كيف تذوق حلاوة الإيمان؟

كثيراً ما نشكو قسوة قلوبنا، وجمود أعيننا، وضعف حلاوة الإيمان منا، فكيف نذوق طعم الإيمان؟

نشرت : الأربعاء 22 يوليو 2015 19:28

لعلنا لا نوفق للإجابة إلا بالرجوع إلى تفتيش أنفسنا لنرى ما الداء الذي أوصلنا إلى هذه الحال؟، وما الدواء الناجع لهذا الداء؟ ولن يتذوق الإنسان حلاوة الإيمان حتى يسبق ذلك عملية تخلية قلبه من الأدران والأوساخ التي تفسد القلب كالحسد والكبر والعجب، ثم بعد ذلك تأتي عملية تحلية القلب.

ولن يتأتى لنا ذلك إلا بالرجوع إلى الوحيين: الكتاب والسنة، فقد جاء في الحديث الصحيح: عن أنس عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)1.

فإذا كنا نبحث فعلاً عن حلاوة الإيمان فليكن الله ورسوله وما يحب الله ورسوله أحب إلينا مما سواهما، وأن يحب بعضنا بعضاً لله وفي الله، ولأجل الله، وأن نتمسك بهذا الدين وأن لا نتنازل عنه قيد أنملة حتى وإن أدى بنا ذلك إلى ذهاب أنفسنا في سبيل ذلك، بل نكره أن نعود إلى الكفر وفعل ما يغضب الله كما نكره أن نقذف في النار -عياذا بالله-.

كما أننا لن نذوق طعم الإيمان إلا بأن نرضى بالله رباً، وبالإسلام الذي ارتضاه الله لنا ديناً، وبمحمد رسولاً ونبياً؛ فعن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً)2.

والرضا بالله ليست كلمة تقال، وإنما الرضا بالله: يتضمن الرضا بإلهيته، وهذا يعني الرضا بمحبته وحده، وخوفه والإنابة إليه، وذلك يتضمن عبادته والإخلاص له. ورضا العبد بربوبية الله يتضمن الرضا بتدبيره، وإفراده بالتوكل والاستعانة والثقة والاعتماد، والرضا بكل ما يفعل، ويتضمن أيضاً أن يسخط العبد على عبادة غيره.

والرضا بنبيه: يتضمن كمال الانقياد له، والتسليم المطلق إليه بحيث يكون أوْلى به من نفسه.

وأما الرضا بدينه: فإذا جاء الدين بأمر أو نهي أو حكم، رضي العبد كل الرضا، ولم يبق في قلبه حرج، ولو كان مخالفاً لهوى نفسه أو من يقلدهم3. فمن جمع هذه الثلاثة في قلبه فقد وجد حلاوة الإيمان؛ كما بينه النبي -صلى الله عليه وسلم-.

تذوق حلاوة الإيمان بحب القرآن، والبعد عن سماع المعازف والألحان، تذوق حلاوة الإيمان بالإكثار من نوافل الطاعات، تذوق حلاوة الإيمان بالرضا بقضاء الله وقدره.

فإذا تذوقت حلاوة الإيمان أورثك ذلك راحة وأنساً بالله، ففعلت ما يرضيه، وابتعدت عما يسخطه.

نسأل الله أن يرزقنا حلاوة الإيمان، وأن يعصمنا من مضلات الأهواء والفتن. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال