فمن دون أدنى شك فإن اللاعب الأوروغوياني لديه عقدة نفسية لم يتمكن من التعامل معها.
ولكن وإلى حين اعترافه بذلك فإنه لن يكون بمقدورنا الخروج من دائرة الحديث عن عضته لـ جيورجيو كيليني.
لقد شاهدت بعض الصور في الأيام القليلة الماضية، والتي أظهرت بأن سواريز عندما يضيع فرصة للتهديف يقوم بعض يده أو مرفقه، وهذا الأمر يظهر بأنها ردة فعل تلقائية لديه، فـ سواريز بحاجة إلى شرح هذه الصفة في شخصيته، لأن الناس يرون بأنه مخطئ، ولكني أعتقد بأنه ليس كذلك، وأعتقد بأنه يعاني من مشكلة عقلية يجب التعامل معها، وكشخص سبق لي أن وقعت ضحية للكآبة، أتفهم جيدا كم هو صعب هذا الموقف في عالم كرة القدم، فعندما تنظر إلى لاعبي كرة القدم ستجدهم يصنفون إما أخيارا أو أشرارا، ولا يوجد من يصنف بين الصفتين، ولكننا في هذه الحالة بحاجة إلى التدقيق أكثر في وضعية سواريز.
هناك كثير من لاعبي كرة القدم العباقرة القادرين على تقديم أشياء رائعة فوق الميدان، ولكن أيضا عليهم التعامل مع الجوانب السلبية في شخصياتهم، بول غاسكوين مثالا حي عن ذلك، مثله مثل جورج باست، والحال نفسه فيما يتعلق برياضات أخرى، يمكنك أن ترى مثلا الملاكم مايك تايسون أو لاعب السنوكر أليكس هيغينس في نفس الإطار، فمشاكل مثل الإدمان على الكحول أو المخدرات أو المعاناة من الاكتئاب لا تظهر أبدا على اللاعبين فوق الميدان، ولكنها مشاكل داخلية قد تظهر أحيانا إلى العلن.
فأن تعض شخصا ما فهذا أمر غير صائب، وسيتساءل الجميع عما يدور في ذهنك، وحسب رأيي الشخصي، أرى بأن هناك عددا كبيرا من لاعبي كرة القدم يقدمون على سلوكات متهورة، ولكن علينا أن نبذل قصارى جهودنا لمساعدتهم، وإيقاف سواريز أربعة أشهر يدخل ضمن هذا الإطار، وربما قد يعود إلى ليفربول ويسجل ثلاثية بملعب "أنفيلد"، وحينها سيصبح بمقدوره العودة إلى الحياة الطبيعية، ولكن أولا عليه تجاهل كامل الدعم الذي تلقاها في بلده الأوروغواي عقب سلوكه الطائش، لأنه بحاجة لأن يكون صادقا مع نفسه.
كلمات دلالية :
سواريز