الخبر الصاعقة، الرجل العجوز الذي حارب الجميع طيلة الفترة الماضية، تغلب على الأمير علي، وقضى على أحلام فيغو وفان براغ، ثم بعد كل تلك الحرب تنتهي الأمور على لا شيء؟ كيف هذا؟
توقيت الاستقالة غريب جدا، 4 أيام فقط بعد انتخابه، الرجل السويسري المثير للجدل يعقد مؤتمرا عاجلا، الجميع كان يظن أنه سيتمحور حول القضايا الأخيرة التي لاحقت "الفيفا"، لكن بلاتير فاجأ الجميع، فاجأ حتى والدتي العجوز التي لا تعرف عن كرة القدم إلا أنها دائرية الشكل، صعقنا جميعا بقرار ترك منصبه، فهل استيقظ ضميره فجأة، أم أن هناك من كان أقوى منه ولوى ذراعه بالطريقة التي لا يمكنه فيها اختيار شيء آخر غير الاستقالة؟
سأقول إني سأكون سخيا لأول مرة مع هذا الرجل، ليس لأنه أراحني وأراح الكثير –رغم أني لم أنم بفعل قراره العجيب الغريب- ولكن لأنه كان حقا مخلصا ربما لأول مرة منذ عرفته رئيسا لـ "الفيفا"، فالرجل قال في أعقاب فوزه بعهدة جديدة الجمعة الماضي إنه يعتزم قيادة حملة إصلاح وتطهير اتحاده من تهم فساد أعضائه التي تفجرت قبل الانتخابات بأيام فقط.
نعم، بلاتير كان وفيا لعهده هذه المرة على عكس العادة، وبدأ بالفعل بحملة الإصلاح التي وعد أن تبدأ من يوم الغد أي يوم تنصيبه رئيسا للاتحاد الدولي، بقرار استقالته الذي أعلنه أكد أن الفساد في "الفيفا" يأتي من رأس الهرم، وأن الأعضاء ليسوا سوى شركاء معه في ذلك، وإن غابت الأدلة الآن فإنها ستظهر قريبا جدا.
بلاتير رحل ليتسنى له ترتيب أوراقه والترجل من الاتحاد وهو نظيف اليدين، رغم اتهامات الفساد التي تلاحقه الآن، وهو سيكون الانتصار الأكبر له حتى أكبر من فوزه بالانتخابات الأخيرة.