موقع "الفيفا" يشيد بلاعب الوفاق يونس وينقل تطلعاته في "الموندياليتو"

دخل وفاق سطيف الجزائري تاريخ الكرة الجزائرية من بابه الواسع بعدما بات أول فريق يهدي الكرة الجزائرية لقب دوري أبطال إفريقيا بنظام البطولة الجديد الذي انطلق 1997، بعد تعادله على ملعب "مصطفى تشاكر" في مدينة البليدة أمام فيتا كلوب الكونغولي بنتيجة هدف لمثله في مباراة الإياب، ليحرز لقبه الثاني بعد 1988 ويهدي بلاده التاج القاري للمرة الأولى منذ 24 عاماً.

ولم يكن لوفاق سطيف أن يصعد إلى منصة التتويج لولا لاعبه سفيان يونس صاحب الهدف الوحيد في النهائي والذي مر بالفريق إلى بر الأمان، وقد شرح يونس لموقع FIFA.com أهمية هذا الهدف قائلاً "إنه هدف تاريخي لن أنساه مهما حييت وأن يخرج الآلاف من الشعب الجزائري إلى الشوارع احتفالاً بالنصر فهذا قمة الشرف. إنه أغلى هدف في مشواري كلاعب، لكن الهدف جاء بصناعة الجميع الكل ساهم في هذا الهدف أنصار ومدرب وإدارة ولاعبين. الحمد لله أضفت لقباً آخر إلى خزينتي من الألقاب بعد كأس الجزائر وكأس السوبر".

وأضاف: "لقد لعبنا النهائي في يوم عزيز على الجزائريين فذكرى ثورة التحرير عزيزة على الجميع، لذلك كان الهدف والتتويج أفضل هدية لهذه الذكرى وللكرة الجزائرية".

مشوار مثالي
أخرس أداء سفيان يونس في دوري أبطال أفريقيا العديد من النقاد الذين وصفوا تعاقد الفريق معه في مرحلة الإنتقالات الصيفية الماضية بالإنتداب الفاشل. ومنذ جوان الماضي واللاعب يحمل قميص وفاق سطيف بعد تجارب عديدة في مجموعة من الفرق الجزائرية أبرزها مولدية الجزائر وشبيبة القبائل.

وقد نجح يونس في أن ينسجم مع المجموعة بسرعة، وشكّل واحداً من الجنود الأكفاء في كتيبة النادي الجزائري في مشوراه الأفريقي. وعن مشواره مع وفاق سطيف في دوري أبطال أفريقيا قال سفيان "حاولت أن أثبت للجميع أنني لاعب ممكن أن يعول عليه وهو ما كان. وضع المدرب خير الدين ماضوي ثقتي بي وأنا كنت أهلاً لهذه الثقة".

وقد برّر المنتقدون تعاقد وفاق سطيف مع يونس إلى سنه الكبير فاللاعب يبلغ من العمر 32 سنة، لكن في الملعب كان يبدو أنه لاعباً في العشرينيات. وعن عامل السن تحدّث قائلاً: "نعمت بشباب آخر مع سطيف عبر المشاركة في دوري أبطال أفريقيا. حلم كل لاعب أن يشارك في هذه البطولة فهي منافسة عريقة وتحظى بمتابعة كروية سواء في أفريقيا أو في أوروبا، ولذلك كنت أجّد في التدريبات والمباريات الرسمية لإخراس النقاد".

وبالفعل أبان سفيان عن علو كعبه وعلت أسهمه بفضل أهدافه الأربعة في البطولة الأفريقية، والتي وصفت جميعها بالحاسمة. ففي مرحلة المجموعات كان هدفه في مرمى أهلي بنغازي الليبي في آخر دقيقة من عمر المباراة، بمثابة هدف التأهل الرسمي إلى المربع الذهبي، وفي دور النصف النهائي أمام تي بي مازيمبي الكونجولي سجل ذهاباً وإياباً، وبسببه وضع وفاق سطيف قدمه في النهائي، وعن هذه المباراة كشف قائلاً "أن تسجل ذهاباً وإياباً في شباك تي بي مازيمبي فهذا إنجاز. هدفي في الإياب يحمل نكهة خاصة وأعتبره حبل النجاة للبقاء في المنافسة الأفريقية، فقد كنا قاب قوسين أو أدنى من الإقصاء، وكانت النتيجة 3-1 لصالح مازيمبي. ركضت بالكرة راغباً في تمريرها لأحد المهاجمين، وسددت بقوة نحو معترك العمليات فإذا بالكرة تعانق الشباك، معلنة تسجيلنا لهدف الخلاص. لن أنس ذلك الهدف مهما حييت لأن العدالة الإلهية أنصفتنا".

وسام الإستحقاق
يرى سفيان أن وفاق سطيف يستحق بامتياز حمل لقب دوري أبطال أفريقيا، رافضاً أن يكون الفريق محظوظاً ومؤكداً أن هذه المنافسة لا يتوّج بها إلا المجدون، قائلاً "لقد كنا أقوياء طيلة مشوار البطولة. في بداية المشوار لم نكن نتصور أننا سنكون طرفاً في النهائي، ولكننا خضنا المنافسة بالجدية المطلوبة ومباراة بعد مباراة كبر الحلم وتبين أننا فريق يستحق لعب النهائي".

وأضاف: "لقد لعبنا ضد فرق كبيرة وتمكنا من هزيمتها. حتى التركيبة البشرية للفريق ليست بمستوى الفرق الأخرى، فنحن لاعبون شباب والفريق يملك خمسة لاعبين ذوي خبرة فقط، ورغم ذلك كافحنا وقاومنا فكانت النتيجة، وكان من العيب ألا نتوّج بلقب دوري أبطال أفريقيا".

وقد تبين بالفعل أن وفاق سطيف فريق مجموعة بامتياز. فرغم الأهداف الحاسمة لسفيان إلا أن هذا الأخير لا ينس دور المجموعة في استحقاق اللقب القاري الخامس للكرة الجزائرية، إذ كشف قائلاً "صحيح أن أهدافي كانت غالية وسمحت لنا بالتتويج باللقب، لكنها لم تأت بفضل يونس فقط، بل هي نتيجة عمل كل زملائي، الذين ساعدوني على التسجيل. أضاف إلى ذلك نصائح المدرب ماضوي وتعليماته التكتيكية بخصوص تمركزي فوق أرضية الميدان وهو ما سمح لي بالتسجيل، أما الطاقم الطبي فبفضله جميع اللاعبون كانوا في كامل الجاهزية طيلة مشوار البطولة، وبفضل الأنصار فزنا على الخصوم وبفضل الدعم المالي والمعنوي للإدارة تفوقنا على جميع الصعاب".

التعطش للمزيد
سيرفع وفاق سطيف منذ اليوم وسام نادي وفاق سطيف الجزائري العالمي، بفضل بلوغه كأس العالم للأندية المغرب 2014 FIFA بمشاركة فرق عالمية وعريقة أبرزها ريال مدريد الأسباني صاحب الرقم القياسي في عدد الكؤوس المتوج بها في منافسة دوري أبطال أوروبا.

ويعتقد يونس سفيان أن وفاق سطيف جاهز للتحدي الكبير العالمي، وأنه سيزيح من كان في مشواره في البطولة قائلاً: "المشاركة في هذه البطولة حلم أي لاعب في العالم. سندخل البطولة بثوب الفريق القوي ولن نهاب أحد وسنهزم أي فريق نواجهه بعدما اكتسبنا التجربة الكافية ونريد الآن أن نحقق إنجازاً جديداً في المغرب".

سينتظر الجميع ضربة بداية الفريق الجزائري في كأس العالم للأندية المغرب 2014 FIFA، فلربما تقود أهداف سفيان يونس الحاسمة وفاق سطيف إلى مجاراة ريال مدريد الأسباني في نهائي البطولة في 20 ديسمبر.