أريغو ساكي: "المنتخب الإسباني أصيب بـ تسونامي في البرازيل وتعلم درسا لا ينسى"

يعتبر أريغو ساكي واحدا من أفضل المدربين في تاريخ الكرة الإيطالية العالم، قاد ثورة كبيرة على مستوى اللعبة في إيطاليا،

نشرت : الهدّاف الجمعة 04 يوليو 2014 14:00

وأخرجهم من قوقعة الدفاع إلى الهجوم، حقق إنجازات كبيرة مع نادي ميلان، واحتل المركز الثاني في 1994 مع المنتخب الإيطالي بكأس العالم، النسخة التي قدم فيها "الآزوري" كرة قدم جميلة ربما لأول مرة في التاريخ، ويحلل ساكي في هذا الحوار مشوار المنتخب الإسباني والإيطالي بالتحديد، واللذين شكل خروجهما من الدور الأول لكأس العالم صدمة حقيقية، كما يقدم حوصلة لـ 24 سنة قضاها كمدرب.

 

بما أنك تملك خبرة في عالم كرة القدم، حسب رأيك ما الذي حصل لـ إسبانيا في كأس العالم ؟

أنا حقا متفاجئ مما حدث لهم ولـ إيطاليا...

 

(الصحفي مقاطعا) عذرا لا نريد استباق الأحداث سنتحدث عن إيطاليا لاحقا، الآن نريدك أن تحدثنا فقط عن إسبانيا...

ما حدث للمنتخب الإسباني أشبه بـ "التسونامي"، في كرة القدم يجب أن تتوقع حصول كل الاحتمالات كما هي الحياة اليومية، كنت أتمنى أن تتقدم إسبانيا في المنافسة، فهي تملك سمعة كبيرة في كرة القدم والبنية التحتية لا تزال موجودة، لكننا رأينا فريقا مختلفا تماما في هذه الدورة، نسي اللعب الجماعي الجميل والنتائج تغيرت تماما، أعتقد أنهم اكتشفوا من خلال هذه المشاركة أن كرة القدم لعبة جماعية وليست فردية، وهذا درس جيد، هذا ما يطلبه الجمهور دائما، فهو لا يريد عرضا فرديا، عليهم في المستقبل أن يفكروا ككتلة واحدة، أن يسعوا إلى اللعب الجميل، ثم تغيير بعض الأمور في الهيكل العام للمنتخب، هنا فقط تأتي النتائج.

 

ما هي رؤيتك المستقبلية لـ "لاروخا" ؟

رأينا أضعف نسخة للمنتخب الإسباني في البرازيل بعد أن كانوا الأحسن في العالم، من دون شك هناك مستقبل لهذا المنتخب، الكثير من اللاعبين الحاليين فيه لم ينل منهم التعب بعد، لا يجب أن ننسى أيضا أن "لاروخا" لم يفز بأي لقب قبل 100 سنة، في 6 أو 7 سنوات الأخيرة لم يحقق الفوز وحسب، بل أقنع الجميع بآداء مميز، عليهم أن يكونوا فخورين بذلك لأنهم دخلوا التاريخ، لا يجب الإكثار من النقد وتوجيه الاتهامات هنا وهناك، فهذا سيفسد كل شيء، يجب فقط الصبر على ما هو آت والعمل بهدوء وصمت.

 

وفي رأيك هل يجب على ديل بوسكي أن يواصل كمدرب للمنتخب ؟

يجب عليه فعل ذلك، أعتقد أنه الأفضل في هذه المرحلة، وأنا أجده الأنسب دائما، إنه ذكي جدا، حكيم ويملك شخصية قوية، لكن هناك شيء مهم يجب الانتباه إليه خاصة في هذه الفترة.

 

ما هو ؟

على ديل بوسكي أن لا يطيل التفكير في هذه المرحلة، يجب عليه أن يقرر سريعا ما إذا كان سيواصل تدريب إسبانيا أم لا، سمعت أن الأمور لا تزال غامضة، هو وحده يملك المفاتيح، وعليه التقرير سريعا لمباشرة العمل.

 

نحن الآن على أعتاب الدخول في مرحلة ربع النهائي من كأس العالم، ما هي انطباعاتك ؟

شاهدنا لحد الآن مستوى عال جدا، هناك موازين بصدد الانقلاب في عالم كرة القدم، منتخبات تتقدم وأخرى تتأخر، شاهدنا أهدافا كثيرة وهذا هو المطلوب.

 

هل يمكنك أن تكشف لنا ما الذي يجب أن تتسلح به المنتخبات قبل الدخول في منافسة مثل كأس العالم ؟

أولا، إنها منافسة نادرة الحصول، وعلى الجميع أن يفرحوا بما أنهم سيشاركون فيها، هناك أمور يجب أن تتوفر في منتخبات مقبلة على مثل هذه المنافسات، مثلا الحماس والتفاهم بين أعضاء المنتخب، إذا كان المنتخب في 90% من إمكانياته فهذا لن يكون كافيا، على المجموعة أن تكون جاهزة بنسبة 100%، وحتى لو كان المنتخب يملك نجوما كبار في صفوفه فالأمر لن يفيد، أنظروا ما حل بالأرجنتين وميسي في 2010، البرتغال وكريستيانو هذا العام، كاكا مع البرازيل أيضا في 2010، روني وريبيري مع إنجلترا وفرنسا، هم لاعبون كبار ولكن منتخباتهم لم تستفد منهم لأنها تفتقر للجاهزية.

 

كيف كان منتخب بلادك إيطاليا ؟

أولا أريد أن ألفت نظركم إلى فرنسا، إنها أفضل من دون ريبيري لأن كرة القدم عندهم لعبة المجموعة، في إيطاليا لم يفهموا ذلك بعد، لن نحقق أي شيء إلا بعد الاستغناء عن هذا الكره الذي نكنه لبعضنا البعض، لدينا دم واحد يجري في عروقنا، أظن أن اللاعبين الذين شاهدناهم على أرضية الميدان كلهم إيطاليون، تاريخيا لم نحقق الفوز في أي منافسة إلا بعد تخلينا عن الأنانية، الغيرة وكل تلك الأحاسيس السلبية، من دون هذا الشرط لن نحقق أي شيء.

 

برانديلي الذي استقال من منصبه مؤخرا كمدرب لـ "الآزوري"، هل تعتقد أنه غير أسلوب لعبكم ؟

نعم غيره بالكامل، لكن ما كان ينقصنا هو التوازن والأمر مماثل أيضا بالنسبة لـ إسبانيا، أصبحنا نستحوذ على الكرة عكس الماضي، لكنه استحواذ سلبي وليس فعالا، الهدف من الاستحواذ هو الوصول إلى مرمى الخصم، نحن بحاجة إلى العديد من الأمور، أصبحنا لا نسجل ونترك المساحات، اللعب الهجومي يتطلب لاعبين ذوي ميزات خاصة، لديهم تقنيات وجودة عالية، هذه هي الفكرة السليمة لكرة القدم، فريق من 11 لاعبا، والكل في مركزه يؤدي دوره بالكرة ومن دون كرة، والكل يتفاعل في نسق يجعل الفريق كتلة متناغمة.

 

خرج المنتخب الإيطالي من الدور الأول هو الآخر، ما هي النقاط التي فشل فيها برأيك ؟

فشلوا في عدة نقاط، وكما قلت لكم في السابق، لم يكن هناك توازن، والاستحواذ لم يكن فعالا، كنت أؤمن وأعتقد بهذه الفكرة، اختيار اللاعبين المناسبين يأتي دائما في المقام الأول، ثم الالتزام والحافز، وبعدها الامتياز، وحتى في حال النجاح لا بد أن تكون هناك مواصلة للعمل، للأسف تجاهلت إيطاليا هذا الأمر، كان المنتخب جيدا قبل سنة أو سنتين، لكن العمل لم يتواصل على نفس الوتيرة، كما تجاهلوا اللاعبين المناسبين.

 

تقول إن المنتخب الإيطالي تجاهل اللاعبين المناسبين، وماذا عن بيرلو ؟

أندريا لاعب كبير لا أحد ينكر ذلك، رغم سنه يلعب مباراة كل ثلاثة أيام وهذا شيء رائع، لكنه لا يمكن أن يفوز بكأس العالم لوحده، قلت لكم إن المنتخب يجب أن يكون نسقا متفاعلا يعمل ككتلة واحدة والكل يؤدي دوره.

 

كنت مديرا رياضيا لـ ريال مدريد في 2005، ما هي أجمل ذكرى لك في هذا النادي ؟

شرف لي العمل في هذا الفريق الكبير، عندما قدمت استقالتي قال لي فلورنتينو بيريز إن لا أحد يغادر الريال، فقلت له: "في الحياة يجب دائما المرور إلى مرحلة أخرى" شكرته كثيرا على هذه الفرصة التي منحني إياها، كانت تجربة ممتازة حقا.

 

متى قررت الابتعاد عن عالم كرة القدم ؟

أحسست أنني قدمت الكثير لكرة القدم، كنت مدربا طيلة 24 سنة وأحسست بالتعب، زرت طبيبا نفسيا وقال لي بأنني على أحسن ما يرام لكن ما أحتاجه هو الراحة، لأنني عملت لسنوات طويلة وهذا غير عادي، أنا شخص أحاول أن أكون مثاليا في عملي دائما، لكن الأمر متعب للغاية، أتذكر عندما كنت مدربا لـ ميلان وفزنا برابطة الأبطال، كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية (1990)، انفرد بي فرانكو باريزي (لاعب ميلان سابقا) وقال لي: "الآن أصبحنا الأفضل في العالم" قلت له نعم، لكن ما لا يعرفه اللاعبون هو الضغط الذي يتحمله المدرب، خسرت معركتي مع الضغط بمرور الوقت، ووضعت حدا لمشواري كمدرب بعد سن 51، عملي كمدرب رياضي كان مختلفا تماما، على كل حال العمل في مجال كرة القدم متعب جدا.

 

كنت شاهدا على الكثير من الأحداث في كرة القدم، ما هي أفضل الفرق بالنسبة لك على مر التاريخ ؟

أعتقد أن أجاكس أمستردام سنوات السبعينات، ميلان الذي دربته وبرشلونة بيب غوارديولا هي أفضل الفرق التي شاهدتها على مر التاريخ، أعتقد أن هاته الفرق الثلاثة كانت تتبع منهجية لعب واحدة، وعلى ذكر غوارديولا، كنت أكثر من فهم قراره بالابتعاد لمدة عام بعد الخروج من برشلونة، لقد حدث لي أمر مماثل، التقيته مرة وقلت له: "بيب لقد فزت بألقاب أكثر مني في فترة قياسية" فقال: "أتمنى فقط أن يتذكرني التاريخ بعد 20 سنة".

 

                                    نقلا عن صحيفة "ماركا" الإسبانية

كلمات دلالية : أريغو ساكي

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال