ماذا تمثل كرة القدم في الجزائر؟
هي مخدر بالنسبة للشعب، في بعض المرات جمهورنا لا يقدر المسؤولية التي من واجبنا أن نتحملها من أجل إسعاده، مع تأهلنا إلى نهائيات كاس العالم نحن ندرك أننا منحنا الكثير من الفرحة إلى محبينا على الأقل حتى الأشهر القادمة.
ما هو شعورك في كل مرة ترتدي قميص المنتخب الوطني؟
أشعر بالفخر وأحاول في كل مرة أن لا أنسى الواجبات التي يتطلبها حمل هذا القميص كما أني أحس دائما ببدني يقشعر أيضا لما يتم عزف النشيد الوطني، هاتين اللحظتين قويتين ولا يمكن تفسيرها.
كقائد للمنتخب هل لديك طقوس معينة تقوم بها؟
في غرف حفظ الملابس أحاول أن أجعل الأجواء الجيدة إلى غاية اللحظة الأخيرة، بعدها أقوم بخطابي في النفق قبل الدخول إلى أرضية الميدان، رسالتي دائما واضحة: "لا أحد فوق المنتخب"، نحن جميعا نلعب من أجل البلد لهذا لا أقبل من أي لاعب أن يغلب مصلحته الشخصية على المنتخب، لا يوجد نجوم في الجزائر وإذا لم نكن ملتحمين ومتضامنين ولا نجتهد جميعا فإننا لا نملك أي فرصة للفوز، اللاعب الذي لا يفهم خطابي أتصرف معه بشكل مغاير.
شاركت في تأهيل الجزائر إلى "المونديال" للمرة الثانية على التوالي، هل تدرك المشوار الذي قمت به منذ أول مشاركة لك مع "الخضر" سنة 2004؟
لما سأعتزل اللعب دوليا سأدرك وقتها ما قمنا به، أتذكر جيدا بداياتي حيث كنا نلعب في كل مكان وأتذكر أننا لعبنا حتى في "غوسان فيل" في أخر المقاطعة الباريسية، لوقت طويل لم أسجل إلا الخيبة تلوى الأخرى وقد فشلنا في التأهل إلى "مونديال" 2006 وأيضا نهائيي كأس أمم إفريقيا المواليين (2006 و2008).
هل شعرت بالإحباط في وقت من الأوقات؟
لم أسأل نفسي أبدا: "ماذا تفعل وسط هذه المشاكل؟"، مع نذير (بلحاج)، كريم (زياني)، عنتر (يحيى) سطرنا هدفا وهو ضرورة أن لا نكون جيل العار، نحن لم نفشل أبدا رغم كل الصعوبات وكان لدينا هدف واحد وهو الدخول في التاريخ من الباب الواسع.
الشبان المتواجدون حاليا في المنتخب هل يدركون معاناتكم في السابق؟
هم يدركون أننا عانينا كثيرا لأننا حكينا لهم قصتنا وشعرنا أنهم يريدون التألق بدورهم، سفيان (فغولي)، فوزي (غلام)، ياسين (براهيمي)، سفير (تايدر)... يسمعوننا جيدا وهذا يجعل المجموعة نقية، منذ أن أصبحت قائدا لم أتدخل ولو مرة لأجل فك أي شجار بين الزملاء مثلا.
أسرد لنا حكايتك لما كنت شابا في مسقط رأسك بمنطقة "بورغونيي"؟
والداي تنقلوا إلى فرنسا من أجل العمل. والدي كان دهانا في العمارات بعدها تعرض لمتاعب صحية جعلته يتوقف عن العمل ويصبح بطالا، والدتي تكفلت بأمور البيت حتى تربي جيدا أبناءها الخمسة، لم ينقصنا شيء وقد نجحنا في كل شيء، أملك شقيقتين وشقيق واحد وهم يعملون حاليا حتى الآن في فرنسا.
وقتها هل كنت تشجع منتخب "الديكة" أم "الخضر"؟
قبل كل شيء في طفولتي تألقت أكثير بقيمص البارصا الذي يحمل اسم "ستويشكوف"، بعدها تحصلت على جوازي سفر وهذا كمواطن فرنسي وجزائري وطبعا كمناصر، لقد كنت مجنونا بالمنتخب الجزائري لكن لقاءاته كانت تنقل في مرات قليلة في التلفزة وقتها، في "سكايت بارك" الذي كنا نستغله كميدان للعب كرة القدم، كنت محل سخرية من أبناء حيي الذين هم من أصول تونسية، مالية، مغربية وسنغالية لأن الجزائر في ذلك الوقت وقتها كانت تجد صعوبة لفرض نفسها في القارة الإفريقية. بعدها قلبي كان يدق لـ"الديكة"، في 1998 خرجت إلى الشارع مع الأصدقاء للاحتفال بتتويج فرنسا بكأس العالم وكان احتفال كبير.
ماذا يمثل زيدان بالنسبة لك؟
هو مثال يقتدى به لكل الفرنسيين والجزائريين. أنا معجب به لأن محترف، هادئ، لطيف، لا يريد أن تسلط الأضواء عليه كثيرا وبسيط جدا، لقد أسست جمعية خيرية في الجزائر تعمل على تمويل مشاريع خاصة بالمعوقين هذه السنة، أتمنى أن ألتقي زيدان في هذا الإطار، لقد حضر مباراتنا الأولى في"مونديال" 2010 من المدرجات، الآن في البرازيل أتمنى أن يقوم بزيارتنا وأن يحضر بجانبنا في غرف حفظ الملابس وليس المدرجات.
بعد بدايتك المتأخرة في "غونيون" انفجرت بعيدا عن فرنسا. هل اللاعبين الجزائريين أكثر تقديرا لما يكونون خارج فرنسا؟
نعم إذ أن عددا معتبرا من اللاعبين الذين أصولهم جزائرية وخاصة المغاربة بصفة عامة لا يتم تقديرهم حسب قيمتهم الحقيقة، الكثير من اللاعبين لا ينجحون بسبب العقلية التي تلصق بهم، بعض المدربين والمكونين يقومون بتكسيرهم ويهدمون موهبتهم ففي مرات كثيرة تسمع عبارة: "أنت تراوغ كثيرا". مقارنة بلاعب برازيلي فإن الجزائري الذي يملك نفس المستوى يعاني من الصورة السيئة المرسومة عنه، بعض الدول هي محترمة أكثر من دول أخرى.
لهذه الدرجة تتصور أن المعاملة تختلف؟
خذوا رفيق صايفي واحد من اللاعبين الأكثر موهبة من الناحية التقنية في الكرة الجزائرية، لو كان مثلا اسمه "صايفينهو" فإن قيمته كانت مضاعفة بـ 3 مرات ولم يكن لينهي مسيرته في "إيستر"، الكثير من الشبان يجدون متعة في ممارسة الكرة بعد مغاردتهم فرنسا (بلفوضيل، براهيمي، تايدر)، لاعبون مجهولون في الكتيبة تمكنوا من التقدم في مسيرتهم بسهولة في صورة ڤديورة لاعب منتخبنا الذي يحمل الآن ألوان كريستال بالاس أو المغربي بن عطية الذي يحمل الآن ألوان روما الإيطالي.
نقلا عن صحيفة لوباريزيان" الفرنسية
كلمات دلالية :
بوڤرة.