هنري كاسبرجاك (مدرب تونس) لـ "الهدّاف": "مباراة الجزائر وتونس خاصة ويجب الحذر من السنغال وزيمبابوي"

هنري كاسبرجاك مدرب المنتخب التونسي

كما أبدى هذا المدرب الخبير في الكرة الإفريقية رأيه حول تعثر المنتخب الوطني الأخير أمام الكاميرون ورحيل الصربي ميلوفان راييفاتس على إثرها...

في البداية نريد معرفة رأيك حول عملية القرعة الخاصة بكأس أمم إفريقيا 2017؟

أقول بأن القرعة جيدة بالنسبة لجميع المنتخبات المشاركة، لا يجب أن نخدع أنفسنا، مستوى المنتخبات الإفريقية تطور كثيرا، لذلك القرعة مهمة للجميع.

وما هي ردة فعلك بعد الوقوع في مجوعة تضم تونس، زيمبابوي، الجزائر والسنغال؟

إنها مجموعة صعبة جدا وجميع المباريات ستكون معقدة، أعتقد بأنها ستلعب على التفاصيل الصغيرة التي ستكون فيها نقطة واحدة من ذهب، الفارق سيحصل أيضا في مباراة الداربي بين الجزائر وتونس التي ستكون حاسمة بالخصوص من الجانب الذهني لكلا المنتخبين.

كيف ترى الداربي المغاربي بين المنتخبين؟

لقاء تونس والجزائر شيء خاص، إنه حقا لقاء مميز بالنسبة لكلا المنتخبين، سيكون حافزا إضافيا حتى وإن كان لعب كأس أمم إفريقيا دافعا لكلا المنتخبين، هذا الداربي له سحره الخاص وكل منتخب له الرغبة في إظهار تفوقه على الساحة المغاربية والإفريقية، لذلك سيكون لقاء تنافسيا جدا كالعادة، أين سيحضر الكثير من التشويق.

كلمة أخرى عن منتخبي السنغال وزيمبابوي...

لا توجد منتخبات صغيرة في إفريقيا، لا أحد كان يتوقع أن تقصى نيجيريا من التأهل لـ "الكان"، لذلك أرى بأن السنغال قادرة على الإطاحة بأي منتخب، وهو نفس الشيء بالنسبة لـ زيمبابوي، وعلينا القلق منهما، سيلعب كل شيء على الجانب الذهني، إنه أمر مهم في دورة نهائية.

هل مازلت تتابع دائما الكرة الجزائرية؟

بالتأكيد، أعرف جيدا الكرة الجزائرية، أعرف اللاعبين القدامى الذين صنعوا مجد كرتكم وأيضا اللاعبين الحاليين الذين هم في غنى عن التعريف، كانت لي الفرصة مؤخرا لمواجهة هذا المنتخب في مناسبتين، عندما كنت مدربا لمنتخب مالي.

ما هي الانطباعات التي احتفظت بها عن "الخضر"؟

أعتقد بأن الأمور لم تتغير كثيرا، حتى وإن رحل المدرب كريستيان غوركوف، إنه منتخب قوي جدا على المستوى الفردي وأيضا مع مجموعة جيدة، بالنسبة لي كرة القدم هي رياضة جماعية، وهذا ما يجب علينا أن نقلق منه من الجزائر، الأسماء التي تشكل منتخبكم لها مستوى جيد ولكن جماعية هذا المنتخب هو ما يثير المخاوف.

سليماني ومحرز يتألقان، هذا الثنائي لاقى إعجاب الجميع، هل تتابعهما؟

مهمتي هي متابعة اللاعبين، سواء لاعبي منتخبي أو المنتخبات المنافسة، أنا على اطلاع بكل ما يتعلق بمنتخب الجزائر ولاعبيه، سليماني ومحرز يتألقان في إنجلترا، براهيمي في البرتغال أو بودبوز في مونبوليي الذي يعتبر فريقي السابق، لذلك فأنا على غرار جميع المدربين أبقى منتبها لما يحدث في الدوريات الأوروبية.

البعض يقول بأن هذا الجيل لـ الجزائر هو المرشح للتتويج بـ "الكان"، ماذا تقول؟

لو تطرحون هذا السؤال على جميع المدربين ورؤساء الاتحاديات، فإنهم سيجيبونكم بأنهم ذاهبون إلى الغابون لأجل التتويج بكأس أمم إفريقيا، صحيح أن الجزائر لها مجموعة هي مع بعض منذ فترة طويلة وحققت نتائج جيدة جدا، هذا المنتخب يقوده أيضا لاعبو الخبرة الذين ينشطون في أندية أوروبية كبيرة، لذلك فإجابتي هي نعم، يمكن اعتبار الجزائر كمرشح في كأس إفريقيا القادمة، لكن حتى تونس تمتلك المواصفات أيضا لتأكيد قيمتها.

الجزائر أجبرت على التعادل أمام الكاميرون في تصفيات كأس العالم 2018، المدرب رحل ونريد أن نعرف إن كان هذا الأمر قد يجبر اللاعبين على تحمل مسؤولية العودة بنتيجة إيجابية من نيجيريا؟

مباريات تصفيات كأس العالم صعبة جدا، خاصة خارج الميدان، عندما نعرف المصاعب التي تجدها المنتخبات المغاربية في إفريقيا، تعرفون بأن فترة التحضير لمباراة نيجيريا قصيرة جدا، لذلك أعتقد بأنها مباراة اللاعبين وسيتحملون جيدا مسؤولياتهم.

ما هو رأيك في رحيل ميلوفان راييفاتس؟

راييفاتس لم يمنح الوقت لأجل إظهار ما هو قادر على فعله، فترته على رأس العارضة الفنية كانت قصيرة جدا، أنتم تعلمون بأنه في إفريقيا نجاح المدرب يتحدد على ضوء النتائج، لذلك فهو لم يحصل على الوقت لأجل القيام بذلك، أعتقد بأن نصف الخيبة أمام الكاميرون عجلت برحيله.

حسب خبرتك في إفريقيا، كيف تشرح هذه البداية للمنتخب الجزائري في تصفيات كأس العالم؟

أعتقد بأن هذه النتيجة أمام الكاميرون تعود إلى التحضير السيئ قبل المباراة، وأظن أيضا بأن اللاعبين يتحملون جزءا من المسؤولية لأنهم هم من يلعبون ولكن دائما يجب أن نجد الضحية وبالتأكيد سيكون هو المدرب (يضحك)، أظن بأن اللاعبين لم يأخذوا المباراة بجدية كبيرة، أريد القول هل كانوا في قمة مستواهم؟ ألم يفقدوا التركيز والفعالية؟ إنها أسئلة على اللاعبين إيجاد أجوبة لها في المباراة المقبلة أمام نيجيريا.

"الفاف" كانت في اتصالات مع فيلموتس وكوربيس للإشراف على العارضة الفنية في المباراة المقبلة أمام نيجيريا، هل تعتقد بأنه من الضروري أن يكون هناك مدرب على مقاعد البدلاء في هذه السفرية؟

واضح بأن حضور المدرب الرئيسي يمنح المزيد من الثقة بالنسبة للفريق في مباراة من هذا النوع، لا أعلم إن كنتم قد تعاقدتم مع مدرب جديد، كوربيس أو فيلموتس نفس الشيء، إنهما مدربان مع خبرة كبيرة، الناخب الجديد يمكنه إعطاء الدعم المعنوي وسيكون مهما في الحديث والنصائح التكتيكية قبل لقاء نيجيريا، هذان الاسمان بإمكانهما النجاح في قيادة الجزائر لأبعد حد ممكن.

لقد خضت الكثير من التجارب في إفريقيا، هل تعتقد حقا بأن اللاعب المغاربي بحاجة إلى مدرب صارم حتى يلعب بمستواه الحقيقي مع المنتخب؟

لا، هذا الأمر نفسه في كل مكان، في جميع المنتخبات تجد لاعبين ذوي عقليات صعبة والبعض الآخر سهل قيادتهم، أنه أمر يتعلق بتسيير المجموعة، ديناميكية الفريق مهمة جدا، خاصة التعويل على اللاعبين القادرين على التجاوب مع متطلبات المنافسة، أما فيما يخص الجانب الانضباطي، فالجميع يجب أن يلعب دوره، لاعب محترف يجب أن يكون له سلوك إيجابي في جميع الوضعيات، يجب أن يضحي من أجل البلد.

كلمة أخيرة للشعب الجزائري...

أقول لهم بالتوفيق لمنتخبكم وأتمنى أن تذهب تونس والجزائر معا إلى أبعد حد ممكن في كأس أمم إفريقيا 2017.

                                                                حاوره: مومن آيت قاسي