أثار قرار استبدال أكياس الحليب البلاستيكية بعلب كارتونية، الإثنين، حالة استنفار واسعة بالملابن ووحدات إنتاج الحليب، وحتى داخل مجمع "جيبلي"، بعد أن ثبت أن الإجراء الذي يرتقب أن يدخل الخدمة مرحليا بداية من مارس، وبصفة كلية من بداية رمضان المقبل، سيكلف الحكومة 6300 مليار سنتيم سنويا.
وستكون هذه الأخيرة أمام خيارين لا ثالث لهما: إما رفع سعر علبة الحليب، بعدما تم تسقيفها قبل عقود عند حدود 25 دج للكيس، وقد يصل سعر اللتر من هذه المادة الأساسية إلى 80 دج للعلبة، أو أن تتحمل الخزينة العمومية عبء التكاليف الإضافية.
وحسب مصادر "الشروق"، فقد أثار قرار استبدال الأكياس البلاستيكية بالعلب الكرتونية من طرف مجمع الحليب "جيبلي" ،الإثنين، بلبلة وسط المتعاملين والناشطين في القطاع، بحكم أن العملية ستكلف المجمع 6300 مليار سنتيم إضافية سنويا، في وقت لم يتم الفصل فيما إذا كانت الخزينة ستتحمل هذا العبء المالي الجديد، أم إن سعر علبة الحليب سيرتفع عن 25 دينارا، ليثقل بذلك كاهل قدرة المواطن الشرائية.
ووفقا لنفس المصادر، فإن علبة الحليب الجديدة التي سينتجها مجمع جيبلي، انطلاقا من مواد أولية مستوردة من المتعامل "تيتراباك"، السويدي، ستكلف 30 دينارا للوحدة، وتضاف إلى ثمن اللتر الواحد من الحليب المقدر بـ5 دينار لتصل تكلفة العلبة مملوءة إلى 35 دينارا، من دون احتساب تكاليف النقل والتوزيع والتسويق، وهو ما سيجعل بيع لتر واحد من الحليب بـ25 دينارا أمرا مستحيلا، وستكون السلطات مضطرة إما لرفع سعر لتر الحليب، وهو ما من شأنه أن يتسبب في احتجاجات واسعة، وبتوزيع 5 ملايين لتر حليب يوميا، من طرف مجمع جيبلي، سيكلف الإجراء سنويا ما لا يقل عن 6300 مليار سنتيم، ويوميا 175 مليون دينار، وهو مبلغ ضخم، يطرح العديد من التساؤلات، عن سبب لجوء مجمع "جيبلي" إلى هذه الصفقة.
ووفقا لتحريات "الشروق"، فقد اقتنى "جيبلي" تجهيزات تعادل 14 مليون أورو، ممثلة في 15 آلة لإنتاج العلب الكرتونية بدل أكياس الحليب، تم تنصيبها عبر كافة وحدات المجمع الـ15، ويعادل سعر الجهاز الواحد 900 ألف أورو، في وقت سبق وأن استلمت العديد من الشركات هذه التجهيزات مجانا، مقابل التموين بالكرتون والبوليتيلان الموجه لإنتاج العلب من الشركة نفسها، وهي شركة "تيتراباك"، الأمر الذي يثير الاستفهام عن سبب إبرام صفقة من هذا النوع، وهدر هذا المبلغ الطائل لاقتناء التجهيزات، التي ستكون في المرحلة الأولى قادرة على إنتاج 50 ألف علبة يوميا.
إنتاج علب الحليب الكارتونية بنفس مكونات الكيس البلاستيكي
وتحدثت بعض الأطراف عن أمراض تسببها أكياس الحليب البلاستيكية، التي تعوّد الجزائريون على استهلاكها منذ ما يقارب النصف قرن، في وقت تؤكد الأبحاث أن العلب الكارتونية تتألّف من نفس مكونات الكيس وهي مادة البوليتيلان، يضاف إليها غراء "calle chaoule formal olehyde" ، وهو مادة سامة من شأنها الإضرار بصحة المستهلك، في حال تسربها عبر الطبقة الأخيرة لتمتزج بمادة الحليب.
كما تؤكد المصادر ذاتها، أن الدول الوحيدة التي تعتمد اليوم علب الحليب بدل الأكياس، هي الدول الاسكندينافية، في حين لا تزال دول أمريكية وآسيوية والصين والهند وجنسيات أخرى تستعمل أكياس الحليب البلاستيكية، نظرا لانخفاض سعرها، مقارنة مع الكارتون.
وحذر المصدر، من تعامل وزارة الفلاحة، مع متعامل واحد، يمارس الاحتكار في السوق الدولية وهو "تيتراباك"، في وقت يتعامل "جيبلي" اليوم مع 7 منتجين للأكياس البلاستيكية، كما يتسنى له التمون بالكارتون من متعاملين محليين، بدل استيراده من السويد، وهو ما يندرج في خانة نزيف العملة الصعبة.