغة من العمر 27 سنة والتي أكدت لهم أنه أضحى في عداد الموتى، لتضيف محدثتنا "لقد كان هذا الخبر بمثابة الصاعقة التي ألمت بالعائلة".
وتطرقت محدثتنا إلى جوانب من حياة الضحية وهو أب لثلاثة أبناء، بعدما تزوج شقيقتهم سنة 1983، واستقر به المقام بكندا، بما أنه كان يشتغل أستاذا بالجامعة، منوّهة بخصاله الطيبة وأخلاقه الحميدة، حيث كان لا ينقطع عن زيارته أهله سنويا، ويعتبر الابن الأكبر للعائلة، مشيرة أن والدته البالغة من العمر 84 سنة تأثرت كثيرا لفراق ابنها.
برمج زيارة إلى الوطن فعاد في تابوت
من جهته، أفاد عبد العزيز حسان الشقيق الأكبر للضحية الثاني عبد الكريم حسان البالغ من العمر 42 سنة، أن خبر فقدان ابنهم نزل كالصاعقة على أفراد العائلة، منوها بخصال الضحية الذي قال بشأنه إنه معروف بتواضعه ووطنية والتزامه بالإسلام المعتدل الذي يدعو إلى التسامح، مقدما شكره لكل من تضامن مع العائلة في مصابها.
وأكد قريب المرحوم سعدي أحمد محند أن عبد الكريم كان دائم التواصل مع أفراد عائلته، منذ مغادرته نحو الأراضي الكندية في 2009، مشيرا أن الضحية كان ينوي زيارة الجزائر في الصائفة المقبلة، إلا أن القدر شاء له أن يموت ويدفن بوطنه، وأضاف "عبد الكريم المهندس خريج جامعة باب الزوار..على الرغم من انه كان يشتغل منصبا مهما بالحكومة الكندية إلا انه كان يأخذه دائما الحنين للعودة للاستقرار في الوطن".
الأمين العام لوزارة الخارجية:
"نندد بالإرهاب المقيت.. وعلى جاليتنا أخذ الحيطة والحذر"
ندد الأمين العام لوزارة الخارجية حسان رابحي بالهجوم الإرهابي الذي تعرض له مسجد في إقليم الكيبيك، داعيا أفراد الجالية إلى التحلي بمزيد من الحيطة والحذر والتضامن فيما بينها. وعبر الأمين العام لوزارة الخارجية الذي كان في استقبال جثماني ضحيتي الاعتداء الإرهابي بكندا، تنديده بـ"الإرهاب المقيت"، داعيا المجموعة الدولية إلى التصدي لآفة الإرهاب، كما وجه دعوة للمجموعة الدولية لتفعيل الحوار بين الحضارات. وأبدى المتحدث تضامنه مع ضحايا الاعتداء راجيا من الله تعالى أن يتغمدهما بالرحمة والمغفرة.