بلكالام: "بعد إصابتي الخطيرة في 2011 وغيابي الطويل عن الميادين، اعتقدت أن كرة القدم انتهت بالنسبة لي"

في حوار حصري خص به "الهدّاف"، فتح لنا المدافع سعيد بلكالام قلبه، إذ تحدث معنا لأول مرة عن عديد الأمور من بينها حياته الجديدة في تركيا، كما عاد بنا أيضا إلى إصابته الخطيرة على مستوى العضلة المقربة التي تعرض لها في 2011 بدورة "الشان" بالسودان ...

سعيد بلكالام.
نشرت : الهدّاف الاثنين 24 نوفمبر 2014 23:00

والتي اعتقد حينها أن مسيرته توقفت وهو في عز شبابه. اللاعب السابق لشبيبة القبائل في هذا الحوار الشيق تكلم عن أمور كثيرة تخص مسيرته في ناديه الحالي طرابزون سبور وعن المنتخب الوطني سواء في فترة الناخب السابق حليلوزيتش أو حاليا تحت إشراف ڤوركوف.

نشكرك على هذه الإستضافة "السعيد"، أولا نريد معرفة يومياتك بـ طرابزون؟ 

كأي رياضي، نعمل يوميا باجتهاد في الميدان، وبعدها التحق بالمنزل لأخذ قسط من الراحة، وفي بعض الأحيان نخرج إلى المطعم من أجل تناول وجبات العشاء مع الأصدقاء من أجل تبادل الأفكار والحديث عن أمور تبعدنا عن ضغط الكرة.

التحق بك زميلك مجاني بطرابزون، كيف سارت الأمور بينكما؟ 

صراحة، أنا جد سعيد بالتحاق زميلي في المنتخب كارل مجاني، إذ لا تتصور فرحتي عندما بلغني خبر تعاقد طرابزون معه، بما أنني كنت أول من التحق بالفريق التركي. 

كيف هي علاقتك به داخل وخارج الميدان؟ 

هو شخص طيب ولاعب قريب جدا من اللاعبين، سواء كان داخل المنتخبة أو في النادي، ما يساعنا على الإندماج بسرعة في تركيا، إذ لا أخفي عنك أننا نشكل ثنائيا متماسكا بفضل هذه الصداقة، وقد استفدت كثيرا من نصائحه وخبرته الطويلة كلاعب محترف، ما ساعدني في تجربتي الإحترافية في تركيا. 

كثر الحديث عنكما في وسائل الإعلام التركية، ما هو السبب؟ 

السبب هو أننا جئنا مع الناخب الوطني السابق حليلوزيتش، ما جعلنا محل اهتمام الإعلاميين، ولكنه لم يطرح مشكلا بالنسبة لنا، بل بالعكس فقد حفزنا من أجل مضاعفة العمل والظهور بالمستوى المنتظر منا، خاصة أن النادي وضع إمكانانت مادية كبيرة من أجل تدعيم التشكيلة، ما رفع الضغط داخل الفريق. 

وهل اندماجكم كان سريعا في تركيا؟ 

أجل، لم نجد مشكلا من هذا الجانب، نعيش في بلد مسلم ونستمع يوميا للأذان، وليس لنا مشكلا في الأكل وحتى تقاليد وطريقة عيش التركيين قريبة من الجزائريين، وهو ما ساعدني شخصيا على الإندماج ولم أجد مشكلا عدا بعض الإختلاف في نوعية بعض المأكولات.

يبدو أن طرابزون ذكرتك بمسقط رأسك بالقبائل... 

أجل، الجبال والمرتفعات التي تميز طرابزون تذكرني بقمم جبال القبائل التي ترعرعت فيها، ذكرتني كثيرا بالقبائل من خلال تشابه التقاليد والعادات التي تذكرني بمسقط رأسي، منطقة طرابزون لها رمزية وهي منطقة مثقفة ومحافظة على غرار منطقة القبائل والتي جعلتني لا أشعر تماما بالغربة، وحتى المناخ مشابه، ما جعل منطقة طرابزون قريبة جدا من منطقة القبائل في العادات والطبيعة وحتى رمزية المنطقة في هذا البلد المسلم. 

ما هو الفارق الذي يمكنك أن تقوم به من الجانب الديني بتركيا عكس انجلترا، أين لعبت في صفوف واتفورد؟

في إنجلترا كان يمكن أن نطبق تعاليم ديننا الحنيف، لكن هنا في تركيا نحن نعيشها بالأكمل. بصراحة لما تسمع إلى الأذان فإنك تشاهد حشد من الناس يتوجهون إلى المساجد وخاصة في أيام الجمعة. بصراحة نحس أنفسنا وكأننا في الجزائر. الحمد لله.

من أين أتيت بهذه القوة لصنع الفارق وتسجيل الأهداف؟

هذه هي عقليتي، إذ أهوى الصعود لتصديد الكرات العالية وأيضا منح يد العون إلى زملائي من الناحية الهجومية. إلى حد الآن كل شيء يسير في الطريق الصحيح لأني تمكنت من تسجيل بعض الأهداف. أنا هنا وأؤكد دائما وجودي وبصراحة كنت محظوظ لأني كنت في المكان المناسب.

الجزائر كانت تتواجد في المركز 15 عالميا قبل مباراتكم أمام مالي، كلمنا عن هذا الأمر قليلا؟

هذا أمر يشرفنا لأننا عملنا كثيرا، نحن بصدد جني ثمار العمل الذي قمنا به ولا أخفي عنكم أننا عانينا كثيرا للوصول إلى هذه الوضعية. الحمد لله أن مجهوداتنا لم تذهب أدراج الرياح.

إلى من يعود الفضل في كل هذا حسب رأيك؟

لكل الناس والعمل جاء في مرحلتين، إذ كانت مرحلة الناخب حليلوزيتش التي تركزت أكثر على التكوين وجعل مستوانا يرتفع خاصة مع مونديال تاريخي قمنا به تحت إشرافه. بعدها جاءت مرحلة الناخب ڤوركوف التي هي استمرار لعمل المدرب السابق والتي أتصورها أصعب من المرحلة الأولى لأنه مجبر على جعلنا نبقى في نفس الدينامكية ووضع رسم تكتيكي يساهم أكثر في رفع مستوانا.

هل يمكن لك أن تمنحنا أوجه التشابه أو الإحتلاف بين المدربين؟

هما مدربين مختلفان في فلسفة عملهما وأيضا في طريق تسيير المجموعة. كل واحد لديه طريقته الخاصة وهناك أيضا اختلاف في التوجيهات التكتيكية، إذ لكل منهما طريقته الخاصة في رؤية كرة القدم.

هل هذا الأمر يقلقكم نوعا ما؟

لا أبدا لأننا لاعبون محترفون، شخصيا أجد نفسي بسهولة في طريقة المدربين. نحن لا نملك أي خيار وكانت لدي تجربة جيدة في صفوف شبيبة القبائل، أين عاشرت الكثير من المدربين والعقليات وأيضا اختلاف كبير في طريقة التدريبات من مدرب إلى أخر وهذا ساعدني على ما وصلت إليه الآن.

ما الذي حمسك للالتحاق بصفوف نادي طرابزون سبور؟

الموسم الفارط لم ألعب كثيرا ولهذا أردت أن أمنح بعدا أخر لمسيرتي هنا في طرابزون خاصة بتواجد المدرب حليلوزيتش الذي ألح على استقدامي. لقد كان سببا كبيرا في خياري لأني كنت أملك الكثير من العروض ولو أنه وجب التأكيد أن الأمر لم يكن بيدي وحدي أيضا لأني ألعب هنا في طرابزون سبور على شكل إعارة من واتفورد.

هل حلمت في يوم من الأيام من لعب نهائيات كأس أمم إفريقيا والمونديال ومواجهة العملاق الألماني في الدور ثمن النهائي من المونديال؟

بصراحة بعد طول غيابي عن الميادين وتعرضي لإصابة خطيرة قبل 3 سنوات من الآن لم أفكر في كوني سألعب كرة القدم في المستوى العالي من جديد. بعدها عدت بقوة وشاركت في نهائيات كأس العالم وقدمت مباراتين كبيرتين أمام روسيا وألمانيا وهذا أمر لم أنتظره تماما.

الأمور كانت صعبة عليكم أمام ألمانيا، أليس كذلك؟

بطبعية الحال، عانينا كثيرا خاصة في الوقت الإضافي، فلا يجب أن تنسوا أننا لعبنا هذا اللقاء وكنا صائمين والحمد لله الأمور سارت على ما يرام.

لنتحدث عن شبيبة القبائل ومشاكلها هذا الموسم، هل تتابع أخبار فريقك السابق؟

هذا أكيد، شبيبة القبائل سيبقى فريق القلب والأمر هذا لن يتغير مع الوقت، "الكناري" عرف بعض المشاكل بعد مغادرة المدرب بروس، ومن الصعب دائما تسيير مرحلة مماثلة، اللاعبون كانت لهم ردة فعل قوية أمام مولودية الجزائر، ولكن الأمر لم ينته والمشوار لايزال طويلا.

الشبيبة تلعب دون أنصارها، ما تعليقك على الأمر؟

الأمر محزن كثيرا، أنا أعرف جيدا ما الذي تعنيه الشبيبة بالنسبة للجمهور القبائلي، ويعرف الجميع كيف أن الفضل يعود للأنصار في كسب الفريق هذه المكانة ضمن الكبار، والأنصار هم عماد فريقنا، من جهة أخرى معروف أنه لا يوجد أي لاعب يمكن أن يكون متحمسا دون جمهوره، فهم روح الشبيبة.

معاقبة الشبيبة إفريقيا كانت لها الأثر السلبي أيضا، أليس كذلك؟

بطبعية الحال، أنا شخصيا وضعت نفسي مكان اللاعبين وأعرف أن الأمور صعبة وهذا منذ وفاة إيبوسي إلى غاية الآن، ولكن ليس لدينا الوقت للبكاء حاليا، يجب أن تكون ردة الفعل قوية من أجل الدفاع عن ألوان هذا النادي، أعرف أن الضغط كبير والأمور صعبة في الوقت الراهن، ولكني واثق من أن اللاعبين قادرون على رفع التحدي وتجاوز هذه المرحلة بسلام.

إذا، كل هذه الأمور سببها موت إيبوسي المؤسف... كيف عشت الأمر؟

لقد آلمني الأمر كثيرا، وقع هذا في وقت لا أحد كان ينتظر أن تحدث أمور مماثلة، ولحد الآن لم أصدق بعد أن إيبوسي توفي في تيزي وزو، أنا حزين للغاية، لقد عرفته وهو شخص رائع ولا يؤذي حتى ذبابة.

هل كان صديقا لك؟

نعم، تعرفت عليه خلال مواجهة كأس الجزائر بين الإتحاد والشبيبة في ملعب بولوغين، وبعد نهاية المباراة وتحقيق الشبيبة التأهل، احتضنني إيبوسي بطريقة غريبة، وصراحة لم أكن أنتظر كل هذا اللطف من جانبه، لقد دعوته إلى منزلي في رمضان، ولكن للأسف لم يتمكن من المجيء بسبب بعض الظروف الطارئة وقتها.

ما الذي يعنيه لك أسطورة القبائل معطوب الوناس؟

معطوب رمز من رموز المنطقة، وقد كسب قلوب ومحبة الجميع من خلال أغانيه الجميلة عن الحب وعن الأوضاع الإجتماعية، كان يعطي دروسا في الحياة، من جهة أخرى هذا الكلام يجعلنا نعرف أيضا ما الذي ينتظره أبناء منطقة القبائل من الشبيبة.

في النهاية نعود إلى المنتخب الوطني، الشعب يريد كأس إفريقيا، ما تعليقك على الأمر؟

الأمر مفهوم، فطمع عشاق المنتخب منطقي بعد مشوارنا الرائع في التصفيات المؤهلة إلى كأس إفريقيا، ومن قبل في كأس العالم بالبرازيل، ولكن رغم هذا يجب أن نبقي أرجلنا على الأرض ولا يجب أن ننسى سيناريو "كان" 2013 وأن نتفادى التباهي أو الغرور، لا يمكن أن نحرم الشعب من الحلم ولكن علينا أن نكون حذرين وواقعين في نفس الوقت، من جهتنا ما يمكن أن نعد به هو أن نعطي كل ما عندنا فوق الميدان.

حاوره في تركيا مومن .آ.ق

كلمات دلالية : السعيد بلكالام ، طرابزون سبور التركي

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال