الصفح الجميل

الإسلام هو دين التسامح والعزة والعدل والإنصاف، قال تعالى: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين»

نشرت : السبت 27 أكتوبر 2018 20:15

 فأمر الله عز وجل بالقسط مع غير المسلمين المسالمين، ومن هنا يظهر لنا التسامح، وأنه دين يجمع الناس، وليس دين التخريب والفساد كما يفعل البعض تحت مسمى الإسلام، وكما جاء في الحديث الشريف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يُحرم الرفق يحرم الخير" و"إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه"، وحتى في الجدال مع المخالف.

إن ديننا الحنيف يدعو إلى الصفح الجميل، والعفو عند المقدرة، والمعاملة الحسنة، والحفاظ على حقوق الغير، كما قال تعالى: "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"، وأمر نبيه عليه الصلاة والسلام أن يدعو إلى التواضع والرفق وخفض الجناح، فقال تعالى: "واخفض جناحك للمؤمنين»، وهذا ليس فقط مع الإنسان، بل حتى مع الحيوان كما جاء في الحديث "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته».

التسامح دليل قوة: يخطئ من يعتقد أن التسامح دليل على ضعف صاحبه وعجزه، بل هو رفعة لصاحبه وعزٌّ لأهله، كما جاء في الحديث: «ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»، والحديث الآخر «ما زاد الله رجلاً بعفو إلا عزاً». وها هو يعقوب عليه السلام عندما طلب منه أبناؤه أن يسامحهم ويستغفر لهم، ما دعا عليهم وما عنفهم أو زجرهم، ولكن عاملهم بخلق العفو والصفح الجميل، لأن التسامح يهتم بجمع كلمة الناس قبل النظر إلى المصلحة الشخصية، ولا يمكن أن يتحقق الاعتصام والاجتماع الذي أمر الله به، دون تطبيق واتباع أسباب الاعتصام، ومن أعظم أسبابه التسامح.

هذا المبدأ الإسلامي الإنساني هو الحصن الحصين الذي سيقينا ذوي الأطماع الذين يبحثون عن الخراب والدمار ويعيثون في الأرض الفساد، فالمجتمع المتسامح يقبل الآخر، ويتكاتف معه للبناء والعطاء، ويؤمن بأن الله عز وجل إنما أمر الناس بأن يتعارفوا لا أن يتخالفوا وكما قال عز وجل: ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير).

ولذلك كان التسامح منهج الأقوياء، وليس دأب الضعفاء، فهم أقوياء بالصفح والغفران ولا تضيق صدورهم بتقبل المخالف ولنتذكر قول الله عز وجل: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين).

بما أننا في سياق التسامح في الإسلام، فإننا نؤكد على أهمية نشر الإسلام الصحيح للغير، وإظهار عظمة هذا الدين في تسامحه وحثه على الأخلاقيات السمحة، وتأكيد مبدأ السلام ونبذ الكراهية والتفرقة وترويع الناس والتسبب في إضاعة حقوقهم، فكل ذلك مخالف لسماحة الإسلام وأصوله ومقاصده، «إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب».

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال