استنكرت شركة الخطوط الجوية الجزائرية، الاتهامات التي وجّهت إليها في الفترة الأخيرة من قبل الرأي العام والإعلام، واعتبرت الحوادث المتكررة التي توالت عليها عادية ولا تصنع الاستثناء، بما فيها الحادثة التي وقعت أمس في مطار هواري بومدين إثر اصطدام طائرتين كانتا فارغتين لحسن الحظ ولم تسفر عن خسائر كبيرة، متهمة أطرافا داخلية بمحاولة ضرب الشركة لصالح أطراف أجنبية.
وكشف مصدر من الجوية الجزائرية لـ”البلاد”، أن “التكالب” الإعلامي على حد وصفه والاتهامات التي تهدف حسبه إلى ضرب الشركة، خطوات غير مبررة ولا محسوبة، مؤكدا بأن حادثة اصطدام الطائرتين أمس أمر عادي لا يستحق الوقوف عنده، موضحا بأنه جرت العادة أن يقع اصطدام بين الطائرات في الرواق المخصص لها حتى بالنسبة إلى الطائرات الأجنبية، وأضاف بأن الطائرتين كانتا فارغتين كما لم تسجل أي خسائر مادية تعيق عملية الطيران، واعتبر في المقابل، أن الاهتمام الزائد بما يتعلق بالجوية الجزائرية ينمّ عن مخطط خطير يهدف حسبه إلى ضرب الشركة ودفعها نحو الخسارة من خلال زرع المخاوف في صفوف زبائنها وإيهامهم بوجود خطر على حياتهم، خصوصا بالنسبة إلى الأطراف التي تتحدث عن اعتماد الشركة على أسطول قديم لم يعد صالحا للاستعمال.
وفي السياق، أوضح المصدر ذاته، أن هناك أطرافا داخلية تسعى إلى تصفية حساباتها الضيقة من خلال التحالف مع أطراف أجنبية، هذه الأخيرة التي تسعى إلى الضغط على الجزائر لإرغامها على فتح مجالها الجوي دون قيد أو شرط، وهو ما ترفضه السلطات، ولم تجد بديلا آخر عن استهداف سمعة الجوية الجزائرية وإثارة البلبلة حولها معززة موقفها بالحوادث التي وقعت في الأشهر الأخيرة، والتي كانت مجرد صدفة يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم، وهي النظرية ذاتها التي تحدث عنها وزير النقل عمار غول، عندما أكد أن المنافسة هي السبب الوحيد وراء الاتهامات التي تطال الخطوط الجوية الجزائرية، في إشارة إلى أن الشركة الوطنية أصبحت تشكل منافسا قويا لكبرى الشركات الأجنبية، مما دفعها إلى إطلاق الإشاعات حولها.
وليست المرة الأولى التي تعيش فيها الجوية الجزائرية أسوأ مراحلها، ففي 2010 و2011، تصدرت الشركة صفحات الجرائد، وأصبحت حديث العام والخاص بسبب الإخفاقات المتكررة لها على خلفية الإضرابات التي شنتها النقابات آنذاك، والتي تسببت في إلغاء عديد الرحلات التي لقيت استنكارا كبيرا من قبل المسافرين، إلى جانب صراعات أخرى داخلية لم يكشف عنها رسميا، انتهت في الأخير باستبعاد الرئيس المدير العام للشركة آنذاك وحيد بوعبد الله، بسبب فشله في إدارة الأزمة، واستبداله بمدير شركة طاسيلي للطيران محمد صالح بولطيف، فهل سيكون الحل هو نفسه هذه المرة، وسط وجــــود مؤشــــرات بوجــــود بولطيف في مــــوقف لا يحســــد عليـــه؟
كلمات دلالية :
الجوية الجزائريـة