أرتيتا: "حزنت بعد هزيمة البرازيل أمام ألمانيا لأنني عشت نفس السيناريو في مباراة ليفربول"

أرتيتا

تابعت مثل غيرك من اللاعبين نهائيات كأس العالم، وخاصة مباراة البرازيل وألمانيا، ما هو شعورك بعد الخسارة المدوية التي تعرضها منتخب "السامبا" في الدور نصف النهائي والتي لم يكن يتوقعها أي أحد؟

 

لا أخفي عليكم أني تأثرت كثيرا بالنتيجة النهائية للمباراة التي كانت صقيلة جدا على البرازيليين، عادت بي الذاكرة إلى مباراتنا أمام ليفربول في الموسم المنقضي، أين تعرضنا لهزيمة كبيرة بنتيجة (5-1)، في تلك اللحظة عشنا يوما أسودا لا يمكن أن تتصوره أبدا، الأمور كانت صعبة بالنسبة للجميع، لم نعد نعي ما نفعله فوق أرضية الميدان، تلقينا ضربة موجعة للغاية ولا يمكن نسيانها أبدا، وهو نفس الأمر الذي عاشه لاعبو المنتخب البرازيلي في مواجهة المربع الذهبي أمام الألمان، وأنا حزين جدا لهم، خاصة أنهم لعبوا أمام جماهيرهم العريضة التي كانت تنتظر اللقب العالمي بفارغ الصبر.

أين كان المشكل في أرسنال خلال مباراتكم أمام ليفربول الشهيرة الموسم الماضي؟

المشكل كان يكمن في عقليتنا، فلسفة أرسنال هجومية ولم نكن قادرين على العودة إلى الوراء لتخفيف الأضرار وتجنب المزيد من الأهداف التي دخلت شباكنا في تلك المواجهة، إذ كنا نحاول العودة في النتيجة كل مرة، إلا أننا كنا نفشل في كل محاولة، على كل نحن نقف مع مدربنا في مثل هذه الظروف الصعبة، خاصة أن الكثيرين حملوه مسؤولية الخسارة، كما أريد إضافة شيء آخر.

تفضل..

تلقي خمسة أهداف كاملة خارج ملعبك يؤكد وجود خلل ما في الفريق، كما أن الفوز داخل ملعبك في مثل هذه الحالات يعتبر أمرا صعبا للغاية.

لكن، ألا تعتقد أن أرسنال كان يمتلك واحدا من أفضل خطوط الدفاع في الدوري الإنجليزي؟

هذه حقيقة، صراحة الهزيمة أمام ليفربول بتلك النتيجة جعلتنا نخجل من أنفسنا، خصوصا أن أرسنال في آخر موسمين كان يمتلك واحدا من أفضل خطوط الدفاع في الدوري الإنجليزي الممتاز، والهزيمة بنتائج كبيرة أمام كل من ليفربول، تشيلسي ومانشستر سيتي يجعلنا نخجل من أنفسنا خاصة أن الجماهير كانت تعلق علينا آمالا كبيرة، وكنا من بين المرشحين من أجل التتويج بالدوري.

رغم ذلك، إلا أن الفريق لم يفقد هيبته، أليس كذلك؟

فعلا هذه حقيقة، لا يخفى على المتابعين أن الأندية الثلاثة التي تعرضنا أمامها لهزائم كبيرة تعتبر من أقوى الأندية في إنجلترا، كما أن طريقة تعاملنا مع الهزائم جعلتنا نعود بقوة خلال باقي المباريات فيما تبقى من الموسم، وهو ما يعكس مدى نضج الكثير من لاعبينا، وقدرتهم على العودة بشكل سريع إلى مستواهم، رغم الأثر النفسي الذي تتركه مثل هذه الهزائم الكبيرة.

ثلاثة من زملائك في أرسنال سينشطون نهائي كأس العالم مع ألمانيا أمام الأرجنتين، ما تعليقك؟

الثلاثي الألماني يعتبر من أهم عناصر نادي أرسنال، قدموا الكثير منذ التحاقهم بالنادي اللندني، أعتقد أنهم سيقدمون مستوى كبيرا خلال النهائي المنتظر من طرف الجميع، لا أخفي عليكم أن هذا الثلاثي يمتلك روح الدعابة كثيرا ويخلق أجواء رائعة داخل الفريق، وتواجدهم معنا يمنحنا الكثير من الأوقات الجميلة، فرغم أن أوزيل يعتبر إنسانا هادئا جدا، إلا أنه مرح للغاية.

هل تظن أنهم قادرون على قول كلمتهم خلال المباراة النهائية؟

أعرفهم جيدا بحكم لعبهم برفقتي في أرسنال، هم لاعبون مرحون وفي نفس الوقت صارمون، حيث يؤدون واجباتهم على أكمل وجه، شخصيا أرى بأنهم عناصر مهمة بالنسبة لمنتخب ألمانيا وهم قادرون على تقديم الإضافة إلى تشكيلة "الماكينات" خلال النهائي وقيادته للتتويج باللقب.

فرحتكم رفقة الجماهير بكأس الرابطة كانت غير عادية، وكانت محل حديث العام والخاص، ما رأيك؟

هذا صحيح، فرحة التتويج بكأس الرابطة كان رائعة جدا، أتخيل ماذا لو كان الأمر يتعلق بلقب الدوري أو رابطة أبطال أوروبا، فعلا جماهير أرسنال تستحق أن تفرح بالألقاب نظير ما تقدمه للاعبين، سنعمل هذا الموسم على تحقيق إنجازات جديدة وتزيين خزائن النادي بألقاب أخرى من أجل رد الدين لها.

هل تظن أنه باستطاعتكم التتويج بألقاب جديدة مستقبلا؟

نعم أنا واثق من ذلك، سنعمل على تقديم أفضل انطلاقة في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن في نفس الوقت أعلم أن الكثيرين سيقولون بأن أرسنال سيتراجع أداؤه خلال شهري فيفري ومارس، من حقهم قول ذلك، خاصة أنهم تعودوا على مثل هذا السيناريو، لكن لو نحقق انتصارات في تلك الفترة فإن الجميع سيغير رأيه بخصوص قدرتنا على تحقيق الألقاب، فمشكلتنا كانت في تلك الفترة التي جعلت الجميع لا يؤمن بقدراتنا في الفوز بـ "البريمرليغ"، لكن الأمور ستتغير في الموسم القادم.

هناك حديث عن إمكانية رحيلك بسبب تخوفك من المنافسة، هل هذا صحيح؟

صحيح أنه توجد اتصالات من نادي فيورنتينا الإيطالي الذي يسعى للتعاقد معي، إلا أن رحيلي عن بيت أرسنال لا يمكن ربطه بالمنافسة، فالنادي اللندني منذ فترة يقوم بانتداب ألمع اللاعبين، ومنذ حملي لألوانه لم أتخوف من المنافسة أبدا، تم استقدام أليكسيس سانشيز من برشلونة، إلا أن الأمر لا يقلقني، وأنا واثق من قدرتي على فرض نفسي في تشكيلة أرسين فينغر خلال الموسم القادم إذا ما تم تجديد الثقة في إمكانياتي.

ماذا لو جاء مسؤول وقال بأنك لم تعد قادرا على تقديم الإضافة، كيف ستكون ردة فعلك؟

لا يمكن أن أفكر كثيرا في مثل هذه الوضعيات، بطبيعة الحال سأحمل حقائبي وأرحل نهائيا عن صفوف النادي، فشخصيتي لا تسمح لي بفرض نفسي بالقوة على المدرب أو المسؤولين، وسأقوم بالعمل اللازم للحصول على فرصة جديدة مع ناد آخر يثق في إمكانياتي وقدراتي من أجل تقديم الأفضل لأنني قادر على ذلك، هذا هو ما يجب القيام به في مثل هذه الحالات.

                                              نقلا عن صحيفة "دايلي ميرور" البريطانية