والذي يفرح لفشل الآخرين ويتألم لنجاحهم..؟ والذي لم يشعر في وجوده بشيء اسمه الرسالة الوطنية..؟ لماذا لا يصيب هؤلاء كلهم شيء من شرور هذه الحياة جزاء ما يفعلون..؟ بل على العكس نرى الحياة ترقص لهم وهم فرحون بسوء أنفسهم الأمّارة التي تلهمهم كل أنواع الشطارة!
والمصيبة أن الأكثرية يستقبلونهم بالتحية والابتسام! ولا ينقطعون عن إرضائهم وتقبيل أعتابهم! ويقسمون لهم الأيمان المغلظة أنهم يحبونهم آناء الليل وأطراف النهار! وجميعهم متفقون في السر والجهر أنهم أساس الفساد وأعلامه... فيا سادة إن أكثر ما نشكو منه هو ضعف أخلاقنا الرياضية وضعف المثل العليا لدينا والتي أتت الرياضة بجميع صنوفها لإعلائها وتأجيجها لا إحباطها وإنهائها... وعذراً فقد تركنا التطور الأخلاقي بغير تدريب أو تأهيل وسلمناه بكل بساطة إلى أجواء الأسرة والشارع...
ولكي نبدأ إصلاحنا الرياضي الحقيقي فأول ما نحتاج إليه هو تنظيف العقول من ضعف العواطف والميول... ثم نعمل على تطوير الأعماق لا السطوح وتنظيف القلوب قبل الأفكار واكتشاف الاتجاهات الشديدة العمق لا التصورات التي تقع على القشرة الظاهرية من الدماغ والأهم من ذلك أن ننظم مجتمعنا الرياضي على أساس أخلاقي...
وتعالوا معي لنرسل البصر بنظرة سريعة إلى معظم الذين يعتلون المناصب الرياضية على تنوعها ليرتد بصرنا إلينا خاسئاً وهو حسير من قلة الذين يحملون الحد الأدنى من الأخلاق...
وللأسف فالأشد صراحةً والأكبر فضيلة والأكثر صدقاً نرى حظهم في الفشل أوفر من حظهم في النجاح... ما يدعونا للقول مجتمعنا الرياضي ليس حيادياً فيما يتعلق في الحياة الأخلاقية بل متحيز لانحطاط الأخلاق...! والتساؤل الأخير:
أما من علاج لهذا الحال؟ والجواب سهل تعالوا لنحسن انتقاءنا الديمقراطي ولا نبحث عن عالم أو تاجر أو رياضي لننتخبه... تعالوا لنبحث عن أخلاقي وفقط أخلاقي...