حيمودي: "نعم هذه آخر مباراة في مسيرتي، يكفيني ما حقّقته حتى وإن لم أدر النهائي"

ينهي اليوم جمال حيمودي فصلا طويلا ومشرفا من مسيرة حكم دولي شرّف الجزائر و رفع رايتها عاليا بين الأمم، ومن حسن حظ ابن غليزان أن لجنة التحكيم على مستوى "الفيفا" أكرمته بمباراة أخيرة في مشواره نظير ما قدمه خلال سنوات طويلة من الكد والجهد...

حيمودي
نشرت : الهدّاف الجمعة 11 يوليو 2014 23:59

نبارك لك تعيينك لإدارة المباراة الترتيبية بين البرازيل وهولندا، هل من تعليق؟

شكرا لكم، اعتبر الأمر توفيقا من الله سبحانه وتعالى، وأنا سعيد جدا باختياري لإدارة هذه المباراة، والاستحقاق لا يعود لي شخصيا فقط بل إلى الجزائر والاتحادية الجزائرية لكرة القدم ورئيس "الفاف" محمد روراوة وكل الجزائريين الذين ساندوني، في كل الحالات أنا جد سعيد بإدارة مباراة رابعة في المونديال، وهذا الشرف لم يحصل عليه جميع الحكام بل قلّة منهم فقط.

لكنننا كنّا نتوقع أن تدير مباراة النهائي، فهل انتظرت ذلك أنت أيضا؟

أنا أيضا كنت أتمنى مثلكم ولكن كانت هناك منافسة قوية، ولجنة التحكيم على مستوى "الفيفا" قامت بخيارها وفي كل الحالات لم أهمّش بتعييني حكما للمباراة الترتيبية بل حظيت بفرصة إدارة مباراة أخرى ومهمة أيضا، وهي النهائي المصغّر وهذا ما يجعلني سعيدا للغاية، لأنني أرى في نجاحي نجاحا للاتحادية من خلال ما وصله التحكيم الجزائري في سنة واحدة عرفت تألق المنتخب الوطني في البرازيل والذي شرّف كل الجزائريين بأدائه القوي والمشرّف وكذلك التحكيم الذي عاد بقوة بعد سنوات من الغياب.

هل كنت تنتظر إدارة 4 مباريات في المونديال؟

جئت إلى البرازيل بنية تشريف الجزائر والأمة العربية والقارة الإفريقية التي اخترت منها لإدارة مباريات كأس العالم، لقد تكلمت معكم قبل بداية المنافسة وقلت لكم أنه بعد المباراة الأولى يمكنني أن أتكلم عن أهدافي والحمد لله سارت الأمور معي على أكمل وجه في المباريات التي أدرتها ونلت ثناءً من لجنة التحكيم، وهو ما ضاعف ثقتي بنفسي وجعلني أطمح للبقاء مع الحكام الذين تم اختيارهم ليمكثوا حتى نهاية المنافسة، وهو ما حصل، مع العلم أن هذا الأمر لم يأت صدفة بل كان نتيجة لعمل طويل وشاق، لقد عملت بجد في تربص تيكجدة و الرباط بالمغرب، وتعبت كثيرا والحمد لله الذي أكرمني وشرفّني مع إيماني بأن كل شيء حصل كان بتوفيق من الله سبحانه وتعالى.

كيف تشعر اليوم وأنت تمثل التحكيم الإفريقي بأفضل طريقة ممكنة؟

سعيد للغاية خاصة إذا علمنا أن التحكيم الإفريقي لم يجتز الدور الثاني منذ دورة كأس العالم 2002، وتشريفي بإدارة عدة مباريات وفي أدوار متقدمة ليس إلا تأكيدا أنني مثلت القارة السمراء جيدا.

وربما كذلك تثبت أن تعيينك أفضل حكم إفريقي لم يكن صدفة..

هذه الاختيارات تعطيك الثقة ولكن الميدان هو الميدان سواء كنت أفضل حكم أو أسوأ حكم، عندما تدخل الميدان تكون مطالبا بأن تعطي كل طرف حقه مهما كان اسمه ومهما كانت صفتك وألقابك وهذه الأمور لا يهتم بها اللاعبون والمشاهدون بقدر اهتمامهم برؤية الفرجة دون أن تكون هناك قرارات من طرف الحكم تؤثر على نتيجة المباراة أو على سيرها الحسن.

كيف تحضر لإدارة المباراة الترتيبية؟

التحضيرات عادية مثلما حضّرت للمباريات الأخرى التي أدرتها من قبل، الجميع هنا يهتم بكل التفاصيل الصغيرة ولأجل هذا الأمر فإننا كحكام مطالبون بمعرفة أدق المعلومات عن المنتخبين، وشخصيا قمت بدراسة معمقة لطريقة لعب كل منتخب، وسأواصل ذلك إلى غاية وقت المباراة، حتى تكون لي فكرة على أرضية الميدان عن كل منتخب وعن كل لاعب، وهذا يساعد في اتخاذ القرارات الصحيحة.

هل ستدير المباراة صائما؟

بالتأكيد سأدير اللقاء صائما، حتى يضاعف الله لنا في "بركته" ويساعدنا في إدارة المباراة.

وكيف تتصرف مع الصيام خاصة على مستوى الأكل، نعرف جيدا أن البرازيل لا يوفر اللحوم الحلال إلا في مناطق معيّنة؟

من هذه الناحية لا يوجد أي مشكل، لأن المسؤولين يوفرون لنا اللحم الحلال، كما نتناول وجبات رياضية ومدروسة في انتظار العودة إلى أرض الوطن لأجل تناول ما لذ وطاب لأني لا أخفي عليك أن نفسي اشتاقت إلى أطباق الزوجة الكريمة (يضحك).

هل ستكون المباراة الترتيبية آخر لقاء تديره في مشوارك كحكم مثلما سبق وأن صرّحت لنا من قبل؟

نعم أؤكد لك أنها آخر مباراة أديرها في مشواري كحكم دولي، أعتقد أنني وصلت إلى تحقيق أشياء كثيرة على الصعيد الشخصي تجعلني فخورا جدا بنفسي وبما وصلته، كما رفعت راية الجزائر عاليا وهذا الأمر يشرفني وبعد مشوار كهذا لا يوجد أفضل من المونديال للخروج من الباب الواسع وترك المكان للشبّان.

هل تشعر بأن الجزائريين فخورون بما حققته حتى الآن؟

أشعر بهذا الأمر وتصلني الكثير من ردود الفعل التي تجعلني سعيدا وأقول في نفسي أنني حققت الكثير ولم يبق لي شيء آخر أعمل لأجل بلوغه، الحمد لله أقولها دائما، كما أؤكد أن دعم الشعب الجزائري لي كان واحدا من أهم الأسباب التي جعلتني أتألق وأقدم مستويات طيبة منذ سنوات و ليس فقط من الآن، دون أن أنس دور الصحافة الجزائرية التي ساعدتني كثيرا ولن أنس خيرها.

هل ستكون هناك مباراة اعتزالية في مستوى ما حقّقته من مشوار رائع؟

لا أفكر في هذا الأمر في الوقت الراهن.

أين سيكون حيمودي خلال شهر أوت؟ هل ستكون مسؤولا في لجنة التحكيم على مستوى "الفاف"؟

بكل صراحة لا أفكر في أي شيء خلال هذا الوقت بالتّحديد، بعد أن أعود إلى الجزائر من البرازيل سأحصل على راحة استغلها في البقاء مع عائلتي الصغيرة وبعد ذلك أفكر في مستقبلي و ما الذي سيكون عليه حيمودي بعد الاعتزال.

هناك حديث أنك ستكون في لجنة التحكيم على مستوى "الفاف" نريد إجابة صريحة منك؟

ماذا تريدني أن أقول، إن كانت بلادي بحاجة إليّ فإنني سأكون تحت تصرفها لأجل خدمة التحكيم بفضل ما اكتسبته من خبرات، كما أتمنى أن تكون هناك استمرارية على مستوى التحكيم و كذلك المنتخب الوطني ولا نكتفي بما تم تحقيقه في مونديال البرازيل.

تدير مباريات في كأس العالم بارتياح كبير، هل المونديال أسهل من إدارة لقاءات في البطولة الوطنية؟

لقد كنتم حاضرين في البرازيل وشاهدتهم كيف كانت الأمور، لا يمكن أبدا أن تكون هناك مقارنة، هناك فرق كبير جدا على مستوى التنظيم، الانضباط، الاحترام، مهمة الحكم تكون واضحة وهي إدارة اللقاء وكفى وليس الانشغال بأمور أخرى، لكن بالنّسبة لنا للأسف نحمّل كرة القدم أكثر من طاقتها، ونسينا أنها مجرد لعبة، هناك سؤال بريء أود أن أسأله: ماذا لو خسرت الجزائر 1-7 وعلى أرضية ميدانها في مباراة مصيرية، هل كنّا نتقبل الخسارة بصدر رحب ونصفق ونخرج بشكل عادي، أكيد ستكون هناك بعض التصرفات والسلوكيات الخارجة عن إطار الرياضة وهي الأمور التي يجب أن نتحد كلنا لأجل محاربتها، وعودة إلى سؤالك أقول أن إدارة مباريات في كأس العالم تكون فيها الضغوط أكبر ولكن المهمة أسهل لسبب واحد.

ما هو؟

هو ثقافة تقبّل الهزيمة، من طرف الجميع خاصة اللاعبين الذين هم الأبطال على أرضية الميدان، فعندما ترى لاعبا لا يملك ثقافة قبول الهزيمة ويقوم بسلوكيات تشحن الجماهير لا يمكن أن نلوم المناصر وحده رغم مسؤوليته في بعض الأحيان، فيجب أن نقول الصراحة هناك فرق بين الجمهور الذي يتابع مباريات كرة القدم عندنا والجمهور الذي نشاهده في المونديال.

على أي مستوى تلخص هذا الفرق؟

هم يأتون إلى الملعب و كأنهم يخرجون إلى المسرح أو "السنيما" في أجواء عائلية لأجل متابعة المباريات كل هذا لأجل مشاهدة كرة القدم والاستمتاع مهما كانت النتيجة، في وقت الجمهور الذي يحضر مباريات البطولة مثلا لا يأتي كله لأجل كرة القدم، كما أن هناك من يريد أن يرى فريقه هو الفائز مهما كان الآداء و كيفما كان مستوى لاعبيه، و هذا هو الفرق في رأيي.

هل أنت متحسّر على أنك ستغادر سلك التحكيم؟

لا أبدا، لماذا أتحسّر، لقد حققت كل شيء وفخور بنفسي ولم يعد لي ما أطمع فيه، لم تبق هناك أهداف أعمل لأجل تحقيقها، فقد أدرت مباريات في كل المنافسات الممكنة، خاصة العالمية منها، و هذا الأمر يدفعني لأكون فخورا بنفسي وقنوعا في الوقت نفسه، لأن غيري لم تتح له فرصة كهذه، ربما كنت سأخرج ببعض النّدم لو أنني لم أحقق ما وصلته..

ماذا أعطاك التحكيم؟

التحكيم أعطاني كل شيء، كما كنت من الذين كتبوا تاريخا مشرّفا للتحكيم الجزائري، ومشاهدة الشعب الجزائري فرحا لأن حكما جزائريا يحصل على ثقة مسؤولي التحكيم العالمي ويدير مباريات في المونديال فهذا الأمر يضاعف سعادتي بنفسي، وهكذا أغادر ساحة التحكيم مبتهجا على أمل أن أوفق في إدارة آخر مباراة في مشواري، كما أعطاني التحكيم احترام الناس لي ولعائلتي.

وماذا حرمك التحكيم؟

ربما فقط من عائلتي، لأنني في كثير من الأحيان أكون مسافرا، مثلما يحصل منذ مدة أين كنت على موعد مع تحضيرات شاقة ثم انتقلت إلى البرازيل وبالمناسبة نجاحي أهديه إلى الزوجة الكريمة التي وقفت إلى جانبي كثيرا وكذلك إلى أبنائي الذين اشتقت إليهم كثيرا.

هل ندمت في يوم ما على اختيارك مهنة التحكيم؟

في بعض الأحيان تمر بلحظات صعبة ولكن رغم كل شيء لم أندم على اختياري سلك التحكيم.

ما هي أسعد ذكرى في مشوارك؟

من محاسن الصدف أن أسعد ذكرى هي ما حققته خلال عام 2014 وإدارة مباريات في كأس العالم، لقد كان حلما بالنسبة لي، وكما يقال التاريخ سجّل و2014 كان شاهدا.

ما الذي تريد فعله بمجرد العودة إلى غليزان؟

أولا الراحة لأنني بحاجة إلى راحة مطولة بعد كل ما قمت به من مجهود.

من تعتقد أنه أحق بفرحتك بما حققته؟

الوالدة الكريمة رحمها الله تمنيت لو أنها حاضرة لأقاسمها هذه اللحظات السعيدة، لأنها كانت ستكون فخورة جدا بابنها.

ومن الأحياء؟

كل من ساندني وساعدني، وبالمناسبة أقول شكرا للجميع، لولا مساعدتكم لما وصلت إلى ما حققته، بداية بـ "الفاف" ومسؤولي لجنة التحكيم، وكل من ساعدني في يوم ما، وكذلك لا أنسى كل من تعاملت معهم في البطولة الوطنية بضغطها الشديد وصعوبتها فربما لولا احتكاكي وإدارتي لمباريات في ظروف صعبة أحيانا ربما لما حققت ما وصلت إليه.

عندما بدأت التحكيم هل توقعت كل هذا النجاح؟

مارست التحكيم عن حب، وكنت أدرك أنه بإمكاني أن أكون حكما جيّدا ولكن بالعمل المدروس وبالتأطير الذي وجدته كنت اشعر كل مرة أنني قادر أن أشرف الصفارة الجزائرية وهو ما حصل في النهاية والحمد لله.

هل من إضافة؟

ليس لدي ما أقوله سوى أنني متأثر جدا لما يحصل في غزة من اعتداءات ظالمة، قلبي يقتطع وأنا في البرازيل لهول الصور التي أراها، أتمنى أن نعيش في يوم ما لنرى فلسطين محرّرة وما ذلك ببعيد، كما أريد أن أعبّر عن رغبة خاصة وهي أمنيتي أن أرى المنتخب الوطني يفوز بكأس إفريقيا 2015 التي ستجرى بالمغرب، لقد أكد اللاعبون في البرازيل أنه يشكلون مجموعة قوية ومتحدة وأنهم قادرون على الإبداع، لقد شاهدنا كيف تصرفوا في مباراة ألمانيا وكيف أجبروا هذا المنتخب القوي على المرور إلى الوقتين الإضافيين، مع أنه في بعض فترات الشوط الأول كنّا قادرين على التسجيل.

كيف عشت مباريات المنتخب الوطني وأنت في البرازيل؟

صدقني على أحر من الجمر، وكنت فخورا جدا بما صنعه اللاعبون كما أن آداءهم الطيب وفي المباريات الأربع التي لعبوها جعلني أتلقى التهاني من قبل أصدقائي الحكام.

بخصوص التحكيم الذي زاولته سنوات عديدة نتوقع أنك ستحسن في يوم ما لارتداء بذلة الحكم و الدخول إلى ارضية الميدان لإدارة المباريات..

لا أدري، الآن أعتقد أنني حققت كل ما يتمنى أن يحققه أي حكم ولا أظن أنني سأتوق إلى العودة إلى الملاعب مع أنني لا استبعد أن أبقى في المجال لتقديم خبرتي إلى اللاعبين الشبان.

ماذا تضيف في الأخير؟

شكرا للجميع ولكل من آمن بـ حيمودي منذ أن بدأ حكما شابا، و أنا سعيد عندما أرى الجزائريين يفتخرون بي، أتمنى أن أكون قد ساهمت ولو بجزء صغير في تشريف الجزائر كما أشكر من خلالكم وسائل الإعلام التي لطالما وقفت إلى جانبي، كما ساعدتني كثيرا في السنوات الأخيرة وألقت الضوء على ما أقوم به من تضحيات، فالحكام مظلومون في كرة القدم وهم الحلقة الأضعف من بين كل الأطراف الأخيرة، وصحا رمضان كل الجزائريين وصحا فطوركم.

                                                                 حاوره هاتفيا :نجمو.س

كلمات دلالية : حيمودي

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال