صورية حداد: "المسؤولون لم يقدروا إنجازاتي والاتحادية تخلت عن بعض الأبطال"

كان لنا حوار شيق مع صورية حداد، استحضرت فيه البطلة الأولمبية والعالمية ذكريات التتويج بأهم الألقاب في مشوارها الرياضي بدءا من البطولات الإفريقية والعربية والمتوسطية، وصولا إلى لقبيها العالمي والأولمبي في "بيكين"...

صورية حداد
نشرت : الهداف الخميس 18 أغسطس 2016 23:21

بداية، صورية حداد كيف حالك؟

بخير والحمد لله، شكرا لك.

ماذا تفعلين بعد الاعتزال؟

حاليا أنا مدربة، فبعد اعتزالي سنة 2013 توجهت للعمل كمدربة للمنتخب الوطني إناث لمدة سنة، وبسبب خلافات مع الاتحادية قررت الانسحاب، ومنذ ذلك الحين وأنا أعمل مع فريق الجيدو بـ "القصر" أين بدأت مشواري كرياضية في هذا النادي الذي سأبقى وفية له، وأريد أن أضيف شيئا، أنا عضوة في اللجنة الألمبية رفقة الأبطال الذين تحصلوا على ميدالية أولمبية.

تحدثت عن خلافات ميزت علاقتك مع الاتحادية، ما هي طبيعة هذه المشاكل؟

الخلاف كان بخصوص التسيير الذي تنتهجه اتحادية الجيدو في سياستها، هنالك مسيرون في الاتحادية لا يمتلكون مستوى يسمح لهم بشغل تلك المناصب، وهو سبب الحالة المزرية التي يتخبط فيها الجيدو الجزائري.

هل تقصدين أن هنالك من يدير شؤون اللعبة وهم لا يعرفون قواعدها حتى؟

لا، ولكن الطريقة التي كان يسير بها الجيدو الجزائري لم تكن صحيحة، لقد قلتها مرارا وتكرارا ،ودائما ما أقول إن التسيير هو أهم شيء في أي رياضة، ولكن للأسف قطاع الجيدو يضم مسؤولين لا يجيدون التسيير.

هل الحصول على ميدالية أولمبية كان حلما منذ الصغر أم طموحا كبر فيك مع مرور الوقت وتقدمك في المنافسة؟

أنا رياضية طموحة، ودائما ما أرغب في المزيد، وكلما كنت أتقدم في المنافسات كانت رغبتي في تحقيق شيء ما لـ الجزائر تزداد، سأكون كاذبة لو قلت إنني كنت أطمح لنيل إحدى الميداليات عندما كنت مع فريق مدينتي، البداية كانت بعد التحاقي بالمنتخب الوطني في سن 18 عشر، وبعدها صارت الطموحات أكبر مع مرور الوقت ومع للثقة التي اكتسبتها من المنازلات والانتصارات التي حققتها.

كيف كانت تحضيراتكم لـ "الأولمبياد" وكم كانت الميزانية الموضوعة تحت تصرفكم في التحضيرات؟

في بداياتي مع المنتخب الوطني لم تكن الميزانية التي تخصصها الاتحادية لنا من أجل إجراء تربصات عديدة في المستوى، ولكن على العكس الآن، هنالك إمكانيات وميزانية ضخمة توضع تحت تصرف الرياضيين، ولكن لا أهمية لهذه الميزانية ما دام أن التسيير خاطئ، أحيانا أشعر بالشفقة على الجيل الحالي لأنه من الصعب أن نطالبهم بنتائج كبيرة، أذكر أنه عندما كنت أقومم بالتحضيرات في فرنسا وبلدان أخرى كانوا يضعون تحت تصرفنا ميزانية لا تكفي لإجراء تربصين أو أكثر، في وقت كنا مطالبين بالقيام بأكثر من ذلك في سنة واحدة.

متى آمنت بقدرتك على نيل ميدالية أولمبية؟

كل رياضي يشعر بالحالة التي يصل إليها بعد التدريبات والتربصات، وأنا كنت أشعر أنني قادرة على اقتناص ميدالية لأنني بذلت جهدا كبيرا في التحضير.

ماذا عن مستوى المنافسة؟

عندما نتحدث عن دورة الألعاب الأولمبية، فإن المنافسة ستكون قوية للغاية لأن "الأولمبياد" يضم أحسن الرياضيين في العالم، والجميع شاهد صعوبة المنافسة بوجود أبطال أولمبيين، والحمد لله أنني تمكنت من تحقيق نتيجة إيجابية والوصول إلى منصة التتويج.

هل لك أن تصفي لنا شعور الفوز بالميدالية ورؤية علم الجزائر يرفرف...

(تتنهد)، ماذا يمكنني أن أقول، الفوز بميدالية أولمبية ورفع راية الجزائر في محفل كبير كـ "الأولمبياد" كان حلما بالنسبة لي، إنه شعور لا يوصف وشرف كبير لي ولعائلتي وأقاربي بصفة خاصة، ولـ الجيدو والشعب الجزائري بصفقة عامة، وأحمد الله كثيرا على هذا الإنجاز.

ماذا استفدت من الناحية المادية بعد فوزك بالميدالية؟

لا أنكر أننا استفدنا من الناحية المادية، سيارة و70 مليون ولك أن تتخيل، 70 مليون سنتيم نظير التتويج بلقب أولمبي !، صراحة قيمة المكافأة لم ترق إلى مستوى الإنجاز، ولست الوحيدة التي تقول ذلك، هنالك العديد من الأبطال الذين قدموا لـ الجزائر الكثير، وماذا كان المقابل شقة قاموا بدفع ثمنها من مالهم الخاص ومبلغ مالي، نحن لا نتحدث عن المال هنا، بل الاهتمام والتقدير الذي نستحقه بعد مجهوداتنا من أجل تشريف الراية الجزائرية.

أيهما أفضل بالنسبة لك، التتويج بلقب عالمي أو ميدالية أولمبية؟

كلاهما له مكانة خاصة في قلبي، الفوز بلقب عالمي وأولمبي ليس بالأمر السهل، والدليل أنه لا يوجد أي مصارع تمكن من الجمع بين اللقبين، وأشعر بفخر شديد لأنني تمكنت من نيل اللقبين معا، ولكن تبقى برونزية "أولمبياد بيكين" الأفضل بالنسبة لي.

هل تعرضتم للظلم التحكيمي أثناء المنافسات حالت دون تتويجكم بألقاب أفضل؟

صراحة، لا أذكر أنني تعرضت لظلم تحكيمي في "الأولمبياد"، عكس بن يخلف الذي كان قادرا على الفوز بميدالية ذهبية في "بيكين".

لاحظنا أن أغلب الرياضيين الجزائريين الذين توجوا بميدالية أولمبية مستواهم يتراجع بعد ذلك ولا يتمكنون من تكرار إنجاز مماثل، بدليل أن الرياضي الوحيد الذي يملك ميداليتين أولمبيتين هو الراحل سلطاني، ما السبب الرئيسي؟

هذا السؤال مهم جدا، ولقد كان محور دراستي لنيل شهادة التدريب، وهنا علينا أن نبحث في دور المسؤولين في دعم الرياضيين ومتابعتهم، وهذا ما لم يحدث على الإطلاق، من غير المعقول أن نطالبهم بمزيد من النتائج وهم يعانون ونحن غير قادرين على توفير الظروف الملائمة لهم.

بغض النظر عن الميدالية البرونزية التي تحصلت عليها في 2008، هل يمكن أن نقول إن سنة 2005 هي الأحسن في مسيرتك لأنك حققت فيها طفرة كبيرة بعد تتويجك باللقب الإفريقي للمرة الثانية، بالإضافة ميدالية في الألعاب المتوسطية وميدالية في بطولة العالم بـ مصر؟

صحيح أنها كانت سنة مميزة، ولكن سنة 2008 تبقى الأفضل لأنني اكتسبت مزيدا من الخبرة، وتمكنت من التتويج بميدالية أولمبية.

بحوزتك 6 ألقاب إفريقية (2003، و2004، 2005، 2008، 2011 و2012) أيهم كان الأصعب ومن كان الأحلى والأحسن؟

لا يمكنني أن أفاضل بين هذه الألقاب، فلكل واحد نكهته الخاصة، الفوز بها أمر مميز وأفضلها كلها بدل أن أفاضل بينها.

قبل الميدالية البرونزية في "أولمبياد 2008"، هل يمكن القول إن الحظ حرمك من ميدالية في ألعاب "أثينا 2004" بعد أن أوقعتك القرعة مع البطلة الأولمبية اليابانية "تاني"...

صحيح أن القرعة أوقعتني أمام منافسة صعبة وقوية للغاية، ولكنني كنت أفتقد إلى الخبرة اللازمة آنذاك، ولا يجب أن ننسى أني شاركت لأول مرة في "الأولمبياد" وأنا في العشرين من عمري فقط، ولو كانت المواجهة في دورة أخرى لكانت الأمور مختلفة تماما.

ما السبب الذي جعلك تقررين وضع حد لمشوارك الرياضي في 2006 قبل أن تتراجعي، هل للأمر علاقة بالدراسة أم بنقص الدعم المادي للتحضير؟

الأمر ليس له أي علاقة بالدراسة، الوضع آنذاك بلغ درجة لم يكن بإمكاني تحملها، لم أجد من يقدرني ويقوم بتهيئة الظروف المناسبة لي من أجل العمل.

ما هي الأسباب التي جعلتك تقريرين العدول عن قرار الاعتزال آنذاك؟

تلقيت وعودا من وزير الرياضة بوضع حد للمعاناة التي كنا نعيشها، وطلب مني العدول عن قرار الاعتزال، لن أقول إن العهود التي قطعها لي لم يتم تطبيقها ولكنها لم تكن كما قال لي، ومع ذلك قررت الاستمرار بغض النظر عن المشاكل التي كانت تحيط بنا.

ما هي طبيعة هذه الوعود؟

كانت بخصوص التحضيرات والاستعدادات التي كنا نقيمها في الداخل والخارج، وكذلك طريقة التسيير.

ما هو سبب اعتزالك لرياضة الجيدو في سن مبكرة (29 سنة)، ألا ترين بأنك كنت قادرة على العطاء أكثر؟

الاعتزال في مثل العمر حز في نفسي كثيرا لأني كنت قادرة على تقديم المزيد لـ الجيدو، لن أقول إني كنت مكرهة على ذلك بقدر ما كنت أريد أن أترك مكاني نظيفا، ولدي تاريخ يدافع عني بصفتي الوحيدة التي حققت لقبا أولمبيا وآخر عالميا. 

ما سبب تراجع الجيدو الجزائري في السنوات الأخيرة، هل هو قلة الاهتمام والتحفيز أم أن المصارع الجزائري أصبح يفتقد إلى الموهبة والطموح من الأساس؟

لا يمكنني أن أبرئ الرياضيين الحاليين، فالجيل الحالي ليس هو نفسه جيلنا، هنالك العديد من الأمور الذي تغيرت ولكن لا يمكن أن أبرئ المسؤولين والقائمين على الرياضة، فبسببهم وبسبب سوء تسييرهم آل وضع الجيدو الجزائري إلى ما هو عليه الآن.

هل هناك أشياء تمنيت أن تحققيها ولم تنجحي في ذلك؟

حققت العديد من الإنجازات، وليس هنالك الكثير منها لم أنجح في تحقيقها سوى فشلي في تقديم ميدالية أولمبية لـ الجزائر في "أولمبياد لندن".

ما هي أحسن منازلة خاضتها صورية حداد في مشوارها؟

الأحسن، المنازلة التي توجبت بفضلها بالميدالية البرونزية، أما الأسوأ فكانت في الدور الأول من "أولمبياد لندن" أمام الرومانية شيتو.

أحسن وأسوأ ذكرى في مشوارك الرياضي؟

أحسن ذكرى بالنسبة لي هي تتويجي بالميدالية الأولمبية، ستبقى ذكرى خالدة في ذاكرتي، أما الأسوأ فهي الإقصاء من الدور الأول دورة الألعاب الأولمبية بـ لندن، لأني كنت أطمع إلى نيل إحدى الميداليات الثلاث.

من هي أصعب منافسة واجهتها في مشوارك؟

هنالك العديد من المصارعات المميزات ولكن تبقى اليابانية ريوكو تاني أصعب منافسة واجهتها، فهي تعتبر مرجعا في رياضة الجيدو، وإحدى أبطال اللعبة ولديها سبعة ألقاب عالمية، كما أنني واجهتها في سن صغيرة وكنت قليلة الخبرة، ورغم ذلك قدمت مستوى جيدا.

من برأيك أحسن "جيدوكات" جزائرية في كل الأوقات وحتى على مستوى الرجال؟

هل يمكنني أن أقول أنا (تضحك)،  أما على مستوى الرجال فيبقى عمار بن يخلف الأفضل ولديه تاريخه الذي يتحدث عنه.

هل من كلمة أخيرة؟

أولا، أشكركم على هذه الالتفاتة الطيبة، كما أتمنى من كل قلبي النجاح للبعثة الجزائرية من أجل تشريف راية الجزائر والتتويج بميداليات ذهبية يفرحوننا بها إن شاء الله، وسأتوجه إلى البرازيل في الثاني عشر من هذا الشهر لدعمهم.

حاورها: بلقاسم نبيل

كلمات دلالية : صورية حداد

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال