أضحت تكاليف الأعراس المالية وتدابير مراسم وتقاليد الزفاف الهاجس الذي يخيم على الأسر الجزائرية مع بداية موسم الأفراح حيث يقال "عرس ليلة تدبيره عام". وفي ظل غلاء المعيشة وانتشار "حمى التباهي" بين العائلات في إحياء الأفراح والأعراس، حتى ولو تطلب ذلك الإستدانة و"القرض"، باتت الضغوطات النفسية الحادة لأهل العريسين سببا في نشوب الشجارات والانهيارات العصيبة والوفاة أحيانا.
وفي هذا الإطار أكد البروفسور محمد تجيزة، رئيس مصلحةطب الأمراض العقلية بمصلحة مستشفى دريد حسينبالعاصمة، أن مصلحته استقبلت منذ شهر ماي الماضيلغاية الأسبوع الماضي 35 حالة انهيار عصبي حادة نتيجةضغوطات الأعراس، وقال تجيزة إن هذه الحالات تضمآباء وأمهات لعرسان أو شباب مقبلين عن الزواج، حيثأصيبوا بهذه الحالة في أيام التحضير لمراسيم زفافهم.
وأوضح تجيزة في اتصال مع الشروق، أن الانهياراتالعصبية تأتي عندما لا يستوعب العقل جملة الأفكار التي ليس لها حلول، ونظرا لان مراسيم الأعراس باتتمكلفة بسبب التباهي والتنافس بين العائلات أدى لرفع حدة الضغط النفسي على أحد العريسين أوأهلهما، ووصل الأمر لحد الانهيار العصبي أو الجنون، حيث أكد أن مصلحة دريد حسين استقبلت خلال هذهالسنة، ما يفوق 100جزائري أصيبوا بأمراض عقلية خلال أيام العرس، واعتقدت عائلاتهم أن ذلك كانبسبب السحر والشعوذة.
وقالت في هذا الصدد، طبيبة نفسانية تعمل بمصلحة الاستعجالات العقلية بمستشفى مصطفى باشا، إنالمصلحة تستقل خلال فصل الصيف، 3 حالات جنون لعرسان نتيجة ضغوطات مراسيم الزفاف، حيثأوضحت أن بعضهم يصابون بعجز جنسي بسبب أمراض نفسية حادة خلال حفل الزفاف وهي مخلفاتضغوطات العرس.