هل أفقد التصويت بالعاطفة الكرة الذهبية بعض قيمتها؟

مثلما كان ميسي وريبيري جديرين بهذا الاستحقاق هما أيضا، غير أن نظرة دقيقة على تصويتات الكرة الذهبية 2013، كشف لنا بأن كثيرا ممن صوتوا في هذا الاختيار استخدموا عاطفتهم في تحديد خياراتهم بعيدا عن كل المعايير المنطقية والكروية، وهو الأمر الذي كان الثلاثي الواصل إلى المحطة النهائية أكبر الخاسرين منه.

 

عوامل الدين واللغة، العرق والزمالة في الأندية لعبت دورا حاسما

ألقت "الهداف الدولي" نظرة دقيقة على اختيارات مدربي وقادة المنتخبات المنضوية تحت لواء "الفيفا" في تصويت الكرة الذهبية، وهو الأمر الذي جعلنا نقف على العديد من النقاط المهمة، وهي أن الكثير من المعنيين بالمشاركة في التصويت ذهبت أصواتهم إلى لاعبين غير الثلاثي الذي وصل إلى المحطة النهائية، حيث لعب عامل الدين واللغة إضافة إلى العرق والزمالة في الأندية، فضلا عن الجنسية المشتركة دورا حاسما في اختيارات الكثيرين سنورد لكم أمثلة عنها.

 

بوقرة فضل ريبيري وحليلوزيتش لم ينس إبرا البوسني الأصل

بعد أن صوت العام الماضي بشكل مفاجئ لابن جلدته كريم بن زيمة، منح مجيد بوقرة قائد المنتخب الوطني هذه المرة صوته الأول لـ ريبيري ثم رونالدو ثانيا وإبراهيموفيتش ثالثا، وهي خيارات منطقية إلى حد كبير، في حين اختار الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش ريبيري أولا، إبراهيموفيتش ثانيا وميسي ثالثا، ومن الواضح بأن عامل العرق قد لعب دوره في تصويت حليلوزيتش، والذي لم ينس إبراهيموفيتش الذي يشترك معه في الأصل البوسني الذي ينحدر منه اللاعب السويدي.

 

رونالدو وميسي لم يصوتا لبعضهما وفضلا أصدقاءهما

تجلت العاطفة في أبرز صورها في تصويت ميسي بصفته قائدا للمنتخب الأرجنتيني، حيث لم يكن بإمكانه التصويت لنفسه وفقا لقوانين التصويت ففضل منح أصواته الثلاث لثلاثة من زملائه في فريق برشلونة وهم إنييستا أولا، تشافي ثانيا ونايمار ثالثا رغم أن تشافي الموسم الماضي لم يكن تشافي الذي يعرفه الجميع بحيث كان مستواه متراجعا بشكل واضح، أما رونالدو قائد منتخب البرتغال فقد اختار فالكاو أولا ثم غاريث بايل زميله في ريال مدريد ثانيا وأخيرا مسعود أوزيل صديقه المقرب ثالثا.

 

إيتو ودروغبا يعتبران توري أفضل لاعب في العالم

من جهته، صامويل إيتو قائد المنتخب الكاميروني استخدم العاطفة هو أيضا في اختياراته، حيث منح صوته الأول لزميله السابق في برشلونة الإيفواري يايا توري ابن قارته الإفريقية أيضا، في حين منح إيتو صوته الثاني لـ ميسي زميله سابقا في برشلونة أيضا، فيما منح صوته الثالث لـ البلجيكي إيدين هازارد زميله في صفوف فريق تشيلسي الإنجليزي حاليا، كما سار ديديي دروغبا قائد منتخب الأوروغواي على منوال إيتو ووضع الخلافات السياسية جانبا، وصوت لصالح مواطنه توري كخيار أول له.

 

الجنسية واللغة منحتا فالكاو صوتي قائدي كولومبيا والإكوادور

اختار ماريو يبيس قائد منتخب كولومبيا زميله في المنتخب راداميل فالكاو كأفضل لاعب في العالم ومنحه صوته الأول، ومن قادة المنتخبات الذين منحوا صوتهم الأول لـ فالكاو أيضا نجد لويس أنطونيو فالنسيا قائد منتخب الأكوادوري ولاعب مانشستر يونايتد، حيث أن الإكوادور وكولومبيا يشتركان في الحدود ويملكان تاريخا وماض مشتركين أيضا، كما أنهما يتحدثان نفس اللغة وهي الإسبانية.

 

بانديف يفضل زميله السابق كافاني وفان بيرسي اختار روبين

منح غوران بانديف مهاجم نابولي وقائد منتخب مقدونيا صوته الثاني لـ الأوروغوياني إدينسون كافاني زميله السابق في نابولي، فيما اختار روبين فان بيرسي قائد المنتخب الهولندي مواطنه أريين روبين كخيار أول، فيما كان جاكوب بلازيكوفسكي قائد منتخب بولونيا أقل عاطفية، باختياره زميله في بوروسيا دورتموند والمنتخب البولوني روبيرت ليفاندوفسكي ثالثا، بعد كل من رونالدو وميسي.

 

جيرارد وسكيرتل تعاطفا مع زميلهما سواريز

وضع ستيفن جيرارد قائد المنتخب الإنجليزي زميله في فريق ليفربول لويس سواريز ثالثا، أما زميلهما في الفريق الإنجليزي مارتين سكيرتل قائد منتخب سلوفاكيا فتعاطف مع زميله بشكل أكبر ومنح اللاعب الأوروغوياني صوته الأول.

 

المدربون الأجانب أجمعوا على التصويت لأبناء بلدانهم أولا

إذا كانت الأمثلة السابقة بضعا فقط من عدد كبير من الحالات لقادة منتخبات اختاروا لاعبين مقربين منهم في ترشيحاتهم، فإن الأمر تجلى أيضا وبصورة أكثر وضوحا في اختيارات المدربين، حيث تدخلت العاطفة بشكل حاسم خصوصا في حالة المدربين الأجانب للمنتخبات، حيث اختار العديد من المدربين الأجانب لاعبين من بلدانهم كخيارات أولى لهم، على غرار الكولومبي رينالدو رويدا مدرب الإكوادور الذي اختار مواطنه فالكاو أولا، والسويدي المخضرم لارس لاغرباك مدرب إيسلندا الذي اختار لاعبه السابق ومواطنه إبراهيموفيتش أولا هو أيضا.

روابط ذات علاقة :

• الفيفا ترد على الاتهامات بخصوص الكرة الذهبية