أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن طاقم الطائرة الإسبانية المستأجرة من قبل الجوية الجزائرية يكون قد اتصل مع برج المراقبة قبل اختفاء الطائرة بلحظات لم تتعد 3 دقائق، وكان آخر ما قاله قائد الطائرة لطاقمه: "التراجع والعودة"، قبل أن يوجه نداء استغاثة إلى برج المراقبة MD83.
وأكد لوران فابيوس، أول أمس، في ندوة صحفية، أنه بعد هذا لاتصال من قائد الطائرة التابعة لسويفت أير الإسبانية، والذي طلب العودة إلى مطار بوركينا فاسو بعدما قرر تغيير مسار الرحلة نظرا إلى سوء الأحوال الجوية، اختفت مباشرة ولم يعثر عليها إلا وهي محطمة في منطقة "غوس" شمال مالي.
وقال فابيوس، خلال تصريحه: "كل الفرضيات سيتم التحري فيها في إطار التحقيق الذي تم فتحه، لكن الشيء المؤكد، حسب التحقيقات الأولوية، أن السبب الرئيسي لتحطم طائرة الجوية الجزائرية AH5017 التي كانت تقل 116 راكبا، يعود الى الأحوال الجوية التي سادت ليلة الحادثة"، مؤكدا إطلاق طاقم الطائرة لنداء استغاثة وضرورة تغيير للمسار إلى برج المراقبة MD83، قبل أن ينقطع الاتصال.
6 مهندسيين وتحاليل العلبتين السوداوين والتحقيق يستغرق 4 أسابيع
ومن جهته أكد وزير النقل الفرنسي، فريدريك كوفيلييه، أن التدقيق ومعاينة المعطيات الكاملة للعلبتين السوداوين التي وصلتا إلى فرنسا، أول أمس، سيستغرق 4 أسابيع، وقال إنه "تم تعيين وتكليف 6 مهندسيين محترفين من مكتب الدراسات والتحاليل الفرنسي المختص في الحوادث "BEA"، وكلف بالعمل للكشف عن الأسباب الرئيسية لتحطم الطائرة".
فيما أعلن قائد أركان الجيش الفرنسي "بيير دو فيليي"، خلال نفس الندوة الصحفية أن الظروف المناخية في منطقة سقوط الطائرة كانت جد صعبة، وأن شمال مالي وبالضبط منطقة "غوس" التي شهدت عواصف شديدة، أدت إلى وقوع أضرار كبيرة، زد على ذلك الحرارة المرتفعة وسوء الرؤية بسبب الزوابع الرملية مما صعب مهمة 200 عسكري فرنسي في الوصول إلى مكان الحادثة. وأشار إلى "أن الوصول إلى أقرب مدينة من مكان الحادث يستغرق أزيد من 8 ساعات".
واستبعد المسؤول فرضية العطب التقني في الطائرة، واستدل بإعلان هيئة الطيران الفرنسي أن هذه الطائرة تم إخضاعها للرقابة والفحص التقني قبل ثلاثة أيام فقط من الحادث، وذلك في مدينة مرسيليا الفرنسية، وهو ما يؤكد أن الطائرة كانت تستوفي كل معايير السلامة.