بلماضي: "لن أنكر أصولي وبفضل الجزائر وصلت إلى ما أنا عليه الآن"

اختار مدرب المنتخب القطري منافس "الخضر" يوم 26 مارس القادم في الدوحة جمال بلماضي، "الهدّاف" من أجل التحدث عن عدة أمور...

جمال بلماضي
نشرت : الهداف الأربعاء 18 مارس 2015 23:00

 حيث تحدث لأول مرة عن مشوار أشبال "ڤوركوف" في "كان" غينيا الاستوائية وعن شعوره قبل مواجهة الجزائر بلده، كما تحدث عن وضعيتي كريم بوضياف وبوعلام خوخي اللذين يدافعان عن منتخب قطر حاليا. بلماضي بصراحته المعهودة تحدث عن قرار نبيل فقير باللعب مع منتخب فرنسا...

 

صباح الخير جمال، قبل كل شيء حدثنا عن أخبار الكرة في قطر؟

الكل مثلما تعلمون يتكلمون عن المبارتين الوديتين أمام الجزائر وعمان نهاية الشهر الجاري، سننظم دورة مصغرة وستكون الفرصة لخوض مبارتين من المستوى العالي، اللعب أمام الجزائر كان خيارا قد طرح مباشرة بعد تعييني مدربا للمنتخب القطري لأسباب كثيرة، أولها أني كنت أود مواجهة منتخب بمستوى عال والجزائر تتواجد ضمن أحسن 20 منتخبا عالميا وأراها بين أفضل المنتخبات الإفريقية، خاصة بعد كأس العالم الجيدة التي أدتها، كل شيء أراه إيجابيا من خلال مواجهة منتخب بلدي.

ما هو شعورك وأنت ستشرف على منتخب سيواجه منتخب بلدك الأصلي؟

بصراحة، يمكن أن تكون هناك الكثير من المشاعر في مباراة مثل هذه بالنسبة لي، سأشعر بفخر عظيم وأنا كنت قد أكدت ذلك في أول ندوة صحفية نشطتها، حيث قلت إن اللعب أمام الجزائر أمنيتي الأولى، بعد ذلك هذا أمر يرمز للكثير من الأمور بالنسبة لي لأنه بفضل هذا المنتخب الجزائري وصلت إلى ما أنا عليه اليوم.

الوضعية ستبدو غير عادية بالنسبة لك، أليس كذلك؟

أنا مدرب منتخب قطر لكني لن أنكر أصولي، لما وصلت إلى هذا المستوى فإن ذلك كان بفضل الخبرة التي اكتسبتها في الجزائر وأيضا بفضل العمل الذي قمت به هنا في قطر، أنا هنا أمثل الجزائر وأسعى للقيام بأفضل الأشياء لكي أظهر للقطريين أفضل صورة عن المدرب الجزائري، لما أفوز بكأس غرب آسيا وأيضا كأس الخليج فإن الجزائر هي التي فازت وهو أمر واضح.

لن تكون الجزائري الوحيد في الجهة المقابلة خلال هذه المواجهة الجزائرية القطرية؟

نعم، لن أكون الوحيد في هذه الوضعية، سيكون هناك في الطاقم الفني معي بعض الجزائريين غلى غرار مدرب الحراس (عزيز بوراس)، والمحضر البدني (بوجمعة)، وهناك أيضا لاعبون مثل كريم بوضياف وبوعلام خوخي. وبالنسبة لهذا الأخير لا يوجد شيء رسمي فيما يخص مشاركته في هذا اللقاء من عدمها... على العموم يجب أن نرى الأمر من جانبه الإيجابي فيما يخصّ هذه المواجهة، فلسنا في حرب أو صراع بين بلدين، بل على العكس سنلعب لقاء وديا تحضيريا في فائدة البلدين. نحن جزائريون ونريد أن يقال عنا كلام جيد، لأننا نريد جميعا تمثيل بلدنا أحسن تمثيل، وتشريفه أينما كنا.

بالنسبة للطاقم الفني الأمور عادية، ولكن بالنسبة للاعبين خوخي وبوضياف قد تكون الأمور معقدة بعض الشيء، هل من الممكن أن تعفيهما من هذه المباراة، لكي لا يواجها أبناء بلدهما في لقاء غريب بعض الشيء؟

(يقاطعنا) لا، لا. إذا لم أشركهما فهذا يعني أني لا أتعامل مع الأمور بالشكل اللازم، ما هي إلا كرة قدم، وإذا لعب هذا الثنائي في هذه المباراة، فهذا لا يعني أنه أدار ظهره للجزائر، هذا أمر خاطئ تماما. كرة القدم بعيدة عن كل هذه التفاصيل، ومثلا لم أحبّ يوما ذلك الصراع الذي كان بين الجزائر ومصر، بل كنت أكره ذلك وأمقته، فأن نصل إلى كلّ ذلك الحقد وتلك الكراهية بين المسلمين الأمر يعدّ مخيّبا للغاية. يجب أن نترك هذه الأمور بعيدة عن كرة القدم. فليست صراعات بين البلدان وليست حروبا بينها، بل هي عكس ذلك تماما، إنها رياضة على أعلى مستوى، ورغم أننا سندافع عن ألوان بلدان أخرى، ولكن هذا لا يعني أننا لسنا جزائريين، ولا يعني أننا لسنا فخورين ببلدنا.

كيف وصل هذا الثنائي ليلعب للمنتخب القطري؟

خوخي وبوضياف لاعبان محترفان، وما يجب أن يعرفه الجميع، هو أنهما لو لم يأتيا إلى قطر لما كنا قد سمعنا بهما أبدا. ففي سن الـ 19 سنة كان بوضياف يلعب في الفريق الرديف لنادي "نانسي"، كان لاعبا عاديا مثله مثل العديد من الجزائريين في فرنسا والذين لم تكن تنتظرهم مسيرة كروية مميزة، ولكن بتوجّهه إلى قطر تمكن من التحوّل إلى لاعب محترف يفوز بالألقاب ويلعب مع منتخب وطني. بالنسبة لخوخي إن كان هناك من يمكن أن يشعر بالمسؤولية في هذه الحالة، هم المسؤولون على الكرة في بلادنا، فقد كان اللاعب أمامهم، وكان قادرا على أن يلعب في فريق محترف في الجزائر واللعب بشكل آلي بعدها للمنتخب الجزائري، فلما جاء إلى قطر كان غير معروف تماما، والآن أنظروا إلى ما وصل إليه. يجب أن نفهم شيئا مهما أيضا: هذان اللاعبان لو لم يحصلا على الجنسية القطرية، ما كانا سيستطيعان اللعب في أكبر الأندية القطرية ويصبحان لاعبين دوليين أيضا، وبالتالي في الوقت الحالي هذا الثنائي لم يندم على الخيار الذي قام به، وهما يردّان جميل هذا البلد الذي صنع منهما نجمين مهمين في عالم الاحتراف، ويتمكنان من العيش بشكل مريح رفقة عائلتيهما أيضا.

البعض يرى في كأس إفريقيا 2004 التي عرفت مشاركة عنتر يحيى، بوڤرة وآخرين بداية لانضمام الفرانكو - جزائريين إلى المنتخب... 

أجل، لقد كانت دورة 2004 بداية لانتصارات الجزائر خارج البلد، كنا قادرين على تقديم الأفضل في تلك الدورة، وشخصيا أتذكر أنني التحقت بالجزائر في مارس 1999، وكنا قلة في تلك الفترة بتواجد كل من بن عربية، حرشاش، بلباي، كراوش، وقد فتحنا الباب لقدوم أبناء المهجر لتقديم الإضافة للمنتخب الجزائري، خاصة أنّ الفوج الحالي مشكّل بنسبة 90 من المائة من لاعبين من أوروبا وهو ما سمح بتحقيق نتائج طيبة.

لكن هذا الأمر خلق عم توازن بين اللاعبين المحليين والمحترفين، ما رأيك؟ 

هذا الجدل ليس مفيدا بالمرة، وقد أتعبني كثيرا الحديث عن هذا الموضوع لأنه لن يأتي بأي فائدة رياضية للجزائر بل سينقص من المنتخب الجزائري، لأنه موضوع في نظري غير مجد وهو متاهة من المتاهات التي لا أريد حتى الخوض فيها لأنّ الجزائري في الجزائر أو فرنسا، البرتغال إذا كان جيدا يجب أن يكون مع المنتخب الجزائري.

لو نتحدث عن فقير، بعض اللاعبين القدامى على غرار عنتر يحيى تأسفوا على تردّده الطويل للكشف عن خياره، ما قولك؟ 

يجب أن تكون الأمور واضحة، لقد اخترت الجزائر في سن 19 أي عندما كنت سأطرق أبواب المنتخب الفرنسي للآمال، وهذا الخيار لم أندم عليه طيلة حياتي، إذا طلب مني إعادة الاختيار بعد كل ما عشته سأختار الجزائر مجددا، لكن اختياري اللعب للجزائر لا يسمح لي بالتحدث مكان الآخرين لأنّ وضعيتي شخصية وتخصني أنا فقط، أمّا فقير فأنا لا أعرف أهدافه وطموحاته ولا أعرف قصته مع الجزائر وكيف يعيش ولا يحق لي انتقاد خياره أو الثناء عليه.

لكننا نريد موقفك الشخصي من هذه القضية؟

من أنا حتى أحكم عليه من على بعد 8000 كلم عن مسقط رأسه؟ ربما فقير يحب الجزائر؟ وليس لديّ الحق إلا بالحديث عن نفسي، هو لم يصرح بأنه ليس جزائريا وقد اختار اللعب لفرنسا ومادام أنه فكر طويلا فهذا الأمر إيجابي ولابد من احترام خياره.

عودة إلى كأس إفريقيا، الكل أجزم أن الجزائر كان بإمكانها فعل أكثر من ذلك لو كان فغولي وبراهيمي في أفضل حالاتهما، فهل تشاطر هذا الرأي؟

دون أن أسمي أحدًا، فإنه عودة إلى مشوار الجزائر في كأس إفريقيا، كان الجميع يعتقد أنها ستفوز بكأس إفريقيا، كما أنه في رأيي وهذا لا يخصني إلا أنا، فإن مستوى كأس إفريقيا الأخيرة لم يكن مرتفعا مع غياب عدّة منتخبات كبيرة على غرار نيجيريا ومصر والمغرب. وحتى إن كانت منتخبات على غرار الكاميرون وكوت ديفوار مرشحة، إلا أنها لم تكن في أفضل مستوياتها، وكانت بالتالي فرصتنا للفوز باللقب. ولهذا السبب فنحن نوعا ما متأثرون على صعيد النتائج والمردود فضلا عن مستوى بعض العناصر. انتظرنا أفضل لكن بسبب الإصابات، فإن براهيمي وفغولي وسليماني لم يكونوا في أفضل مستوياتهم، وهو ما أعاق المنتخب الجزائري. إنهم لاعبون مهمون، لهذا أقول إنهم لم يكونوا في المستوى المتوقع والمرتقب منهم..

بعض اللاعبين كانوا غاضبين بسبب بعض الخيارات..

اللاعبون الذين يلومون المدرب هم الذين لا يلعبون، هم الذين يتكلمون في كلّ الأماكن، كما لا أتمنى أن أكون مكان كريستيان غوركوف، وبحكم منصبي كمدرب أعطي الحق للمدرب الجزائري، وهو نفسه يعرف أن المشاركة في كأس إفريقيا كانت خيبة أمل، والآن يجب العمل على التصحيح، والعودة إلى العمل.. والآن هو يعلم أن هناك أمورًا هي بحاجة إلى تغيير، ولكن قبل هذا يجب أن يحللها جيدا وتصحيح الأمور جيدا.

كيف يحضر جزائريو قطر لهذا الموعد؟

كحفل كبير. الجميع بانتظار قدوم الجزائر الذي هو بلد كبير في كرة القدم. كلّ الجزائريين هنا وعشاق المنتخب الوطني يتمنون أن تكون مباراة كبيرة.

سؤال أخير، الجزائريون يتابعون باريس سان جرمان منذ قدوم ناصر الخليفي، هل تعتقد أن هذا الفريق سيذهب بعيدا؟

بالنظر إلى المباراة التي أدوها أمام تشيلسي وكذلك القوة الذهنية الهائلة التي أظهروها في هذا اللقاء، أقول نعم إن الفريق سيذهب بعيدا، ويستحقون تجاوز دور آخر على الأقل ولا لم الذهاب إلى النهائي، دون الحديث عن التعداد الذي يملكه فريق باريس مع الخبرة التي امتلكوها في آخر مشاركتين في المنافسة الأوربية، أقول إن باريس سان جرمان يملك كل الإمكانات لفعل كلّ شيء، وإذا تفادوا يوم الجمعة في عملية القرعة الريال وبرشلونة والبايرن، فسيكون ذلك أمرا رائعا بالنسبة لهم.

شكرا جمال على هذه الفرصة..

لا مشكل، نلتقي في الدوحة إن شاء الله، وبلغوا تحياتي إلى الأصدقاء في "الهدّاف" و "لوبيتور"، كما أحيي كل الشعب الجزائري.

 

حاوره هاتفيا: مومن آيت قاسي

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال