عالجت محكمة الجنايات بمجلس قضاء البويرة، الأحد، القضية المعروفة بقضية سفاح البويرة الذي قتل شقيقه رفقة 3 افراد من عائلته بدم بارد بواسطة بندقية صيد في سلسلة جرائم نفذها تباعا على مدار أسبوع شهر جوان الفارط، حيث حاول المتهم خلال مجريات الجلسة التحجج بظلم شقيقه له وتسلطه، إلا أن الشهود أنكروا ذلك، مما دفع النيابة إلى التماس عقوبة الإعدام في حقه.
ومثل نهار الأحد المتهم وبطل القضية التي هزت الشارع الجزائري شهر جوان الفارط أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء البويرة كأول قضية تعالجها في الدورة، حيث تعود حيثياتها إلى 11 جوان من السنة الفارطة وخلال شهر رمضان، أين أقدم المتهم "ب.أعمر" 65 سنة على ارتكاب جريمة قتل بواسطة بندقية صيد كان يحوزها في حق زوجة شقيقه رفقة ابنها وابنتها داخل منزلهما العائلي الواقع بقرية معضي التابعة لبلدية تاغزوت شرق البويرة، وذلك على خلفية نزاع قديم متجدد بينه وبين شقيقه حول ممر ترابي بالمنطقة، حيث فر الجاني مباشرة نحو الغابة بعد ارتكابه للجريمة بدم بارد ووسط تهديدات بتصفية باقي أفراد العائلة، وهو ما نفذه بعد أقل من أسبوع فقط رغم تشديد البحث عليه ومراقبة المنطقة من طرف مصالح الدرك الوطني، حيث باغت شقيقه "ب.عبد القادر" صاحب 74 سنة ذات صباح بعد ترصده لمدة فاقت 10 ساعات ليرديه قتيلا على الفور برصاصتين على مستوى الوجه، ثم فر هاربا مجددا، الأمر الذي دفع بالمصالح الأمنية إلى تكثيف عملية المراقبة والبحث فضلا عن تتبع مكالمات أولاد الجاني، وهو ما مكن من التعرف على مكان تواجده والقبض عليه بعد مدة من التعقب، مما أنهى مسلسل الرعب الذي خيم على المنطقة بكاملها.
وخلال التحقيق معه، وأثناء مثوله أمام المحكمة، حاول المتهم إرجاع دوافع جريمته إلى الظلم الذي سلط عليه من طرف شقيقه منذ ما يفوق 30 سنة بعد عودته من فرنسا، حيث خلق تسلطه عليه كما قال بغضا كبيرا في داخله زادت حدته بعد منعهم له من المرور إلى مسكنه العائلي يوم ارتكابه للجريمة الأولى، هذه الرواية أنكرها الشهود الذين حضروا المحاكمة، حيث أكدوا أن المتهم يتحلى ببغض كبير تجاه شقيقه، رغم أن هذا الأخير لم يمارس عليه أي ظلم أو تسلط وإنما طبعه كذلك، حيث كان في خلاف دائم مع عائلة شقيقه التي فقدت 4 من أفرادها. لتلتمس النيابة في حق المتهم بعد السماع له رفقة الشهود ودفاع الطرفين عقوبة الإعدام بتهمة القتل العمد وبعد الترصد والإصرار، في انتظار المداولة في القضية والنطق بالحكم في قضية أكثر دموية في تاريخ المنطقة.