مخلوفي لـ"الهداف": "أقصد بانتقاداتي كل مسؤول لم يعجبه كلامي وهناك مسؤولون هدفهم التكسير ولا يريدون رفع راية الجزائر"

فتح البطل الأولمبي توفيق مخلوفي قلبه لـ"الهداف الدولي" في "ريو دي جانيرو"، ليتحدث ابن مدينة سوق أهراس عن الكثير من الأمور المبهمة التي تخص مشاركته في الألعاب الأولمبية الصيفية...

مخلوفي
نشرت : الهداف الأربعاء 24 أغسطس 2016 23:25

ماذا تقول في البداية للشعب الجزائري الذي تابعك بقوة خلال هذه الألعاب؟

مبروك على الشعب الجزائري هذا التتويج، وأنا جد سعيد لأنني أفرحت الشعب الجزائري من جديد.

ما هو شعورك بعد التتويج بميداليتين فضيتين في ألعاب "ريو"؟

كان شعور لا يمكن وصفه أن تتوج بميداليتين في أولمبياد واحدة وتدخل التاريخ وتحقق رقما قياسيا جزائريا، كان شعورا رائعا جدا، صحيح ليس نفسه أن تتوج بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية، ولكنه شعور لا يوصف أيضا.

تحدث لنا عن الاستراتيجية التي اتبعتها خلال نهائي سباق 1500 متر؟

السباق كان بطيئا ولم يكن سباقا سريعا جدا، وكنت أريد بالفعل الفوز والتتويج بالميدالية الذهبية، لكن قدر الله ما شاء فعل.

هل يمكننا أن نعرف كيف جرت تحضيراتك تحسبا لهذا الموعد العالمي الكبير؟

التحضيرات منذ 2012 كانت متذبذبة كثيرا، والسبب في ذلك سواء من جهتي أو من جهة المسؤولين عن الرياضة في الجزائر، وأتكلم هنا بصفة عامة من الوزارة حتى اتحادية ألعاب القوى، وأخصص كلامي إلى كل من لم يقم بواجبه.

ردة فعلك بعد تتويجك بفضية سباق 1500 مترا، صنعت الحدث، ثم وزير الرياضة وأيضا رئيس اللجنة الأولمبية نفيا بأنك تقصدهما في كلامك السابق، فماذا تقول؟

هؤلاء الناس الذين قصدتهم لا يعرفون الرياضة ويجيدون الكلام فقط، كما يجب على الصحافة أن تقوم بواجبها وتحقق في الأمور وتتحرى مع الرياضيين وهو أمر مهم أيضا.

من هم الأشخاص الذين تقصدهم بالضبط؟

دعني أوضح لك الأمر، أي شخص أو أي مسؤول في الرياضة في الجزائر لم يعجبه كلامي أو أحس بأن الأمر يعنيه فإنني أقصده هو بالضبط، لما تكلمت لم أقصد نفسي، فأنا الحمد لله وجدت طريقي، لكنني أتكلم عن بقية الرياضيين الذين يمثلون الجزائر والذين بإمكانهم تقديم ميداليات للجزائر وأعي جيدا ما أقوله، وبالمناسبة أوجه تحياتي إلى هؤلاء الرياضيين، وأقول لهم بأن الوصول إلى هنا هو بحد ذاته إنجاز.

كيف كان إحساسك وأنت تصعد منصة المتوجين في مناسبتين في "ريو"؟

الحمد لله دخلت التاريخ بفضل الله، بفضل المثابرة على العمل وبالثقة في النفس، ورغم العراقيل التي صادفتها شخصيا، بالإضافة إلى المشاكل سواء الموجودة في الجزائر أو حتى التي واجهتها في الخارج والمشاكل الشخصية أيضا، إلا أن هدفي كان دائما ثابتا وهو تشريف الجزائر وتحقيق نتائج إيجابية.

قمت بدور المدافع عن بقية الرياضيين الجزائريين، فماذا تقول أيضا؟

ليس سهلا الوصول إلى هذه الألعاب الأولمبية وأعلم ماذا أقول، يتدربون ويتعبون للمشاركة فقط، خاصة الرياضات الفردية.

كرمت العربي بورعدة ومنحته إحدى ميدالياتك، ماذا يعني ذلك؟

العربي بورعدة أعرفه جيدا، رأيت كيف يتدرب وحدث له مشكل كبير في السنوات الماضية، لكن واصل العمل وعاد بقوة، ليحطم الرقم الإفريقي وشاهدنا ماذا فعل في الألعاب الأولمبية، وفي نظري إنه بطل، كما كان ليكون ضمن الثلاثة الأوائل لولا هذه المشاكل، ومشاكل الاتحادية مع مدربه جعلته الخاسر الأكبر.

هل هي رسالة منك إلى المسؤولين في الرياضة؟

بعض المسؤولين يستغلون ضعف الرياضي ويستغلون قوتهم أيضا، ليحضروا الرأي العام ويحملوا الرياضيين مسؤولية الإخفاقات، أقول بأن الرياضي قام بواجبه والدور عليكم أنت، وهو ما حصل معي قبل المجيء إلى هنا، قالوا بأنهم حضروا لي الغرفة، ثم جئت ولم أجد الغرفة جاهزة (يقسم بالله على عدم إيجاده الغرفة عند حضوره)، بقيت حوالي 3 ساعات وأنا أنتظر فيها، رغم أنني جئت إلى ريو للحفاظ على لقبي، وعلى سبيل المثال فإن حبيبة الغريبي جاءت مع الوفد التونسي ووفرت لها جميع الإمكانات اللازمة حتى تكون مرتاحة، نحن رياضيون في المستوى العالي وأمور بسيطة تؤثر على تركيزك، فمن الواجب أن نبقى مركزين دائما لأننا جئنا للدفاع عن اللقب وجلب ميداليات، لكن للأسف بعض المسؤولين ليس مبتغاهم أن يحقق الرياضي إنجازات أو يمثل الجزائر جيدا.

وما هي الرسالة التي تريد توجيهها إلى المسؤولين عن الرياضة وأيضا الرياضيين في الجزائر؟

بخصوص المسؤولين، الأقوال فقط لا تكفي، يجب أن تجسد إلى أفعال، جربت الأمر لأنني بطل أولمبي، عندما يأتي لك المسؤول يخبرك بأنك بطلنا وأمور مشابه، لكن في وقت الجد لا تجد إلا واحدا أو اثنين، الحمد لله آمنت بالله وبقدراتي، فنجحت في تحقيق أهدافي. وأنصح الشبان في الجزائر أن يضعوا هدفا ثابتا دائما مهما كانت الظروف والمحيط، فجميعنا مر على هذه الأمور وحتى الوقت الحالي، وكل ما كبر الإنسان زاد حيز المشاكل له، فربما الضغط الذي أعاني منه الآن قد يوازي ضغط أوباما (يقصد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما)، الوضعية تختلف فقط، رسالتي إلى الرياضيين عليهم الوثوق بأنفسهم، يؤمنوا بإمكاناتهم ويعملوا بجدية ويصبروا، لأن النجاح لا يأتي من العدم.

ماذا يجب التوفير للرياضيين حتى يسيروا على خطاك ويتمكنوا من تحقيق ميداليات للجزائر في المستقبل؟

الرياضي بحاجة إلى توفير أمور تجعله يتقدم وليس فقط الأموال، على المسؤول في الرياضة أن يقف بجانب الرياضي ولا يتركه يضيع وقته في أمور أخرى من خلال منحه الأموال مباشرة. هدفي هو كتابة التاريخ وتغيير الذهنيات، لأنني أريد فعل أن تكون بعثة جزائرية حقيقية وببذلات تحمل العلم الجزائري، وليس مثل التي منحنا إياها في هذه الألعاب التي لا يوجد فيها العلم الجزائري، فكيف سيعرفون بأنني جزائري لما أصعد إلى المنصة؟ إنه أمر بسيط لكنه يلعب دور كبيرا في تحقيق النتائج لدى الرياضي.

لماذا لا نرى صورتك عند الدخول إلى مطار الجزائر، بينما نرى صورة لـ زيدان مكتوب عليها "الجزائر فخورة بأبنائها"؟

في الدول الأخرى، يحاولون استغلال إنجازات رياضييهم وإلهام شبانهم من خلالها، ليصبح كمثال لجميع الشبان في المجتمع، لكن في الجزائر لا.

ما رأيك في عدم تسلمك وسام الاستحقاق، عكس زين الدين زيدان مثلا الذي ناله رغم أنه مثّل فرنسا وليس الجزائر؟

كنت أنتظر أن أقلد بهذا الوسام في 2012، لأن زيدان يملك هذا الوسام وأنا لا أملكه، مما جعلني أستغرب نوعا ما، في 2012 طلبت من الاتحادية، اللجنة الأولمبية والوزارة، لكن لا أحد قام بدوره.

عدم تقلدك هذا الوسام أثر عليك معنويا...

بطبيعة الحال، أن أقدم شيئا للجزائر وأسعد الشعب الجزائري وأقوم بهذا الإنجاز، سواء كنت مخلوفي، نور الدين مرسلي، حسيبة بولمرقة، نورية بنيدة مراح أو سعيد قرني جبير وكل من قدموا الأمل للجزائر، كلهم من طينة الجزائر ولعبوا براية الجزائر وهم 100 بالمائة جزائريين، هم أولى بهذه التكريمات، هناك أيضا سواكري وعمر بن يخلف وآخرين. لا أظن أن الحكومة الجزائرية تفرط في رياضييها وتنساهم، هناك حلقة مفقودة وهناك من لا يقوم بالواجب على أكمل وجه، لا أستطيع أن أذكر الأسماء، لكن في 4 سنوات كل شخص عرقلني في شيء ما.

هل ترى بأنك قادر على تقديم المزيد من الفرحة للجزائريين مستقبلا؟

مازلت شابا، عمري 28 سنة فقط، وإذا قارنت نفسي بـ محمد فرح أو لاغات وحتى الإسبانية التي حازت أول ذهبية لها في القفز العالي (روث بييتيا) وسنها 38 عاما، لكن في الجزائر أعداء النجاح في الرياضة. وسبق لي أن تعرضت للمرض بعد ظفري بذهبية أولمبياد 2012 وغبت سنة كاملة، لكنني حطمت رقمي الشخصي بعدها في 1500 متر و800 متر. أعرف نفسي وأعرف أين هي طريقي، سني 28 عاما ولازال هناك المزيد إن شاء الله، وبوجود الإرادة والرغبة لا يوجد شيء اسمه مستحيل.

والداك، أفراد عائلتك والجميع في مدينتك سوق أهراس فرحوا كثيرا بتتويجك، هل من كلمة توجهها إليهم...

أحييهم كثيرا، خاصة والدّي، فلم أرهم منذ 9 أو 10 أشهر كاملة، ولأنني كنت أتدرب صباحا ومساء ولا يمكن حتى رؤيتهم رغم وجودي في العاصمة لأن الوقت لا يكفي لتنقلهم، أقول لهم أعذروني فرطت في حقكم كثيرا وسأعود عن قريب لرؤيتكم، كما أحيي الشعب الجزائري على دعمهم لي وإن شاء الله لا نخيب ظنهم وأشكر جميع من ساندني منذ إنجاز 2012 وحتى 2016، لا أنسى أيضا جميع الرياضيين المتواجدين معي هنا، خاصة الرياضات الفردية وأيضا المدربين الذي يعانون مثلنا.

ماذا تقول للوزير الأول عبد المالك سلال الذي كان أول من يهنئك على إنجازاتك؟

أشكر الوزير الأول عبد المالك سلال على تهانيه لي وافتخاره بالإنجاز التي قمت به للجزائر وللشعب الجزائري، لن أنسى خيره عندما التقيت به في 2013، أين تكلمت معه كثيرا واستدعاني عندما كنت في تربص في إثيوبيا ووفر لي جميع الظروف. من جهة الحكومة فهي تهتم بالرياضة، لكن المشكل في المسؤولين عن الرياضة، هناك من يحاول التكسير عن قصد سواء كانتقام أو مصالح شخصية ويوجد أيضا من لا يعرف للرياضة.

الشعب الجزائري بأكمله كان ينتظر وصولك للجزائر، لكنك لن تكون حاضرا لأنك مرتبط بتجمعات في إيطاليا وفرنسا، أليس كذلك؟

كنت أريد العودة للجزائر لعيش الفرحة مع الشعب الجزائري، لكن للأسف تتبقي لي بعض الملتقيات ولدّي أهداف أريد تحقيقها، أتمنى مواصلة تشريف الشعب الجزائري، وأتمنى أن لا تكون فرحة واحدة فقط وسألتقي بالجزائريين في الشارع إن شاء الله.

                                             حاوره في "ريو دي جانيرو": سيف نوادرية

 

كلمات دلالية : مخلوفي

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال