الآن وبعد أن استعدت وعيي عقب ليلة مجنونة، لن أتحدث عن تتويج البارصا بلقب دوري الأبطال ولا عن الثلاثية، لأن القصة ليست هنا، برشلونة حقق من النجاح ما حقق ويجب أن يطوي الصفحة سريعا وينظر إلى المستقبل، وربما أول ما يمكن التفكير فيه الآن هو ما الذي سيقرره لويس إنريكي؟، هل سيبقى؟، أم أنه سيرحل تاركا وراءه أجمل القصص التي صنعها قبله غوارديولا فقط؟.
لا أشك وأنا الذي انتقدت الرجل مرارا وتكرارا طيلة الموسم، أن إنريكي كان أبرز مكاسب برشلونة من الفوز في برلين، والتتويج بالكأس الأوروبية وضمها لثنائية "الليغا" وكأس الملك، نعم برشلونة كسب الثلاثية كما كسب ثلاثي "MSN" الذهبي، لكنه كسب أيضا مدربا داهية، اعترف حتى ميسي نفسه بأنه كان كلمة السر فيما حققه الفريق هذا الموسم.
نعم، لم نثق في إنريكي منذ الوهلة الأولى، وتوقعنا موسما أبيض محفوفا بالمشاكل، لكنه صفعنا جميعا، "اللوتشو" الذي كان قبل ستة أشهر رجل المشاكل والمصائب في برشلونة، بات اليوم صانع سعادتنا ونحن الذين نعجز عن وصف شعورنا بعد هذا الموسم الخرافي.
صحيح أنه أخطأ كثيرا، ودفعنا دفعا للتشكيك في قدراته لكنه كان أفضل منا، امتلك الحكمة الكافية لإدراك بعض الأخطاء التي اقترفها، قام بتغيير بعض أساليبه، اللاعبون وليس فقط ميسي قدروا هذا الأمر، وبدؤوا يلعبون بقلوبهم وليس فقط بأقدامهم من أجله هو، إنريكي كسب ود الجميع بسلطته عليهم، طيلة السنوات الماضية لم أر ميسي سعيدا مع مدرب مثلما حدث في احتفاله مع إنريكي، واليوم إذا أردنا أن يبقى ميسي سعيدا في برشلونة، علينا أن نعمل لبقاء صانع السعادة مع هذا الفريق العظيم.