كلويفرت: "برشلونة الحالي آلة حقيقية ويختلف عن الفريق الذي كنت ألعب فيه"

أجرى باتريك كلايفرت نجم الكرة الهولندية السابق ومساعد لويس فان غال في المنتخب الهولندي خلال مونديال 2014 في البرازيل حوارا شيقا مع موقع "الفيفا"، تحدث من خلاله عن تجربته الجديدة في ميدان التدريب وعن المشاكل

كلويفرت
نشرت : الهداف الاثنين 15 فبراير 2016 22:00

الكبيرة التي يتخبط فيها المنتخب الهولندي منذ رحيله رفقة فان غال عن المنتخب عقب المونديال، كما تحدث عن أسباب فشل هولندا في التأهل إلى "أورو 2016"، وكذا عن مانشستر يونايتد، برشلونة وأمور أخرى شيقة تطالعونها معنا في هذا الحوار.

أهلا بك باتريك، نستهل حديثنا بالمنتخب الهولندي الذي أصبح يتخبط في أزمة حقيقية مؤخرا، إلى درجة أنه لم يتمكن حتى من حجز مكان في "الأورو" القادم، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ فترة طويلة جدا، مع العلم أنكم أحرزتم المركز الثالث في مونديال البرازيل 2014 عندما كنت إلى جانب لويس فان غال في الجهاز الفني، ما السبب في ذلك حسب رأيك؟

في الحقيقة، إنه لأمر محزن أن ترى هذه الوضعية الكارثية التي آل إليها منتخبنا، بعدما قدمنا مستويات رائعة في كأس العالم بـ البرازيل، وكان الجميع في غاية السعادة بالآداء والنتائج المحققة، وشخصيا، لا أعرف ما الذي حدث وما سبب كل هذا التراجع المفاجئ، بما أنه لم يتغير شيء تقريبا على مستوى التركيبة البشرية للمنتخب، فمن العار ألا يتمكن صاحب المركز الثالث في المونديال من اقتطاع تأشيرة التأهل إلى منافسات "الأورو"، ربما أحد الاحتمالات هو أن حافز المونديال كان أكبر عند اللاعبين مقارنة بـ "الأورو"، خاصة أننا حققنا بداية جيدة بالفوز على حامل اللقب بتلك النتيجة التاريخية، وعندما تكون في فريق يلعب بشكل جيد، فإنك تطالب نفسك دائما بالمزيد.

ولكن، ما الذي تغير بين المونديال والتصفيات رغم أن الفترة كانت وجيزة؟

أعتقد بأن المنتخب الذي شارك في تصفيات "أورو 2016" غابت عنه بعض التجربة مقارنة بالتشكيلة البشرية التي خاضت مونديال 2014، والتي كانت تحمل أسماء ثقيلة جدا ولاعبين مخضرمين، وكان على المسؤولين في الاتحادية التريث قليلا في إحداث التغيير وإيجاد البدائل، فنحن بحاجة إلى لاعبين شباب في فرق كبيرة ويملكون العقلية والجودة الكافية للعب مع منتخب هولندا، لأن هذا أمر مهم لضمان الانتقال السلس من جيل لآخر، وما كان على الفنيين التخلي عن اللاعبين المخضرمين بهذه السرعة، رغم أننا نملك لاعبين بإمكانهم إحداث الفارق في المباريات، ولكنهم بحاجة إلى المزيد من الاحتكاك مع اللاعبين الكبار في الدوريات القوية، وفي انتظار ذلك، لا ينبغي أن نحملهم المسؤولية التي لا يطيقونها من خلال تنحية كل اللاعبين المخضرمين الذين يملكون القدرة على نقل الخبرة للشباب تدريجيا.

ممفيس ديباي كان يعتبر المرجع الأول للاعبين الشباب في منتخب هولندا، لكنه الآن يعاني كثيرا للحصول على مكانة أساسية في اليونايتد، ما السبب في ذلك؟

ممفيس لاعب يتمتع موهبة كبيرة، وهو ما دفع مسؤولي مانشستر يونايتد لانتدابه، ما يعني بأنه من غير المعقول أن يختفي ويندثر بهذه السرعة، أعتقد بأنها مسألة وقت وثقة في النفس فقط، كما يحتاج أيضا لبعض الوقت للتأقلم مع المدينة الجديدة وأسلوب اللعب في ناديه الجديد، هذه هي سنته الأولى ولا يزال أمامه وقت أطول ليفرض نفسه مع "الشياطين الحمر" تدريجيا، وشخصيا، أنا واثق من نجاحه في مانشستر لأنه لاعب كبير، وسيكون مهما جدا بالنسبة لمستقبل منتخب هولندا.

في البرازيل كان لديكم أيضا منتخب شاب ولكنكم تمكنتم من تحفيزهم لمقارعة الكبار، ما هو سر ذلك الحافز الذي زرعتموه في اللاعبين آنذاك؟

كان للجانب التكتيكي دور مهم في ذلك المشوار الجيد الذي حققناه، فلطالما كانت هولندا تعتمد على خطة 4-3-3، لكننا قمنا بتغييرها إلى 5-3-2، وهكذا كان لدينا لاعب إضافي في الدفاع لمساعدة زملائه في المراقبة وآخر في الوسط لتغطية المساحات، وقد شعر اللاعبون بارتياح كبير وثقة في النفس، وكان هذا مفتاح الانتصارات التي حققناها حينها، بعدما استعدنا التوازن في الدفاع وأعطينا الحرية لـ روبين وفان بيرسي لإيجاد المساحات في الهجوم.

لنعد إلى مانشستر يونايتد والمدرب لويس فان غال الذي يعيش أوقاتا صعبة، ما رأيك في وضعيتهم؟

أعرف لويس فان غال تمام المعرفة، إنه من نوعية المدربين الذين يتقنون تحفيز اللاعبين الشباب ومساعدة الفريق من خلالهم، في المنتخب الهولندي كنا نتحاور كثيرا وكان اللاعبون يتقاسمون معنا نفس الفلسفة، لكن الأمر يختلف الآن بالنسبة له، لأنه يشرف على فريق كبير ويملك لاعبين من جنسيات مختلفة، لذلك أعتقد بأنه بحاجة للتعرف عليهم أكثر مستقبلا ليستخرج منهم أفضل ما لديهم، لكنه للأسف لا يملك الوقت الكافي لذلك، بما أن فريقا من هذا الحجم يبحث دائما عن نتائج فورية والضغط فيه رهيب جدا، وأنصاره لن يصبروا على لويس كثيرا رغم أن الأمر ليس بهذه السهولة التي يعتقدونها، مانشستر يونايتد يحتل الآن المركز الخامس ودائما ما يكون المدرب هو المتهم الأول في هذا التراجع، ومع ذلك لازلت أعتقد بأن فان غال لديه موهبة كبيرة، وآمل أن يتمكن من قلب الأمور لصالحه في المستقبل القريب.

بعد تجربتك كمساعد لـ فان غال في كأس العالم بـ البرازيل 2014، قبلت تحديا جديدا متمثلا في تدريب منتخب كوراساو، أخبرنا أكثر عن هذه التجربة.

كوراساو هو مسقط رأس والدتي، وكنت قد زرت هذه الجزيرة عدة مرات، لذلك أثار هذا التحدي انتباهي كثيرا بعدما تلقيت عرضا من اتحاديتهم، كانت فترة رائعة وكان لدي الكثير من اللاعبين الموهوبين هناك، وذهبنا بعيدا في تصفيات "الكونكاكاف"، قمنا بعمل جيد والباب لا يزال مفتوحا أمامي لتدريبهم مرة أخرى، لكن أولويتي الآن هي الإشراف على أحد الأندية، ولكن إذا لم تأتني الفرصة، سأعود للعمل هناك في التصفيات المؤهلة لبطولة "الكأس الذهبية".

ما الذي أثار انتباهك أكثر في منطقة "الكونكاكاف" التي لم تكن تعرفها جيدا من قبل؟

إنها منطقة مختلفة تماما عن أوروبا، فهم يملكون الكثير من اللاعبين الموهوبين جدا، ولكنهم للأسف يعتمدون على الحدس أكثر من الجانب التكتيكي، لكنهم لاعبون قابلون للتعلم بسرعة كبيرة، رغم أنني وجدت صعوبات في بناء فريق قوي بما أنني كنت أعمل لبضعة أيام فقط مع اللاعبين، وفي المنتخب، يجب أن تخلق آليات في وقت قصير جدا عكس النادي، وهو ما يصعب العمل على الجانب التكتيكي، ولكن الفريق استجاب بشكل جيد لتعليماتي، وكانت لدينا ميزة أخرى وهي أن معظم اللاعبين ينشطون في هولندا ويتقاسمون معنا نفس الأسلوب.

حسب رأيك، ما الذي تحتاجه المنطقة لتحقيق المزيد من التقدم؟

منطقة "الكونكاكاف" تملك أسلوب لعب مختلف تماما عن أوروبا وبقية أنحاء العالم، وهذا ما يعجبني فيهم كثيرا، ولكن للأسف، اللاعبون في تلك المنطقة يفتقدون تجربة المشاركة في أفضل الدوريات العالمية رغم أن الموهبة موجودة لديهم بالفطرة، وما عليهم سوى الاحتكاك بالكرة الأوروبية لتطوير مستواهم من الناحية التكتيكية والفنية فقط.

بعد مرورك على منتخبي هولندا وكوراساو، ما الذي يفعله كلايفرت الآن؟

حاليا، أعمل كمعلق تلفزيوني في قناة دولية، ولكن طموحي هو أن أكون مدربا في فريق مهم مستقبلا، صحيح أنني مطالب بالتعلم أكثر في هذه المهنة، ولكني أبحث عن فرصة جيدة لإثبات قدراتي مع فريق طموح.

بعدما عملت مع بعض أفضل المدربين في العالم، كيف سيكون كلايفرت كمدرب لأحد الأندية؟

أريد أن أكون مدربا هجوميا دون إهمال الخط الخلفي، بما أنني كنت مهاجما عندما كنت ألعب، ومن بين الأمور التي يمكن أن أجلبها للاعبين هي القدرة على التواصل معهم بشكل جيد في جميع الأوقات، لأنني كنت مكانهم في الماضي القريب، أما فيما يتعلق بالخطط التكتيكية، فهي تعتمد أساسا على مواصفات اللاعبين الذين سأدربهم، لأن أفضل خطة -حسب رأيي- هي تلك التي تجعل اللاعبين يشعرون بالارتياح.

في الختام، كنت مرجعا حقيقيا في برشلونة لما كنت لاعبا، ما الفرق بين الفريق الذي لعبت فيه والفريق الحالي؟

(يضحك) أعتقد بأن الفرق شاسع جدا لأن الفريق الحالي هو بمثابة آلة حقيقية، رغم أن برشلونة في أيامنا كان فريقا رائعا أيضا، وكان يملك العديد من اللاعبين الجيدين وأسلوب لعب مثير للإعجاب أيضا، وهكذا واصل الفريق استقطاب النجوم الواحد تلو الآخر، وأصبحوا الآن يثيرون العالم بقوتهم وإبداعاتهم بعدما تغيرت أشياء كثيرة في كرة القدم خلال السنوات الماضية، ولكن فريق برشلونة لا يزال مثيرا للإعجاب كما كان دائما.

عن موقع "الفيفا"

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال