بلغ عمر أزمة القمامة في قسنطينة أسبوعه الأول، ومع ذلك بقيت المعركة دون غالب، في غياب كبار مسؤولي الولاية المتواجدين في عطلة.
رغم دخول العديد من الأحياء في حركات احتجاجية، مثل شارع العربي بن مهيدي وحي الزيادية، وتحذير البقية بشلّ الحركة نهائيا إن لم تبعد القمامة عن مساكنهم، إلا أن السلطات الولائية والبلدية، عجزت عن إيجاد حل لهاته المعضلة، وحتى العودة المقترحة إلى المفرغة القديمة في طريق عين اسمارة عبر الطريق الوطني رقم 5، رفضها أهل البلدية ولم تجسد، وكان السبب الذي جعل عمال مختلف بلديات قسنطينة يدخلون في عطلة إجبارية، هو رفض سكان بلدية بن باديس أو الهرية سابقا، رمي قمامة بقية البلديات، في مفرغة عصرية أنفقت الدولة في إنجازها قرابة 100 مليار سنتيم، بسبب الدخان والروائح التي جعلت بعض الشباب يلجؤون إلى حرق المفرغة بالكامل، ويدخلون في صدامات عنيفة يوم الثلاثاء الماضي مع رجال الأمن ومع عمال مختلف البلديات، متسببين في خسائر مادية قاربت الأربعين مليار سنتيم.
ورفضت بلدية ديدوش مراد شمال الولاية، استقبال القمامة وبقي المسؤولون يبحثون عن حل، ولو مؤقت من دون أن يهتدوا إلى ما يطلبه المواطنون، وإذا علمنا بأن بلدية قسنطينة لوحدها ترمي 750 طن من القمامة يوميا ندرك مدى القذارة التي غرقت فيها المدينة خلال أسبوع كامل، ناهيك عن بقية البلديات التي وجدت نفسها تنتج القاذورات وترميها في الشارع وتواجه غضب الشارع أيضا بعجز عن التحرك، وما زاد في تعكر الوضع هو بلوغ درجة الحرارة في اليومين الأخيرين حاجز الأربعين، ما حوّل المدينة إلى مفرغة كبرى جعلت القول بأنها تستعد لاحتضان تظاهرة عاصمة الثقافة العربية بعد أربعة أشهر أقرب إلى النكتة.
كلمات دلالية :
قسنطينة