يوهان كرويف: "المال ليس الأهم ومن يريد رئاسة برشلونة عليه التمتع بالقيم والمبادئ"

يوهان كرويف

عبر يوهان كرويف الدولي الهولندي ونجم برشلونة سابقا صحيفة "ماركا" الإسبانية في حوار مطول خص به عن سعادته بالانتخابات التي ستكون بعد أيام قليلة لتحديد هوية من يكون ربان سفينة الكتالان، مشيدا في الوقت نفسه بالرئيس السابق خوان لابورتا معتبرا إياه الأنسب لرئاسة برشلونة بحكم ما قام به سنوات إشرافه على الفريق الكتالوني، كما تطرق لعدة مواضيع أهمها ما حدث لـ برشلونة من مشاكل كادت تعصف بمشوار هذا الفريق، كما أثنى النجم الهولندي السابق على المدرب لويس إنريكي معتبرا مشواره برشلونة إيجابيا لحد بعيد، فضلا عن عدة مواضيع ندعوكم لمطالعتها في هذا الحوار.

بداية يوهان، كيف تنظر للحملة الانتخابية في برشلونة؟

أن تكون مرشحا لترأس فريق كبير مثل برشلونة فالأمور صعبة حتى في هذا الوقت بالتحديد، فهناك من يرون أن المال وما شابه ذلك هو الأهم في بناء الفريق، لكن حسب اعتقادي، أظن أن القيم والمبادئ الجليلة هي التي تبني الفريق وليس أمورا أخرى، أظن أن المال يصبح ثانويا عندما نتحدث عن القيم والمبادئ. 

هل تعتقد أنه من الضروري أن تجرى انتخابات في هذا الوقت؟ 

بالطبع، كان من المهم إجراء انتخابات، لن نتحدث عن جانب التألق والألقاب والتتويج لأنه كان عاما استثنائيا من هذه الناحية بالنسبة للفريق، مع تقديم كرة قدم جيدة ولاعبين ممتازين، لقد كانت الأمور مثالية، لكن من حيث التسيير لا يجب أن ننسى أن الفريق خسر مبدأ من مبادئه وهي مدرسة "لاماسيا"، ولهذا يجب أن يكون هناك شخص قادر على إعادتها لسابق عهدها من جديد، كما أن الفريق خسر الكثير من القضايا مع "الفيفا" ومحكمة التحكيم الدولية بشأن موضوع الاستقدامات، وهذا الأمر لا يجب وضعه في خانة النسيان.

"لاماسيا" تعتبر رئة الفريق، أليس كذلك؟

بالتأكيد، عندما كان برشلونة في عهد ريكارد وغوارديولا كانت مدرسة "لاماسيا" تمد الفريق بلاعبين ممتازين وكان برشلونة آنذاك يستمد قوته منها، لكن الحال الآن تغير بعدما حدث مؤخرا.

ما الذي حدث بالضبط للوصول إلى هذا الوضع؟

أنا لا أعرف ما حدث بالضبط، لكني أعتقد أنها مشكلة كبيرة، الأمر ليس مسألة أموال، القيم هي الأشياء الأساسية وليس فقط في الانتخابات.

هل ترى أن حل هذه المشاكل هو مهمة الرئيس الجديد؟

أولا أنا سعيد لأن هناك انتخابات يشارك فيها عدد قليل من المرشحين الآخرين، وما على الرئيس الجديد إلا أن يقوم بحل هذه المشاكل كخطوة أولى في رئاسة برشلونة، لأن الهدف من الرئاسة هو الإعداد ودراسة الأمور بشكل إيجابي، بغية تحقيق التوازن والاستقرار في الفريق.

ما هو تقييمك لعقوبات "الفيفا"، إذ أن النادي لا يمكنه القيام باستقدامات هذا الصيف؟

عقوبات "الفيفا" قاسية، وما على النادي إلا تسيير الأمور كما يجب لتجاوز هذه الفترة، لا أعلم ما الذي حدث كي يتلقى الفريق هذه الصفعة، ما أؤكده هو أن هناك بعض الأخطاء المرتكبة من قبل المسيرين، وإلا لكانت الأمور أهون لو تم التعامل بالشكل الجيد مع الحالات العصيبة التي يصطدم بها أي فريق كرة قدم أحيانا.

هل ترى أن هذا الأمر يؤثر على الفريق وعلى هيبته خصوصا؟

بالتأكيد، برشلونة خسر العديد من الصفقات المهمة حتى الآن، وعدد كبير من اللاعبين تم تضييعهم لفرق أخرى، هذا أمر خطير، صحيح أن برشلونة يضم حاليا لاعبين كبارا وقادرين على المضي قدما بالفريق في سبيل التألق، وإحرازهم للثلاثية الموسم الفارط أكبر دليل على صحة كلامي، لكني أظن أنه يستلزم على الفريق أن يحقن دماء جديدة واستقدام لاعبين من شأنهم منح الإضافة اللازمة التي تنقص النادي.

من هو الرئيس الأنسب -حسب وجهة نظرك- لحل كل مشاكل برشلونة؟

حسب رأيي وما أنا ملم به مما حدث لـ برشلونة مؤخرا، أظن أن خوان لابورتا هو الرئيس المثالي الذي من شأنه قيادة برشلونة للنجومية، والتي رغم أنها لا تنقص الفريق حاليا إلا أنه الأنسب لرئاسة البارصا، لقد حقق الفريق في فترة إشرافه على الرئاسة ألقابا عديدة ولم تتمكن لا "الفيفا" ولا هيئة أخرى في العالم من كبح النادي، لذا لا أعتقد أن برشلونة سيكون أفضل مع لابورتا في المستقبل.

لماذا تدعم لابورتا وتريده رئيسا لـ برشلونة؟

أنا مع لابورتا لأنه يملك القيم والمبادئ التي تحدثت عنها، أولا عليك تقييم كيف كان برشلونة في عام 2003 عندما كان رئيسا للفريق، ثم راقب الوضع عندما غادر، تستنتج من دون شك ما فعله وكيف كانت قيمته في الفريق الكتالوني، أنا معه لأنه يملك الخبرة الكافية والقيم الجليلة التي من شأنها توفير كل سبل الراحة للفريق في حال إشرافه عليه.

من الواضح أن برشلونة 2010 أفضل من نسخة 2003 ومما هو عليه الآن...

لنتفق على أمر مهم، الآن "لاماسيا" غير موجودة، "اليونيسيف" غير موجود، ما نستخلصه هو أن الفريق فقد ركائز مهمة كان يرتكز عليها في السابق، في فترة لابورتا.

هل بإمكان لابورتا التوقيع لـ بوغبا في حال توليه الرئاسة؟

أنا لا أتحدث عن أسلحة المترشح، من يريد رئاسة برشلونة عليه أن يوفر للفريق كل سبل الراحة التي تكون كفيلة لتحقيق الألقاب، هذه الأمور لا تستهويني ولا تهمني ولا أريد أن يكون أي مترشح متسلحا بمجموعة من اللاعبين للفوز بالرئاسة، ما أؤكده لك بشأن بوغبا أن له إمكانات كبيرة، وهو لاعب ممتاز يملك الكثير من الحلول في الملعب، إنه لاعب جيد جدا وأنا أعرفه جيدا.

هل يمكن إضافة قضية انتقال نايمار لـ البارصا إلى خانة الأمور السلبية التي حدثت للفريق في الآونة الأخيرة؟

ليس لدي أي فكرة عما قاموا به في هذه القضية، وإنما ما يثير قلقي هو ما يحدث حاليا، فمن حين لآخر تجد أناسا يتدخلون في هذه القضية ويعيدون فتحها من جديد، حسب اعتقادي، نايمار لاعب ممتاز وسيكون له شأن كبير في برشلونة مستقبلا، وهو لاعب يحتاج لأن يكون مرتاحا من الناحية النفسية ليقدم أفضل المستويات، أما إذا كانت الأجواء والظروف غير ملائمة من حوله فلا يمكن له تقديم أفضل مستوياته، ولا أظن أن قضية انتقاله التي أثارت الجدل مرت مرور الكرام عليه بل تأثر بها كثيرا.

ما رأيك في ثلاثي هجوم برشلونة نايمار، ميسي وسواريز؟

أعتقد أنهم ثلاثة لاعبين جيدين جدا، تمكنوا من قيادة هجوم الفريق بالشكل اللازم، فرغم الاندماج المتأخر لـ سواريز رفقة الفريق إلا أنه تمكن بصحبة نايمار وميسي من التألق وقيادة النادي لتحقيق ثلاثية الكأس والدوري ورابطة الأبطال، لقد سجلوا الكثير من الأهداف الحاسمة وجماهير البارصا سعيدة بوجودهم.

ألا تعتقد أن هذا الثلاثي هو الذي كان له الدور الكبير في التغير الذي حدث في جانفي باستعادة برشلونة لتوازنه؟

بالطبع، الهجوم رئة الفريق وإن لم يكن خط الهجوم في يومه لن تتمكن من الفوز بالمباراة، لكل من نايمار، سواريز وميسي دور كبير فيما وصل إليه برشلونة الآن، الفريق ككل والأنصار ممتنون لهم ويريدونهم في أفضل حال الموسم المقبل.

ماذا عن المدرب إنريكي، وكيف تقيم أول موسم له رفقة برشلونة؟

إنريكي مدرب ممتاز رغم قلة حنكته في عالم التدريب، محظوظ من جهة لقيادته فريقا يعج بالنجوم، ومن جهة أخرى، عرف كيف يتعامل مع هؤلاء النجوم، حقيقة إنريكي كانت لديه شخصية جعلته يكون دائما متألقا مائة في المائة من تلقاء نفسه.

الآن لويس إنريكي بطل، لكن في بداية الموسم كان محل انتقادات لاذعة، أليس كذلك؟

حسب وجهة نظري، أرى الأمور بشكل مختلف، كان لوسائل الإعلام دور سلبي في هذه القضية، لم أشك ولا لحظة في نجاح هذا المدرب رفقة برشلونة، هو ابن الفريق وليس ثمة معيقات تقف حاجزا وراء تألقه، أعتقد أن ما قام به كان متميزا، فلكل مدرب بداية غير موفقة ومن ثم يأتي التألق بعد التعلم من الأخطاء، وهذا ما حدث بالضبط مع إنريكي.

كانت له مشاكل مع ميسي انتهت بتدني مستوى هذا الأخير وتراجع مستوى الفريق ككل، ما تعليقك على هذا الأمر؟

مثل هذه الأمور التي تحدث بين المدرب وأي لاعب أو نجم تؤثر على أي رياضي عالي الآداء، لأن كل شيء يجب أن يكون مثاليا بالنسبة له لآداء دوره بصفة ممتازة، تمعن قليلا في الإحصائيات، تجد أن ميسي قد قام بالكثير من الأشياء الإيجابية وقاد فريقه بشكل كبير للتتويج بالثلاثية بعد ماذا؟ بعد أن حلت مشاكله والمدرب إنريكي وصفي ذهنه من التفكير السلبي، وأصبح يبدع في الكثير من المباريات.

                                  نقلا عن صحيفة "ماركا" الإسبانية

روابط ذات علاقة :

• كرويف: "الريال أنقذ موسمه بالفوز على البارصا ومباراة ميلان كان مسألة حياة أو موت"
• كرويف: "ريال مدريد كان مهتما بي ورفضت اللعب معه من أجل البارصا"
• كرويف: "غوارديولا مدرب كبير ويطلب مني النصائح دائما"
• كرويف: "في برشلونة لا يسمح للمدربين باتخاذ القرارات"