حيمودي: "اختياري لإدارة مباريات المونديال ليس هدية وأهدف لإدارة مباريات في أدوار متقدمة"

"أملك 5 محضرين بدنيين وأطباء شخصيين ولم أتوقع أن يكون النجاح حليفي وأنا الذي بدأت من الصفر قبل 27 سنة"

بداية، من أعلمك بأنه تم اختيارك لتكون ضمن قائمة الحكام الذين سيديرون مباريات المونديال؟
وصلتني المعلومة عن طريق بريدي الإلكتروني صبيحة اليوم (يقصد أمس الأربعاء)، كما تم إعلامي في المراسلة ذاتها أن هناك معسكرين تحضيريين لفائدتنا، واحد في إسبانيا ينطلق يوم 10 فيفري والثاني في سويسرا بداية من 27 أفريل المقبل.

أخبرنا كيف قضيت ليلة الإعلان عن النتيجة؟
تريد الصراحة؟ كانت ليلة صعبة للغاية، لم أتمكن من النوم بصفة عادية، صحيح أنني كنت متيقنا بنسبة 99 بالمائة أنه سيتم اختياري ضمن الطواقم التحكيمية الثلاث التي ستمثل إفريقيا في المونديال، إلا أنه بالمقابل كان يراودني الشك بخصوص الواحد بالمائة التي تعود إلى أصحاب القرار، قلت في قرارة نفسي ماذا لو.. والحمد لله، في نهاية المطاف كافأني الله على المجهودات التي بذلتها وبذلناها كطاقم طيلة سنوات من العمل المتواصل، فالبعض يعتقد أن النتيجة تأتي هكذا، لا بالعكس، دون عمل لا يمكن الحصول على أي شيء.

ولكن كان في حكم المؤكد أنك ستكون ضمن الثلاثي الإفريقي المحظوظ، خاصة بعد أن تم اختيارك كأفضل حكم إفريقي للمرة الثانية على التوالي، فما هو مبرر قلقك؟
لا يوجد شيء مؤكد، مثلا حصلت مفاجأة باستبعاد الكاميروني أليوم نيوم من إدارة المونديال، رغم أنه كان أحد منافسي على لقب أفضل حكم إفريقي خلال سنة 2013.

قلت إنك عملت كثيرا، منذ متى بدأ مشوارك التحكيمي وهل آمنت أنك ستحقق كل هذه النجاحات؟
بدأت مشواري قبل 27 سنة من الآن، تدرجت عبر كل المراحل التي يمر عليها حكم شاب لأصل إلى ما وصلته، أدرت مباريات في كل المنافسات ولم يبق لي سوى المونديال، وبإذن الله سأشرف الجزائر في هذا الحدث الكبير، وعن سؤالك فإن الطموح كان موجودا، ولكن طموح أن تكون أفضل حكام إفريقيا وتدير مباريات في المونديال يمكن أن يتحقق ويمكن أن لا يتحقق، وربما كان من الصعب التفكير فيه وأنا في البداية، ولكن مع كل خطوة كنت أسطر هدفا آخر، والحمد لله كان الله معي، ودعوات الوالدة الكريمة ورضاها بالإضافة إلى مساندة الجميع، فضلا عن أمر مهم.

ما هو؟
سياسة الاتحادية ولجنة التحكيم منذ 10 سنوات لإعادة البريق لسلك التحكيم الجزائري، حيث أن نجاحي هو ثمار هذه السياسة الناجحة لـ "الفاف" وهيئة التحكيم، والتي أثمرت نجاحا مزدوجا، في 2010 تأهل المنتخب الوطني إلى النهائيات وتم تعيين زميلي محمد بنوزة لإدارة مباريات المونديال غير أن الحظ لم يكن إلى جانبه، بسبب فشل مساعديه في الاختبار البدني، وبعد 4 سنوات المنتخب يتأهل من جديد ويتم اختياري شخصيا رفقة الحكم المساعد عبد الحق ايتشعلي لإدارة مباريات المونديال، طبعا رفقة المغربي رضوان عشيق.

ما هو هدفك الآن وقد عينت لإدارة مباريات المونديال؟
أنا إنسان طموح بطبعي، واختياري ما هو إلا تحد إضافي بالنسبة لي، سأحاول أن أفعل ما يتيح لـ الجزائريين أن يفتخروا به لا سيما إدارة مباريات في أدوار متقدمة، وسأتكلم مع مساعدي بخصوص الأهداف وسنرى ما نحن قادرون على فعله، وبإذن الله سنشرف الجزائر والتحكيم العربي عموما.

رغم هذا الاعتراف تبقى الانتقادات سيدة الموقف في الجزائر، فمن السهل دائما تعليق الهزائم والتعثرات على التحكيم، مثلا في مباراة إتحاد العاصمة وشبيبة القبائل الأخيرة بينهما في كأس الجمهورية كانت الانتقادات عنيفة من جانب أبناء سوسطارة على قراراتك، فما تعليقك على الأمر؟
في البداية، عندما يبدأ الحكم مسيرته يكون الأمر كهواية لا أكثر ولا أقل، ويجب عليه أن يعرف أن هناك مشاكل ستتابعه، وعليه أن يعرف كيف يتصرف معها لكي ينجح، وعندما لا يتمكن من مقاومة هذه الضغوط فعليه أن يعرف أن التحكيم حتى كهواية لا يمكن مواصلته، وشخصيا عرفت كيف أتعامل وضحيت كثيرا، وصبرت وكذلك تعلمت مع مرور الزمن واكتسبت خبرة ونضجا أكبر، وحتى من الانتقادات يمكن أن تتعلم.

كنت قريبا في وقت ما من الاعتزال، هل تتذكر ذلك؟
صحيح، اقتربت من قرار الاعتزال في يوم ما، ولكن -كما قلت لك- عرفت كيف أسير كل شيء وأحمد الله يومها على صبري، خاصة على الضغوط والانتقادات، بل في بعض الأحيان الانتقادات التي تبدو غير بناءة من بعض الصحفيين هي التي تساعدك على اكتشاف أخطائك والبحث عن تصحيحها، وهو ما حصل معي في الكثير من المرات، لهذا لا يسعني إلا أن أشكر الصحفيين الذين انتقدوني والذين ساعدوني كذلك، كما أن هناك عنصر أتحدث عنه في كل مرة والمتعلق بالدوري الوطني، والذي رغم كل ما يقال عنه فإن لدي ملاحظات بخصوصه.

تفضل؟
هو دوري قوي جدا من حيث الاندفاع والضغط، وهذا الأمر يساعدنا كثيرا كحكام، لأنك في ظروف أخرى دون ضغوط وبأقل جماهيرية في منافسات أكبر تجد نفسك تدير المباريات بارتياح، ومادام أنه قدم لنا في آخر مونديالين حكمين يشاركان في المونديال فهذا دليل على أنه ساعدنا رغم كل الكلام الذي يقال عن الحكام والانتقادات وغير ذلك، في كل الحالات بالنسبة لي اختياري ليس هدية بقدر ما هو تحد بالنسبة لي، كما أنه جواب لكل من ينتقد التحكيم الجزائري.

هل تتأسف لأنك ستعتزل بعد المونديال؟
لماذا أتأسف وأنا الذي حققت كل شيء؟ كما أدرت مباريات في كل المنافسات الممكنة، الحمد لله على هذه المسيرة التي لا أطلب أكثر منها، بعد اعتزالي سأفكر في أمور أخرى.

من ساعد حيمودي من رجال الظل الذين لا نعرفهم؟
أول من ساعدني هي زوجتي التي صبرت معي طيلة مسيرة دولية منذ 2003، بالإضافة إلى رابطة غليزان الولائية التي لا أغيب عنها حتى وأنا حكم دولي، فضلا عن الكثير من الناس، حيث لا يعلم البعض أنني أتعامل مع 5 محضرين بدنيين فضلا عن أطباء شخصين، البعض منهم سخرتهم الاتحادية التي لعبت دورا كبيرا فيما وصلته، وكذلك لجنة التحكيم التي تعمل لأجل أن يكون هناك حيمودي آخر وبنوزة آخر، وربما أفضل منا لأن المناخ الملائم متوفر  نملك الزاد البشري، ولا ينقص سوى مساعدة هؤلاء الشبان.

ماذا تضيف؟
 أعرف جيدا أن الجمهور الجزائري ينتظر مني الكثير في مباريات المونديال، كما أعلم أن أي نجاح شخصي بالنسبة لي هو نجاح لكل الشعب الجزائري الذي هو فخور بي، سأعمل على تشريف الجزائر التي ستلعب أكثر من 3 مباريات في المونديال بوجودي إن شاء الله.

حاوره هاتفيا: نجمو.س
.............

روابط ذات علاقة :

• حيمودي: "أصبحت ثالث أحسن حكم في العالم، وسأعتزل عقب مونديال البرازيل"
• حيمودي: "أشعر ببعض الضغط وسأتكلم عن أهدافي عندما أجتاز أول مباراة بنجاح"