محمد تهمي وزير الرياضة لـ "الهداف الدولي": "سنغير استراتيجيات تعاملنا مع الكاف"

محمد تهمي

مرحبا بكم معالي الوزير...

مرحبا بكم وشكرا على هذه الدعوة..

خلاف كبير حول تاريخ ومكان نهائي كأس الجمهورية بين الوزارة والاتحادية الجزائرية، لماذا لا يوجد تنسيق، وأين سيلعب نهائي الكأس، ثم أين وصلت الأشغال بـ 5 جويلية؟

أولا ليس هناك أي خلاف، صحيح هناك عدم تنسيق، لكن اليوم أريد أن أبدأ بأمر إيجابي للغاية ولم يأخذ حيزا كبيرا في وسائل الإعلام، لدينا بطل العالم في رفع الأثقال توج بـ 3 ميداليات في صنف الشباب، وكان ذلك في ليما عاصمة البيرو، الدولة سخرت كافة الإمكانيات اللازمة من أجل الشباب، وفي نفس اليوم الجزائر حققت المرتبة الثانية في إفريقيا للعبة "البادمينتون"، كما نالت لقب تنس الطاولة بعد 25 سنة، يجب علينا تثمين هذه الألقاب، نحن وزارة الرياضة ولسنا وزارة كرة القدم، هناك صلاحيات تمتلكها الاتحادية لا يمكن للوزارة وأن تتدخل فيها، فنهائي كأس الجزائر لا يعني تماما الوزارة لا اليوم ولا في المستقبل، هو من صلاحيات الاتحادية فقط.

لكن الاتحادية تكذب الوزارة، وتقول إن الملعب سيكون جاهزا يوم 1 ماي، والاتحادية تفر بجلدها لخوض النهائي في ملعب البليدة، خاصة وأنكم صرحتم سابقا أنه سيلعب في 5 جويلية، هل هذا راجع لنقص التنسيق أم ماذا؟

أخذنا قرارا صعبا مع المسؤول على الأشغال في 5 جويلية وهي وزارة السكن والعمران، الأشغال انطلقت في 2014 والمرحلة الأولى شملت ترميم المدرجات، في 31 ديسمبر 2014 كانت المرحلة الأولى مكتملة أي احترمنا آجال الإنجاز فيها، وفي اجتماعنا الثاني بخصوص المرحلة الثانية من الأشغال اتخذنا قرارا بأنها ستنتهي قبل 1 ماي لفسح المجال لنهائي كأس الجزائر، لكن الخيار الأخير لمكان لعب نهائي "السيدة الكأس" هو من صلاحية الاتحادية، وأعيد وأكرر أن الملعب سيكون جاهزا يوم 25 أفريل.

تقولون إن الملعب سيكون جاهزا يوم 25 أفريل، هل هناك احتمالية لتغيير مكان النهائي إلى 5 جويلية، خاصة وأننا نعرف أن القرار يمر أيضا على رئاسة الجمهورية؟

قلنا إن ملعب تشاكر بالبليدة يجب أن يكون على أتم الاستعداد، ونفس الشيء بخصوص 5 جويلية، الأشغال بهذا الأخير ليست مرتبطة فقط بالمباراة النهائية لكأس الجزائر فقط، بل هي واهتراء الملعب والمشاكل الكبيرة التي حدثت فيه مؤخرا، اليوم الأشغال تسير في الطريق الصحيح، وستنتهي المرحلة الثانية قبل 1 ماي، والمرحلة الثالثة ستكون في نفس الشهر، أما قرار موعد ومكان النهائي فليس من صلاحيات الوزارة، وهو من صلاحية الاتحادية الجزائرية لكرة القدم.

كرة القدم الجزائرية تعاني حاليا من أحداث مؤسفة منها محاولة رشوة الحكام كما حدث مؤخرا بتغيير حكمي تماس في ليلة إحدى المباريات..  لماذا لا تتخذ السلطات قرارا حازما بإسقاط رؤوس المتورطين في هذا الأمر والاقتداء بالمسؤولين في أوروبا، ففي إيطاليا أسقط جوفنتوس وفي فرنسا مرسيليا بسبب التلاعب بنتائج المباريات؟

السؤال في محله، لا يمكن أن يكون للرياضة مستقبل بتواجد هذه الأشياء في محيطها، هناك الجانب الرياضي وهو من صلاحيات الاتحادية، وهناك الجانب الخاص بالأمن العمومي والقانوني وهذا من صلاحية الدولة، وهنا كافة الأمور تسير في الطريق الصحيح، سابقا كانت هناك قضية الحكم بيطام الذي تكلم وأدلى بتصريحات خطيرة، الوزارة فتحت مباشرة تحقيقا في الأمر، وكل من تكلم في المسألة مرة على مفتشية الوزارة، استمعنا لكافة الأطراف ولم يكن هناك دليل للمرور بعد ذلك إلى العدالة.

لكنهم مروا إلى العدالة؟

نعم صحيح، لكن بخصوص أمر آخر وهو الاتهامات، نحن نعرف أنه هناك أمورا، وطلبنا أن يكون هناك تحقيق أعمق، اليوم الملف لا يزال في التحقيق.

يقولون في الجزائر إن أرادوا إخفاء أمر ما يحولونه إلى لجنة التحقيق، ما رأيك؟

لا، لم أقل لجنة تحقيق، وإنما هو عمل عادي للمفتشية، وكل الملفات التي فتحتها مفتشية الوزارة لم تغلق ولا تزال قيد التحقيق، أؤكد لك أن كل الأمور تسير وفق القانون، ونحن لا نزال نتابعها بجدية كبيرة، الأمر خطير ومستحيل أن نقضي على العنف نهائيا، إذ لا تزال هذه الأمور سارية.

معالي الوزير، الجميع يتحدث عن قطاع الرياضة والفساد الكبير الذي يوجد فيه، هل فاجأتم الوضع عندما قلدتم زمام الأمور في الوزارة، خاصة وأن كافة الاتحاديات تعاني من محيط متعفن، ببيع وشراء للمباريات ورشاوى و..

لا أشاطرك الرأي تماما، الرياضة ليست فقط كرة القدم، والرشوة إذا كانت موجودة يجب علينا محاربتها، لدينا مفتشية على مستوى الوزارة مكلفة بمراقبة هذه الأمور في الرياضة الجزائرية، كافة التقارير التي تردنا تؤكد وجود سوء التسيير في القليل من الاتحاديات.

ما هي هذه الاتحاديات؟

أتكلم بصفة عامة، هناك ارتياح كبير على مستوى الاتحاديات والنظام الرياضي في الوطن.

لكن معالي الوزير هل الكلام الذي يقال عن بيع وشراء المباريات في الدوري المحلي يصل مسامعكم؟

عندما تتكلم عن الرياضية تتكلم عن الرياضة عامة أو تتكلم عن كرة القدم؟

نتحدث عن كرة القدم لأنها الأكثر شعبية في الجزائر..

كرة القدم هي جزء، لكن تدخلنا هو من خلال الاتحاديات لكل الرياضات.

لكن أذكروا لنا سيدي شخصا واحدا دخل السجن في قضية فساد في الرياضة الجزائرية، وأنتم تعترفون بوجود هذا الأمر، الموسم الماضي رصدت مكالمات هاتفية لترتيب مباريات لكن أصحابها لا يزالون أحرارا؟

الوزارة مسؤولية فقط على الملفات، والسجن قضية أخرى من مسؤوليات العدالة، وعندما يكون هناك ملف خطير يمر مباشرة على العدالة.

لكن حتى الشابين اللذين توفيا في ملعب 5 جويلية، سمعنا بلجنة تحقيق وغيرها لكن لا يوجد أي شيء في الواقع، بالإضافة إلى قضية إيبوسي سمعنا عن لجنة تحقيق لكن لا جديد في الأمر، هل صحيح ما يقال أنه عندما يراد تغطية القضية يضعون لجنة تحقيق؟

نتائج التحقيق هي فتح قضية على مستوى العدالة، كانت حادثة بسبب تدهور حالة المدرجات.

معذرة معالي الوزير لكن قيل إن سبب الكارثة ثقب كبير على مستوى الكراسي، والمسؤول عن ذلك هو المكلف بوضع الكراسي هناك..

لا هذا غير صحيح، ولا أساس لهذه المعلومة من الصحة، عندما أعدنا ترميم الملعب وجدنا أن الأمر كان خطيرا جدا وأكثر مما كان متوقعا، مواد البناء لسنوات السبعينات كانت السبب في ذلك، وفيما يخص إيبوسي فالملف بيد العدالة حاليا، كان هناك تحقيق إداري والأمور سارت جيدا، وكل الملفات حولت إلى مصالح أخرى، نحن في حاجة إلى تسيير حسب القوانين.

معالي الوزير، نتحدث حاليا عن قضية العنف، الحارس دوخة تلقى إصابة خلال لقاء ودي، العنف يستفحل حاليا في كرة القدم والرياضة الجزائرية، حاليا وفي نهاية الموسم وبقاء 5 جولات عن نهاية الدوري يمكن للأمور أن تتعفن أكثر، هل الوزارة تحركت من أجل وقف ظاهرة العنف؟

ظاهرة العنف تخص كافة الأطراف، ليس الوزارة وحدها أو الرابطة أو الاتحادية فقط، وإنما تخص الجميع، نسبة العنف في الجزائر ليست كبيرة ولحسن الحظ مقارنة ببعض البلدان الأخرى، الدولة وضعت العديد من المخططات لمحاربة العنف ومنها اللجنة والوطنية التي تعمل ميدانيا من أجل ذلك، فيما يخص المنشآت الرياضة التي لديها دور كبير في محاربة العنف، لا يمكننا الحديث عن ذلك ولدينا مدخل واحد في كل ملعب، أيضا توفير كاميرات المراقبة والعملية ستنطلق في الأيام القادمة، الدراسة انتهت والموسم القادم كافة الملاعب في الجزائر ستكون مزودة بكاميرات مراقبة، في ملعب "5 جويلية" حاليا هناك 300 أو 350 كاميرا وضعت في الأشغال الأخيرة، هناك نقطة أخرى أيضا بخصوص أعوان الأمن في الملاعب والذين يفتقرون إلى التكوين، أكشف لكم أن تكوينهم سيكون في شهر ماي القادم، بالتعاون مع مديرية الأمن الوطني والحماية المدنية، بـ 120 ساعة للتكوين، كل هذا يجعلنا نتحكم في العنف في المنشآت الرياضية.

معالي الوزير، تحدثت الآن عن أن الملاعب الجزائرية تملك مدخلا واحدا فقط، وصرحت سابقا بأن الملاعب الجزائرية مهيأة بالشكل اللازم لاحتضان مباريات كبيرة، ما تعليقكم؟

لا لم أقل هذا، قلت إن بعض الملاعب في الجزائر فقط.

لكن لماذا "5 جويلية" أخذنا معه كل هذا الوقت في كل مرة ترميم 7 أشهر، عام، عامين، وفي إنجلترا هدموا ملعب "ويمبلي" وأعادوا بناءه في عام واحد؟

فيما يخص الملاعب التي بنيت على مستوى الولايات تملك الشروط اللازمة ولا تملك مدخلا واحدا.

لكن ليست بالمقاييس العالمية؟

لا المقاييس موجودة، يلزم فقط الترميم، هذه الملاعب لديها 20 أو 25 سنة، وهناك ملاعب بلديات بنيت حسب رؤية أخرى ومن المستحيل إضافة أبواب أخرى لها، الدولة حاليا تبني ملاعب جديدة وخاصة على مستوى العاصمة، هناك ملعب براقي، ملعب البويرة وترميم ملعب "5 جويلية".

لكن هذا الملعب أغلق في العديد من المناسبات بسبب الأرضية، وقالوا لنا إن نقص الأمطار هي السبب، لكن الملاعب في السعودية وقطر على أعلى مستوى، كيف ذلك؟

هل نحن الذين قلنا هذا الأمر؟

هناك بعض المختصين الذين أدلوا بهذه التصريحات..

أنا لا أعترف بأي مختص، العشب الطبيعي سوف ترونه بعد 10 أيام من الآن في ملعب "5 جويلية".

وبقية الملاعب في الجزائر؟

في هذا الخصوص وضعنا قرارات قبل 8 أشهر لتزويد العديد من الملاعب بالعشب الطبيعي وأحسن مثال على ذلك هو ملعب سيدي بلعباس، كان هناك طلب بوضع العشب الاصطناعي لكن رفضنا ذلك وقلنا إن الأحسن هو العشب الطبيعي، على مستوى قسنطينة هناك أرضية جيدة، أما عنابة فالترميم سيبدأ في شهر ماي، كافة الملاعب التي ستبنى مستقبلا ستكون بالعشب الطبيعي، و"5 جويلية" سيكون بأرضية مميزة.

قيل إن "5 جويلية" سيكون تحفة في الأرضية، لكننا تعرضنا إلى مهزلة حقيقية في مباراة البوسنة..

كان هذا من قبل، الأشياء التي قمنا بها كانت لا تتماشى، والدليل هو التقرير التقني الذي قمنا به آنذاك، من خلال كشف العديد من الأمور التي تسببت في سوء أرضية الميدان وتواجد تلك النوعية، لكن هذه المرة الأمور كانت جيدة.

معالي الوزير، إذا تحدثنا عن الاحتراف في الجزائر والذي لم ينجح بصراحة، لماذا لا تسنون قوانين بخصوص الأشخاص الذين يسيرون الكرة في البلاد ومنهم رؤساء الأندية الذين يتحكمون في كل شيء، ويتسببون في العديد من المناسبات في ظاهرة العنف، وهم على رأس الأندية والكرة منذ سنوات عديدة؟

لا يجب الحديث عن الأشخاص بالتحديد، نتحدث بشكل عام أفضل، وهناك مسيرون يقومون بعمل جيد، كما أن القول بأن الاحتراف فشل فهذا أمر أتمنى ألا يكون تماما، الدولة قدمت العديد من الإعانات للأندية بالتأكيد حسب دفتر الشروط، من بين العديد من الانتقادات لدينا الملموس، وفاق سطيف توج برابطة أبطال إفريقيا، ولدينا الآن 3 أندية في هذه المنافسة العريقة، مولودية العلمة التي أقصت فريقا قويا وهو أشانتي كوتوكو، وأولمبي الشلف الذي يقدم مشوارا جيدا في كأس "الكاف"، هناك ملف آخر سيقدم من الدولة من خلال إنجاز مراكز تكوين.

معالي الوزير، هناك رؤساء أندية لم يكلفوا نفسهم حتى عناء تأمين لاعبيهم، التقينا أمس حسين أشيو لاعب بلعباس وبحوزته ورقة تؤكد أنه لم يكن مسجلا تماما في التأمين، هل هذا معقول؟

يجب التأكيد على نقطة، دخلنا الاحتراف وكل واحد مطالب باتباع القوانين، بالنسبة لتأمين الرياضيين فكل شيء واضح، وإذا لم تكن هذه النقطة متوفرة فلن تكن هناك إعانة الدولة.

بعض الأندية نددت في العديد من المناسبات بخصوص تمويل "سوناطراك" لأندية على حساب أخرى، وهل معقول أن أندية تسير بأموال خواص و4 أندية أخرى تمول بأموال عامة، يعني من خلال شركة "سوناطراك"؟

أشكرك على هذا السؤال، لقد أعطيتني فرصة لتوضيح هذا الأمر، أولا الدولة لم تقرر أن تمول شركة ما أندية ما، الاحتراف هو أي شركة عمومية، خاصة أو مختلطة تمول الفريق الذي تشاء وتستثمر أينما تشاء، والتمويل ليس من خلال المال العام لنكون واضحين ونضع النقاط على الحروف، هذه أموال الشركة حتى ولو كانت عمومية فالأموال التي تستعملها فهي أموالها الخاصة وليس أموال الخزينة، المواطن قد يراها "حقرة" لكن هذا اختيار فقط ونتمنى أن تستثمر كافة الشركات مع الأندية.

السيد الوزير الجماهير لم تتجرع بعد عدم نيل الجزائر شرف تنظيم كأس إفريقيا 2017، خاصة بعدما تنقلتم شخصيا إلى مصر لحضور حفل الكشف عن هوية البلد المنظم، ألا تشعرون بالخديعة؟

من جانبي، تجاوزت القضية وجعلتها من الماضي الذي يجب نسيانه، ورغم ذلك إلا أني كنت متفاجئا للغاية مما حدث، خاصة أننا تلقينا ضمانات من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، لقد كانت خيبة أمل كبيرة...

(نقاطعه)... بالحديث عن الضمانات، ألم يتسبب ذلك في مشاكل بين هيئتكم وبين الاتحادية الجزائرية لكرة القدم؟

لا أبدا، هناك بعض الأطراف التي حاولت استغلال الأزمة للترويج لوجود مشاكل بيني وبين الاتحادية ورئيسها محمد روراوة، وهذا بطبيعة الحال غير صحيح، على كل الضمانات التي وصلتنا من طرف الاتحادية والتي بدورها تلقتها من "الكاف" كانت تفيد بأن الأمور تسير بطريقة طبيعية وقانونية.

هل تعتقدون أن ذلك ما حدث، وهل التصويت كان بطريقة قانونية؟

أولا أود أن أوضح أن تواجدي في مصر جاء دعما من الدولة للرياضة ولكرة القدم الجزائرية، ودعما منا أيضا للاتحادية الساعية للحصول على شرف تنظيم "كان" 2017.

وبعد نهاية الحفل وخسارة الجزائر أمام الغابون، هل كان لكم حديث مع عيسى حياتو؟

لا أبدا، أنا وزير ولا علاقة مهنية تربطني بـ عيسى حياتو، قد نستضيفهم كهيئة ونرحب بهم في بلدنا في حال زيارتهم، ولكن ذلك لا يعدو أن يكون حسن ضيافة وفقط.

الآن الجزائر لم تنل شرف التنظيم، والأمر انتهى ما الذي يمكن أن تقوله؟

صحيح أننا كنا نرغب كثيرا في الحصول على شرف التنظيم، فذلك مهم لنا ولكنه ليس ضروريا، وعليه أعتقد أن الحياة تستمر وعلينا العمل أكثر من أجل الاستحقاقات المقبلة، علينا تحسين كل الرياضات في البلاد وليس كرة القدم فقط، ولكي لا نكذب على أنفسنا إذا أردنا تطوير الرياضة في البلاد فعلينا تحسين كل أنواعها وتطويرها لا الاقتصار على نوع واحد.

الكثير يقولون إن الجزائر ما زالت غير مستعدة لاحتضان التظاهرات الكبيرة، ما ردك؟

أعتقد أنه حكم مبالغ فيه بعض الشيء، صحيح أننا نعاني من ناحية المنشآت الكبرى التي مازالت في طور الإنجاز، ولكن ليعلم الناس أن هناك تسعة آلاف مشروع رياضي، لذلك فإن التأخر في الإنجاز أمر وارد الحدوث ولا يجب أن يمنعنا من الاجتهاد أكثر.

بالحديث عن المنشآت، هل يمكن أن تتعطل أكثر الآن بعد حرمان الجزائر من تنظيم كان 2017؟

لا أبدا، فالمشاريع التي نعمل عليها لم تكن مرتبطة أبدا بكأس إفريقيا، ولن تتأثر بعد ذهاب التنظيم للغابون على حساب الجزائر، مثلا مشروع إعادة ترميم ملعب 5 جويلية يسير على أحسن ما يرام.

سيدي الوزير دعنا نتفق على إخفاق الجزائر في الحصول على تنظيم "كان" 2017، ورغم أن الاتحادية هي المسؤول الأول إلا أنكم أنتم من خرج لوسائل الإعلام لتبرير الفشل في غياب مسؤولي الاتحادية، لماذا في رأيكم؟

أنا لن أدافع عن أي طرف، وسألتزم بقول الحقيقة وفقط، من جانبي أعتقد أن الجزائر تعرضت للظلم ولم تفشل، خاصة وأن الكثيرين أجمعوا على أن ملف الاتحادية الجزائرية كان الأحسن بين كل المرشحين، لذلك أعود وأقول إن الأمر كان خيبة أمل ولم يكن فشلا، فنحن قمنا بما يجب القيام به.

هناك أخبار بأنكم تلقيتم معلومات ليلة الإعلان عن الفائز مفادها وجود تلاعبات ونية مسبقة لحرمان الجزائر من التنظيم، ورغم ذلك لم تنسحبوا، لماذا؟

صحيح، وصلتنا معلومات عن وجود تلاعبات، ولكن الانسحاب كان أمرا غير مطروح بيننا على الإطلاق، فلنفرض أننا انسحبنا فذلك يعني أننا أعطينا سببا وجيها لـ "الكاف" لتبرير حرمانها الجزائر من التنظيم.

الجزائر مسحت ديون الغابون وكان بإمكان المسؤولين أن يطالبوا هذا البلد بالانسحاب في المقابل عن طريق الديبلوماسيين هناك، ولكن هذا لم يحدث،  لماذا في رأيكم؟

أولا تواجدي في مصر كان رياضيا ولم يكن سياسيا، ثانيا الملف الذي قدمته الاتحادية الجزائرية كان رياضيا أيضا وقانونيا، ولم نكن نعتمد على أي من وسائل الفوز غير الرياضية منها، لذلك الحديث عن مسح الديون لا علاقة له بكأس إفريقيا وتنظيمها.

ولكن الكثيرين ربطوا الأمرين معا، ومن بينهم برلمانيون والذين طالبوكم بالاستقالة أنتم ورئيس الاتحادية، ما هو ردكم؟

من حق البرلمانيين والشعب الجزائري مساءلتي، ومن حقهم مطالبتي بالاستقالة في حال الإخفاق ولكنني لم أخفق، وأنا جاهز للإجابة على أي سؤال يطرح علي.

هذا فيما يخصكم ووزارتكم، وماذا فيما يخص الاتحادية الجزائرية، وبصراحة هل الدولة غاضبة من الاتحادية ومسؤوليها؟

قلت لكم سابقا إنني لست هنا للدفاع عن الاتحادية، ولكن أطرح عليك سؤالا، ما ذنب الاتحادية فيما حصل؟ الأمر كان رياضيا ولم يكن سياسيا، وكان خيبة ولم يكن إخفاقا، وبصراحة الاتحادية ليست ملكا لـ روراوة ولكنها ملك لجميع الجزائريين.

كيف ستردون الآن بعد ما حدث؟

سنحاول تغيير مخططاتنا واستراتيجياتنا، كما سنحاول تغيير طريقة تعاملنا مع المنظمات الدولية الرياضية، علينا تغيير رؤيتنا للأمور، فلما يفشل ملف ما علينا أن نقول إنه ملفنا جميعا وليس ملف شخص أو هيئة واحدة.

الجزائر لديها الكثير من الشخصيات الرياضية والكروية الشهيرة التي كان بإمكانها مساعدة البلاد على الفوز بالتنظيم، ولكن تم استبعادها، هل تعتقد بأن حضورها كان قد يغير النتيجة النهائية؟

أنا أوافقك الرأي في أن دعم الشخصيات الكروية والرياضية الجزائرية المعروفة واللاعبين القدامى يساعد كثيرا، ولكن بما أن الأمور كانت محسومة في مسألة "كان 2017" فلا أعتقد بأن وجودهم كان ليغير أي شيء.

رئيس الحكومة عبد المالك سلال كان يتابع ملف ترشح الجزائر، هل كان لكم كلام بعد الإعلان عن هوية الفائز بالتنظيم؟

نعم أكيد، كان لنا حديث قبل وبعد الأمر، والوزير الأول استفسر عن حقيقة ما حدث، ولكنني أؤكد أنه لم يضغط علينا أبدا، وكذلك السلطات الأخرى في البلاد.

هل تدعمون محمد روراوة في حال ترشحه لرئاسة "الكاف" والإطاحة بـ حياتو؟

سندعم أي جزائري يترشح.

وهل تجري أي مشاورات بينكم وبين روراوة حول الترشح لرئاسة "الكاف"؟

 لا توجد أي نية رسمية حاليا للترشح، ولكن كما قلت لكم من قبل، نحن هنا لدعم أي جزائري يترشح من أجل تطوير الكرة الجزائرية والرياضة ككل في البلاد.

لنتحدث عن الكرة الجزائرية، المنتخب الوطني أصبح الشجرة التي تغطي غابة إخفاقات كبيرة في هذا الميدان، ألا تنوون التدخل لإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي، مثلا بالعودة إلى مدارس التكوين خصوصا في تواجد الموهبة؟

التدخل يكون عبر الاتحادية لأنها المسؤول الأول عن كرة القدم في البلاد، الاحتراف يدخل في عامه الخامس ولازلنا نعاني من نقص فادح خصوصا في المنشآت، فهناك مثلا فرق معروفة لا تملك ملعبا، وعليه فالتنظيم يتطلب منا وقتا طويلا، وسنسعى لكي يملك كل فريق ملعبه الخاص، وذلك بالعمل على المدى البعيد، إذ لا يمكن أن نصحح كل شيء في ظرف وجيز.

الكثير يتحدث عن مركز "سيدي موسى" ويقولون إنه أصبح مركزا لإقامة المنتخب الوطني الأول وحكرا عليه دون أن تستفيد منه الأندية، ما قولك؟

هذا المركز خاص بالمنتخبات الوطنية، لكن هناك مشاريع 20 مركزا خاصا بالفرق الجزائرية، نحن نهدف إلى توفير قاعدة منشآت لكل الفرق من أجل التحضير والتكوين في ظروف مريحة.

لنبتعد عن كرة القدم، هل تستطيع أن تحدثنا عما وقع بينكم وبين توفيق مخلوفي العداء الجزائري الذي اتهمكم بحرمانه من أمواله، وعدم الاهتمام به؟

 أعتقد بأن ما حدث هو سوء تفاهم فقط، مخلوفي نال كل حقوقه بعدما بلغ مسامعنا المشاكل التي يعاني منها، ولعلمكم الأمور انتهت في ظرف أسبوع.

هل تتوقعون أن تنال الجزائر ميداليات في أولمبياد 2016؟

نتمنى ذلك ولكن الأمر صعب، بعثتنا المشاركة في الأولمبياد متواضعة، وإذا أردنا أن نتوج بالألقاب علينا العمل على المدى الطويل، وهذا ما نعمل عليه اليوم، الثمار ستأتي لاحقا، وإذا أردنا الميداليات الأولمبية علينا العمل على ذلك للفوز بها في أولمبياد 2020 و2024، وهو ما قلته في عام 2012 وليس اليوم.

بعيدا عن الرياضة، ألا تحن لمهنتك السابقة كـ بروفيسور أمراض القلب؟

(يضحك) هذه هي مهنتي الأصلية وأنا أحن إليها كثيرا، ولكن المسؤوليات فرضت علينا منحى آخر في الحياة ونحن راضون بالقسمة والقضاء.

ما هي الرياضة التي يمارسها الوزير؟

كرة القدم.

يقولون إنك تلعب كل أسبوع وإنك هداف مميز، هل هذا صحيح؟

 صحيح أنني ألعب كل أسبوع لكنني لست هدافا مميزا، ويشاركني اللاعب الكبير علي بن شيخ الذي لازال فنانا كما كان في الماضي، وهو شأن كل اللاعبين القدامى.

هل صحيح أنك من عشاق برشلونة؟

لا

إذا ريال مدريد؟

ولا ريال مدريد، أنا أعشق الفرق الجزائرية...(يضحك)

ألا تتمنى أن تتولى مقاليد وزارة الصحة خاصة وأنك طبيب؟

لا

كلمة أخيرة..

أشكركم على منحي فرصة الحديث وشرح العديد من الأمور، وأذكركم بمهمتكم النبيلة في تنوير الرأي العام ونقل الحقائق كما هي، كما أنكم تحملون لواء تطوير كرة القدم والمشاركة فيه، وأيضا أوجه كلمة للجميع أطالبهم فيها بالمساعدة والوقوف إلى جانبنا لتطوير الرياضة، ونحن نقبل كل الانتقادات ولكن نتمنى أن تكون بناءة.

حاوره: محمد شيخي ورضوان بوحنيكة