وإن كنت أنا فعلا أول من هلل لمجيئ الحارس البلجيكي تيبو كورتوا إلى ريال مدريد والذي استطاع الحصول على لقب أفضل حارس مرمى في بطولة كأس العالم في روسيا، وهو ما يعني أنه يستحق الـ35 مليون يورو التي دفعها النادي الملكي لصالح نادي تشيلسي الإنجليزي.
كذلك لا أخفي أني شعرت بارتياح كبير حين علمت أن إدارة الميرينغي قامت بتمديد عقد الحارس نافاس، وبدلا من أن ينتهي عقده في عام 2020، أصبح ينتهي في 2021، وبدا لي حينئذ أن الإدارة ترغب في تجديد ثقتها في اللاعب، وكان لسان حالي يقول: «الآن ريال مدريد لديه في صفوفه اثنان من أفضل حراس المرمى من أجل الموسم المقبل»، وأيضا فإنه بعودة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان إلى كتيبة الملكي، تخيلت أن الحارس الكوستاريكي من شدة فرحته بعودة زيدان قام بالاحتفال بهذه المناسبة مع عائلته، فمعروف أن المدرب الفرنسي يثق كثيرا في إمكانيات كيلور الذي نال معه ثلاث مرات متتالية بطولة دوري أبطال أوروبا.
وأنا بالفعل حزين للغاية لسماعي مثل هذا الخبر، ومن مفارقات القدر أن كايلور من المفترض أنه سيواجه بعد أيام فريق ريال بيتيس، والذي كان قد واجهه قبل أيام من أزمة «الفاكس» الشهيرة التي مر بها ريال مدريد في صيف 2015، حيث استطاع الحارس الكوستاريكي وقتها أن يتصدى ركلة الجزاء التي سددها المهاجم الإسباني روبن كاسترو، ما أثار موجة من التصفيق الحاد في ملعب «سانتياغو برنابيو» وجعلت الجماهير تهلل باسمه.
ولذلك فإنه من غير المنطقي أبدا أن يتخلى النادي عن حارس مثل كايلور نافاس، فلو افترضنا مثلا أن كورتوا تعرض لإصابة، فمن إذن في هذه الحالة يحرس شباك الملكي ويمنع فشل المشروع الضخم الذي يخطط له زيدان، أيكون لونين مثلا أو لوكا زيدان؟ بالطبع لا، الأمر لا يبدو منطقيا بالمرة.
وبصراحة شديد، يلفت نظري الدعم الذي يقدمه زيدان للاعبين أمثال مارسيلو وكروس، ولكني لا أراه يفعل المثل مع كيلور نافاس، وهو الأمر الذي لن يكون أبدا في صالحه وضد المصلحة الجميع، بل إنه مغامرة خطيرة جدا من وجهة النظر الرياضية، وها إني أقوله بكل صراحة: لن يكون هذا في صالح الفريق الأبيض.