في البداية حدثنا عن أهم محطات مشوارك الرياضي وأبرز ما ميز مسيرتك الكروية لحد الآن؟
بدأت ممارسة كرة القدم متأخرا نوع الشيء، حيث ذهبت رفقة عائلتي في سن الثالثة للعيش في الجزائر، لكن بعد سبع سنوات فقط عدنا إلى فرنسا، وهناك بدأ مشواري الكروي الذي كاد أن ينتهي باكرا إثر إفلاس نادي "بلفور" الذي كنت أنتمي إليه لولا التحاقي بمدرسة نادي "سوشو" بفضل المدرب كريستيان لونغ الذي كان مدربا لرديف نادي لخويا منذ موسمين، رجل تعلمت منه الكثير وساعدني بشكل كبير لتحسين معرفتي الكروية وطرق أبواب الاحتراف في نادي الإنتير الإيطالي.
هل كنت تتوقع تحقيق كل ما حققته وأيضا الاحتراف في الأندية الكبيرة التي لعبت لها؟
في البداية طبعا لا، من الصعب أو حتى المستحيل على أي طفل التفكير في النجومية التي تعد مجرد حلم يتطلب الكثير من التضحيات وهو ما فهمته جيدا، فرغم الظروف الصعبة التي مررت بها سواء الاجتماعية والمالية وغيرها، لكنني لم أفقد أبدا الأمل في الوصول إلى هدفي، الحمد لله على توفيقه لي في أن أكون أحد الأسماء التي صنعت تاريخ الكرة الجزائرية.
هدفك في مرمى الحارس الحضري في السودان جعل اسمك يشتهر أكثر، ما تعليقك؟
كنا نود ضمان التأهل في المباراة الأولى بـ مصر، غير أن الظروف منعتنا من ذلك، وفي المباراة الفاصلة في السودان كان الضغط كبيرا جدا على المنتخبين بحكم أن الذي يسجل أولا سيضمن بشكل كبير التأهل للمونديال، الحمد لله أنني كنت صاحب شرف الهدف الوحيد في تلك المباراة التاريخية التي واجهنا خلالها فريقا كبيرا جدا ومن الصعب جدا الإطاحة به، تلقيت الكرة من كريم زياني ودون انتظار سددت بسرعة وأيضا بقوة وبمجرد أن رفعت رأسي وجدت الكرة داخل المرمى، صراحة لم أكد أصدق خاصة أن حارس المنافس اسمه عصام الحضري، لا يمكن لي وصف تلك الفرحة التي كانت بمثابة عمل طويل وشاق وأعيدها دوما بأنه لو لم يعتد علينا المصريون لكانوا ربما تأهلوا على حسابنا في مباراة القاهرة، فما حصل لنا في مصر شحن معنوياتنا أكثر وزادنا رغبة أكبر في بلوغ المونديال.
بعيدا عن المنتخب والمونديال، ما هي الفترة الأفضل التي قضيتها مع الأندية التي احترفت فيها؟
أكيد أنها في "البوندسليغا" رفقة فريقي السابق كايزر سلاوترن، حيث الإثارة والحماس الجماهيري الكبير إضافة للندية بين الفرق، وهي عوامل جعلتني أتعلم الكثير من الأمور وأكسب المزيد من الخبرة التي أفادتني كثيرا بمرور الأيام، دون أن أنسى بداية مشواري الاحترافي مع الإنتير وعمري لم يتجاوز وقتها 18 سنة، وسط قائمة من النجوم الذين لم أكن أشاهدهم سوى من وراء الشاشة، عموما لكل فترة مميزاتها وذكرياتها كذلك.
الجزائر لن تنظم كأس أمم إفريقيا 2017، فهل لك ما تقوله بهذا الخصوص؟
لست في الوضعية الأنسب لتحليل الأمور والتعليق على ما حصل، لكن الأكيد أن تضييع الجزائر فرصة استضافة الكأس الإفريقية للمرة الثانية بعد أكثر من ربع قرن خسارة كبيرة للبلد وأيضا لجماهيرنا المتعطشة للألقاب وأيضا لهذا النوع من المواعيد الكبرى.
ما رأيك في المباراة الودية بين قطر والجزائر، وكيف وجدت آداء المنتخب القطري؟
في الأخير هي مباراة ودية تحضيرية لقادم المواعيد لكن من الصعب اتخاذها كمرجع لقياس مستوى كل منتخب، فـ "الخضر" لم يلعبوا بكامل قواهم وإلا لكان الأمر مختلفا تماما، غير أن هذا لا يقلل من أحقية "العنابي" في الفوز، بما أنه كان الأفضل خلال كامل أطوار المباراة تقريبا وقدم لاعبوه عروضا فنية جميلة جاءت لتؤكد العمل الكبير الذي يقوم به المدرب جمال بلماضي الذي أتمنى له التوفيق ومزيدا من النجاحات.
هل تفكر في الاحتراف بالدوري القطري وما رأيك في مستوى هذا الأخير؟
كما قلت لكم أنا متعاقد مع نادي أنجي الذي يرأسه رجل أعمال من أصول جزائرية، وعقدي متواصل لموسم آخر، لذا فهدفي هو نفس هدف كل زملائي وهو تحقيق الصعود التاريخي للدرجة الأولى وتشريف ألوان النادي الموسم المقبل، ثم بعدها سأفكر في مستقبلي الاحترافي، أكيد أن الالتحاق بدوري النجوم أمر يستهويني، خاصة بوجود بعض اللاعبين الذين سبق لي اللعب معهم في المنتخب أمثال نذير بلحاج ورفيق حليش وأيضا مدرب "العنابي" جمال بلماضي الذي خضت معه نهائيات كأس إفريقيا 2004 بـ تونس، الكرة القطرية في تطور مستمر وأتوقع مستقبلا أفضل للدوري، خاصة مع اقتراب العرس الكروي العالمي سنة 2022 والذي هو بمثابة عرس الجميع ونحن العرب بالخصوص.
كيف وجدت مستشفى "أسبيتار" والمنشآت الرياضية بصفة عامة في قطر؟
نصحني رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة بالمجيء إلى هنا من أجل العلاج وأعتقد أنه كان محقا في ذلك، فمستشفى "أسبيتار" يتوفر على كل المعدات والعوامل التي تسمح للمريض باستعادة عافيته في أسرع وقت ممكن، فبعد شهر من العلاج أحس نفسي قادرا على العودة للمنافسة والمساهمة في تحقيق طموحات فريقي أنجي صاحب مركز الوصافة في دوري الدرجة الثانية في فرنسا، ما وجدته في "أسبيتار" أمر رائع جدا ومن الصعب إيجاده في الكثير من المستشفيات عبر العالم نظرا للخدمات المميزة التي يقدمها للاعبين المصابين الذين يأتون إليه من أجل العلاج، ولعل ما أثار انتباهي أكثر هو طيبة قلوب الموظفين فيه الساهرين على وضعي في أفضل الظروف الممكنة.
نقلا عن جريدة "إستاد الدوحة" القطرية
كلمات دلالية :
عنتر يحيى