طمأن رئيس قسم الوقاية ومكافحة الحرائق بالمديرية العامة للغابات، رشيد بن عبد الله، باستقرار الوضع والخروج من دائرة الخطر، لاسيما بعد تساقط الأمطار بالجهة الشرقية، خلال الأسبوع المنقضي، التي ساعدت على إخماد النيران التي اجتاحت العديد من الولايات لاسيما بالجهة الشرقية التي شهدت حرائق جد مهولة أتت على الأخضر واليابس، فيما بلغت الحصيلة المسجلة إلى غاية أول أمس الخميس، إتلاف ما يقارب 32 ألف هكتار.
وأوضح ذات المسؤول، في تصريحات لـ"الشروق"، الجمعة، أن المديرية العامة للغابات ستتخذ، من دون شك، إجراءات جديدة لتعزيز آليات الوقاية ومكافحة الحرائق، لعدم تكرار سيناريو السنة الحالية، التي عرفت تسجيل حرائق مهولة، بغض النظر عن المتسبب الرئيس في نشوبها، مؤكدا أن تخصيص الحكومة لغلاف مالي وتدعيم المديرية العامة للغابات بعتاد وتجهيزات وحتى فتح باب التوظيف، من شأنه أن يعزز منظومة وآليات مكافحة الحرائق، لاسيما فيما يتعلق بعمليات التدخل الأولي لأعوان محافظات الغابات .
وواصل المصدر، في سياق مغاير، أن معظم الشكاوي المرفوعة من قبل محافظات الغابات إلى وكلاء الجهورية، سواء ضد مجهولين أم أشخاص ضبطوا في حالة تلبس، مرتبطة بالحرائق التي شهدتها الجهة الشرقية من الوطن، وعلى وجه الخصوص تيزي وزو والطارف وسوق أهراس وعنابة، موضحا أن نشوب وانتشار بعض الحرائق في ظرف وجيز أثار العديد من الشكوك، فمثلا شهدت بعض ولايات الوطن تسجيل أزيد من 30 حريقا في وقت واحد، وهو ما يعزز فرضية اشتعالها بفعل فاعل.
أما بخصوص حصيلة الخسائر المسجلة، أوضح ذات المصدر أنه على عكس السنتين الماضيتين، فإن حصيلة هذه السنة تشير إلى أن ولايات الجهة الشرقية من الوطن الأكثر تضررا واحتلت المرتبة الأولى من حيث عدد الحرائق والخسائر المسجلة، وذلك بفعل الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة وندرة تساقط الأمطار، فيما يبقى العامل البشري، بطريقة أو بأخرى، السبب الرئيس في نشوب وانتشار الحرائق .
وبلغة الأرقام، سجلت مصالح المديرية العامة للغابات، منذ الفاتح جوان إلى غاية يوم الخميس، 2121 حريق أتى على ما يقارب 32 ألف هكتار من المساحات الغابية والأحراش والحشائش، من بينها أزيد من 15 ألف هكتار غابات، فيما أتلفت موجة النيران الأسبوع المنقضي، أي الفترة الممتدة ما بين 10 و16 أوت، 186 حريق وإتلاف ما يفوق 1900 هكتار .
أما من حيث عدد الولايات الأكثر تضررا، فقد سجلت ولاية سكيكدة إتلاف ما يقارب 6 آلاف هكتار، تليها ولايتا بجاية وقالمة بأزيد من 5 آلاف هكتار، وكل من تيزي وزو وعنابة والطارف بأزيد من ألفي هكتار في كل ولاية .