التعصب في كرة القدم العربية .... إرهاب في الملاعب ومباريات تتحول إلى مصائب (جزء 2)

(الجزء الثاني)

ديربي الجزائر ومصر
نشرت : محمد شيخي السبت 15 نوفمبر 2014 00:05

ولا شك أن البلاد العربية تحظى بلقاءات كبيرة وداربيات على مستوى المنتخبات قدر ما تحظى به على مستوى الأندية، وفيما يلي نستعرض أكبر وأقوى اللقاءات بين المنتخبات العربية، والتي غالبا ما تكون مشحونة ومشدودة الأعصاب، ما يجعلها محاطة بالكثير من أحداث العنف التي تعتبر نتيجة حتمية للتعصب العربي في شتى المجالات إضافة إلى المجال الكروي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أقوى الديربيات العربية على صعيد المنتخبات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجزائر ـ مصر

صراع على القمة تسبب في أكثر من أزمة

تتصدر قمة المنتخب الجزائري بنظيره المصري قائمة أبرز ديربيات العرب على مستوى المنتخبات الوطنية، وذلك لعدة أسباب أهمما الإثارة التي تشهدها غالب المواجهات الثنائية والتنافس الشديد خصوصا وأن المنتخبين يعتبران الأحسن على مدار تاريخ الكرة المستديرة في الوطن العربي. سجل مواجهات "الخضر" مع الفراعنة يحوي أكثر من 30 مباراة لم تخل أغلبها من مظاهر التعصب البعيدة عن الأخلاق الرياضية، بداية بما حدث سنة 1984 بمناسبة المباراة الفاصلة المؤهلة  إلى أولمبياد لوس أنجلوس الأمريكية ووصولا إلى أحداث سنة 2009 بمناسبة تنافس المنتخبين إلى بطاقة الصعود إلى كأس العالم 2010 المقامة في الأراضي الجنوب إفريقية.

كرونولوجيا التعصب في الداربي الجزائري المصري:

17 مارس 1984 في القاهرة:

مصر تخطف التأشيرة بعد معركة لم تكن الأخيرة

كرونولوجيا التعصب الرياضي بين الجزائر ومصر  بدأ في 17 من مارس سنة 1984 بمناسبة لقاء العودة من تصفيات أولمبياد أنجلوس في مباراة انتهت حينها بفوز المنتخب المصري بهد المهاجم علاء نبيل واقتناصه بذلك تأشيرة الأولمبياد بعدما افترق المنتخبات على نتيجة التعادل في الذهاب بالجزائر، وشهد اللقاء أحداث غير رياضية تسبب فيها لاعبو المنتخبين، حيث اشتبكوا أثناء اللقاء في عدة مناسبات وتسببوا في إيقافه، قبل أن يدخلوا في عراك جماعي عقب نهاية المواجهة، كما أن الإشتباكات انتقلت من أرضية الميدان إلى مقاعد البدلاء وسط فوضى كبيرة عمت ملعب القاهرة الدولي، الذي شهد حينها حضورا جماهيريا قياسيا ساهم كثيرا في تحفيز منتخب بلاده الفائز بصعوبة بالغة على رفقاء بلومي.

27 نوفمبر 1989 في القاهرة:

عصبية خطفت كل الأضواء وبلومي وجد نفسه مطلوبا للقضاء

وبالإضافة إلى أحداث 1984، شهدت نهاية سنة 1989  مواجهات أكثر شدة بمناسبة لقاء العودة ضمن تصفيات  مونديال إيطاليا 1990، حينها تمكن المنتخب المصري من تسجيل هدف وحيد عن طريق حسام حسن كان كافيا لاقتناص تأشيرة المونديال، المباراة لم تخل أيضا من المشاهد المؤسفة التي كانت نتيجة لطبيعة المواجهة الحاسمة للمنتخبين، غير أن أهم ما ميزها هي حادثة الجزائري لحضر بلومي المتهم بالإعتداء على طبيب مصري وتسببه في فقع عينه الأمر الذي أدخل الدولي الجزائري في متاهات كبير لدرجة أنه أصبح متابعا لدى الشرطة الدولية "الإنتيربول" بسبب تلك الحادثة وتضاربت الأنباء حول ما حدث فعلا في فندق شيراتون بالقاهرة، غير أن الرواية الرسمية الجزائرية تبدو الأقرب إلى الصحة وهي التي تبرئ بلومي من تهمة الإعتداء على الطبيب المصري أحمد عبد المنعم.

21 جويلية 2001 في عنابة:

مباراة عنابة أدخلت مصر في كآبة

بعد أحداث القاهرة 1989 هدأت الأمور قليلا بين المنتخبين وتخللت الفترة التي بعدها عدة مباريات ودية لتلطيف الأجواء، غير أن  الأمور سرعان ما عادت إلى وضعها السابق بمناسبة تصفيات كأس العالم 2002، حيث عرف لقاء الذهاب في القاهرة اشتباكات لفضية قوية بين اللاعبين، كما أن ضغط الجماهير المصرية كان رهيبا على لاعبي المنتخبين الجزائري ليتكرر  نفس السيناريو خلال مواجهة العودة في مدينة عنابة والتي سادت بدورها في أجواء مكهربة، علما أنها انتهت بالتعادل الإيجابي هدف في كل شبكة، ما ساهم في إقصاء مصر من التأهل وفوز السنغال بالتأشيرة الوحيدة إلى كوريا واليابان.

14 و17 نوفمبر 2009 في القاهرة وأم درمان:

قمة كروية تنتهي بنشوب أزمة دبلوماسية

آخر سيناريوهات العنف والتعصب الرياضي بين المنتخبين المصري والجزائري كان بمناسبة المباراة الفاصلة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2014 في جنوب إفريقيا والتي أخذت حينها المنعرج الأخطر في تاريخ المواجهات الكروية بين البلدين الشقيقين، وسبق مواجهة الذهاب في البليدة  والإياب في القاهرة عدة أحداث خطيرة كادت تتسبب في أزمة ديبلوماسية بسبب إرتفاع حدة التعصب ودخول الإعلام في كلا البلدين على الخط ليُساهم في إشعال ثورة حقيقية عبر مختلف وسائل الإعلام وأمام إنتشار تكنولوجيا الانترنت انتقلت حمى التعصب إلى مواطني البلدين خصوصا عبر مواقع التواصل الإجتماعي والمنتديات. وتعرض لاعبو المنتخب الجزائري إلى إعتداء مدبر من قبل جماهير مصرية متعصبة محسوبة على رئيس الإتحاد المصري حينها محمود زاهر، حيث قاموا بمهاجمة حافلة "الخضر"  في طريقها من مطار القاهرة إلى الفندق ب الرشق بالحجارة الأمر الذي تسبب في إصابة 3 لاعبين بجروح متفاوتة، وانتقلت الأحداث إلى مدينة أم درمان السودانية التي احتضنت بعد أيام من موقعة القاهرة المباراة الفاصلة التي تُوجت المنتخب الجزائري بتأشيرة المونديال الإفريقي الأول، وتحدثت تقارير إعلامية عن إشتباكات بين أنصار المنتخبين دون التأكد منها.

24 جويلية 2011 في ريو دي جانيرو البرازيلية:

نهائي مونديال العسكر شاهدا على تواصل الظاهرة الأخطر

التعصب في مباريات المنتخبين المصري والجزائري لم يقتصر فقط على المدنيين بل تعداه إلى العسكريين، حيث شهدت سنة 2011  أحداثا مؤسفة في نهائي كأس العالم  العسكري التي أقيمت في ريو دي جانيرو البرازيلية بين لاعبي المنتخبين، حيث اشتبكوا جسديا عقب نهاية اللقاء بأحراز الجزائريين للكأس، وتداولت مختلف الفضائيات العالمية صور الإشتباكات بين الاشقاء، ما اعتبرته بعض الأطراف وصمة عار في جبين أبناء الأمة الواحدة.

حسن شحاتة (مدرب المنتخب المصري السابق): "ما يحدث بين أبناء الوطن الواحد عار وحان الوقت للحد من التعصب"

أكد حسن شحاتة مدرب المنتخب المصري سابقا بان الوقت قد حان لتعود العلاقات بين مختلف الأوطان العربية إلى مجراها الطبيعي بعدما بلغت درجة شديدة من التعصب المبالغ فيه ولأسباب تافهة على حدة قوله، لاعب الزمالك السابق ظهر متأسفا جدا على ما آلت اليه العلاقات بين الأشقاء وتمنى أن تتغير الاوضاع الحالية نحو الأحسن، كما أضاف متحدثا: "صراحة أتأسف لما أصبحنا نشاهده من مظاهر التعصب بين أبناء الوطن العربي لقد اختلطت دماءنا في وقت سابق، لذلك من غير المعقول أن نقبل بالوضع الحالي، أعتقد أن الوقت قد حان للتحسن العلاقة بين مختلف الشعوب العربية".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكويت ـ العراق

داربي كبير رهينة للتجاذبات السياسية

يمكن اعتباره الديربي الأكثر حماسا في منطقة الخليج العربي نظرا لعراقته وأيضا لحجم التنافس الكبير بين لاعبي المنتخبين خصوصا في الفترة الممتدة بين 1975 و1990،  وبحسب المختصين فإن عدة أسباب ساهمت في أن تكون مواجهة العراق والكويت خاصة جدا خلال تلك الفترة أهمها وجود المنتخبين في مستوى متقارب وأيضا الأوضاع المتوترة بين البلدين. وشهدت بعض المباريات بين المنتخبين أحداث عنف خصوصا في منتصف الثمانينات بسبب تصاعد التوتر السياسي بين قادة البلدين، قبل أن تهدأ الأمور سنة 1990 بعد حرب الخليج، ويمكن القول أن حدة المنافسة بين المنتخبين خفت كثيرا في السنوات الأخيرة بسبب تحسن العلاقات السياسية بين البلدين من جهة وظهور قوى كروية خليجية أخرى أصبحت تنافس على عرش الكرة هناك على غرار المنتخبين السعودي والقطري.

مهدي كريم (قائد المنتخب العراقي الأسبق): "مواجهات الكويت والعراق لها نكهة خاصة وجماهيرنا تنتظرها بفارغ الصبر"

أكد مهدي كريم قائد المنتخب العراقي سابقا أن مواجهة المنتخبين الكويتي والعراقي دائما ما تكون حماسية، فهي تعد مناسبة خاصة جدا بالنسبة للجماهير العراقية  التي تترقبها بفارغ الصبر على حد قوله، نجم وسط الميدان السابق قال في السياق:  "مبارياتنا أمام المنتخب الكويتي لها نكهة خاصة وينتظرها الشارع العراقي بفارغ الصبر".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجزائر ـ المغرب

ديربي ندي بطابع ودي

يمكن تصنيفه كثالث أقوى ديربي في المنطقة العربية وهو الذي يشهد دائما إثارة كبيرة وتعصب جماهيري غير أنه لم يخرج في أي مناسبة عن إطاره بالرغم من وجود بعض المناوشات البسيطة، وتعددت مباريات المنتخبين المغربي والجزائري سواء في الدار البيضاء أو الجزائر وحتى خلال المنافسات الإفريقية وتصفيات كؤوس العالم، حيث مرت جل المباريات في أجواء حسنة باستثناء بعض المواجهات في السنوات الأخيرة على غرار مواجهتي عناية ومراكش 2011 واللتان شهدتا بعض الأحداث المؤسفة خصوصا بين جماهير المنتخبين، ويمكن القول أن دور الإعلام الرياضي كان فعالا في شحن جماهير البلدين ولو أن الأمور لم تتطور إلى ما لا يحمد عقباه.

جمال عبدون (دولي جزائري سابق): "يجب وضع مباريات المنتخبين في إطارها الطبيعي فما هي إلا كرة قدم"

أكد الدولي الجزائري السابق جمال عبدون أن المواجهات الجزائرية ـ المغربية، يجب أن توضع في سياقها الطبيعي وأن لا تخرج عن إطارها المحدد ألا وهو كرة القدم، لاعب أولمبياكوس السابق قال في سياق متصل: "مواجهة الجزائر والمغرب تبقى مجرد كرة قدم والأحسن هو الذي يفوز دائما".

تاعرابت: "تلقينا استقبالا مميزا في الجزائر"

أشاد الدولي المغربي عادل تاعرابت بالأجواء التي وجدها في الجزائر سنة 2011 حين تنقل رفقة منتخب لباده لمواجهة  "الخضر"، وقال: "تلقينا استقبالا في المستوى والناس ترحب بنا في كل مكان، أعتقد أن الأمر يؤكد وجود روح أخوية بين البلدين".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تونس ـ مصر

ديربي بدون غضب تغيب فيه مظاهر الشغب

 يُعتبر أيضا من الديربيات العربية المثيرة والحماسية خصوصا في سنوات التسعينات أن كان المنتخبين في أفضل مستوياتهما، واحتل الديربي المصري التونسي وعلى مدار عدة سنوات الصدارة في ديربيات العرب، غير أنه تراجع في السنوات الأخيرة فاسحا الطريق أمام الديربي المصري ـ الجزائري خصوصا بعد استرجاع "الخضر" لهيبتهم المفقودة، ولم تشهد مباريات المنتخبين أحداث عنف على مدارها، غير أن الأمور اختلفت على مستوى النوادي حيث شهدت عدة مواجهات جمعت الأندية التونسية والمصرية أحداث مؤسفة على غرار ما حدث ين الزمالك والافريقي سنة 2011 والذي كاد يتسبب في توتر العلاقات السياسية بين البلدين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أخصائيون عرب يفسرون ظاهرة التعصب

ولتشريح ظاهرة العنف والتعصب في ملاعب كرة القدم العربية، نستعرض آراء بعض اللاعبين والإداريين وحتى المختصين النفسانيين في أسباب هذه الظاهرة السلبية التي لا يكاد يمر لقاء كروي واحد في أي ملعب في العالم العربي إلا وأعلنت حضورها ولو عبر التعصب اللفظي والكلام القبيح والألفاظ النابية التي يطلقها أنصار فريق ضد أنصار الفريق المنافس وهكذا، الجميع يجمع على الدور الكبير للإعلام في تزايد الظاهرة أو الحد منها، إضافة إلى الإجماع على سلبيات ورواسب الشخصية العربية التي ترفض الرأي الآخر يعتبران من بين أبرز أسباب تفشي العنف والتعصب في ملاعبنا العربية سواء بين اللاعبين أو بين الأنصار.

ذاكر اللواتي (قائد النادي الإفريقي السابق): "التعصب الكروي سببه الشخصية العربية الرافضة للهزيمة وهذه هي الحلول للقضاء عليه"

يرى ذاكر اللواتي قائد النادي الإفريقي التونسي السابق أن طبيعة الشخصية العربية من القدم هي سبب التعصب في كرة القدم حاليا، وفي اتصال معه أضاف قائلا: "نحن العرب لا نملك ثقافة تقبل الخسارة، فاللاعبون والأنصار وحتى مسؤولو الفرق يريدون دائما الفوز ولا يتقبلون الهزيمة" كما قال اللاعب التونسي السابق إنه يتوجب على اللاعبين تقبل قرارات الحكام ولو كانت خاطئة باعتبارهم بشرا يخطئون ويصيبون، داعيا مسؤولي الأندية والمنتخبات العربية واللاعبين إلى تجنب التصريحات النارية التي من شأنها تأجيج نار العنف بين الأنصار.

ــــــــــــــــــــــــ

حسن شحاتة (مدرب المنتخب المصري السابق): "الإعلام هو سبب التعصب وهو حل من الحلول للقضاء عليه"

بدوره كان لحسن شحاتة مدرب المنتخب المصري السابق تدخل عبر صحيفة وقناة الهداف الجزائرية حول التعصب والعنف في الملاعب، حيث رد مدرب نادي المقاولون العرب الحالي هذه الظاهرة بالدرجة الأولى إلى الإعلام العربي والعناوين المثيرة للفتنة حسب رأيه، وأضاف قائلا: "الإعلام سلاح ذو حدين، من الممكن أن نسيره بطريقة حكيمة للتحكم بالجماهير ونشر الوعي وثقافة تقبل الخسارة والروح الرياضية، وفي المقابل من الممكن استعماله كسلاح فتاك لتحريض الأنصار على الاقتتال فيما بينهم، وما حدث بين الجماهير الجزائرية والمصرية خير دليل، فالإعلام كان السبب الرئيسي وراء ذلك، أنا شخصيا أنبت الإعلام في البلدين في العديد من المناسبات وحملته المسؤولية".

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الدكتور السعودي خالد محمد الصغير: "الإفرازات الثقافية والاجتماعية وراء التعصب الكروي وتقبل الرأي الآخر هو الحل"

يرى الدكتور خالد محمد الصغير أن الأمر الذي قاد إلى هذا السلوك الرياضي غير الحضاري الذي يلمسه الحاضر في مباريات ملاعب كرة القدم والسبب فيه هو ما ولدته إفرازات وسلوكيات ثقافية واجتماعية عديدة، ويأتي في طليعتها داء مصادرة رأي الطرف الآخر، وغياب الروح الرياضية السامية، وغياب الوعي والفهم الصحيح لمفهوم الرياضة والتنافس الشريف إضافة إلى دولا الإعلام العربي عموما والإعلام الرياضي العربي على وجه الخصوص، ويضيف قائلا: "هذه العوامل أسهمت في خلق جيل رياضي يتخذ من السلوك اللفظي غير الحضاري وسيلة للتعبير عند مشاهدة كرة القدم الذي هو نتيجة لافتقار ذلك المشجع لمكونات الروح الرياضية التي تنادي بضرورة تقبل النتيجة، واحترام المنافس، والاعتراف بتفوقه، واحترام حتى أعضاء فريقه عند تعرضهم للخسارة، وضبط النفس".

ــــــــــــــــــــــــ

الحلول المتاحة للقضاء على التعصب في كرة القدم العربية:

البحث عن الحلول ضرورة والتعصب يزداد خطورة

فرنسا وإسبانيا تجارب رائدة والسير على خطاها قد يعود بالفائدة

تعتبر كل من التجربتين الفرنسية والإسبانية من التجارب الرائدة في مجال مكافحة والقضاء على العنف في ملاعب كرة القدم، والتي يتوجب على القائمين على شؤون الساحرة المستديرة والمسؤولين في البلدان العربية أن يأخذوها بعين الاعتبار وأن يحاولوا الاستفادة منها وتطبيقها على واقع الكرة العربية من أجل الحد من ظاهرة العنف التي تنخر جسد الكرة العربية.

السلطات الفرنسية ترمي الكرة في ملعب الأندية

وفي توضيح لمعالم التجربتين كشفت "آني سالادان" المكلفة بالأمن بمديرية التنظيم الرياضي لنادي أولمبيك ليون الفرنسي أن كل ناد بفرنسا مطالب بتعيين مسؤول مكلف بالتنظيم والتنسيق مع مختلف الأطراف الفاعلة في تنظيم مقابلات كرة القدم، مؤكدة أن هذا المسؤول يعد الرابط بين النادي ومختلف مصالح الأمن، حيث يتكفل بوضع جهاز للتنظيم قبل كل مباراة مع تحديد الأخطار المحتملة، وفي إطار التجربة الفرنسية دائما فقد ألزمت النوادي الـ 20 التي تنشط الرابطة المحترفة الفرنسية على تجنيد أعوان أمن الملاعب الذين يتعين أن يكونوا حاصلين على شهادات من مدارس معتمدة، وبالإضافة إلى هؤلاء الأعوان، يتعين على كل ناد أن يتوفر على 130 إلى 170 عونا لاستقبال وتوجيه المناصرين.

وإسبانيا تكيف التعصب على أنه إجرام وليس مجرد شغب

وفي إسبانيا، يركز المسؤولون والقائمون على شؤون البلاد على الجانب القانوني واستعمال قوة القانون لردع المشاغبين ومثيري الشغب في ملاعب كرة القدم، فبالإضافة إلى مكافحة العنف في الملاعب، تم تكييف القوانين للمعاقبة على الأعمال العنصرية والعنف، وهو ما أكده المفتش الرئيسي ومنسق الأمن "ألفونسو كوروروخو غونزاليس" عندما حل ضيفا على الجزائر للحديث عن التجربة الإسبانية في مكافحة العنف الكروي، وأوضح غونزاليس أنه تم وضع وكالة وطنية للرياضة بإسبانيا تعمل بالتعاون مع الشرطة والنوادي، مضيفا أن كل هيئة تتكفل بجمع وتحليل المعلومات حول كل مباراة لتقييم المخاطر، وهو ما يمكن اعتباره ضربات أو بمعنى أصح دراسات استباقية لما قد يحدث خلال المباريات للعمل على شل أسبابه لمنعه من الحدوث من الأساس.

الإنجليز فضلوا اللجوء إلى أسلوب العصا والجزرة

كشف "بريان دراو" مدير الوحدة البريطانية للحفاظ عن الأمن وهو شرطي متقاعد متحدثا عن تجربة بلاده في محاربة شغب الأنصار أو ما يعرف بظاهرة "الهوليغانز " الجماهير الإنجلزية الشاغبة، أن القانون الإنجليزي يعاقب المشاغبين لمدة تصل إلى 10 سنوات سجنا، مع سحب التذاكر الموسمية من مثيري الشغب، وهي الطريقة التي تساهم فيها جميع الأطراف المعنية أي الأندية، الهيئات الكروية، الشرطة، والسلطات و ذلك بعدما أنذرت اتحادية إنجلترا من طرف الاتحادية الدولية "فيفا" في أعقاب أحداث شغب في مدينة شارل لوروا البلجيكية على هامش كأس أمم أوروبا لعام 2000.

والتوعية خيار إضافي لكبح جماح الأنصار

 كما أضاف ذات المتحدث أن محافظ الشرطة في كل ولاية إنجليزية يقوم قبل بداية الموسم بتوجيه رسالة للفرق يذكر من خلالها اللاعبين بتجنب الطرق التي تستفز أنصار المنافسين في طريقة التعبير عن الفرحة بتسجيل الهدف، وهي التجربة التي يمكن للاتحاديات العربية الاستفادة منها إذا ما كانت هناك نية حقيقية للقضاء على العنف والتعصب في ملاعب كرة القدم العربية.

كلمات دلالية : التعصب في كرة القدم العربية

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال