وقد أصبحت هذه القرارات مجرّد حبر على ورق. يأتي هذا بعد أن تم طيّ صفحة الخلاف بينه وبين روراوة، كما تم الاتفاق على مغادرته بعد نهاية كأس العالم، وهو ما يعني أن "الفاف" ستكون مجبرة على البحث عن مدرب آخر وربما من الآن، ولو أن هذا الأمر لن يقلق تماما الفرانكو – بوسني، لأن ما تغيّر هذه المرة أنه هو من قرّر المغادرة في نهاية عقده يوم 31 جويلية، ما يفرض بطريقة آلية إيجاد خليفة له.
سأل عن العقوبات المالية والجواب أن عليه أن ينسى كلّ ما يتعلق بالخلاف
وقد بادر وحيد حليلوزيتش إلى الاتصال الهاتفي الذي جمعه صبيحة أمس بالعضو الفاعل في "الفاف" وليد صادي، عن صحة الأخبار التي تتداول إعلاميا عن معاقبته بغرامات مالية، فجاء الجواب مباشرة أنه عليه أن ينسى أصلا أن هناك خلافا بينه وبين الاتحادية، وهو ما أراح كثيرا المدرب الوطني وجعله يتأكد أنه توجد فعلا نية صريحة من "الفاف" لطيّ المشكل الذي كبر بسبب التصريحات الصحفية، إلى درجة توقّع البعض أنه لن يحل سوى بمغادرة المدرب مقالا، أو مستقيلا أو بالتّراضي.
سيحضر "المونديال" ويغادر بطريقة حضارية
وسيحقق وحيد حليلوزيتش حلمه بالمشاركة كمدرب في نهائيات كأس العالم لأول مرّة في مشواره التدريبي الذي يمتدّ إلى 24 سنة، ومن يريد أن يضيّع مناسبة كهذه؟، خاصة هو بما أنه تعب كثيرا لأجل بلوغ الهدف بعد 30 شهرا من العمل المتواصل، في وقت تصوّر ربما أن ما كان يكتب عن اتصالات بمدربين مثل "تراباتوني"، معناه أن الطلاق قد اقترب، لكن اتصالا هاتفيا يوم أمس جعله يتقنع أنه سيكون حاضرا في نهائيات كأس العالم البرازيل، وسيغادر بعد ذلك بطريقة حضارية وإنسانية، عكس ما وقع له في منتخب كوت ديفوار، أين أبعد خلال قبل 4 أشهر من النهائيات بطريقة لا زالت تحزّ في نفسه.
اتصالات "الفاف" بمدرّبين آخرين لن تقلقه لأنه هو من اختار المغادرة يوم 31 جويلية
وبناءً على جوابه يوم أمس، فإن اتصالات "الفاف" بمدربين آخرين لأجل خلافة حليلوزيتش لن تقلق الأخير، بعد أن تأكد أن "الفاف" وافقت على مقترحه وهو البقاء إلى غاية نهاية عقده، أي المشاركة في المونديال ثم المغادرة، ما يعني أنه كان الرابح الأكبر لأنه حقّق ما يريده، وبالتالي فلم يعد أيّ شيء يزعجه بما في ذلك الاتفاق مع ناخب وطني جديد لتسلّم مقاليد الأمور بعد المونديال، خاصة أن الجميع يعرف أن الوقت ضيّق والجزائر ستكون على موعد مع بدء تصفيات كأس إفريقيا 2015 في شهر سبتمبر.
"الفاف" لن تعمد إلى استفزازه بأيّ مدرب وستتحلّى بالسرّية في مفاوضاتها
وفضلا عن ذلك في العلاقة بين الطّرفين، فإن "الفاف" مستقبلا لن تعمل على استفزاز مدرّبها بأي طريقة كانت، فالعقوبات ألغيت، كما أنها لن تعمد على تسريب أسماء مدرّبين إلى وسائل الإعلام، على أساس أنه يحتمل أن يكونوا محله في العارضة الفنّية لـ "الخضر"، بما أن ذلك ليس من مصلحة المنتخب الوطني، بل ستعمل على تحفيزه حسب ما أكّده لنا مصدر موثوق لبلوغ الدّور الثّاني. كما أشار ذات المصدر أنها ستعمل على موضوع خليفته بسريّة شديدة احتراما له، وإن كانت مسألة استخلافه بمدرب آخر لن تزعجه في كلّ الحالات، بما أنه هو من قرّر الرّحيل.
كلمات دلالية :
المنتخب الوطني،