هكذا تتجنّبون الإصابة بفيروس الأنفلونزا

ارتفع عدد المصابين بداء الأنفلونزا "الغريبة" التي أودت منذ بداية الشهر الجاري بحياة 23 شخصا على المستوى الوطني منهم 13 ضحية بالعاصمة وحدها، ما استدعى من مصالح وزارة الصحة تمديد اللقاح ضد الأنفلونزا إلى غاية شهر مارس الماضي، فيما دعا مختصون المواطنين إلى ضرورة توخي الحذر والحيطة تجنبا للعدوى.

وفي هذا الصدد، قال بقاط بركاني، رئيس عمادة الأطباء الجزائريين لـ "الشروق" إن الانتشار الرهيب للأنفلونزا منذ بداية الشهر الجاري، مرده إلى التقلبات الجوية الأخيرة والتي تبعها انخفاض في درجات الحرارة وتساقط الثلوج والأمطار، وقابله عزوف الكثير عن أخذ اللقاحات التي تقي ضد الإصابة بهذا الداء الموسمي الذي قد يؤدي إلى حالات وفاة في حالة وقوع مضاعفات على المريض. 

وبخصوص أسباب ارتفاع نسبة الوفيات في صفوف المصابين بهذا المرض، أفاد بركاني أن المشكل لا يكمن في نقص التكفل بالمرضى بالنسبة إلى مصالح الاستعجالات بالمؤسسات الاستشفائية، وإنما إلى المضاعفات التي تحصل للمصابين به بسبب استهانتهم به بحيث سرعان ما تسجل مضاعفات تؤدي في غالب الأحيان إلى الوفاة بحسب درجة التأثر، مشيرا في السياق ذاته أن فئة المسنين والحوامل المصابين بأمراض مزمنة على غرار السكري والضغط الدموي والقلب وغيرها الأكثر عرضة للخطر. 

وعاب بركاني على وزارة الصحة عدم إيلائها الاهتمام اللازم للحملات التوعوية والتحسيسية حول أهمية التلقيح، معتبرا أن قرار الوصاية بتوفير اللقاحات إلى غاية شهر مارس من شأنه أن يشجع المواطنين على وقاية أنفسهم ضد الإصابة من الأنفلونزا، وأن فعالية اللقاح تدوم إلى غاية شهر أفريل بدل شهر ديسمبر كما هو متعارف عليه. 

وأكد أن أفضل علاج لهذا الفيروس الحاد يتمثل في الوقاية منه، حيث دعا المواطنين إلى ضرورة عزل الشخص المصاب عن الحوامل والأطفال والمسنين تجنبا لانتقال العدوى، فضلا عن استخدام الكمامات عند السعال لتجنب انتقال الفيروس عن طريق الهواء وتجنب البصق في التجمعات، وغسل الأيدي عقب مصافحة أي شخص مصاب.

وكانت مستشفيات العاصمة استقبلت منذ بداية شهر جانفي 41 حالة إصابة بالأنفلونزا خلال الشهر الجاري، غالبيتها في حالة متقدمة من المرض ما أودى بحياة 13 شخصا، ومعالجة 21 آخرين، وضعت خمس حالات أخرى تحت العناية المركزة إلى غاية انتظار نتائج التحاليل الطبية حسب مسؤولي مديرية الصحة.