أرتورو فيدال: "مجموعتنا من بين أقوى ثلاث مجموعات في كأس العالم"

أوقعتكم قرعة المونديال في مجموعة صعبة للغاية تضم منتخبات إسبانيا، هولندا وأستراليا، ما هي حظوظكم في التأهل للدور الثاني؟

يعلم الجميع أن المنتخب مع المدرب الأرجنتيني بيليسا كان صلبا جدا، وسامباولي وبيليسا يملكان نهجا مماثلا، لكن مدربنا الوطني الحالي يدير المجموعة بطريقة مختلفة، فاللاعبون الذين شاركوا في مونديال 2010 في جنوب إفريقيا أصبحوا ناضجين أكثر، ولهذا السبب نلعب بشكل أفضل في الوقت الحالي، جل اللاعبين الذين يلعبون مع المنتخب اليوم شاركوا في مونديال 2010 بـ جنوب إفريقيا، كما أن الجميع يتمتع بخبرة سواء مع المنتخب أو مع النادي الذي يلعب معه، لا تنسى أننا نملك لاعبين في أحسن الأندية على غرار أليكسيس سانشيز في برشلونة وماوريسيو إيسلا في نادي جوفنتوس، والجميع هنا مؤهل جدا ولدينا فريق خليط من الشباب وأصحاب الخبرة، سنحاول تقديم أداء يليق بسمعة منتخبنا وسنحاول الذهاب بعيدا في مونديال البرازيل.

 

حدثنا أكثر عن المجموعة ككل وحظوظ كل فريق؟

المنتخبات الثلاث معروفة ولديها سمعة، هولندا وإسبانيا مرشحان لنيل اللقب العالمي، ولهذا المهمة لن تكون سهلة، علينا أن نهزم واحدا من هذين المنتخبين من أجل العبور للدور الثاني، لأن أستراليا قد لا تشكل لنا عائقا كبيرا كـ إسبانيا أو هولندا، ظهرنا بشكل جيد في التصفيات ونركز الآن على الفوز في البرازيل، يجب حمل راية الفوز فقط، وعلينا ألا نغالي في تقدير المنتخبات المنافسة، نحن قادرون على الفوز وتحقيق نتائج إيجابية، ومجموعتنا من بين أقوى ثلاث مجموعات في نهائيات كأس العالم.

 

ما رأيك في مجموعة إنجلترا التي ضمت منتخبي إيطاليا والأوروغواي؟

إنها من بين أقوى المجموعات، إيطاليا وإنجلترا منتخبان كبيران، وحتى الأوروغواي ليس منتخبا صغيرا، ستكون الأمور صعبة على إنجلترا وإيطاليا رغم أنهما مرشحان على الورق، لكن يجب الحذر من منتخب الأوروغواي، نحن كذلك وقعنا في مجموعة لا تقل حدة وقوة عن هذه المجموعة.

 

حققتم نتيجة إيجابية أمام إسبانيا بكامل نجومها في مدريد، ألا يشكل ذلك دافعا إضافيا لكم؟

نعم، نتذكر كيف استطعنا تحقيق نتيجة إيجابية هناك في مدريد في تلك المباراة الودية، قدمنا أداء راقيا في تلك الأمسية وسنحاول أن نكررها من جديد في البرازيل، الفوز على إسبانيا أو هولندا ليس أمرا مستحيلا، وسنحقق ذلك بسهولة متناهية بالإرادة وقوة العزيمة.

 

لديك ذكريات كثيرة في الشيلي خاصة مع ناديك الأول كولو كولو، حدثنا عن مسيرتك الكروية هناك؟

بداياتي الكروية لم تكن مع نادي كولو كولو، بدأت ممارسة الكرة مع نادي روديليندو رومان الذي يتواجد في العاصمة سانتياغو، بدأ حلمي هناك وكنا نعاني في بداياتنا، كان لدينا نقص في التموين وعدم توفر الإمكانات اللازمة، وتحسنت الأمور بعد انتقالي لنادي كولو كولو الذي أحمل معه ذكريات جميلة جدا، نلت معه لقبين للدوري المحلي وبدأ بريقي يبزغ معه أكثر، خاصة في الموسم الثاني، ولكن عانيت قبل ذلك كثيرا.

 

تقول إنك عانيت قبل ذلك، هل لك أن توضح لنا أكثر بهذا الخصوص؟

كانت البداية معقدة، المال كان قليلا عند العائلة وهو ما شكل وضعية صعبة لنا ولأمي التي عملت كثيرا من أجلنا، ومن ثم دخلت عالم كرة القدم وحاولت تقديم المساعدة للعائلة، كنت أريد أن أصبح لاعبا محترفا على الفور لمساعدة الأهل، ومنذ أن كنت صغيرا وأنا أعطي أقصى ما لدي في كولو كولو لتحقيق النجاح، على العموم طفولتي أنا وإخوتي فيها نوع من المعاناة والحرمان، لأني عانيت كثيرا عندما كنت طفلا ودائما ما كنت حزينا لأن والدي قد تركني وأنا في سن الخامسة.

 

هل ترى والدك الآن؟

لا، الأمور تغيرت الآن نوعا ما، أرى والدي في بعض الأحيان وهو يأتي في كل مرة إليّ هنا في إيطاليا، ونفس الأمر بالنسبة لأخوتي وأخواتي.

 

نفهم من كلامك أن والدتك لعبت دورا هاما في نجاحك أكثر من والدك...

هذا صحيح، فكما سبق وقلت والدتي تعبت كثيرا في سبيل تربيتنا تربية حسنة وإبعادنا عن المشاكل، وتكبدت عناء عظيما وأحييها بهذه المناسبة.

 

قضيت أربع سنوات مع باير ليفركوزن، وكنت قريبا من الانتقال إلى بايرن ميونخ، كيف سارت الأمور هناك؟

كرة القدم في ألمانيا كانت مختلفة عما هي عليه في الشيلي التي تعتبر أسهل، وجدت لاعبين كبارا في "البوندسليغا" واحتككت بهم كثيرا مثلما هو الحال في إيطاليا، عشت هناك في فترة عرفت الكرة الألمانية قفزة نوعية وتطورا ملحوظا، لن أنسى الأجواء الخاصة بالملاعب الألمانية لأنها أجواء رائعة وتعكس التطور الذي يشهده هذا الدوري، ليفركوزن جعلني أجد طريقي للنجاح وسهّل عليّ الكثير من الأمور، ولهذا أتذكرهم دائما وأحييهم في كل مرة، بعد ذلك انتقلت إلى جوفنتوس عن قناعة وحققت أمنيتي التي كانت تراودني باللعب بقميص هذا النادي العريق.

 

كيف وجدت اليوفي بعد إمضائك له؟

جئت لفريق كبير فيه أبطال كبار ساعدوني على اللعب بشكل جيد في مركزي، تزامنت عودتي مع مجيء المدرب كونتي لنادي جوفنتوس، تعلمنا منه الكثير وترسخت لنا عقلية جديدة وفكرا خاصا بنا جاء به المدرب كونتي، وخلال موسمين ونصف تطورنا بشكل كبير جدا عما كنا عليه في موسمنا الأول، وقمنا بعمل عدد من التغييرات التي ساعدتنا على التطور في الأداء، الفريق تطور كمجموعة إضافة للتطور الفردي للاعبين الذي كان ملحوظا، نشعر أننا أقوى بكثير عما كنا عليه قبل عامين، علينا إثبات ذلك في كل أسبوع وهذا ما نسعى له.

 

بمناسبة حديثك عن كونتي، ماذا يمثل لك هذا المدرب؟

يتعلم الجميع كل يوم من كونتي ومن فلسفته وطريقة تعامله معنا، كما نشعر بثقته لأنه يساعدنا دائما ويعلمنا أشياء كثيرة، شخصيا تربطني به علاقة مميزة أساسها الاحترام المتبادل، إنه مدرب فذّ وقادر على تدريب أي ناد في العالم.

 

هل تعتقد أنه سيدرب يوما ما في إنجلترا؟

هذا أمر خاص به وعليكم توجيه السؤال له.

 

ماذا عنك؟، أكبر أندية بريمر ليغ تريد ضمك، هل سنراك في إنجلترا يوما ما؟

شرف كبير أن ألعب في إنجلترا، لكني في الوقت الحالي لا أود التفكير في أي عرض لأني جد مرتاح هنا، وأشعر وكأنني وسط عائلتي، جوفنتوس هو واحد من أفضل الفرق في العالم وأتشرف بتمثيله، ولكن من يدري قد يأتي اليوم الذي سألعب فيه لأحد أندية إنجلترا.

 

أصبحت مثالا يحتذى به لدى جماهير "البيانكونيري"، كيف تشعر وأنت محط حب واحترام الجميع؟

شغف جماهير جوفنتوس أمر مذهل وأنت تدرك ذلك فقط عندما ترتدي هذا القميص، جماهير "البيانكونيري" في كل مكان، وهم يشعرونني بالارتياح مع لافتاتهم الجميلة، سمعت الكثير من الأشياء، خاصة عندما كنت أرتدي قميص النادي، اللعب لـ اليوفي شيء كبير.

 

نلت الكثير من الألقاب مع اليوفي، ألا تريد  التتويج بلقب جديد؟

ما زلت جائعا للألقاب، وأود التتويج من جديد بلقب الدوري هذا العام، أما على الصعيد القاري والدولي فأعتقد أن أي لاعب يطمح للتتويج برابطة أبطال أوروبا، لأنه اللقب الأغلى والذي تحتك فيه بلاعبين كبار وسأفعل المستحيل للتتويج به.

 

ما رأيك في أوزفالدو،  وما هي الإضافة التي يمكنه تقديمها لكم؟

الشيء المميز في أوزفالدو أنه مصمم على تقديم أداء مميز، أنا واثق أن جوفنتوس سيعيد الاستقرار لـ أوزفالدو وسيساعده على استعادة حالته، بل أنا متأكد أنها البيئة المناسبة له، ما زال لدينا العديد من المباريات في الدوري، إضافة للدوري الأوروبي ووجود عدد كبير من اللاعبين أمر مفيد للفريق.

 

أنت موجود ضمن قائمة أفضل لاعبي الوسط في العالم، ما هو تعليقك على هذا التصنيف؟

هذا يجعلني سعيدا جدا لأنني عملت بجد للوصول لهذه المرحلة، وأشعر أنني لاعب مهم في مركزي وأنه يتعين عليّ المساهمة بشكل كبير سواءا على المستوى الدفاعي أو الهجومي منذ أيام كولو كولو والآن في تورينو وأنا أعمل بجد من الناحية البدنية.

                                    حوار مع لـ"البي بي سي" البريطانية