فان غال: "لم أكن لاعبا كبيرا لكنني كنت أعلم أنني سأصبح مدربا مميزا"

يعتبر واحد من أبرز المدربين في الساحة الكروية العالمية، فلسفته في التدريب لا تختلف كثيرا عن أكبر وأفضل المدربين في العالم، نشأ وترعرع في مسقط رأسه هولندا أو "بلاد الأراضي المنخفضة"، كما

فان غال
نشرت : الهداف الخميس 19 نوفمبر 2015 22:00

يحلو للبعض تسميتها، إنه التقني لويس فان غال مدرب مانشستر يونايتد حاليا، يمكن أن نطلق عليه لقب المجنون لأنه كشف بعظمة لسانه أنه مجنون بحب كرة القدم أو بالأحرى حب ممارسة كل الرياضات، مقر سكناه لا يبتعد كثيرا عن مقر تدريبات نادي أجاكس أمستردام، الأمر الذي قربه من عالم التدريب وجعله واحدا من أفضل المدربين في العالم، هذه السطور المعدودة لا تكفي بكل تأكيد لسرد حكايته مع الكرة المستديرة، لهذا نترككم تطالعون ما جاء في هذا الحوار الذي خصه لصحيفة "ذا تيليغراف" الإنجليزية.

بداية، كيف كانت بدايتك مع عالم التدريب؟

في صغري كنت شخصا مجنونا بممارسة جميع الرياضات، صراحة مارست البعض منها ومن ضمنها كرة القدم، أردت أيضا دراسة الرياضة وتسنى لي ذلك في أكاديمية التربية الرياضية، مع أنني كنت أسكن بجوار مقر تدريبات نادي أجاكس أمستردام، وكنت أتابع حصصهم التدريبية باستمرار.

كيف كنت تقضي أوقات فراغك في صباك؟

بينما كان أصدقائي مهتمين بمتابعة اللاعبين في تدريبات أجاكس، كنت مهتما بشكل أكبر بمتابعة المدربين وطرق التدريب، فقد أردت أن أصبح مدربا للاعبي كرة القدم منذ صغري، خاصة كوني تعلمت في الأكاديمية الكثير من أساليب التدريب، وقد قمت بتطبيق كل ما تعلمته أثناء تدريبي فيما بعد.

من هو أول فريق قام فان غال بتدريبه؟

أشرفت في البداية على تدريب الناشئين بين 13 و20 عاما لأنني لم أكن مناسبا لتدريب الصغار بين 6 و12 عاما، فلم أكن شخصا صبورا على تعليمهم الأساسيات، وقد علمت هذا الأمر من حياتي الشخصية، فقد كنت أبا لطفلتين ولكنني لم أكن أبا لهما بالمعنى المفهوم سوى بعد مرور 2 أو 3 سنوات على ميلادهما، ولحسن الحظ لا تتذكران هذا الأمر، لقد لعبت في هولندا على أعلى المستويات حتى سن 32 ولكنني لم أكن لاعبا كبيرا، وقد علمت في قرارة نفسي بأنني إذا لم أكن لاعبا مميزا، فقد أصبح مدربا ذا شأن كبير في المستقبل.

هناك من يؤكد أنك بنيت فريق أجاكس أمستردام من العدم، أليس كذلك؟

كان فريق أجاكس أمستردام الذي دربته في بداية مسيرتي تحت طائلة الديون وعلى شفا الإفلاس، لذلك اضطررت للتنقيب عن المواهب الشابة ذات الأسعار الزهيدة حول العالم، فقمت بجلب الفنلندي ياري ليتمانين مقابل 10 آلاف أورو، ثم تعاقدت مع النيجيري الدولي جورج فينيدي مقابل 3 آلاف أوور دفعتها من جيبي الخاص، ومن ثم قمنا بضم الجناح الهولندي السريع مارك أوفر مارس، ولكن الأسماء التي ستذكرونها هي كلارينس سيدورف، باتريك كلويفرت ومايكل رايتزيغر، فقد فزنا بكل شيء حينها وقدمنا كرة قدم هجومية للغاية، غير أنني لا أتحدث عن هذا الأمر كثيرا لكي لا يغضب السيد بول سكولز (يبتسم).

شخصيتك كادت تعرضك للكثير من المشاكل لما كنت في برشلونة، كيف كانت علاقتك برئيس الفريق آنذاك؟

أتذكر أنني في يوم من الأيام قلت لابن رئيس برشلونة السابق خوسي لويس نونيز إنه يمكنني الحديث معك، ولكنني لا أعتقد أن ذلك أمر صحيح، لذا أرغب في التحدث مع والدك، لقد كان كلامي فظا وغير مناسب، ولكن هذه هي شخصيتي وقد تعرضت للكثير من المشاكل بسببها، فقد كنت أقول ما أراه مناسبا دون التفكير في توابعه، وكان الأمر ينجح في بعض الأحيان ولكنه فشل في أحيان أخرى، على أي حال، نجح الأمر في برشلونة لحد بعيد.

لماذا رحلت عن برشلونة؟

صراحة، رحيل الرئيس نونيز آنذاك لأسباب سياسية دفعني بعدها بـ 3 سنوات للاستقالة، وذلك بسبب دعمه الكبير لي، ورغم أنني كنت قد أنهيت لتوي تجديد عقدي لمدة عامين جديدين مع الفريق، إلا أنني قلت لـ نونيز حينها: "إذا رحلت فسوف أرحل أنا أيضا، فقد قمت بتجديد عقدي من أجلك أنت".

لكل مدرب في كرة القدم فلسفته الخاصة وطريقته في اللعب، ماذا عنك سيد فان غال؟

لو تابعتم تصريحاتي خلال المؤتمرات الصحفية التي أقوم بها فستجدونني أركز في حديثي على الفلسفة الكروية التي أطبقها في المباريات، قد لا يجد هذا الأمر رواجا كبيرا في وسائل الإعلام وقد يلقى تجاوبا منهم مع فلسفتي الكروية، وذلك لأنني أقوم بشرح تلك الأشياء بكثير من الاستفاضة، الأمر يتطلب الأمر بعض الوقت من أجل إيصال فلسفتي للاعبي فريقي وما يجب عليهم أن يطبقوه، فأنا دائما ما كنت أؤمن بأن كرة القدم عبارة عن لعبة تعتمد على الذكاء والتكتيكات أكثر من اعتمادها على استخدام القدمين فقط.

كيف وجدت مهمة إيصال فلسفتك الكروية للاعبين الذين تعمل معهم؟

يحتاج ذلك لفترة طويلة، فهو ليس بالأمر السهل، ورغم أن الإشادة تبقى أفضل من الانتقادات إلا أنني أحيانا أضطر لاستعمال القسوة في الانتقاد من أجل مصلحة اللاعبين.

ما رأيك في فشل المنتخب الهولندي في التأهل إلى "أورو 2016"؟

يدعي البعض أن المدرسة الهولندية في كرة القدم لم تعد ناجحة كما في السابق بسبب الفشل في التأهل إلى كأس أمم أوروبا 2016، ولكنني أرى هذا الأمر خاطئا، فأنا أؤمن بأن الأمر متعلق بلاعبي كرة القدم أولا ومدى تأقلمهم مع خطط مدربهم، ولو غاب هذا الترابط والتأقلم بين الطرفين تصبح هناك مشكلة كبيرة.

كيف تتعامل مع الذين يصفونك بالمتعجرف؟

الاستماع للآراء يبقى شيئا مهما للغاية بالنسبة لي بكل تأكيد، ولكنني يجب أن أقول هذا الأمر في كل مرة، لأنني إن لم أقل ذلك فسيتم وصفي بالمتكبر والمغرور (يضحك).

هل يعتقد فان غال حقا أنه ساهم بفضل أفكاره وخططه التدريبية في إثراء كرة القدم؟

أعتقد أني ساهمت كثيرا في تغيير طريقة تحضير المدربين للمباريات، فقد كنت أول من اعتمد على دفتر لتسجيل الملاحظات، وكنت أيضا أول من اعتمد على مشاهدة الفيديوهات، وقد أصبح الجميع الآن يلجؤون لمثل تلك الأساليب، ويمكنني أن أقول إني مدرب من الزمن الذي كان المدير الفني يتولى فيه فعل كل شيء.

ما هو الشيء الذي تغير في هذا الزمن مقارنة بالسنوات السابقة؟

كما قلت لك، لقد دربت في الزمن الذي كان المدرب يفعل كل شيء، أما الآن فقد أصبحت مدربا وفقط، وأمتلك قسما لعلوم الرياضة، قسما للتنقيب عن اللاعبين وقسما للطب الرياضي، إضافة إلى مدربين ومديرين فنيين مساعدين، لم أعد أفعل أي شيء على الإطلاق، فأنا أقوم بتفويضهم فقط، وأتقاضى الكثير من الأموال نظير ذلك الأمر.

ما هي نصيحتك للجيل الجديد من المدربين؟

نصيحتي لهم تكمن في كونهم يجب أن يكونوا قريبين من لاعبيهم، ولكن أيضا يجب أن يتحلوا بالصدق مع أنفسهم ومع مبادئهم، فأنا أؤمن دائما بأن الأشخاص الصادقين هم من يتمكنون من النجاح في نهاية المطاف، وأحيانا أتعرض للعديد من المواقف الصعبة حينما يتم وصفي بالتعجرف بسبب إقدامي على قول الأشياء كما هي دون أي تجميل، ولكنني أؤمن دائما بأن الصدق سيمكنني من تجاوز تلك المشاكل، وأن هذا هو السبيل للوصول إلى قلوب الناس.

نقلا عن صحيفة "ذا تيليغراف" الإنجليزية

 

كلمات دلالية : فان غال

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال