في نهاية اللقاء الأخير أمام السنغال لولا أنهم طلبوا منه تأجيلها إلى ما بعد لقاءي نوفمبر. هناك معطيات أخرى في الحكاية منها أجرة المدرب الشهرية التي تعادل ما يقرب من 60 ألف أورو دون احتساب الحوافز و المكافآت و هو مبلغ قد لا يتركه و يخرج لحاله إلى البطالة وهو المدرب الذي اعتاد على الاستمرارية بدليل أنه بقى ما يقرب من عقدين من الزمن في نادي لوهافر الفرنسي، كما أنه وفي حال تأهله سيعمل في هدوء و أكثر من ذلك سيحصل على متسع من الوقت للتفكير في المستقبل و تجاوز الذكرى السيئة التي حصلت له في مبارتي 5 جويلية.
من تنزانيا و إلى إثيوبيا 4 أشهر بلا تعب تعادل ربع مليون أورو
يدرك العارفون بطريقة تفكير المدربين أن أيا منهم لا يتغاضى عن أموال و أجور شهرية هكذا و يرحل بكل سهولة، وهو ما ينطبق على المدرب الفرنسي الذي سيكون في راحة مطلقة بعد مباراة تنزانيا لحساب الدور الثاني من تصفيات كأس العالم 2018 و لن يكون هناك أمامه أي تحد إلى غاية نهاية شهر مارس عندما يواجه لحساب الجولتين الثالثة و الرابعة منتخب إثيوبيا في الطريق إلى التأهل إلى كأس إفريقيا 2017. وهذا ما يعني 4 أجور شهرية بانتظاره دون أن يبذل أي جهد و في أفضل الحالات سيبرمج معسكرات للاعبين المحليين كما يرافق المنتخب الأولمبي أقل من 23 سنة إلى السنغال في الدورة الإفريقية نهاية الشهر القادم، و مبلغ الأجور الشهرية ليس قليلا لأنه حوالي ربع مليون أورو قد يجعل المدرب يراجع كل حساباته.
عقده بقي منه 22 شهرا التي هي 1,3 مليون أورو
بالمقابل فإن عقد المدرب لا يزال ممتدا و هو الآن لم يعمل سوى 14 شهرا بحكم أن مهمته بدأت بشكل رسمي من يوم 1 أوت و عقده متواصل إلى غاية 31 جويلية 2017 و لا يزال أمامه 22 شهرا من العمل التي تعني ما يزيد عن مليون و300 ألف أورو التي سيتغاضى عنها في حال ما إذا قدم استقالته أو قرر فسخ تعاقده مع المنتخب الجزائري بالتراضي، أما إذا أقيل فسيحصل على كل هذا التعويض مرة واحدة، و في الوقت الذي كانت فيه كل المعطيات تشير إلى رحيله بعد 17 نوفمبر موازاة مع ترحيب روراوة ضمنيا برحيله في تصريحات أول أمس، فإن المعطيات قد لا تكون غير ذلك نتوقعها لأسباب مالية، و لطريقة تفكير كل المدربين، بينما لا يريد الفرنسي الذي يسعى لاكتساب سمعة جيدة في القارة الإفريقية الانسحاب بهذه الطريقة من قيادة المنتخب الذي لا يزال الأول إفريقيا.
قد يغير رأيه إذا كان موقف جمهور تشاكر مشجعا له
و قد يغير المدرب رأيه أيضا بعد أن استرجع هدوءه الاعتيادي و كذلك في انتظار موقف جمهور ملعب تشاكر الذي من المتوقع أن يقدم دعمه الكبير للاعبي "الخضر" و المنتخب في اللقاء القادم عطفا على ما حصل في ملعب 5 جويلية و حتى يؤكد هذا الجمهور أنه أفضل من ناصر و دعم المنتخب الوطني في السنوات الأخيرة. وإذا لقي التشجيع اللازم و الضروري و مع الانتصار و التأهل و في انتظار أجوره الشهرية المقبلة فإن ذلك قد يكون دافعا له ليتمسك بمنصبه و هو الذي يحقق نتائجا طيبة في المباريات الرسمية و حتى في كأس إفريقيا الأخيرة التي حقق فيها أفضل من نتيجة الدورة الأخيرة. وفي انتظار السيناريو الذي سيحصل، ينبغي التأكيد أن نسبة من الجمهور الجزائري تعارض بقاءه و تريد رحيل المدرب الفرنسي مع أن الأخير في واقع الأمر لم يقد الجزائر إلى كارثة مثلما يصوره لنا البعض.
ن.س.ع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ