هنري: "الظاهرة رونالدو وجورج وياه هما من طورا الكرة وصنعا قلب الهجوم الحديث"

يواصل تييري هنري في هذا الجزء الثاني من الحوار الذي خص به مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية الشهيرة الحديث عن بداياته في الكرة،

نشرت : الهداف الجمعة 29 أغسطس 2014 14:00

وعن النجوم الذين يعتبرهم قدوة بالنسبة له، كما تطرق إلى إمكانية تحوله إلى عالم التدريب وكذا العديد من الأمور الأخرى.

هل يرى تييري هنري أن على اللاعب الكبير قول كلمة "لا" أحيانا عندما يشعر أنه لا يستطيع المواصلة ؟

صراحة لم أفكر يوما في قول كلمة "لا"، وحتى اللاعبون الكبار لا أعتقد أنهم يفعلونها، وشخصيا شاهدت فييرا في أكثر من مرة وهو يلعب مباريات مرهقا دون أن يشتكي، والأمر الأصعب أن تلعب في الدوري الإنجليزي، ليس بسبب الاندفاع البدني الكبير وفقط، وإنما لأنك تلعب في دوري لا يعرف الراحة، وحتى في الفترة التي تعرف فيها كل الأندية والدوريات الراحة خلال حفلات أعياد الميلاد، تجدنا نلعب أكثر عدد من المباريات.

هل هناك نصائح تلقيتها قبل 20 سنة ولازالت راسخة في ذهنك إلى اليوم ؟

أعتقد أنها نصائح ليليان تورام، لا يمكن أن أنسى ما كان يقوله لي أين كان قاسيا معي في الكثير من الأحيان على غرار المدربين الذي أشرفوا علي في الفئات الشبانية مثل جيرارد هوليي، كريستيان داميانو وغيرهما، ولكن تورام كان أكثر من أسدى لي النصائح، وكان يقول لي عندما تذهب للمنتخب ستبهر كل من دوسايي، زيدان، ليزارازو، جوركاييف والبقية، وتصوروا أنني عندما كنت لا أوزع الكرة أو لا أمررها ناحية سوني أندرسون أو ميكاييل مادار كانا يقذفان الكرة خارج سياج ملعب التدريبات حتى أقوم أنا وتريزيغي بالبحث عنها في أيام البرد والشتاء، وحتى الإنارة كانت ضعيفة في مركز التدريبات، وكنت في كل مرة أنادي تريزيغي: "دافيد لقد وجدت كرة وأنت ؟" فيقول لي: "نعم تييري أنا أيضا وجدت واحدة" وهل تظنون أننا تحدثنا عن هذا الأمر يوما وقلنا إن القدماء في موناكو لم يعاملوننا جيدا ؟ لا، يستحيل أن يحدث ذلك، ومن نحن حتى نصرح بذلك.

ألهذه الدرجة ؟

بلا، فـ أندرسون عندما كان يطلب مني أن أوزع، ما علي إلا القيام بذلك، وإذا طلب مني التمرير فنفس الشيء، وتواصل هذا الأمر حتى بعد أن أصبحت بطلا للعالم بعد مونديال 1998، وحتى تيغانا كان يطلب مني أن أحمل حقائب القمصان رغم أنه كانت توجد امرأة مكلفة بالعتاد، لكنه في كل مرة كان يقول إن هذا العمل هو عمل الشباب.

وهل أنت تفعل نفس الأمر مع الشباب اليوم ؟

نعم، في الكثير من الأحيان، ولكن عندما لا يكون هناك جمع من الناس.

هل ترى أن الأمر قضية تربية وانضباط ؟

سأشرح لك، عندما كنت شابا في موناكو لم تكن الأسماء مكتوبة داخل غرف تغيير الملابس، وكنت أضطر لانتظار وصول كل المحترفين والنجوم حتى أجلس في مكان ما، وحتى في الحافلة كنا عندما نتفق على التنقل بداية من الساعة 10 صباحا، كنت أصل على 8 صباحا وأنتظر ساعتين واقفا ولا أجلس حتى يطلب من ذلك.

هل أنت متعجب من غياب هذه القيم اليوم ؟

 نعم، الأمر مؤسف حقا، عندما كنت شابا كنت أقول "صباح الخير" للجميع، ولم أكن حتى أذهب عند المدلك، وعندما نجلس نحن الشباب على طاولة التدليك كان تيغانا يصرخ في وجهنا: "ماذا ؟ هل أنتم متعبون ؟ لعبتم خمس ثوان فقط في القسم الأول بدأتم تشعرون بالتعب، هيا انهضوا".

أنت لا تتلاعب بمثل هذه الأمور ؟

لا تتصور درجة تمسكي بالأمور الانضباطية، ولازلت أتعجب من وصول اللاعبين الشباب متأخرين إلى التدريبات، أنظر إلى كل هذه المنشآت، ما الذي يمنعهم من القدوم إلى التدريبات.

هل تعتقد أن الالتزام بالأمور الانضباطية هو الذي يسمح للاعب بالبقاء في أعلى مستوى ؟

أنا أتحدث عن الانضباط عند الشباب، وأتذكر جيدا مثلا كيف كنت أعمل على تحسين تمريراتي، وبمجرد أن تحسنت، تعلمت أن التمريرات تختلف كثيرا من التمرير إلى الجانب إلى التمرير في الظهر والتمرير في العمق، ولكن بالعمل ثم العمل.

خلال 20 سنة التي قضيتها في الملاعب، هل لاحظت أن كرة القدم تطورت في وقت ما ؟

نعم، وصراحة خاصة عندما شاهدت بيريز والظاهرة رونالدو يلعبان، لقد كانا يقومان بأشياء خارقة، كما أعترف أن رونالدو البرازيلي وجورج ويا اخترعا أشياء جديدة في منصب قلب الهجوم، وهما أول من كان يعود إلى المنطقة ليطلب الكرة، مع الاعتماد على سرعتهما الرهيبة وقوتهما في التوغل، وكذا مراوغاتهما القاتلة، وصراحة أعترف أن جورج ويا أثر علي كثيرا واستلهمت الكثير من طريقة لعبه، وأعتقد أنني قلدته في الكثير من الأمور، لكنني لاحظت أن بعض التغيير بدأ يحدث مع فترة رونالدو، أين أصبح الناس يتحدثون أكثر عن الجانب الفردي، وخاصة من جانب الإعلام الذي أصبح يركز على الآداء الفردي للنجوم، وتناسينا الجانب الجماعي لكرة القدم، حتى أصبح البعض يجتهد في خطة 10+1 وهو ما أصبح يعني أنه إذا كان عندك لاعب موهوب فستفوز وإلا فـ لا، ولكن ما لا يعلمه الكثير أن رونالدو هو الوحيد الذي يمكنه فعل ذلك، وفي تلك الفترة أصبح اللاعبون أيضا يجتهدون أكثر في القيام بحركات فنية ومراوغات جديدة، وهنا أيضا لاحظت أن كرة القدم بدأت تتغير.

وهل ترى أن النجوم السابقين مثل غيرد مولر، روسي، أونيس، بيانكي وآخرين لم يصلوا إلى مستوى رونالدو وجورج ويا من الجانب البدني ؟

نعم، هذا أكيد، وهو أمر استثنائي ولا يمكن أن تجده عند كل اللاعبين، فاليوم هل هناك من يملك جسدا مثل جسد رونالدو ؟، وهل هناك من يملك طريقة لعب ميسي ؟، إنها أمور خارقة واستثنائية، وفي كرة القدم مثلا تجد كل مدرب يريد أن يربي لاعبا ينصحه باتباع أسلوب تشافي، يمكن لأي شاب أن يقلد تشافي مع الوقت والعمل، ولكن هل يمكنك تقليد رونالدو ؟، إنه أمر صعب، وصراحة لو مازلت شابا وتعرض علي فيديوهات للقطات المراوغات السحرية، فإنني حتما سأعمل على تعلمها، ولكن حتى تفيدني، فعلى سبيل المثال رونالدو ورونالدينيو كانا يراوغان لتجاوز المدافعين وليس المراوغة من أجل المراوغة وفقط.

هل ترى أن الأطفال يتلقون تربية كروية خاطئة اليوم ؟

 نعم، فماذا لو طرحت أنا السؤال التالي: هل يمكن أن يقنعني أحدهم كيف لم يتوج أي إسباني بالكرة الذهبية في الأربع سنوات الأخيرة ؟ والخطأ يكمن هنا، لأن كرة القدم أصبحت تقيم أكثر من الناحة الفردية على حساب الجماعية، النجم شيء جيد لكرة القدم، ولكن النجم يكون داخل الفريق وليس خارجه.

بما أنك متواجد في الولايات المتحدة الأمريكية، هل ترى أنهم انساقوا وراء هذه الأخطاء ؟

لقد نشأت وأنا أتابع النجم مايكل جوردان وهو يبدع في كرة السلة الأمريكية، كان يسجل 60 نقطة في المواجهة الواحدة، ولكنه لم يفز بالألقاب إلا بعد وصول سكوتي بيبانت وغرانت إلى شيكاغو بولز، وهو ما يؤكد أن الرياضة الجماعية تبقى جماعية، وهذا هو النجم الذي يتألق مع المجموعة.

كيف يمكن أن تشعر أنه حان وقت التغيير أو وقت التوقف ؟

(يسكت قليلا ...) لا أعلم، وما أعلمه هو أن حب وعشق كرة القدم سيبقى للأبد، ولكن الأمر الأهم أن لا تقوم بشيء وأنت لا تريد ذلك، فإذا وصل بي الأمر إلى أن أقول يجب أن أذهب إلى التدريبات وأجد نفسي أتنهد بعدها، فهذا يعني أنه لا يجب علي أن أذهب، وأن الوقت قد حان، وهذا لا يعني أن الحالة البدنية هي التي تتحكم في اللاعب، بل الحالة النفسية وما يدور في ذهنه.

هل ترى أنك صعب في كرة القدم ؟

نعم، أنا صعب، متطلب، وحتى أكثر من ذلك، ولكن هذا في كرة القدم فقط.

عندما تتحدث عن الهوية في كرة القدم، هل تقصد النادي أم طريقة اللعب ؟

النادي أولا، فـ البارصا مثلا تملك هوية في كرة القدم، وشخصيا أعتبر أن أروع خطاب سمعته في كرة القدم كان من بيب غوارديولا قبل نهائي رابطة أبطال أوروبا 2009 في روما أمام مانشستر يونايتد، أين قال حرفيا: "يا أولاد، كل ما أريده اليوم هو أن يقول لي الجميع بعد نهاية المباراة إن البارصا لعبت كرة قدم حقيقية، وكل ما لا أريده هو أن نخسر مباراة اليوم لأن هويتنا يجب أن تبقى، حظا موفقا لكم" لقد كانت رسالة قصيرة وقوية.

ولكن الهوية لا يجب أن تنسينا الهدف الأهم وهو الفوز ؟

نعم، ولكن الهوية هي التي تقود إلى الانتصار.

هل ترى أن فيرغيسون وفينغر هما مثالان للحفاظ على هوية النادي والاستمرارية ؟

نعم، ولكنهما لم ينجحا بعد أول موسم أو موسمين، وإنما بالعمل والصبر، وحتى هما لم يتأثرا بضغط النتائج.

هل تعتقد أن أسلوبهما لازال موجودا اليوم ؟

نعم، في برشلونة يقدرون هذه القيم، فالفوز يجب أن يرافقه دائما الآداء الجيد، وحتى تغيير المدربين لم يؤثر على هوية النادي.

ما هي الذكرى التي تحتفظ بها بعد 20 سنة من ممارسة كرة القدم في المستوى العالي ؟

لا يمكن أن أنسى أول مرة شاهدني فيها أبي في أرضية الملعب، لأن البداية كانت من هناك، أما البقية فيعرفها الجميع.

هل سيكون هنري المدرب مثل هنري اللاعب ؟

كل ما أريده هو أن تحترم كرة القدم.

عن مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية

كلمات دلالية : تييري هنري

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال