باتريس إيفرا: "غادرت اليونايتد لأسباب عائلية وسأجدد لـ اليوفي بعينين مغمضتين"

سن 34 لا يجعله يفكر في الاعتزال، كما تحدث عن حظوظ منتخب بلاده في "الأورو"، وتطرق لمشواره مع ناديه الحالي وكذا الأسباب الحقيقية التي دفعته لمغادرة مانشستر، أين كشف الكثير من الحقائق المثيرة والتي نتابعها في هذا الحوار المشوق.

أهلا بك باتريس وشكرا على قبولك دعوتنا.

لا شكر على واجب، أحب إذاعة "مونتي كارلو" كثيرا ولدي العديد من الأصدقاء الذين يعملون هنا، ووجودي معكم يسعدني كثيرا.

لنبدأ الحوار بالحديث عن مواجهة الدانمارك (فرنسا فازت 2-1)، ما هو تعليقك على الفوز الذي حققتموه؟

أظن أننا أدينا مباراة رائعة بغض النظر عن النتيجة النهائية، في الحقيقة كل ما كان يهمنا في أغلب المواجهات الودية التي لعبناها في الفترة الأخيرة هو التحضير لـ "الأورو" ومحاولة تصحيح النقائص التي نعاني منها، ولكني لا أنكر بأن الفوز خلف أثارا إيجابية على الفريق ككل، وهذا أمر مهم قبل 8 أشهر من انطلاق المنافسة، واجهنا منتخبا قويا والفوز عليه لم يكن سهلا مثلما يعتقد البعض، والآن حان الوقت لنواصل العمل بكل جدية حتى نكون جاهزين عندما يحين الموعد، نحن ندرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، ونعرف أنه لا يمكننا أن نخيب الجماهير الفرنسية.

ماذا يمثل لك لعب "الأورو" هنا في فرنسا؟

بصراحة، أعتبر نفسي محظوظا لأنني سأكون قادرا على تقمص ألوان المنتخب من جديد في بطولة من حجم كأس أمم أوروبا، من دون شك فرحتي ستكون أكبر لأن "الأورو" سيعلب هنا بـ فرنسا، الجميع يعرف عشق جماهيرنا لكرة القدم، وهو  الأمر الذي سيضمن لنا -من دون شك- مساندة مطلقة عند انطلاق المنافسة، هذه فرصة ذهبية ويجب علينا استغلالها على أحسن وجه، خاصة أنها قد لا تتكرر بالنسبة للعديد من اللاعبين.

الجميع يرشحكم للذهاب بعيدا في المنافسة، هل أنتم جاهزون فعلا لرفع التحدي؟

قبل الإجابة على هذا السؤال، أريد أن أوضح شيئا مهما وهو أننا مطالبون بتفادي التفكير بهذه الطريقة، نحن محترفون ويجب أن نتعامل مع الضغط بطريقة إيجابية حتى لا تنعكس الأمور علينا، أما بخصوص جاهزيتنا فأعتقد بأنه لم يبق الكثير حتى نكون مستعدين تماما لـ "الأورو"، ولكني مصر على أنه لازالت هناك بعض النقائص التي يتوجب علينا تصحيحها حتى يتسنى لنا دخول المنافسة الرسمية في جاهزية كبيرة، لا يجب أن نولي اهتماما لما يقال هنا وهناك لأن ذلك من شأنه أن يفقدنا تركيزنا على ما هو أهم.

الظروف الحالية تشابه لحد بعيد تلك التي سبقت مونديال البرازيل، لكن ذلك لم يكن كافيا للظفر بالكأس، هل من تعليق؟

بصراحة، خيبة مونديال البرازيل لازالت تطاردنا إلى غاية الآن، المنتخب كان في أحسن أحواله وأظن أننا فاجأنا الجميع بمستوانا، للأسف، الأمور لم تجر مثلما كنا نتمناه في النهاية، في الحقيقة، تجربة 2014 كانت مفيدة للجميع ومنحتنا المزيد من الخبرة في التعامل مع المباريات، أعتقد أن المنتخبات الكبيرة دائما ما تتعلم من أخطائها، وما يبقى علينا سوى الوقوف على النقاط التي أغفلناها في السابق حتى ندخل "الأورو" المقبل في أفضل الظروف.

هناك من يربط نجاح المنتخب بتواجد النجوم في أحسن أحوالهم، ما رأيك؟

لا يوجد نجوم في المنتخب ونحن لا نفكر على هذا الأساس، تفكيرنا منصب أكثر على التحضيرات ودراسة المنافسين وهو الأهم في الوقت الراهن، في الحقيقة، نريد أن نجعل قوتنا في المجموعة والروح القوية، أما الحديث عن هذه الأمور فيجب أن نتركه للآخرين، كل ما أتمناه هو أن نكون جميعا في أحسن أحوالنا، كما أتمنى أن لا تقف بعض الظروف في وجهنا، لأن ذلك من شأنه أن يعيق تطور المنتخب وسيؤثر من دون شك على نتائجه.

وما هي هذه العوامل التي تخشاها؟

كل ما أخشاه هو عامل الإصابات، هذا الهاجس يلازم الجميع رغم أننا لا نتحدث كثيرا عن هذه الأمور، بصراحة، التعرض للإصابات يخلف أثارا سلبية على المجموعة أكثر مما قد تخلفه الخسارة، وفي هذا السياق، أتمنى أن يعود بن زيمة سريعا من إصابته لأننا سنكون بحاجة إليه، إنه مهاجم من الطراز الرفيع ونحن محظوظون جدا لأنه يلعب معنا، كريم سيكون حاسما جدا في "الأورو" وأستطيع القول إن وجوده معنا سيجعلنا نلعب بثقة كبيرة أمام أي منافس مهما كان حجمه.

هل اشتقتم لـ ريبيري؟

بطبيعة الحال، فرانك لاعب كبير واعتزاله دوليا ترك فراغا رهيبا في المنتخب، هو عائد من إصابة وأتمنى أن يشفى كليا حتى يستعيد مستواه المعهود، صحيح أنه لم يعد بيننا ولكني لازلت على اتصاله معه، ريبيري لاعب مميز داخل الميدان وخارجه، وهو إنسان رائع بشهادة الجميع، صحيح أن تواجده معنا في المنتخب كان سيمنحنا قوة أكبر، ولكنه اتخذ قراره بهذا الشأن ويجب على الجميع احترامه، لقد قدم الكثير للمنتخب الفرنسي ولا يجب علينا أنه ننسى هذا الأمر.

حدثنا عن العلاقة التي تجمعك بـ ديديي ديشان؟

هذا السؤال طرح مرارا وتكرارا، علاقتي بـ ديدي ديشان رائعة ويوجد احترام كبير بيننا، كل طرف يريد أن يؤدي واجبه على أفضل وجه وهذا هو المهم، صحيح أنني من بين أقدم اللاعبين في المنتخب لكن هذا لا يمنحني أي امتيازات، وديشان لا يعتمد تماما على مبدأ التمييز بين اللاعبين ويعامل الجميع بالمثل، أريد توضيح نقطة أخرى، وهي أن الأجواء داخل المنتخب رائعة وعائلية، وأظن أن هذا العامل هو ما سيمكننا من رفع التحديات التي تنتظرنا.

نطوي صفحة المنتخب، لنتحدث عن تجربتك في إنجلترا مع مانشستر يونايتد، ألم يندم باتريك على أي شيء هناك؟

الندم؟ لا، حتما لم أشعر بأي شيء من هذا القبيل، أظن أن تجربتي في إنجلترا كانت ناجحة بجميع المقاييس، سعيت دائما لمساعدة مانشستر يونايتد، أنا راض عما قدمته هناك حيث أحرزت العديد من الألقاب، لقد تركت مكاني نظيفا هناك وهذا الكلام لست أنا من يقوله، بل يقوله أيضا كل من عرف إيفرا في تلك الفترة، ومباشرة بعد إحساسي بأنني لم أعد مرتاحا قررت الرحيل لأنني لست منافقا.

يقال إن ناديك السابق مدد عقدك دون استشارتك، هل هذا الكلام صحيح؟

هذا صحيح، لقد اصطدمت بهذه الحقيقة عندما اتخذت قراري بالرحيل، المفاوضات مع جوفنتوس بلغت مراحل متقدمة وكنت في نهاية عقدي مع اليونايتد، وفي فترة ما تم إبلاغي بأن الفريق مدد عقدي وهذه الخطوة تمت دون أن يتم استشارتي في الموضوع، تفهمت رغبتهم في الاحتفاظ بخدماتي، ولكني كنت قد اتخذت قراري، والعودة في كلامي كانت أمرا مستحيلا، رغم كل هذه العوامل إلا أنني لا أتردد في القول إن إيفرا محظوظ جدا لأنه لعب مع أحد أعرق وأفضل الأندية في إنجلترا والعالم.

هل لك أن تطلعنا على سبب إصرارك على مغادرة مانشستر يونايتد؟

وصلت في وقت ما إلى قناعة مفادها أن بقائي في إنجلترا أصبح غير ممكن، الأمر ليس له علاقة بالجانب الرياضي لأنني كنت في أحسن أحوالي بشهادة الكثيرين، ولكن اتخذت قرار الرحيل بسبب عائلتي التي تيقنت بأنها غير قادرة على التعامل مع الظروف هناك، وبطبيعة الحال كان لا بد من اتخاذ قرار في هذا الشأن، لهذا لم أستغرق الكثير من الوقت واخترت الوجهة الإيطالية.

حدثنا عن تجربتك مع اليوفي، بصراحة، الكثير لم يراهنوا على نجاحك في إيطاليا؟

دون مبالغة، أنا مرتاح في تورينو، فريق جوفنتوس منحني الكثير وسمح لي باكتشاف أمور جديدة في عالم كرة القدم، وبدوري أن رهن إشارة الفريق وأسعى دائما لأكون عنصرا مفيدا داخل المجموعة، خبرتي الطويلة وجديتي في العمل تجعلني قادرا على تخطي العقبات التي تواجهني، وبصراحة، أنا سعيد بما حققته مع "اليوفي"، لكنني لازالت أبحث عن تحديات جديدة وأريد تحقيق المزيد، ولن أتوقف عن هذا التفكير إلا عندما أحس بأنني غير قادر على منح الإضافة، ما أريد تأكيده هو أنني لن أكون عائقا في الفريق، وسأتنحى جانبا في الوقت المناسب.

 أنت في سن 34، هل تراودك فكرة الاعتزال؟

أظن أنني أجبت على هذا السؤال سابقا لكنني سأعيدها مرة أخرى، فكرة التوقف عن اللعب لم تراودني إطلاقا، ولا يمكن لأحد غيري أن يتخذ هذا القرار بدلا مني، أنا متيقن بأنني قادر على تقديم المزيد سواء مع فريقي أو مع المنتخب، وعندما يحدث العكس سأفكر في الاعتزال، عقدي مع جوفنتوس ينتهي في جوان 2016، سأكمل هذا الموسم وبعدا سيكون لكل حادث حديث، والآن أن مركز فقط على ما ينتظرني من رهانات.

تقول إن عقدك ينتهي في جوان 2016، هل عرض عليك اليوفي تجديد العقد؟

لم أتحدث تماما مع مسؤولي فريقي في هذا الموضوع، لكن ما أستطيع قوله هو إن هناك ثقة كبيرة متبادلة بيننا، إذا وصلني عرض للتجديد فلن أتردد في قبوله، سأجدد بعينين مغمضتين، وإذا حدث عكس ذلك، فسأكون حرا من أي التزام الصيف المقبل، وحينها سأختار وجهة جديدة.

هل تفكر في العودة للدوري الفرنسي؟

اللعب في "الليغ 1" مجددا؟ لا، ربما لن يحصل ذلك، إذا غادرت جوفنتوس قد أبقى في إيطاليا للعب مع ناد آخر، صحيح أنه وصلتني العديد من العروض من أندية فرنسية لكنني رفضتها، المرجح أنني سأواصل في إيطاليا، وإذا لم يحدث ذلك فستكون لي تجربة جديدة في دوري آخر، ربما هنا في أوروبا أو في أمريكا.

نقلا عن إذاعة "مونتي كارلو" الفرنسية