الكرة الجزائرية في شهر رمضان... "الخضر" عرفوا الحلو والمر في الشهر الفضيل وسهرات رمضانية خالدة في أذهان الجزائريين

مع بزوغ هلال شهر رمضان المعظم من كل عام، تُثار عبر كافة أقطار العالم الإسلامي مشكلة معاناة الرياضيين جراء الصيام، ومدى قدرتهم على تقديم المُراد منهم أثناء ساعات النهار وحتى خارجها...

نشرت : الهدّاف الأربعاء 10 يوليو 2013 09:27

لكن يبقى الإشكال الأكبر في المباريات التي تخوضها المنتخبات الوطنية على الصعيد الدولي، القاري والإقليمي فضلا عن الأندية في المسابقات الخارجية، وهي تحديات تعتبر شهر الصيام كسائر أيام السنة، وهنا حاولنا العودة بالزمن إلى أهم التحديات التي واجهت "الخضر" إلى جانب الأندية الوطنية أثناء تمثيل الوطن خلال شهر رمضان، حيث وجدنا أحداثا وأحداث وقفت في طريق حاملي الراية الحمراء-البيضاء-الخضراء، والمفاجئ أن جُلها إيجابي وإن كانت ذكريات المونديال أثناء الصيام تقول غير ذلك. 

رمضان 1982... رمضان هّل بعد ملحمة خيخون و"وسواس" الإفطار كان سبب الإقصاء
بالتأكيد هي أكبر الصدف المطبوعة في تاريخ المنتخب الوطني، فقد تصادف أول مونديال يتأهل إليه "الخضر" مع شهر رمضان المعظم، إذ دخل الشهر الكريم بعد أيام فقط من أبرز انتصارات الكرة الجزائرية على حساب ألمانيا الغربية بـ خيخون الإسبانية، ورغم الأداء الرائع للعناصر الوطنية أمام أكبر قوة كروية في العالم حينها، خرّت قليلا القوى بداية من اللقاء الثاني أمام النمسا، وقد كان لفتوى الإفطار في رمضان وقع سيء على زملاء بلومي وماجر نتيجة للوازع الديني الشديد آن ذاك.

اللاعبون تأثروا بالجدال حول الإفطار والثمن كان ثنائية النمسا
فاجأت الجزائر العالم في مونديال إسبانيا 1982 نتيجة لتذبذب المستوى غير المُفسر إطلاقا، فـ"الخضر" حينها أعطوا مثالا للتحدي أمام رفقاء شوماخر ورومينيغي، قبل أن يسقطوا بثنائية النمسا الشهيرة في اللقاء الثاني، وقد أعطيت للاعبينا حينها فتوى واضحة تجيز لهم الإفطار كون تمثيلها للوطن يوضع في خانة الجهاد، بيد أن عددا من اللاعبين لم يعيروها اهتماما في بادئ الأمر ليحدث جدالا غير معلن نتيجة لتأنيب الضمير الذي انتاب بعض العناصر الوطنية رغم جواز الإفطار. 

"الوسواس" تابع لعبته وكاد يفلعها أمام الشيلي
في ثالث لقاءات المنتخب الوطني في مونديال إسبانيا، اختلطت مشاعر عديدة على حاملي الراية الوطنية، فالشعور بالذنب تغلغل لمن سمع إلى فتوى إباحة الإفطار، في حين رأى من أصر على الصيام أن الإفطار بات لازما، وهنا كادت تحدث المعضلة الكبرى في الشوط الثاني أمام الشيلي، فعقب شوط أول استثنائي تقدم خلاله "الخضر" بثلاثية نظيفة عبر كل من عصاد (ثنائية) وبن صاولة، تراخت الجهود بشكل لا يصدق في المرحلة الثانية وكادت الشيلي أن تعود في النتيجة لولا إخفاقها في إضافة هدف ثالث لثنائيتها. 

جزائريون اعتبروا فضيحة ألمانيا والنمسا انتقاماً ربانياً !
أمام الوازع الديني الكبير جدا لدى الشعب الجزائري سنوات الثمانينات، لم يجد المستاؤون من الإقصاء سوى تعليقه على شماعة إفطار اللاعبين في مباراتي النمسا ثم الشيلي، حيث لم يتقبل كثيرون أن يخرج المنتخب الوطني من الدور الأول، بالرغم من أن العالم أجمع يعرف جيدا أن فضيحة ترتيب المباراة الشهيرة بين النمسا وألمانيا كانت السبب الرئيسي في إعدام جيل ملحمة خيخون، كان رأي "الانتقام الرباني" مسموعا للغاية خاصة وأن إفطار اللاعبين في شهر رمضان كان جديدا على الشعب الجزائري حينها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رمضان 1986... كتيبة سعدان تألقت في رمضان وتلقت ثلاثية كـ عيدية !

مرة أخرى، يضرب القدر موعدا للكرة الجزائرية مع شهر رمضان أيضا، فالأيام الأولى من مونديال المكسيك سنة 1986 كانت خلال أيام الصيام، لكن يبقى أبرز ما في الموضوع أن كأس العالم بـ ميكسيكو تقدمت في برمجتها الزمنية حوالي نصف شهر، إذ افتتحت في الأيام الأولى من شهر جوان خلافا لباقي النسخ التي تعطى شارة انطلاقتها عقب النصف الثاني من الشهر ذاته، وهنا يبدو أن الحظ بالفعل أراد للجمهور الجزائري أن يرى منتخبه من جديد حاملا للوائه ولواء المسلمين خلال شهر الصيام الكريم.

فتوى الإفطار كانت مسموعة أكثر تحت شمس ميكسيكو الحارة
حسب تصريحات أدلى بها دوليون جزائريون سابقون كانوا ضمن كتيبة المدرب الوطني وقتها رابح سعدان، كانت إجازة الصيام مسموعة أكثر في المكسيك من سابقتها التي وجدت آذانا غير صاغية في إسبانيا، حيث أكد بعض من حاملي الراية الوطنية وقتها أن المنتخب الوطني أفطر أمام ايرلندا الشمالية في أول لقاءات "الخضر" في ميكسيكو سيتي، ثم في اللقاء الأشهر أمام البرازيل، قبل أن ينهوا ثاني مشاركات الجزائر المونديالية أمام إسبانيا لكن عقب نهاية شهر الصيام.

الإمام الغزالي قال كلمته واللاعبون انصاعوا
توصف ميكسيكو بواحد من أكثر العواصم صعوبة على الرياضيين في العالم، لذا كانت العناصر الوطنية أمام تحدي الصيام الذي أضيف للحرارة والرطوبة الشديدة مع الارتفاع عن سطح البحر، ورغم أن البعض أبدى حساسية تجاه الإفطار، إلا أن فتوى الإمام محمد الغزالي التي أتتهم من الجزائر جعلتهم يفطرون وهم مرتاحون أكثر.

"الخضر" بامتياز أمام ايرلندا ثم العملاق البرازيلي
حدثت مفارقة كبيرة جدا بمناسبة ثاني مشاركات المنتخب الوطني في كأس العالم، فالأداء الرائع والمشرف حدث خلال أيام الصيام وإن كان اللاعبون قد أفطروا بفتوى الإمام الغزالي، فأمام ايرلندا الشمالية تعادل "الخضر" بهدف لمثله كان من توقيه جمال زيدان، قبل أن يلاقوا البرازيل التي أسالوا لنجومها من أمثال كاريكو العرق البارد قبل هدف "السيليساو" الوحيد في (د66).

إسبانيا أكرمت شباك الهادي ودريد بثلاثية في رابع أيام العيد
عقب ظهور المنتخب الوطني بوجه رائع خلال العشر الأواخر من أيام شهر رمضان المعظم سنة، ربما بسبب دعوات الجزائريين التي لم تنقطع وقتها، حملت العناصر الوطنية لواء التطلع إلى المرور صوب الدور الثاني من خلال الفوز على إسبانيا القوية حينها في المرحلة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات، غير أن "لاروخا" أكرمت المنتخب الوطني في رابع أيام عيد الفطر بثلاثية كاملة دكت حصون الحارس الأساسي دريد وبديله الهادي وبقيت لحد الساعة أكبر هزائم المنتخب الوطني في مشاركاته المونديالية الثالث. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رمضان 1990... الجزائر تتعادل مع السويد في أول اختبار بعد التاج القاري

إحدى اللقاءات التي لعبها "الخضر" خلال الشهر المعظم، كانت أمام منتخب السويد خلال شهر أفريل في أول اختبار ودي بعد التتويج بلقب كأس أمم إفريقيا سنة 1990 لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية، وإنتهت تلك المواجهة بنتيجة التعادل الإيجابي هدف في كل شبكة، إذ سجل للمنتخب الوطني، عبد الحكيم سرار عن طريق ركلة جزاء، قبل تعديل النتيجة بنفس الطريقة من طرف السويديين، وشارك في تلك المباراة عدة لاعبون ساهموا في التتويج القاري على غرار موسى صايب، شريف الوزاني، راحم وسرار.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رمضان 1991... لقاءين أمام المغرب وتونس تحضيرا للكأس الأفروآسيوية

تحسبا لملاقاة إيران في نهائي الكأس الأفروآسيوية عام 1991 بين بطلي كأسي إفريقيا وآسيا حينها، لعب "الخضر" مباريتين استعداديتين أمام كل من المغرب وتونس، وانتهت كلاهما بنتيجة التعادل، الأولى في الثالث من شهر أفريل مع "أسود الأطلس" (2-2) والثانية في السابع من ذات الشهر ونتيجتها (0-0) أمام "نسور قرطاج"، وذلك قبل التتويج بالكأس الأفروآسياوية على حساب إيران، بعد الخسارة في طهران (2-1) والفوز في الجزائر (1-0).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رمضان 1996... الجزائر تظهر بوجه جيد في بلاد "بافانا بافانا"
خاض المنتخب الوطني بقيادة المدرب علي فرقاني نهائيات كأس إفريقيا لسنة 1996 في شهر رمضان المبارك، حيث تصادفت المباريتين الأخيرتين من دور المجموعات ولقاء ربع النهائي مع فترة الصيام حينها، وظهر "الخضر" بوجه جيد في النهائيات التي نظمتها وتوجت بها جنوب إفريقيا، وذلك بمشاركة لاعبين أمثل طارق لعزيزي، فيصل حمداني، محي الدين مفتاح، شريف الوزاني، بلال دزيري، موسى صايب، خالد لونيسي، علي مصابيح والحارس حنيشاد وآخرين.

الخروج بشرف أمام البلد المنظم وبطل الدورة
بعد تجاوز الدور الأول باستحاق، صعد المنتخب الوطني في تلك الدورة لمواجهة البلد المنظم في ربع النهائي، ووقف أشبال علي فرقاني الند للند أمام زملاء مارك فيش خلال إحدى الأمسيات الرمضانية، حيث نجح طارق لعزيزي في تعديل النتيجة قبل 6 دقائق عن النهاية، قبل أن يضيف الجنوب إفريقيون هدف الفوز بعد دقيقة فقط، ليخرج "الخضر" بشرف وبوجه طيب للغاية حينها، إذ كان قادرا على الوصول إلى أبعد حد ممكن لولا عقبة منتخب "بافانا بافانا" الذي توج في الأخير بلقب الدورة الإفريقية.

الفوز بمبارتين في الدور الأول خلال رمضان
إذا كانت المواجهة الأولى أمام زامبيا، قد جرت خارج رمضان، فإنّ اللقاءين المتبقيين برسم دور المجموعات أقيما في أمسيتين رمضانيتين، وتمكن "الخضر" من انتزاع 6 نقاط فيهما واحتل المركز الثاني في مجموعته برصيد 7 نقاط وبفارق الأهداف عن المتصدرة زامبيا، حيث فاز أمام سيراليون بثنائية نظيفة من توقيع علي مصابيح وبهدفي خالد لونيسي مقابل هدف تفوق المنتخب الوطني على بوركينافاسو في الجولة الأخيرة، قبل مواجهة جنوب إفريقيا في ربع النهائي، بعدما إحتل منتخب "بافانا بافانا" المركز الأول في مجموعته التي ضمت مصر أيضا.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رمضان 1997... الخسارة في مالي برسم تصفيات كأس إفريقيا
إلتقى المنتخب الوطني نظيره المالي برسم تصفيات كأس أمم إفريقيا 1998 في أحد الأمسيات الرمضانية وخلال شهر جانفي لسنة 1997 بالضبط، أين عادت الكلمة لأصحاب الأرض بفضل هدف وحيد للاعب باسالا توري، لكن تلك الخسارة لم تؤثر على "الخضر" الذين تواجدوا في النهائيات المقامة ببوركينافاسو، هذا ولعب أيضا زملاء الحارس عمر حمناد مباراة ودية قبل التنقل إلى باماكو، عند ملاقاة لبنان في لقاء إنتهى بالتعادل الإيجابي (2-2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رمضان 2000... رفقاء دزيري يوقفون رومانيا
استضاف المنتخب الوطني في سهرة رمضانية باردة، منتخب رومانيا ودياً في اللقاء الأول الذي أقيم في 5 من ديسمبر وانتهى لمصلحة رفقاء حاجي بواقع (3ـ2)، قبل أن يتواجه المنتخبان للمرة الثانية بعد 3 أيام من المباراة الأولى، ليتمكن رفقاء دزيري من الفوز هذه المرة وبنفس النتيجة (3ـ2) بأهداف كل من دزيري، مفتاح وجاب الخير، جدير بالذكر أنّ المنتخب الروماني كان يدربه آنذاك لازلو بولوني المدرب المعروف.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رمضان 2001... زياني يبهر جمهور 5 جويلية بألوان تروا الفرنسي
كانت المباراة ضمن رزنامة المنتخب الوطني التحضيرية للمشاركة في كأس إفريقيا 2002 في مالي، واحتضن ملعب 5 جويلية المواجهة التي انتهت بفوز "الخضر" بواقع (2ـ1) بثنائية أكرور، في حين أمضي جوكيتش هدف تروا الوحيد، هذا وأبرز ما ميز اللقاء، الظهور الأول لكريم زياني صاحب 18 ربيعا آنذاك أمام الجمهور الجزائري، حين أقحم بديلا في تشكيلة تروا، زياني أبهر كل من حضر إلى ملعب 5 جويلية، ليمضي بذلك على شهادة بزوغ نجم جديد في سماء الكرة الجزائرية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رمضان 2003... أشبال سعدان يُمتعون الحضور في 5 جويلية بسداسية في شباك النيجر
في منتصف شهر نوفمبر من عام 2003 والذي وافق حينها شهر رمضان المبارك، لعب المنتخب الوطني لقاء الإياب من الدور التصفوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم بألمانيا 2006، عندما استضاف النيجر على ملعب 5 جويلية الأولمبي وكان قبلها قد فاز ذهابا بفضل هدف منصور بوتابوت، وحقق "الخضر" فوزا عريضا على حساب النيجر بوقع نتيجة ست أهداف نظيفة، سجل آنذاك كل من بوتابوت وعبد المالك شراد ثنائية فيما تكفل معمر ماموني ونسيم أكرور بإضافة الهدفين الآخرين، وأمتع أشبال المدرب رابح سعدان الحضور في مدرجات 5 جويلية بأداء جميل وبنتيجة تاريخية.

أحد أكبر الانتصارات في تاريخ الكرة الجزائرية
وإذا كان تأهل "الخضر" سهلا إلى المرحلة الأخيرة من تصفيات مونديال 2006، فإنّ زملاء شراد سجلوا أحد أكبر الانتصارات في تاريخ الكرة الجزائرية، وبعدما غابت النتائج الثقيلة عن الجزائر منذ 21 عاما، أي منذ الفوز بسباعية كاملة على مالي في سنة 1981 بملعب الشهيد أحمد زبانة بوهران، عادت الانتصارات الثقيلة من جديد في سنة 2003 وفي إحدى السهرات الرمضانية بملعب 5 جويلية الأولمبي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رمضان 2006... سهرة رمضانية في 5 جويلية وفوز صعب على غامبيا
عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني وبإحدى السهرات الرمضانية في ملعب 5 جويلية، فإنّ الجمهور الجزائري سيكون حاضرا بقوة في المدرجات، وهو ما حصل فعلا في لقاء "الخضر" وغامبيا برسم الجولة الثانية للتصفيات المؤهلة إلى "كان 2008"، وانتهت تلك المواجهة بفوز صعب لأشبال الفرنسي جون ميشال كافالي وبهدف يتيم من توقيع كريم زياني عن طريق ركلة جزاء قبل ربع ساعة من النهاية، ولكن وسط أجواء رائعة صنعها الأنصار الجزائريون على غرار السهرات الرمضانية المنقضية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رمضان 2008... "الخضر" يتجاوزون السنغال في مباراة خالدة
في مباراة كانت تعتبر الأمل الوحيد لأشبال سعدان من أجل الحفاظ على كامل حظوظهم قائمة للتأهل إلى الدور الأخير من تصفيات قارة إفريقيا المؤهلة إلى كأس العام بجنوب إفريقيا، استقبل المنتخب الوطني على ملعب مصفى تشاكر نظيره السنغالي في أمسية رمضانية، حضرها أكثر من 40 ألف متفرج ضاقت بهم مدرجات ملعب البليدة، المنتخب الوطني كان أمامه خيار واحد وهو تحقيق الفوز، الأمر الذي تأتي له في الأخير، لكن بعد جهد جهيد وفي مباراة "دراماتيكية" ستبقى خالدة في تاريخ الكرة الجزائرية.

بزاز يقلب مجربات اللّقاء و3 أهداف في ربع ساعة
بداية اللقاء لم تكن كما تمناها "الخضر"، حيث ساد الارتباك دفاع المنتخب الوطني وظهر الخلل واضحاً بين الثنائي بوقرة ـ عنتر يحيى، الأمر الذي استغله المنتخب السنغالي وافتتح مجال التهديف مع نهاية الشوط الأول بهدف ايسيار ديا، لتثور الجماهير في وجه الناخب الوطني واللاعبين، مجريات الشوط الثاني شهدت تحول كلي لمجريات اللّعب، فبعد عمل فردي خالص من المتألق ياسين بزاز تمكن "الخضر" من تعديل النتيجة بعد ربع ساعة من اللعب، قبل أن يمنح صايفي هدف السبق عشر دقائق بعد ذلك، ليعزّز عنتر يحيى النتيجة بهدف ثالث وتلتهب مدرجات مصطفى تشاكر، هذا، وتمكّن المنتخب السنغالي من تقليص الفارق بهدف ثاني خلال آخر مجريات اللقاء لم يغير في النتيجة شيء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رمضان 2009... هدف صايفي يُنجي "الخضر" من فخ زامبيا
بعد عودته بفوز من "تشيلامومبي" في زامبيا بداية شهر جوان من نفس السنة وتصدره المجموعة، كان لابد على المنتخب الوطني تأكّيد نتيجة مباراة الذهاب وتكرار الفوز على  رفقاء كاتونغو من جهة، وتعزيز الحظوظ في التأهل إلى المونديال من جهة أخرى، وكما كان متوقعاً واجه "الخضر" مأمورية صعبة للغاية أمام منتخب زامبي متكامل لعب دون عقدة، وعجز لاعبو المنتخب الوطني عن زيارة الشباك الزامبية طيلة المرحلة الأولى، رغم بعض الفرص المحققة التي أتيحت لهم.

حظوظ المنتخب الوطني تتعزّز في التواجد بجنوب إفريقيا
بعد مرور 15 دقيقة من مجريات الشوط الثاني، ظهر مطمور ليقوم بعمل جبار بعد تمريرة من زياني، حيث انطلق لاعب أنتراخت فرانكفورت الألماني على الجهة اليسرى من الدفاع الزامبي الذي عجب عن إيقافه، ليوزع  كرة على طبق لم يجد صايفي أي صعوبة في إسكانها الشباك ويحرر الجميع بعد معاناة كبيرة، هذا وأتيحت للمنتخب الوطني بعد ذلك عديد الفرص السانحة بواسطة مغني وغيلاس، لكنهم عجزوا عن مضاعفة النتيجة، وشهدت الدقائق الأخيرة من المواجهة عودة زامبية، حيث خلق  أشبال المدرب رونار بعض الفرص السانحة، لكن دون زيارة شباك لوناس قواوي، لتزداد بعد ذلك حظوظ "الخضر" في المرور إلى المونديال بعد تصدره المجموعة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رمضان 2010... الجمهور الجزائري يستقبل الموندياليين بخسارة مع الغابون
بعد المشاركة في مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، سنحت الفرصة للجمهور الجزائري من أجل استقبال المنتخب الوطني في لقاء ودي جرى بملعب 5 جويلية خلال شهر أوت والذي تزامن مع شهر رمضان الفضيل، حيث لعبت المباراة في سهرة رمضانية مميزة وعرفت أداء باهتا لزملاء رفيق جبور الذي سجل الهدف الوحيد لـ"الخضر" الذين تلقوا الهزيمة بنتيجة (2-1)، وهو ما خلف الكثير من الاستياء والانتقادات الموجهة إلى رابح سعدان قبل الخوض في غمار تصفيات كأس إفريقيا 2012.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رمضان 2011... مغمورو تانزانيا يُطيحون برأس سعدان
في أول تجربة رسمية بعد العودة من مونديال جنوب إفريقيا واجه المنتخب الوطني في سهرة رمضانية وافقت 3 سبتمبر 2010، منتخب تانزانيا المجهول آنذاك، برسم الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2012، وهي المباراة التي كان يُعول عليها الجمهور الجزائري كثيراً لتحقيق فوز سهل، غير أنّ واقع الميدان  كان له كلام آخر، وتقدم المنتخب التنزاني بهدف بداية من (د32) بعد مخالفة بعيدة فاجأ بها عبدي قاسم  الحارس مبولحي الذي عجز عن صد التسديدة القوية، وسط تصفيرات وامتعاض شديد من الجماهير التي غضت بها مدرجات ملعب الشهيد مصطفى تشاكر، وقبل نهاية الشوط الأول بدقائق قليلة ظهر قديورة ليوجه تسديدة صاروخية سكنت الشباك التنزانية ليهدي التعادل للمنتخب الوطني، في شوط الثاني عجز "الخضر" عن الوصول إلى الشباك من جديد رغم المحاولات العديدة التي خلقها كل من زياية، جبور والبديل عبدون، غير أنّ استماتة الدفاع التانزاني حالت دون ذلك، لينجح في اقتناص نقطة ثمينة من تشاكر.

"الشيخ" يرمي المنشفة بعد الضغوطات
امتعاض شديد سجل على جمهور ملعب تشاكر الذي طالب بعد نهاية المباراة بإقالة رابح سعدان، ليستجيب للضغوطات ويرمي المنشفة بعد تجربة دامت سنتين ونصف رفقة "الخضر" نجح من خلالها في اقتطاع تأشيرة المرور إلى كأس العالم بجنوب إفريقيا، هذا واستجابت الفاف لمطلب سعدان الذي أقنع بتبريراته مسؤولي الاتحادية، قبل أن تُعيّن عبد الحق بن شيخة مدرباً جديداً لرفقاء زياني.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قصص الأندية الجزائرية مع الشهر الفضيل

شبيبة القبائل "يخرج عليها" رمضان، التتويج بثلاث كؤوس إفريقية على كل لسان وسهرات 5 جويلية لا تُمحى من الأذهان
رغم مرور الأيام والسنوات، لا أحد يستطيع نسيان إنجازات نادي شبيبة القبائل الذي صنع أفراح الجزائريين في إحدى الفترات، لما تراجعت نتائج المنتخب الوطني حينها وكانت الشبيبة مصدرا لفرحة الجمهور الكروي الجزائري على المستوى الإفريقي، وأكثر ما قد يتذكره الجميع أنّ معظم تلك الإنجازات حصلت في أيام شهر رمضان المبارك وفي سهرات رمضانية على ملعب 5 جويلية الأولمبي لن ينساها أنصار "الكناري" وحتى الجمهور الجزائري، ويبدو أنّ الشبيبة "خرج عليها" الشهر الفضيل وحققت إنجازات كبيرة في تاريخها خلال أيامه وسهراته مدعمة خزائنها بألقاب جديدة تضاف إلى ما تحصلت عليه سابقا.

البداية سنة 2000 والإطاحة بـ الإسماعيلي
أول نهائي خاص بكأس الإتحاد الإفريقي خاضته التشكيلة القبائلية في سهرة رمضانية، كان عند مواجهة الإسماعيلي في لقاء الإياب، بعدما إنتهت مباراة الإياب في مدينة الاسكندرية المصرية بنتيجة التعادل الإيجابي هدف في كل شبكة، ووقع هدف الشبيبة آنذاك لوناس بن دحمان عن طريق قذفة صاروخية، ليمنح "الكناري" الأفضلية قبل إستضافة النادي المصري على ملعب 5 جويلية الأولمبي وفي سهرة رمضانية مميزة حضرها جمهور غفير من جانب الفريق القبائلي، ورغم إنتهائها بالتعادل السلبي، كانت النتيجة كافية لتتويج زملاء إبراهيم زافور باللقب الإفريقي وإدخال الفرحة إلى قلوب الجزائريين الذين إشتاقوا إلى الألقاب والتتويجات الخارجية.

هدف درويش في مرمى النجم الساحلي أنسى الجزائريين فيضانات باب الواد
للعام الثاني على التوالي وصلت شبيبة القبائل إلى نهائي كأس الإتحاد الإفريقي وانتظر ممثل الجزائر النجم الساحلي في اللقاء الختامي من أجل الدفاع عنه لقبه، الكل يتذكر حينها بأنّ يوم مباراة الذهاب التي جرت في مدينة سوسة التونسية عرف ذكرى سيئة بسبب فيضانات باب الواد، وإنتهت تلك المواجهة بخسارة "الكناري" بنتيجة (2-1)، سجل الهدف الوحيد حينها حكيم بوبريط، إلاّ أنّ الإرادة والعزيمة كانتا حاضرتين بقوة خلال لقاء الإياب الذي احتضنه مجددا ملعب 5 جويلية الأولمبي وفي سهرة رمضانية مميزة، حيث سنحت الفرصة للشبيبة من أجل التتويج الثاني على التوالي بلقب كأس "الكاف" وذلك بفضل الهدف الوحيد الذي سجله المدافع نور الدين درويش في مرمى التوانسة.

التتويج الثالث على التوالي.. هذه المرة في الكاميرون وفي عز الصيام
بعدما أصبحت الشبيبة اختصاصية في المنافسات الإفريقية، تمكنت من تحقيق التأهل الثالث على التوالي إلى نهائي كأس الكاف، واللقاء جمعها في سنة 2002 مع تونير ياوندي، إلاّ أنّ الإختلاف كان أنّ لقاء الذهاب جرى في الجزائر وبملعب 5 جويلية الأولمبي أين حقق زملاء فضيل دوب فوزا عريضا ومريحا برباعية كاملة تداول عليها حميد برقيقة على مرتين، ياسين أمعوش ونور الدين درويش، وفي لقاء الإياب بالكاميرون تلقت شباك لوناس قاواوي هدف وحيدا لم يكن كافيا لحرمان الشبيبة من الظفر باللقب الثالث على التوالي وفي شهر رمضان الكريم مرة أخرى.

اللاعبون اضطروا للإفطار في ياوندي نظرا للظروف القاهرة
بعد النتيجة العريضة التي سجلتها الشبيبة في لقاء الذهاب بملعب 5 جويلية، حاول الكاميرونيون بشتى الطرق التأثير على عناصر "الكناري" خلال مواجهة الإياب بمدينة ياوندي قصد خلق المفاجئة وتحقيق نتيجة كبيرة، وكانوا يعلمون جيدا بأنّ اللقاء يجرى في شهر رمضان المعظم، ما جعلهم يقررون إجراء المباراة في الظهيرة وتحت درجة حرارة مرتفعة جدا، وهو الأمر الذي لم يستطع اللاعبون الجزائريون من تحمله، ما استدعى إلى ضرورة الإفطار بعد الأخذ بأحد الفتاوي، لتنجح الشبيبة في إنهاء اللقاء بأقل الأضرار بخسارة بفارق هدف وحيد والظفر بتاج كأس الكاف للسنة الثالثة على التوالي، واحتفظ الفريق بالكأس نظير هذا الإنجاز.

ملعب 5 جويلية احتضن سهرات وأفراح الشبيبة
إثنين من أصل ثلاث تتويجات لنادي شبيبة القبائل، إحتضنها ملعب 5 جويلية الأولمبي، أين غصت مدرجات الملعب بمحبي "الكناري" وهو الملعب الذي عرف الكثير من أفراح الجزائريين على غرار تتويج مولودية العاصمة في 1976 بأول لقب إفريقي وتتويج "الخضر" بكأسي البحر الأبيض المتوسط وأمم إفريقيا، ليكون مسرحا لعودة الأفراح الجزائرية من جديد، عندما إستضاف الإسماعيلي ومن ثم النجم الساحلي في سهرتين رمضانتين لا تنسيان وبحضور الآلاف من أنصار الشبيبة الذين صنعوا بدورهم الفرجة والمتعة على الطريقة الجزائرية، ومنه حقق الفريق إنجازا غير مسبوق ويصعب تكراره مرة أخرى في جيل ضم لاعبين كبار أمثال سليمان رحو، إبراهيم زافور، نور الدين درويش، منير دوب وآخرين.

إتحاد العاصمة ضيع إنجازا غير مسبوق في رمضان
إذا كان الشهر الفضيل فأل خير على شبيبة القبائل بتتويجه ثلاث مرات متتالية بكأس الكاف، لم يكن كذلك لما تعلق الأمر بناد جزائري آخر هو إتحاد العاصمة، حيث وصل أبناء سوسطارة سنة 2003 إلى نصف نهائي أغلى مسابقة إفريقية، كأس رابطة الأبطال، إلاّ أنّ الحظ وقف في الأخير عكسهم لدى مواجهة إينيمبا، فلقاء الذهاب الذي احتضنه ملعب 5 جويلية الأولمبي انتهى بالتعادل الإيجابي هدف في كل شبكة، وفوت الإتحاد على نفسه فرصة الإنجاز غير المسبوق ليكون أول نادٍ جزائري يصل إلى نهائي هذه المنافسة منذ تغيير مسماها، عندما تقدم في النتيجة خلال لقاء الإياب بنيجيريا وفي أمسية رمضانية، قبل أن يعود إينيمبا من بعد ويوقع هدفين حرما بهما رفقاء بلال دزيري من مواصلة إسعاد الجزائريين في الشهر الفضيل.

ديالو، إينيرامو وبوزيد في داربيات عاصمية أوفت بوعودها
وشهدت السنوات الأخيرة إجراء العديد من المباريات الكبيرة في البطولة الوطنية ومن بينها داربيات العاصمة القوية خلال سهرات رمضانية مميزة، وإحتضن ملعب 5 جويلية الكثير منها، وأوفت هذه المباريات بوعودها للأنصار الذين غزوا الملعب وحتى الجمهور الكروي عبر الشاشة الصغيرة، حيث أنّ الكثيرين ما زالوا يتذكرون مثلا الداربي بين المولودية والإتحاد الذي شهد إثارة كبيرة سواء فوق الميدان أو في المدرجات، في المواجهة التي فاز بها أبناء سوسطارة بفضل ثنائية المهاجم المالي مامادو ديالو وحسين عشيو أو اللقاء الذي انتهى بالتعادل (1-1) بعد هدف للدولي إسماعيل بوزيد وتعديل النيجيري إينيرامو للإتحاد في آخر دقيقة كما حضرت الإثارة أيضا حتى في الداربيات بين شباب بلوزداد والمولودية أو لقاءات أخرى.

الأندية الجزائرية وجماهيرها تعشق اللعب في السهرات الرمضانية
الأكيد أنّ الشهر الفضيل يُمثل الكثير بالنسبة للفرد الجزائري وحلول رمضان المبارك يجعل الجزائريين يعيشون الشهر بطريقتهم الخاصة، كما هو الشأن بالنسبة لكرة القدم، إذ أنّ جمهورنا يعشق السهرات الكروية الرمضانية والتي غالبا ما تطبعها الندية والتنافس الشديدين، هذا ما يُفسر حب الأندية الجزائرية برمجة مواجهاتها في سهرات رمضان، الأمر الذي يضمن أيضا حضورا جماهيريا كبيرا، وبذلك تصبح المتعة والفرجة مضمونتين، ويكمن القول بأنّ الشهر الفضيل ترك العديد من البصمات في كرة القدم الجزائرية وعلى الأقل تتويجات شبيبة القبائل القارية شاهدة على هذا الأمر، حيث ستبقى خالدة في أذهان وعقول الكثيرين لسنوات طويلة.

 

كلمات دلالية : الكرة الجزائرية

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال