الوكالات السياحية تتهم ديوان الحج والعمرة بالتلاعب

حذّرت النقابة الوطنية للوكالات السياحية من التلاعبات التي يمكن أن تؤثر على عملية اختيار الوكالات السياحية المقرر الإعلان عن قائمتها الرسمية، اليوم، في إطار تنظيم موسم الحج القادم، حيث احتجت بشدة لدى وزير القطاع على مصالح الديوان الوطني للحج والعمرة، واتهمت إطاراته بالتواطؤ مع جهات معينة لاختيار قائمة على المقاس. وأثارت الطريقة التي اعتمدها الديوان الوطني للحج والعمرة من أجل تحديد هوية الوكالات السياحية التي ستوكل لها مهمة تنظيم موسم الحج المقبل، حفيظة النقابة الوطنية للوكالات السياحية، حيث استغلت هذه الأخيرة اللقاء الذي جمعها أول أمس مع محمد عيسى، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، للتعبير عن غضبها من مسؤولي الديوان، مؤكدة على لسان نائب رئيسها، السيد توفيق ميدون، بأنه ”في اليوم الذي تم تحديده لسحب دفتر الشروط (الأحد الماضي)، تفاجأ معظم أصحاب الوكالات الذين تنقلوا للاطلاع على مضمون الدفتر وسحبه، بأن وكالات أخرى عمدت إلى تقديم الملف رسميا مستوفيا الشروط، ما يعني أن أصحاب هذه الأخيرة كانوا على اطلاع مسبق على فحوى دفتر الأعباء الجديد”. قائمة الوكالات المعتمدة لتنظيم موسم الحج يعلن عنها اليوم  وحسب المتحدث ذاته، فإن الوزير تجاوب مع احتجاج النقابة، واعتبره شرعيا من خلال تقديم اعتذاراته لجميع أهل المهنة جراء الطريقة المُريبة التي شابت الإعلان عن سحب دفتر الشروط، مشددا على تدارك هذا الأمر من خلال تعهده بانتقاء الوكالات المعروفة بكفاءاتها واحترافيتها دون أي اعتبارات أو حسابات أخرى، وأن مثل هذه التلاعبات ستزول نهائيا ابتداء من الموسم القادم، باعتبار أن الوزارة ستتكفل بالعملية بشكل كلي. وأبدى السيد ميدون ارتياح النقابة من نتائج اللقاء مع الوزير، خاصة أن محمد عيسى أعلن نيته بعدم اعتماد أي إجراء يخص تنظيم العمرة والحج مستقبلا دون استشارة الشركاء المهنيين في الميدان خلافا لما كان يجري في وقت سابق، وهو ما فتح المجال لاستعراض بعض المشاكل التي أنتجت فوضى على أرض الواقع، وعلى رأسها استفحال ظاهرة نشاط الوكالات غير المعتمدة والوسطاء الذين يغامرون بالمعتمرين عن طريق مصيدة السعر، من خلال نشر إشهارات كاذبة على مداخل المساجد والمحلات والفضاءات العمومية، الأمر الذي يستوجب اتخاذ تدابير عقابية صارمة لتطهير المهنة. وأوضح المتحدث بأن زهاء 80 وكالة متوزعة عبر الوطن عمدت إلى تقديم الملفات المطلوبة من أجل الظفر بأحقية تأطير الحجاج، ما سيجعل التنافس محموما بين المشاركين في انتظار الإعلان عن القائمة الرسمية نهار اليوم، مضيفا أن الوكالات تطمح هذا الموسم إلى اعتماد نظام تحرير الأسعار، من خلال تنظيم موسم خمس نجوم للحجاج المقتدرين ماليا، ينتهي بتحسين الخدمات واختصار مدة الإقامة في البقاع المقدسة إلى 15 يوما بدل شهر.