بوعنيق:"التاريخ لا يرحم ودورة الغابون ستبقى ذكرى سيئة لكرة اليد الجزائرية"

فتح محمود بوعنيق نجم كرة اليد الجزائرية السابق قلبه لصحيفة "الهداف الدولي"، ليتحدث عن نكسة المنتخب الوطني في "دورة الغابون" الأخيرة، والتي أنهاها أشبال حيواني في المركز السادس كأسوأ مشاركة لـ "الخضر" على الصعيد القاري، حيث تطرق صاحب التسديدات القوية

نشرت : لخضر نزارقبايلي الاثنين 29 يناير 2018 14:57

إلى المشاكل التي تعاني منها الرياضة الجزائرية الأكثر تتويجا فضلا عن أسباب الإخفاق، كما تطرق لعدة مواضيع تخص تصريحات داود هشام النارية، تألق بركوس، المدرب حيواني، الاتحادية الجزائرية، بطولة أوروبا ونقاط متنوعة أخرى ندعوكم لمطالعتها في هذا الحوار المطول.

"على الاتحادية تحمل مسؤولياتها بعد هذه النكسة"

"المدرب حيواني كان شجاعا وقبل بمهمة انتحارية في آن واحد"

"لا يجب لوم اللاعبين لأنهم ذهبوا إلى الحرب دون سلاح"

"التأخر في تعيين مدرب وطني خطأ لا يغتفر"

"داود هشام تحدث بقلب نقي لكن لا أحد سيتحرك"

"أزمة كرة اليد بدأت فعليا منذ توقيف البطولة عامين كاملين"

"تتويج منتخب تونس جاء بفضل الصفعة التي تلقاها من رفقاء بركوس"

"لا يريدوننا في واجهة كرة اليد لأننا سنكشف نواياهم"

"بركوس مفخرة لكن تألقه لن يكون الشجرة التي تغطي الغابة"

"وفروا لنا شروط العمل وسنعدكم بلقب بطولة إفريقيا القادمة"

"كرة اليد الأوروبية تتطور بشكل رهيب وإقصاء فرنسا غير مفاجئ"

محمود، أسدل الستار على البطولة الإفريقية بـ "الغابون" بتسجيل المنتخب الوطني أسوأ مشاركة عبر احتلاله المركز السادس، بصفتك أحد النجوم السابقين، كيف كان شعورك بعد هذه النتيجة؟

سأتحدث معكم لتقديم يد المساعدة لكرة اليد الجزائرية، وليس للانتقاد كما يفعل البعض حاليا.. عندما لا يعين مدير تقني للمنتخبات الوطنية، ثم نرى منتخبا وطنيا دون مدرب لمدة 9 أشهر كاملة، وتكون التحضيرات بالصورة التي وقفنا عليها جميعا، فلا بد أن نصل إلى هذه النتيجة الحتمية، وهناك أمر آخر مهم...

 

ما هو؟

أحمل الإعلام الجزائري جزءا من مسؤولية الإخفاق، لأنه من غير المعقول أن لا يظهر أي أثر للصحف ومختلف وسائل الإعلام، ثم نجدها تتسابق للحديث عن مشاكل الكرة الجزائرية بعد كل إخفاق، الصحافة لم تلعب الدور المنوط بها.
 

إذن، كنت تتوقع هذه المشاركة السلبية؟

قبل سفر المنتخب إلى "الغابون" كنت متفائلا، ليس بتحصيل اللقب الإفريقي بطبيعة الحال، لكن بالتأهل للدور نصف النهائي بالنظر للتقنيات التي يحوزها اللاعب الجزائري، وكذا شجاعته المعروفة عنه في مثل هذه المنافسات، لكن في الأخير منطق الرياضة لا يرحم.

 

تبدو متأثرا كثيرا من نكسة المنتخب الوطني في "الغابون"؟

ببساطة لأنها مشاركة دخلت التاريخ، أنهينا المنافسة في المركز السادس، وهو أمر لم يحدث من قبل، يضاف إلى ذلك أننا خسرنا أمام "الغابون" مرتين، يجب أن ندرك بأننا نموت نحن والتاريخ سيبقى، دورة "الغابون" ستبقى ذكرى سيئة في تاريخ كرة اليد الجزائرية، وسأضيف أمرا مهما...

 

تفضل؟

التاريخ سيذكر بأن المنتخب التونسي توج بلقبه الإفريقي العاشر في "دورة الغابون 2018"، ولن يقولوا إنه استغل المرحلة الصعبة التي مر بها المنتخب الجزائري، وحتى الوصيف لن يتذكروه في السنوات القادمة، وسيشيرون بأصابعهم فقط للمنتخب الذي توج بهذه النسخة، لذا قلت لك في السابق إن التاريخ لا يرحم ولا يغفر.

 

بعض العارفين بخبايا الكرة الصغيرة الجزائرية يحملون المكتب الفيدرالي الجزء الأكبر من المسؤولية، هل توافق؟

إن فشل أي مؤسسة في العالم يحمل فيه المسؤول القدر الأكبر من المسؤولية، حتى ولو كان يقوم بعمله بإتقان، لذا من الطبيعي تحمل الاتحادية الجزائرية مسؤوليتها في هذه الوضعية.

 

لبان رئيس الاتحادية قال إن قراره بتأجيل تعيين مدرب للمنتخب الوطني يعود لتركيزه على تنظيم بطولة العالم لأقل من 21سنة، ما رأيك؟

حسب رأي الشخصي، لا يمكن ربط الأمور بهذه الطريقة، أرى أنه من غير المنطقي أن يكون لتعيين مدرب وطني علاقة بتنظيم منافسة ما، خسرنا عدة أشهر كان يمكن تحضير المنتخب بأفضل طريقة ممكنة خلالها.

 

داود هشام لاعب المنتخب الوطني خرج من جلده وانتقد منظومة كرة اليد وتحدث عن مشاكل تنظيمية كبيرة جعلته يعلن حتى اعتزاله، كيف استقبلت تصريحاته النارية؟

تصريحات هشام خرجت من قلب نقي، اللاعب في الغالب مثل الجندي الذي ليس لديه أي رتبة، وليس له الحق في الكلام، لكنه عندما ينفجر يقول كلامه بصدق، تصريحات داود وتصريحات عدة لاعبين من قبل، تؤكد بأن الأمور لا تسير بطريقة احترافية، وعندما نتكلم عن الاحتراف فهو ليس متعلقا بالشق المادي، وإنما متعلق أكثر بطريقة التفكير، والدليل أن داود هشام قال كلاما خطيرا، لكن لا أحد سيتحرك.

 

إذن، أنت ترى بأن اللاعبين لا يتحملون أي مسؤولية في النكسة؟

لاعبو المنتخب الوطني قدموا كل ما لديهم وهم مشكورون على ذلك، في مثل هذه الظروف لا يمكن أن نطالبهم بأكثر من ذلك، هم أصلا ذهبوا للحرب من دون سلاح.

 

حتى غياب رحيم عن المنتخب طرح أكثر من علامة استفهام، هل من تعليق عن هذا الغياب؟

حيواني تكلم عن قضية رحيم، وهذا الأخير رد عليه، ولا يمكنني التعليق على هذا الأمر.

 

محمود بصراحة، هل تعتبر قبول المدرب سفيان حيواني مهمة الإشراف على المنتخب الوطني أسابيع قبل كأس إفريقيا شجاعة منه أم أنه أقدم على مهمة انتحارية؟

يمكن الحديث عن كليهما، بالنسبة لي، لو عرضوا علي الفكرة كنت سأرفضها، لكن ربما حيواني لديه تكفير آخر، ربما قبل بالمهمة من باب تلبية الواجب الوطني.

 

حيواني أكد أنه سيواصل مهمته والتحضير لألعاب البحر الأبيض المتوسط، هل تؤيد بقائه أم أنه مطالب بالرحيل؟

وضيعة أي مدرب مع المنتخبات الوطنية هي من صلاحيات المدير التقني، هو من توكل له مهمة تعيين وإقالة مدربي كل فئات المنتخبات الوطنية، وليس رئيس الاتحادية هو من يعين ويقيل المدربين، لكن للأسف، هذا المنصب لا يزال شاغرا.

 

بصفتك لاعبا دوليا سابقا، ما هو المشكل الجوهري الذي تسبب في تراجع كرة اليد الجزائرية؟

أزمة كرة اليد الجزائرية بدأت فعليا منذ توقيف البطولة الوطنية لعامين كاملين، دفعنا الثمن غاليا، وسندفعه ربما أكثر إذا استمرت الأمور على ما هي عليه الآن.

 

لنتحدث الآن عن الجانب الفني، ما هي السلبيات والإيجابيات التي وقفت عليها في خرجات "الخضر" بـ "الغابون"؟

غياب تام للانسجام والذي يعود بالأساس لنقص التحضيرات، الدفاع كان سيئا للغاية، لكن هجوميا كنا جيدين على العموم، وذلك بالنظر للتقنيات التي يتميز بها لاعبونا.

 

من هم اللاعبون الذين لفتوا انتباهك في هذه الدورة؟

يمكن القول إن لاعبي المجمع البترولي حفظوا ماء الوجه، وذلك بفضل التحضيرات التي قاموا بها مع ناديهم قبل البطولة العربية والإفريقية للأندية، بخصوص اللاعبين، بركوس أثبت مرة أخرى حضوره القوي في هذه المواعيد، الحارس غضبان أدى دورة جيدة، وهو ذات الأمر مع برياح الذي حرر بركوس من الضغط والعبء الذي يفرضه عليه المدافعون.

 

يمكن القول إن بركوس حفظ ماء الوجه بعد تتويجه بجائزة أفضل هداف واختياره في التشكيلة المثالية للدورة؟

من الناحية الشخصية اعتبره مفخرة لـ الجزائر، وهو لاعب خلوق ويستحق كل الاحترام، لكن تتويجاته الشخصية ليست متعلقة بمشاركة المنتخب الوطني الذي احتل المركز السادس، ولا يمكن لأحد تغيير هذه المرتبة.

 

هناك من يرى بأن مكانته لا غبار عليها في أحد الدوريات الأوروبية؟

نعم، هو يستحق اللعب في أوروبا لكن القرار الأول والأخير يعود إليه، لا نعلم إن كان تلقى عروضا ورفضها.

 

ما تقييمك لمستوى "دورة الغابون" بصفة عامة؟

المستوى كان مقبولا على العموم، وفي النهائي شاهدنا مباراة قوية.

 

برأيك، هل كان تتويج المنتخب التونسي مستحقا؟

منتخب تونس حدثت له مشاكل كبيرة قبل البطولة بسبب إصابة أبرز ركائزه، ما أدخل الشك في نفسية لاعبيه قبل الحدث القاري، لكن مباراتهم أمام المنتخب الوطني الجزائري كانت بمثابة الصفعة التي جعلتهم يعيدون حساباتهم، نعم، هم يحوزون لاعبين جيدين، لكنهم لم يكونوا يتوقعون وقوف "الخضر" الند للند أمامهم، شجاعة رفقاء بركوس هي من مهدت لـ تونس التتويج باللقب القاري.

 

بالإضافة للعمل الكبير الذي يجسد بكرة اليد التونسية أيضا؟

بطبيعة الحال، منتخبات تونس لكرة اليد كلها أحرزت اللقب القاري (أشبال، أواسط وأكابر)، ما يؤكد أن هناك عملا قاعديا على مستوى الفئات الشبانية، وكذا المنتخب الأول، عكس ما يحدث عندنا، أين لا يوجد عمل في كل الفئات.

 

خسارتنا أمام الغابون وأنغولا تعني أن كرة اليد في إفريقيا السوداء تطورت؟

نعم، لكن لا يمكن الحديث عن تطور كبير، هم استغلوا فقط الفترة التي نمر بها.

 

الكثير من المتابعين لم يتقبلوا استعانة الناخب الوطني بلاعبين من منتخب أقل من 21 سنة؟

لكل مدرب نظرته التدريبية ولمسته الخاصة، سأعطيك مثالا عن كرة القدم الجزائرية، الناخب الوطني لو يأخذ برأي المختصين والمتابعين سيضطر لاستدعاء 75 لاعبا.

 

متى نرى بوعنيق وبقية النجوم في واجهة كرة اليد الجزائرية؟

لعبت 15 سنة مع 4 أو 5 أجيال من كرة اليد، وهذا منذ سنة 1986 إلى غاية سنة2001، لكن في الجمعية العامة هناك من لم يمارس كرة اليد في حياته، هؤلاء الأعضاء لا يسمحون بتواجد اللاعبين القدامى وسطهم، لأنهم يدركون جيدا بأنهم سيكشفون كل مخططاتهم، وسبق لـ حيواني أن أشار لنقطة مهمة في الندوة الصحفية التي سبقت بطولة إفريقيا، وهي أنه لم يكن هناك عضو واحد من الاتحادية في الندوة الصحفية التي سبقت الحدث القاري، هذه الأمور تمنحك صورة واضحة عن الوضعية.

 

نفهم من كلامك أنه لا توجد حلول واضحة لإعادة هيبة كرة اليد الجزائرية؟

بالعكس، الحلول موجودة وكثيرة، لكن نحن بحاجة لبرنامج ونية صادقة لتفعيلها وتجسيدها، نملك المدربين والتقنيين ونحوز كل سبل النجاح، لو تتاح لنا فرصة العمل وتتوفر شروط النجاح، أعدك بتحقيق لقب كأس إفريقيا القادمة.

 

نعرج على بطولة أوروبا، ما هو تقييمك للمنافسة وهل إقصاء المنتخب الفرنسي يعد مفاجأة؟

عندما تتحدث عن بطولة أوروبا، فأنت تتحدث عن المستوى العالي ببساطة، ولا يمكن الإشارة لمفاجآت لأن المنتخب الذي يخطئ آليا يدفع الثمن غاليا.

 

ما هو شعورك عندما ترى ديديي دينار مدربا لمنتخب فرنسا القوي؟

دينار مثال حي يؤكد أن الخبرة في طريقة التفكير وليست في السن، هو يبلغ من العمر 41 سنة فقط، ومع ذلك قاد فرنسا للتتويج بلقب بطولة أوروبا السابقة، وكان يشرف على أوميير البالغ 39 سنة، هم يستثمرون في اللاعبين الذين يكونونهم، عكس ما يحدث عندنا.

 

هل وصول إسبانيا والسويد إلى النهائي منطقي؟

نعم، إسبانيا أبانت عن قوة كبيرة، والسويد عادت لقوتها بعد فترة فراغ بسبب تجديد المنتخب كليا، يمكن لمنتخب هذه الأخيرة السيطرة على كرة اليد العالمية في السنوات القادمة، كما فعل ذلك من قبل.

 

هل من لاعبين لفتوا انتباهك في "الأورو"؟

كرة اليد الأوروبية تعرف تطورا كبيرا تقريبا منذ 4 سنوات، في السابق كان الناس يتحدثون عن اللاعب الخلفي الذي يكون ركيزة في كرة اليد، لكن الملاحظ مؤخرا أن كل المنتخبات تملك حراسا ممتازين، وهو ما وقفت عليه في البطولة الأوروبية.

 

من هو قدوتك في كرة اليد الجزائرية؟

اللاعب الذي لطالما اعتبرته قدوتي هو عبد الكريم بن جميل.

 

أفضل ذكرى لـ بوعنيق؟

تتويجي مع المنتخب بذهبية ألعاب البحر المتوسط التي جرت بـ سوريا سنة 1987، لأنه اللقب الوحيد في هذه الألعاب.

 

وأسوأ ذكرى؟

هناك ذكريات سيئة مررت بها خلال مسيرتي، لكني أحتفظ بها لنفسي.

 

كلمة أخيرة؟

شكرا لكم، ونتمنى من كل وسائل الإعلام أن تقف مع كرة اليد الجزائرية في كل الأوقات، وتتحدث عن مشاكلها وتساهم في تطويرها، ولنتحد جميعا لإعادة هيبتها المفقودة، وتحياتي إلى كل قراء صحيفة "الهداف الدولي".

 

                                                           حاوره لخضر نزارقبايلي

 

 

 

 

 

 

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال