دونغا: "الخسارة المذلة أمام ألمانيا صعبت مهمتي لأني مطالب باستعادة ثقة الجماهير"

عد خسارة المنتخب البرازيلي أمام ألمانيا بنتيجة ثقيلة في الدور نصف النهائي من كأس العالم الفارطة بـ البرازيل، قامت الاتحادية البرازيلية لكرة القدم بإقالة لويس فيليب سكولاري

نشرت : الهداف الأحد 29 مارس 2015 23:00

من على رأس العارضة الفنية لمنتخب "السامبا"، وعوضته بـ كارلوس دونغا الذي كان قد أشرف على المنتخب خلال فترة ما بين 2006 و2010 والتي لم يحقق فيها الكثير، إلا أن بدايته هذه المرة تنبئ بعودة أبطال العالم 5 مرات من جديد لتسيد الكرة العالمية التي فقدوا عرشها منذ آخر لقب سنة 2002، وقد كشف دونغا في هذا الحوار الشيق لصحيفة "دايلي مايل" الإنجليزية دوافع قبوله مهمة تدريب منتخب بلاده رغم صعوبة المهمة، كما تحدث عن تطلعاته المستقبلية وأمور أخرى نترككم تكتشفونها.

بداية سيد دونغا، ما هو الاختلاف بين ذهنية التسيير في إنجلترا والبرازيل؟

(يضحك).. عليكم أن تجربوا التدريب في البرازيل، في إنجلترا المدرب يبقى مشرفا على الفريق لمدة طويلة تدوم أكثر من 3 أو 4 سنوات، وهذا أمر جيد ويساعدك على النجاح، بينما في البرازيل يفقدون فيك الثقة بعد أن تفشل في أولى المباريات.

تدريب منتخب بحجم البرازيل مهمة صعبة، خصوصا أنكم تحضرون فريقا جديدا بعد الهزيمة أمام ألمانيا؟

لا أعتقد أني أواجه ضغوطات كبيرة لأني أدرب على المستوى العالي، أنا الآن أعمل مع المنتخب من أجل هدف معين وواثق من ذلك، الضغط الوحيد الذي يواجه أي مدرب لـ البرازيل هو أن الجمهور متطلب للغاية، يريد منك العمل 24 ساعة في اليوم من أجل النجاح وهذا هو العائق الوحيد.

كيف ذلك؟

البرازيل كالقارة، ما يريده الشمال لا يريده الجنوب، لا توجد وسيلة يمكنك من خلالها إرضاء الجميع، لدينا 200 مليون مدرب لكرة القدم (يقصد عدد السكان)، والجميع يعتقدون أنهم يعرفون الكرة جيدا.

ما هو الفرق في علاقتك بالصحافة البرازيلية عندما أشرفت على المنتخب في 2010 وفي هذه المرحلة؟

علاقتي مع الصحافة البرازيلية لم تكن سهلة أبدا، خصوصا في المرحلة الماضية التي سبق أن أشرفت فيها على المنتخب، أين خرجنا من الدور ربع النهائي لكأس العالم في جنوب إفريقيا، الصحافة الآن تشتكي من كوني لا أبتسم، وأنا لا أفعل ذلك لأني أفرق بين وقت العمل ووقت المزاح.

صحيح، فأنت نادرا ما تبتسم في تدريبات المنتخب وحتى في المباريات؟

أنا هنا من أجل التحدث عن عملي وليس عما إذا كنت أبتسم أو الشيء الذي يمنعني من ذلك، يجب على الصحفيين أن يعلقوا على أعمالي وينتقدوني بناء على نجاحاتي أو فشلي، وليس بناء على شخصيتي وما إذا كنت رجلا لطيفا أم لا، هذا كل شيء.

لنقيم الآن مباراتكم الأخيرة أمام منتخب فرنسا وتفوقكم عليه...

قدمنا آداء مقنعا وفزنا أمام منتخب فرنسي قوي بنتيجة 1-3، نحن الآن في الطريق الصحيح، لا تزال في حوزتنا مباراة أمام الشيلي غدا (الحوار أجري قبل المباراة التي لعبت أمس) على ملعب "الإمارات"، سنحاول تأكيد قوتنا ومواصلة سلسلة انتصاراتنا.

مباراة الشيلي ستكون فرصة لتحقيق الفوز الثامن على التوالي، ما هو تعليقك؟

نعم، سنحاول تحقيق الفوز، فنحن نلعب دائما بهذا الدافع، نريد تحقيق الفوز الثامن على التوالي للمنتخب البرازيلي تحت إشرافي من أجل مواصلة السير في الطريق الصحيح، ونسيان ليلة "المينيراو" المرعبة (يقصد الخسارة أمام ألمانيا بـ 1-7).

لنعد إلى كأس العالم 1990، لماذا كنت الأكثر عرضة للانتقاد عندما تعرض المنتخب البرازيلي لنكسة وخرج من الدور الثاني؟

البرازيليون يميلون دائما إلى اختيار شخص واحد بمثابة الجاني عندهم، ويقومون بنسب الفشل إليه وهو ما حدث معي، البعض كانوا يطالبونني بالتسجيل ويلومونني لأني لم أفعل ذلك، لكن تلك لم تكن مهمتي، كنت أقوم بدوري فقط.

أنت بطل العالم مع البرازيل كلاعب، كيف تصف ذلك؟

هناك 5 لاعبين في المنتخب البرازيلي سبق لهم أن رفعوا الكأس وأنا واحد منهم، ولست بحاجة إلى التحدث أكثر، هناك 300 لاعب كرة قدم سبق لهم الفوز بكأس العالم على مدار خمسة أجيال، واسمي الآن محفور بينهم.

حسب رأيك سيد دونغا، ما هي الحقبة الأفضل للمنتخب بدءا من 1970؟

أول شيء نفكر فيه سنة 1970 هي الذكريات الجميلة التي عشناها مع المنتخب، لكن كانت هناك الكثير من الأمور الخاطئة رغم تتويجنا بالكأس آنذاك، على عكس ما حدث سنتي 1986و1994 وحتى في 1962، إذ كانت أمور المنتخب تسير بطريقة جيدة جدا.

واحدة من تلك الانتقادات التي تتلقاها هي أن المستوى الفني للاعبين بعيد كل البعد عن منتخب السبعينات، ما هو تعليقك بهذا الخصوص؟

كيف يكون المشكل فنيا ونحن نمتلك عدة لاعبين مهرة وقادرين على المراوغة في مساحة لا تتجاوز الثلاثة أمتار أو أقل، غير ذلك لا أدري لماذا يطلقون أحكاما كهذه.

حدثنا عن شعورك لحظة الهزيمة الثقيلة أمام المنتخب الألماني في ليلة لن ينساها البرازيليون بسهولة؟

لقد سألني الصحفيون بعدها عن شعوري إثر الخسارة وأجبت أني تغلبت على الصدمة، صحيح أن ما حدث كان بمثابة صدمة قوية جدا لنا كلنا لكني تجاوزت الأمر بعد ذلك، هذه هي كرة القدم.

كيف تقيم آداء البرازيل في المونديال الأخير؟

المنتخب آنذاك لم يقدم ما يشفع له للفوز باللقب، وفي الجانب الآخر، أظن أن المنتخب الألماني عرف كيف يكون حاسما بشكل كبير، وهو الأمر الذي سمح له بالتغلب علينا، بصراحة لم يكن هناك من يستطيع الوقوف في وجههم.

 

الإقصاء بتلك الطريقة وعلى ملعبكم وبين جماهيركم زاد من حجم الأسى، ألا تعتقد ذلك؟

بطبيعة الحال، فالمنتخب البرازيلي لعب بطريقة انفعالية، والشعب البرازيلي عاطفي جدا فيما يخص منتخب بلاده، إضافة لكون البطولة تلعب على أرضنا، كان من الأجدر علينا التقليل من العواطف ومحاولة دفع اللاعبين للتركيز على اللعب والسيطرة على عواطفهم، لقد كان كل شيء بين أيدينا لكنه ضاع في النهاية.

ألا تعتقد أن الخسارة بتلك النتيجة أمام "المانشافت" سهلت مهمتك في قيادة المنتخب، خصوصا أنه لا يوجد هناك شيء بمقدار سوء مباراة ألمانيا؟

لا لا، أنا أخالفك الرأي تماما، على العكس فالخسارة أمام ألمانيا شكلت صعوبة كبيرة بالنسبة إلي، فزيادة على الضغط المفروض علينا، يجب علينا محاولة استرجاع الثقة التي فقدها الشعب البرازيلي في المنتخب.

إذن ما الذي تغير الآن؟

الآن وبعد سلسلة الانتصارات التي حققناها استطعنا إعادة نوع من الثقة إلى عشاق المنتخب، ولذلك صادفتنا مشكلة جديدة، حيث أننا لم نفز بأي شيء بعد، الجميع سيعودون إلى انتقادنا بعد أول تعثر لنا، الأمر الذي سيعيدنا إلى خط البداية مجددا.

برأيك، ألم يكن من الأجدر أن تقوموا بعملية تغيير جذري في المنتخب؟

مباشرة بعد الهزيمة كان الجميع يريد تغيير كل شيء والتخلص من جميع اللاعبين المتسببين في الخروج والمجيء بلاعبين شباب، حاولنا تدعيم المجموعة ببعض اللاعبين الشباب، ما عليك فعله في مثل هذه المواقف هو معرفة مدى استعداد اللاعبين الشباب لخوض التحديات المقبلة بطريقة جيدة، ومن ثم المزج بين عنصري الخبرة والشباب من أجل إحداث التوازن والاستفادة من الزخم الذي تشهده التشكيلة، أحاول النجاح فيما هو آت، أما عن الماضي فأحاول عدم تذكره.

البعض يستغرب تشددك فيما يخص انضباط اللاعبين؟

علي أن أقوم بالأمور بالشكل الذي أراه مناسبا، وهذا أمر طبيعي بالنسبة إلي، الانضباط ضروري من أجل النجاح، أحاول دائما جعل اللاعبين يحرصون على المجيء في الوقت المحدد، إذا كان هناك تمرين فعليك القيام به، بالنسبة لي الانضباط هو من متطلبات المهنة.

ألم تواجه مشاكل مع نجوم المنتخب في هذا الخصوص؟

الجميع يعامل مشاهير كرة القدم على أنهم أطفال يفعلون ما يحلو لهم وهذا أمر خاطئ، النجوم بمثابة قدوة للناس ومن الأحسن لهم التصرف وفق ذلك، لحد الآن لم يحدث أي إشكال في هذا الخصوص.

لنختم حوارنا  بالإفصاح عن شعورك وأنت تقود منتخب بلادك؟

أكبر مصدر للفخر هو أني أتولى مهمة الإشراف على منتخب بلادي، أنا فخور جدا لأني هنا الآن وأحاول إعادته إلى مكانه الطبيعي.

عن صحيفة "دايلي مايل" الإنجليزية

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال