تندرج في خانة "دع الكرة تركض مكانك" وهو ما يفسر عدم ركض نجوم البارصا كثيرا مثل بقية لاعبي الفرق الأخرى.
وأوضح مثال على هذا هو ليونيل ميسي، فالدولي الأرجنتيني حطم كل الأرقام القياسية التي تتعلق بالأهداف والتمريرات الحاسمة، لكنه يفشل لحد الآن في تحقيق أرقام جيدة عندما يتعلق الأمر بتغطية مساحة الملعب ركضا، فأمام أرسنال على سبيل المثال، قضى معظم فترات اللقاء يتنزه ماشيا، أو هكذا بدا لنا على الأقل، لكنه في لحظتي سحر حسم اللقاء لصالح فريقه.
الإحصائيات والأرقام توضح كلامي، ففي دوري الأبطال هذا الموسم يحتل ابن روزاريو المركز قبل الأخير في جدول الترتيب، وذلك فيما يتعلق بقطع المساحات فوق الميدان، فـ نالدو من فولفسبورغ فقط من حقق متوسط ركض أقل منه، حيث يقدر معدل ركض "ليو" بأقل من 8 كلم في اللقاء الواحد، لكن الحقيقة أن هذا كل ما يحتاجه نجم "البلاوغرانا" لترك بصمته وتأثيره في لقاءات ناديه.
إذن، فـ ميسي هو عبقري، لأنه يتنزه ماشيا فوق الميدان، ليحقق أروع النتائج لناديه، ولفهم هذا التوجه، نضرب مثلا بالأسطورة يوهان كرويف الذي قال: "لا حاجة للركض كثيرا، فكرة القدم لعبة يديرها العقل" وهي الفلسفة التي انتهجها بعده مواطنه ريكارد، ثم غوارديولا والآن إنريكي والتي تقوم على أساس الاستحواذ على الكرة، تمريرها بلمسة واحدة، وكذا العمل على نقلها وتحريكها بشكل مستمر للاقتصاد في الطاقة والمخزون البدني.
الألقاب والنجاحات التي حققها نجم "الألبيسيليستي" في مشواره تظهر أنه على حق، والعامل الذي يدعه دوما جاهزا ويترك بصمته في المواعيد الكبيرة هو أنه يعرف كيف يوزع طاقته على مدار التسعين الدقيقة، فلا يوجد أفضل منه في قراءة المباريات، وفي التواجد في المكان المثالي واللحظة المواتية فوق الملعب، حامل الرقم 10 مع البارصا هو خير برهان ودليل على أنه عندما تملك الجودة والإمكانيات، فأنت لست بحاجة للمس كل "عشبة" فوق الميدان.