راؤول: "لو أصبحت مدربا فلن أبتعد عن فلسفة فالدانو أو ديل بوسكي"

راؤول غونزاليس

قدم الكثير لـ ريال مدريد وتوج رفقته بعدة ألقاب وبطولات، كما أن مسيرته كلاعب لم تقتصر على الأندية فقط بل تمكن منتخب بلاده من الاستفادة من موهبته، فلعب لـ"لاروخا" مواسم عديدة وظف فيها خبرته لصالح "المتادور" الاسباني، تحدث في هذه المقابلة عن عدة أمور تخص ناديه السابق ريال مدريد إضافة إلى تطرقه للحديث عن منتخب بلاده إسبانيا والظرف الصعب الذي يمر به في الآونة الأخيرة وعدة أمور ستطالعونها في هذا الحوار.

 

بداية راؤول، كيف هي أحوالك مع ناديك الحالي كوزموس نيويورك الأمريكي؟

بأفضل حال، أنا لاعب في صفوف هذا النادي وأحاول توظيف خبرتي لصالحه ورغم تقدمي في السن إلا أنني أحاول مساعدة الفريق قدر المستطاع لإسعاد أنصاره، فقد سطرت رفقة الإدارة مشروعا علي إنجازه في هذا النادي.

وجدت صعوبة للتأقلم سريعا مع هذا النادي، أليس كذلك؟

صراحة اعتدت على مثل هذه الأمور منذ مغادرتي ريال مدريد، صحيح أن الأجواء هنا في أمريكا تختلف عن نظيرتها في أوروبا وهذا ما نسعى للتأقلم معه، وصراحة مدينة نيويورك هي مدينة عالمية للغاية، فناد مثل كوزموس ليس بحجم الريال ولكنه ناد لديه شعبية في أمريكا ويحاول فرض نفسه في المنافسات القارية.

هل صحيح أن الناس في أمريكا غير مولعين بحب كرة القدم؟

تقريبا، خاصة في بعض الأحياء التي لا تمارس إطلاقا لعبة كرة القدم، لكن هناك أقلية تتابع كثيرا هذه الرياضة خاصة بعد تألق المنتخب الأمريكي في آخر دورتين بكأس العالم، ما جعلهم يهتمون أكثر بكرة القدم التي كانت مألوفة لديهم في فترة من الفترات.

لعبت أيضا في قطر، باختصار كيف كانت تجربتك هناك؟

طبيعية، لكنني لست معتادا على اللعب في الميادين شبه الفارغة، وفي قطر لا أحد في المدرجات وكنت دائما أقارن بين الأجواء هناك بالأجواء في ملعب بيرنابيو.

راؤول كانت لديه شعبية كبيرة في الميادين الأوروبية، هل يملكها الآن في أمريكا؟

هذه مفخرة لي، فالشعبية الكبيرة والاحترام الجم الذي أحظى به في أوروبا يكسبني الراحة النفسية ولا يختلف الأمر هنا في أمريكا، فالكل يعرف راؤول والكل هنا يكنون لي الاحترام وهذا شرف لي كلاعب كرة قدم.

لنعرج قليلا على ناديك السابق ريال مدريد، كيف تصف لنا الفترة التي قضيتها في أسوار بيرنابيو؟

عندما أسمع مصطلح بيرنابيو أشعر وكأنه جزء من كرة القدم، صراحة لقد قضيت أفضل فتراتي مع ريال مدريد وحققت معه الكثير من الألقاب والتتويجات وأنا فخور كوني لعبت لناد يعتبر الأفضل من بين الأندية الأوروبية.

لعبت مع أرمادة من اللاعبين الكبار في الريال، ما تعليقك؟

بالطبع فلاعب مثل زيدان أو رونالدو أو روبرتو كارلوس وراموس، وكاسياس وآخرون لا يمكن وصفهم باللاعبين العاديين كونهم من أفضل الأسماء التي أنجبتها كرة القدم، وكان لي الشرف الكبير أن لعبت معهم في الريال.

فيم تكمن قيمة ريال مدريد بشكل عام؟

قيمة ريال مدريد بشكل عام هي الألقاب والتتويجات التي لا تعد ولا تحصى، لكن بشكل خاص أعتبر راموس وكاسياس شرف وقيمة ريال مدريد حاليا مع احترامي الكبير للاعبين الآخرين، فهذان اللاعبان قدما الكثير لهذا النادي.

راموس محاط بجملة من الانتقادات، وكاسياس على مشارف الرحيل، ما رأيك؟

فيما يخص الانتقادات أنا أعتبرها جزءا لا يتجزأ من عالم كرة القدم وعلى الجماهير تفهم مثل هذه الأوقات التي قد يمر بها أي لاعب، لكن فيما يخص قرب رحيل كاسياس فهذا أمر مؤسف حقا، فأنا بالنسبة لي أريد بقاءه واعتزاله مع النادي الذي ترعرع فيه.

بما أنك تتابع أحداث "الليغا"، هل حظوظ الريال وافرة للتتويج باللقب؟

بعد الخسارة في الكلاسيكو أعتقد أن اللقب ابتعد قليلا عن الريال كون برشلونة فريقا كبيرا وليس من السهل أن يفرط في المرتبة الأولى الآن، لكن الأمل لا يزال قائما وبإمكان الريال اللحاق بالبارصا إن استغلوا أي تعثر لهذا الأخير.

ماذا تمثل لك جائزة الكرة الذهبية؟

لقد كرست حياتي ومشواري الكروي رغبة مني في التتويج بها، ربما في بعض الأحيان كانت قريبة مني وأحيانا أخرى لا، لكن كرة القدم تبقى لعبة جماعية والإنجاز الكبير فيها هو الإنجاز الجماعي الذي يفوق الفردي.

هل تشك في نزاهة الفيفا في اختيار أفضل لاعب في العالم؟

لا بالتأكيد، فهذا عمل لجنة مختصة ولا أريد الخوض في مثل هذه الأمور، لكنني أؤكد أنه على المعنيين باختيار اللاعب الأفضل في العالم أن يكتشفوا وجها جديدا من وجوه كرة القدم، فجائزة أفضل لاعب في العالم صنعت جدلا كبيرا حول عدم جدارة اللاعب الإسباني للحصول عليها.    

قدمت الكثير لكرة القدم كلاعب، هل تود أن تكون مدربا في المستقبل؟

مهمة التدريب صعبة عن مهمة لاعب كرة القدم، كونها تتميز بالضغط وضرورة التفكير البعيد، وأنا من جهتي لو أدخل عالم التدريب فطريقتي لن تكون بعيدة عن فلسفة ديل بوسكي أو فالدانو.

أنت معجب بهما كثيرا، أليس كذلك؟

بالطبع، فإنجازاتهما تتحدث عليهما، لديهما أسلوب مثالي في التدريب وإشعار اللاعبين بالمسؤولية كما أنهما قريبان كثيرا من شخصية اللاعب وهذا أسلوب جيد في التدريب، فهذه المهمة لا تقتصر على التدريب البدني فقط بل الفكري والنفسي أيضا واللذين لهما دور كبير في بناء اللاعب.

ألست من معجبي طريقة المدرب بيب غوارديولا؟

غوارديولا شخص رائع فهو صديق لي منذ فترة طويلة وأتواصل معه كثيرا بالهاتف وطريقته في التدريب مميزة، وما فعله في برشلونة أكبر دليل على ذلك، كما أنه لديه أسلوبا خاصا في كيفية التعامل مع اللاعبين وأنا معجب به كثيرا.

لنتحدث قليلا عن حال المنتخب الإسباني في الآونة الأخيرة، كيف تفسر وضعيته منذ مونديال البرازيل؟

لقد اختلف المنتخب الإسباني كثيرا منذ أورو 2012 ولا أفهم ما السبب وراء ذلك، كما أنه لم يقدم مشوارا جيدا في البرازيل وهذا يعود لعدة أسباب ليست معروفة لحد الآن.

خروجه من الدور الأول كان كارثيا حسب رأي المختصين، ما رأيك؟

ليس كارثيا وإنما غير متوقع، لأن العالم كان ينتظر إسبانيا بذلك الوجه التي ظهرت به في مونديال 2010 بجنوب إفريقيا عندما كان الآداء مرتفعا والمستوى جيدا سواء من الناحية الفردية أو الجماعية، لكن مونديال البرازيل بالنسبة لي للنسيان كوننا ظهرنا بوجه غير مشرف تماما في تلك الدورة.

ترشيح إسبانيا للفوز بتلك الدورة، ألا يمكن أن يكون شكل ضغطا على اللاعبين الذين تأثروا بشكل سلبي من هذا الأمر؟  

ربما يكون هذا الأمر سببا من أسباب تراجع المنتخب الإسباني في دورة البرازيل، وأنا حسب رأيي كانت أمور أخرى وراء المردود السلبي لـ إسبانيا في كأس العالم الأخيرة.

ما رأيك حول تجديد الاتحادية الإسبانية لكرة القدم الثقة في المدرب ديل بوسكي، وهل تراه قادرا على قيادة "لاروخا" بشكل جيد في الفترة المقبلة؟

تجديد الثقة في ديل بوسكي أمر جيد فهو المدرب الأدرى بالفريق، ولاعبو المنتخب سعداء معه، فإنجازه في مونديال 2010 لا يمكن نسيانه إذ منح إسبانيا لقبا يبقى خالدا في الأذهان، فرغم الإخفاق في كأس العالم الأخيرة أتوقع نجاحه في الفترة المقبلة كونه من خيرة المدربين في عالم كرة القدم، ولمسته في المنتخب الإسباني واضحة.

إسبانيا عادت من بعيد في التصفيات بعد مونديال البرازيل، هل تراها قادرة على حصد اللقب الأوروبي في حال التأهل؟

أود ذلك، فمستوى المنتخب في ارتفاع في الآونة الأخيرة مقارنة بما كان عليه الحال في 2014، لكن هناك بعض الأخطاء التي يجب تصحيحها بغية التأهل في أفضل حال لـ أورو 2016 ومحاولة الحفاظ على اللقب.

هل لدى إسبانيا مهاجمون بحس تهديفي كاف لقيادة خط الهجوم بأفضل حال؟

بالتأكيد، فلاعب بحجم دييغو كوستا من شأنه قيادة الهجوم الحالي بشكل مميز فهو لاعب متكامل يملك حسا تهديفيا كبيرا، وقادر على التسجيل من أول فرصة وهذا ما لاحظناه من خلال تجربته في أتلتيكو مدريد وحتى في تشيلسي حاليا فلا يختلف الأمر كثيرا، وأنا من المعجبين بمثل هذا الصنف من اللاعبين.

عند ذكرنا لمهاجمي المنتخب الإسباني، ألا يمكن أن نعرج على مستوى موراتا مثلا؟

ألفارو موراتا يقدم الآن مستويات مميزة مع ناديه جوفنتوس واستطاع كسب مكانة أساسية في هذا النادي الكبير، كما أنه كسب ثقة المدرب ديل بوسكي وهذا أمر رائع، أتمنى له حظا موفقا مع المنتخب الإسباني.

                                                                                 عن مجلة "بانينكا" الإسبانية