لم يكن يتصورها أي متابع محب للساحرة المستديرة، وفي هذا الملف سنسلط الضوء على أبرز وأهم النقاط في هذه القضية المحورية علاوة على فضائح وقضايا أخرى مست هذا الكيان عبر مختلف الفترات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بطاقة فنية:
الإسم المختصر: فيفا
الشعار: هذه اللعبة للعالم
تاريخ التأسيس: 21 ماي 1904
المقر: زيوريخ، سويسرا
اللغات الرسمية: 5 لغات
الرئيس الحالي: لا يوجد
الرئيس السابق: سيب بلاتير
الدول الأعضاء: 209 دول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رؤساء الفيفا عبر التاريخ:
الفرنسي روبرت غيران: بين عامي 1904 و1906
الإنجليزي دانييل برلي وولفال: بين عامي 1906 و1918
الهولندي كورنيليس هيرشمان: بين عامي 1918 و1920
الفرنسي جول ريمي: بين عامي 1921 و1954
البلجيكي رودولف وليام سيلدريرز: بين عامي 1954 و1955
الإنجليزي آرثر دروري: بين عامي 1955 و1961
السويسري إيرنست تومان: بين مارس وسبتمبر 1961
الإنجليزي ستانلي روس: بين عامي 1961 و1974
البرازيلي جواو هافيلانج: بين عامي 1974 و1998
السويسري جوزيف بلاتير: منذ عام 1998 إلى جوان 2015.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إعتقالات، إتهامات وقلق كبير يسيطر على أكبر هيئة كروية
فضائح الفيفا تطيح بـ بلاتير وتكشف عن ملفات فساد كبيرة
بجانب العديد من القضايا القديمة، إنفجرت في نهاية شهر ماي المنصرم قضية دولية كروية في غاية الخطورة والتي تفيد بوجود فضائح فساد كبيرة في جدا بيت الإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وذلك بعدما قامت السطات السويسرية بإعتقال عدد من كبار المسؤولين الفاعلين في الإتحاد للتحقيق معهم في قضايا فساد مالية مست الهيئة وعلى رأسها شكوك بتسلم رشاوي كبيرة من الروس والقطريين قصد تسهيل مهمتهم في تنظيم مونديالي 2018 و2022 على التوالي.
السويسري يستقيل بعد أيام من فوزه بالإنتخابات !
وعلى هذه المعطيات أفادت الكثير من وكالات الأنباء العالمية أن تنظيم المونديالين في قطر وروسيا مهدد وقد يسحب منهما على منحه المونديال الأول لإنجلترا وإعادة التصويت في مونديال 2022 وهو ما وضع رئيس الفيفا تحت ضغوط كبيرة ليعلن بعد ذلك في خطوة مفاجئة وبعد انتخابه كرئيس للإتحاد استقالته من منصبه بعد أربعة أيام فقط، وفاز بلاتير بولاية خامسة على التوالي على حساب الأمير علي بن الحسين، قبل أن يدعو إلى جمعية عمومية غير عادية للفيفا لانتخاب رئيس جديد، حيث قال: "برغم إعادة انتخابي، فإنه لم يكن لدي دعم كل عالم كرة القدم"، وتأتي استقالة السويسري تحت ضغط الأخبار المتلاحقة عن الفساد والمرتبطة بمسؤولين في الفيفا آخرها يتعلق بأمين عام هذه المنظمة جيروم فالك.
الإنتخابات يوم 20 جويلية المقبل والفضائح تتزايد
وفي خضم ما يحدث أعلن الإتحاد الدولي لكرة القدم في بيان على موقعه الرسمي قبل أيام عن موعد عقد الإجتماع العام الاستثنائي بعد استقالة جوزيف بلاتير بعدما أعلن عن تنحيه من منصبه بعد خمسة أيام من فوزه في الانتخابات الرئاسية بولاية خامسة، وأكدت الفيفا أنه سيتم عقد إجتماع استثنائي في زيوريخ يوم الـ20 من جويلية المقبل، حيث سيتم تحديد موعد إجراء انتخابات جديدة والتي ستذهب بنسبة كبيرة إلى الأردني علي بن الحسين منافس الرجل السويسري العجوز والذي سيكون على رأس مسؤولية كبيرة لإزالة كل الفضائح التي تتزايد يوميا في بيت الإتحاد والتي تؤثر على سمعته.
مستشار بلاتير يؤكد عدوله عن الإستقالة والفيفا تنفي
ورغم فرحة أعداء بلاتير بإستقاله إلا أن كلاوس شتويهلكر مستشار الرجل السويسري أكد عن عزم الأخير على العدول عن فكرة الإستقالة وذلك بعد أسبوعين فقط من إعلان بلاتير الاستقالة من منصبه في أعقاب الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها الفيفا بعد القاء القبض على عدد من المسؤولين في زيوريخ وتوجيه الاتهامات لـ14 مسؤولا على هامش التحقيقات السويسرية والأمريكية المتعلقة بفساد الفيفا، هذا الأخير قلل من التقارير الإعلامية المتداولة بشأن إمكانية استمرار جوزيف بلاتر في منصب الرئيس، بناء على التصريحات التي أدلها بها أحد مستشاريه ونفى إمكانية حدوث ذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثبوت الرشاوي يعني سحب التنظيم من روسيا وقطر
الفيفا تدخل في صراع مع أمريكا وتتسبب في مشاكل سياسية
يرى أغلب المتتبعين أن فضيحة "الأربعاء الأسود" لها خلفيات سياسية بحتة، حيث أن الفيفا دخلت في صراع مباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وذلك بسبب منح تنظيم مونديالي 2018 و2022 لروسيا وقطر على التوالي رغم معارضين طرفي الغرب، وبما أن الفضيحة الكروية الكبيرة تتعلق أساسا بشكوك حول كيفية منح تنظيم المونديالين فإنه كان لزاما على المسؤولين الكبار التدخل، حيث كان ردة الفعل الأبرز من فلاديمير روتين الرئيس الروسي الذي فجر قضية جديدة موازية وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية هي السبب في كل ما يحدث لتحقيق مصالحها وخاصة على المستوى السياسي أو الرياضي لأنها تريد تنظيم مونديال 2022 في مكان قطر.
روسيا تنفي الفضائح وتتهم أمريكا وإنجلترا بخلقها
وكان بوتين قد عبر بشكل صريح وواضح مساندته الكبيرة لـ جوزيف سيب بلاتير رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم حفاظا على مصلحة بلاده، حيث قال: "تحت نعرف أنه قد تمت ممارسة ضغوط ضده لمنع إقامة مونديال 2018 في روسيا"، من الغريب جدا أن تتم هذه الإعتقالات بناءا على طلب من الولايات المتحدة الأمريكية، أنا لا أعرف ما حدث ولكن بالطبع إذا حدث شيء خارج الولايات المتحدة ومن مواطنين ليسوا أمريكا فمن المفترض لا يتدخلوا في الأمر"، وأضاف: "لسوء الحدث أن الأمريكان يستخدمون مثل هذه الأساليب لتحقيق أهدافهم وتطلعاتهم الأنانية واضطهاد الناس بطرق غير مشروعة، أنا لا أستبعد هذا في قضية الفيفا، إنه نفس الأمر".
بريطانيا ترد وتطالب برحيل جميع المتورطين
ومقابل دعم بوتين لـ بلاتير أظهر ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني تأييده المطلق للأردني علي بن الحسين المرشح الأبرز لخلافة بلاتير على رئاسة الفيفا، وقال متحدث بإسم كاميرون: "الإتحاد الإنجليزي لكرة القدم يؤيد ترشيح الأمير علي بن الحسين لرئاسة الفيفا، ونحن نقف خلف الإتحاد الإنجليزي دائما"، ومن جانب آخر صرح دومينيكو سكالا رئيس لجنة الانضباط لـ الفيفا بالقول: "إذا ثبت فعلا أن روسيا وقطر حصلا على حق التنظيم بدفع عمولات، فسيتم اعتبار ذلك الاختيار ملغى، وهو ما لم يثبت حتى الآن".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بداية فضائح الفيفا كانت مع شركة "ISL " السويسرية
كانت بداية فضائح الفيفا مع شركة "ISL" السويسرية والتي حصلت على حقوق تسويق عدة كؤوس للعالم، حيث حامت الشكوك حول تلقي عمولات من طرف مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم لتسهيل نيل الشركة الحقوق، وهو ما أدى إلى فتح تحقيق تولاه القاضي توماس هيلبراند المختص في الجرائم الاقتصادية، وركز القضاء عمله على رئيس الفيفا جواو هافالانج ونابه وصهره في الوقت نفسه تيكسيرا الذي كان يشغل كذلك رئيس الاتحاد الكروي للبرازيل منذ عام 1989 حتى 2012.
تفتيش مكاتب الفيفا نوفمبر 2005
إن الشكوك الكبيرة التي كانت تحوم حول أعلى كرة هيئة كروية، دفع القاضي إلى إصدار أمر بتفتيش مكاتب الفيفا للبحث عن أي أدلة تساعد على تأكيد الشكوك، وهو ما حدث في الأخير حيث اتهم هافالانج ونائبه تيكسيرا بتلقي عمولات بمبالغ ضخمة وصلت إلى 40 مليون أورو.
روبورتاج BBC بفضح ممارسات الفيفا
بثت قناة BBC البريطانية يوم 11 جوان 2006 روبورتاج عن فضائح الفيفا وعلاقة مسؤوليها مع ISL، حيث شهد عمال هذه الأخيرة بدفع رشاوي لمسؤولي الفيفا بين 1982 حتى 2001 العام الذي عرف إفلاس شركتهم، وحاول صحفيو القناة البريطانية أخذ تصريح لـ سيب بلاتير، لكنه رفض ونفى في نفس الوقت علمه بأي عملية رشوة، إلا أن القناة عادت لثبت روبورتاج آخر يوم 10 ديسمبر 2006 واصلت فيه حلقاتها عن ممارسة مسؤولي الاتحاد الدولي، كما تطرقت إلى الطرق الملتوية لبيع تذاكر المونديال.
تورط بلاتير قديم وكان في فترة هافلانج
إن الفضائح التي مست الاتحاد الكروي في فترة ولاية هافلانج كانت مليئة بالفضائح، وهو ما لا يبعد أصابع الاتهام سيب بلاتير الرئيس المستقيل قبل أيام والذي فاز بالعهدة الخامسة قبل أن يعلن تنحيه، حيث لا يعقل أن يغفل الأمين العام للاتحاد الكروي عما يحدث من تلقي للعمولات، وإن فرضنا عدم تورطه، إلا أن السكوت عن الجريمة كالمشاركة فيها في الحقيقة.
القضية انتهت من دون متابعة قضائية
رغم كل الأدلة التي كانت بحوزة القضاة السويسريين حول الرشاوي التي نالها مسؤولا الفيفا، إلا أنهما نجحوا في الفرار من العقاب، كيف لا وهم لم يدخلوا السجن، لو لم يعاقبوا على فعلتهم، ويعرد السبب في ذلك إلى أن القانون السويسري لم يكن يجرم من يتلقى عمولات في ذلك الوقت، ولم يتم سن قانون يجرم ذلك حتى عام 2001.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لابن أخ بلاتير يد فيها
ابن أخ بلاتير على رأس فضيحة التذاكر في مونديال 2014
بدأت تفاصيل هذه القضية بعدما تم متابعة محمد لمين فوفانا الفرانكو جزائري التي حامت حوله الشكوك في تورطه في بيع تذاكر لمتابعة مونديال البرازيل بطرق غير قانونية، حيث يقيم هذا الأخير في دبي، كما يملك مكتبا في سويسرا، وتم متابعة تحركاته قرابة 3 أشهر، وهو ما أدى إلى إلقاء القبض على 10 شخصا آخر بنفس التهمة، لكن التحريات أثبت أن فوفانا لم يكن هو العنصر الفعال والرئيسي في القضية، بل الأمر كان أكثر تعقيدا ويصل إلى أعلى منه بكثير.
إلقاء القبض على رئيس الشركة المتورط
بعد القيام بعدة تحريات، تم إلقاء القبض على "راي والان" رئيس شركة "مباراة حسن الضيافة" وهي شركة مختصة في توفير الإقامة، التذاكر وغيرها من خدمات "VIP"، حيث كشفت تسجيلات صوتية بين والان وفوانا توركهما المباشر في الفضيحة، وهو ما أدى إلى إلقاء القبض عليهما رفقة 9 أفراد آخرين متورطين.
بيع 1000 تذكرة بـ 1000 أورو للواحدة وفي 4 نسخ لكأس العالم
كشفت التحريات التي قام بها القضاء البرازيلي أن الشركة المتورطة قامت ببيع 1000 تذكرة في المباراة الواحدة وبـ 1000 أورو للواحدة، وذلك في أربعة نسخ لكأس العالم، مما يشكل مجموع 70 مليون أورو، وكانت هذه التذاكر موجهة بشكل مجاني في الأصل من الفيفا لشكائها الاقتصاديين ومسؤولي الاتحادية الكروية، حيث تقوم بتوزيع 1000 تذكرة على المسؤولين، لكن هذه الشبكة حولت هذه التذاكر إلى السوق السوداء لتبيعها بطريقة غير شرعية.
فيليب بلاتير يملك أسهما في الشركة المتهمة
إن الشيء المحير في هذه القضية، هو أن شركة "مباراة حسن الضيافة" المتهمة بالتزوير واستغلال تكليفها بالمناصرين ليست شريكا مباشرا مع الاتحاد الكروي لكرة القدم، ولكنها تمكنت من الفوز بخدمة شخصيات VIP حتى في مونديالي 2018 و2022، ويعود السبب في ذلك إلى فيليب بلاتير ابن أخ جوسيب، حيث يملك أسهما في هذه الشركة، مما يبين توسطه لنيل الحقوق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضائح مدوية في عهدته الطويلة
جواو هافالانج الرجل القوي في أعلى هيئة كروية
عرفت الفيفا عدة فضائج وكان أبرزها في عهد جواو هافالانج الذي كان رئيسا لهما ما بين 1974 حتى 1998، حيث عرفت فترة رئاسته لمدة 24 عاما العديد من الفضائح المدوية، ولعل أبرزها تلقيها لرشاوي من شركة "أي إس إل" ، حيث كشفت المحكمة السويسرية الفدرالية عن تلقي رئيس الفيفا لـ 9.8 مليون أورو، كما حصل نائبه "ريكاردو تيكسيرا" على مبلغ 8.4 مليون أورو.
حاول دفع عمولات بمبلغ 3.6 مليون أورو
الرئيس السابق لـ الفيفا حاول بكل ما أوتي من قوة التستر عن الفضيحة وحتى لا يتم الكشف عن اسمه لوسائل الإعلام، إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل، ووصل به الأمر لعرض مبلغ 3.6 مليون أورو على كتب الادعاء العام، إلا أن ذلك لم يحدث، حيث تم الكشف عن كل الوثائق عام 2010.
الاستقالة من الرئاسة الشرفية لـ الفيفا
استقال جواو هافالانج من الرئاسة الشرفية لـ الفيفا يوم 18 أفريل 2013، وأرجع ذلك إلى أساب صحية، لكن السبب الحقيقي هو سلسلة الفضائح والمتابعات التي أحاطت بالرجل القوي والذي استطاع المكوث في الاتحاد الدولي لكرة القدم لمدة 24 سنة كاملة، حيث قبض بيد حديدة على أعلى هيئة كروية في العالم.
وعضوية اللجنة الأولمبية الدولية
إن التحقيقات القضائية في حق هافالانج دفعته للاستقالة من عضوية اللجنة الأولمبية الدولية في ديسمبر 2011، حيث يعتبر أقدم عضو فيها، بما أنه أخذ العضوية منذ عام 1963، ويعود السبب وراء ذلك إلى تخوفه من عرضه على اللجنة التأديبية للهيئة الأولمبية، خاصة أنه كانت له عدة مشاكل مع القضاء، وهو ما حاول تجنبه بالاستقالة، وأرجع المسؤول البرازيلي ذلك إلى متاعب صحية بحتة.
النظام المصرفي العالمي متواطئ مع "الفيفا"
كشف " جوبيلي يو إس إيه نيتورك" منظمة الإصلاح المالي أن هناك تواطأ للنظام المصرفي العالمي، ولولاه لما استطاع مسؤولو الاتحاد الدولي لكرة القدم أن يتلقوا كل تلك الرشاوي من غير تواطؤ البنوك، حيث يتم استعمال شركات وهمية من أجل إجراء التحويلات المالية، وهو ما يطرح علامة استهداف كبيرة في تواطؤ البنوك خاصة الأمريكية والسويسرية منها، ومن الواجب إجراء رقابة أكثر شدة على التعاملات المالية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بلازر يعترف بتلقيه رشاوي في مونديالي 1998 و2010
اعترف شاك بلازر المسؤول السابق في الفيفا أنه تلقى رشاوي مقابل دعم ملف كأسي العالم 1998 و2010، وقد صرح بذلك للمحكمة الفيدرالية الأمريكية، وقال: "خلال فترة عملي في الفيفا والاتحاد أمريكا الوسطى والكارييب تلقيت رفقة آخرين الرشوة مرتين على الأقل"، وأضاف: "منذ 1992 قبلت تلقي رشاوي مقابل دعم منظمين كأس العالم بما في ذلك 1998".
زار المغرب وتلقى عمولة لدعمها في ملف 2010
اعترف أحد المقربين من بلارز والذي أطلق عليه في التحقيق الفيدرالي الأمريكي المتواطئ رقم واحد، أنه زار المغرب رفقة بلازر، حيث تلقيا رشوة من اللجنة المكلفة بترشيح المغرب، وذلك مقابل دعم الملف والتوصيت لصالحه، خاصة أن المغاربة كانوا يعرفون أنهم سيجدون منافسة كبيرة في اختيار البلد المنظم، مع وجود جنوب إفريقيا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعضاء تفننوا في المساومات مقابل أموال المساعدات
لم تمكن حادثة الفساد التي تفجرت مؤخرا الملف الأسود الوحيد في تاريخ الفضائح المالية في تاريخ الهيئة الكروية الأعلى في العالم، فقد كشفت بعض التحقيقات بأن السنوات الماضية شهدت العديد من التجاوزات أين كان بعض أعضاء اللجنة التنفيذية لـ الفيفا يساومون بعض الدول من خلال مطالبتها بمنحهم عشرات آلاف الدولارات مقابل تسهيل حصولها على منح مالية هائلة من الفيفا، خصوصا فيما تعلق بمشروع "غول" الذي تساهم من خلاله الفيفا في بناء الملاعب والبنية التحتية، وأبرز من وردت أسماءهم في هذه القضية النيجيري أموس أدامو والتاهيتي رينالد تيماري.
شراء للأصوات وبيع لحقوق بث المباريات
حامت شبهات بشراء الأصوات خلال العهدة الانتخابية الأولى لـ بلاتير سنة 1998 والثانية التي جرت سنة 2002، حيث ثار الكثير من الكلام حول عمليات شراء لأصوات الدول المعنية بالتصويت لاختيار رئيس الفيفا، كما وجهت الكثير من الاتهامات لبعض الأعضاء النافذين في الفيفا واللذين اتهموا بالحصول على أموال غير مشروعة من خلال بيع حقوق البث التلفزيوني لمباريات ضمن منافسات كروية تابعة للهيئة الكروية الأسمى في العالم.
وارنر حصد الكثير من المال من بيع غير مشروع لتذاكر المونديال
كون العديد من الأعضاء السابقين في الفيفا ثروات هائلة من خلال استغلال مناصبهم في أعلى هيئة إدارية متخصصة في تنظيم كرة القدم في العالم، ومن ضمن هؤلاء جاك وارنر رئيس إتحاد الكونكاكاف لدول الكراييب وأمريكا الشمالية، والذي ثبت جنيه مبلغا قدر بحوالي المليون دولار عن طريق بيعه تذاكر مباريات مونديال ألمانيا 2006 بطريقة غير مشروعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بن همام أول من دعا لسن جهاز لمكافحة الرشوة بالفيفا
واجه الرئيس الحالي للفيفا جوزيف سيب بلاتير في طريقه للحصول على عهدة رابعة رئيسا للفيفا، منافسة من القطري محمد بن همام الذي كان حينها رئيسا للإتحاد الآسيوي لكرة القدم والذي كان ينظر إليه أيضا على أنه اليد اليمنى لـ بلاتير، ولأن بن همام كان يعرف خبايا الفيفا وما يحصل داخلها من تجاوزات مالية وعمولات غير مشروعة، فإنه وضع أرضية موجهة لمكافحة الرشوة داخل الهيئة الكروية الأعلى في العالم، وربما يكون قد ندم على فعلته هذه التي كان يرى بأنها قد تفيده ولكنها لم تكن كذلك.
الجهاز الذي طالب به جعل منه أول ضحاياه
تعالت الاتهامات داخل الفيفا حول شبهات فساد، وقد كان بن همام من أشد المطالبين بالتحقيق في مزاعم فساد عدد من أعضاء هيئة بلاتير، وفعلا أتت ضغوط المسؤول القطري أكلها وتم فتح تحقيق واسع للإطاحة بأي مسؤول يثبت تلقيه أموالا بطريقة غير مشروعة بمناسبة مباشرته لمهمته بالفيفا، ولكن هذه التحقيقات تم توجيهها نحو بن همام نفسه وهذا للإطاحة به وإبعاده من سكة بلاتير نحو عهدة جديدة على رأس الفيفا، وفعلا تم توجيه الاتهام للمسؤول القطري بمحاولة شراء أصوات أعضاء في الفيفا مقابل 40 ألف دولار لكل صوت لأجل الفوز في مواجهة بلاتير.
هكذا أعدم بلاتير منافسه بن همام إداريا
عاقب بلاتير منافسه بن همام بطريقة موجعة جدا للقطري، فقد خلصت التحقيقات لإدانة بن همام والحكم عليه بالمنع من ممارسة أين نشاط إداري له علاقة بكرة القدم ليجرد من عضويته في اللجنة التنفيذية للفيفا وقد حصل هذا بتاريخ 29 ماي 2011، وبعدها بيومين فقط أي في الفاتح جوان احتفل بلاتير بفوزه بولاية رئاسية جديدة على رأس الفيفا، في انتخابات كان المترشح الوحيد فيها بعد منع منافسه من همام وإجباره على الانسحاب من السباق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفيفا تورطت في جرائم قتل بسبب مونديال 2010
لم تقتصر فضائح الفيفا على الرشاوى والعنصرية، بل وصل بها الأمر للتورط في قضايا أكثر بشاعة بما فيها القتل ولو بطريقة سلبية من خلال التزام الصمت حيال جريمة ذات علاقة مباشرة بها، ففي إطار استعدادات جنوب إفريقيا لاستضافة فعاليات مونديال 2010، قامت ببناء عدد من الملاعب، بعضها ثم تحت إشراف الفيفا على غرار ملعب "مبومبيلا" الواقع بمقاطعة مبوامالانغا، غير أنه ولتشييد هذا الملعب الذي يتسع لـ 41 ألف متفرج فقط، قامت السلطات الجنوب إفريقيا باقتطاع عدد من الأراضي بما فيها أرض كانت تضم مدرستين تم تدميرهما لصالح الملعب، وهنا بدأت قصة أخرى.
الشرطة قمعت مظاهرات التلاميذ وأهاليهم بالهراوات والغازات
لم يتقبل أهالي المنطقة التي شيد فيها ملعب "مبومبيلا" إقدام السلطات الجنوب إفريقية على تهديم المدرستين اللتان كان يدرس فيهما أبناءهم، الأمر الذي تسبب في قيام حركة شعبية مناهضة لتلك الأشغال التي تمت تحت إشراف الفيفا، حيث قام تلاميذ المدرستين المهدمتين بالتظاهر لتقابلهم الشرطة الجنوب إفريقية بالقمع عن طريق الهراوات والغازات المسيلة للدموع، ولكن هذا الأمر لم يثني الأهالي اللذين واصلوا احتجاجاتهم ولكن هذه المرة عن طريق أسلوب جديد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فساد الفيفا امتد حتى ملاعب مونديال جنوب إفريقيا
قام ممثلو المنطقة في المجالس المنتخبة بمحاصرة مشروع بناء ملعب "مبومبيلا" سنة 2008، وقاد هذا الحصار سياسي يدعى جيمي موهالالا والذي يعد رئيس المجلس المحلي في مقاطعة "نيلسبريوت" وقام موهالالا بتوجيه اتهامات لمسؤول محلي هناك يدعى جاكوب دلادلا اتهمه من خلالها بالتواطؤ مع المقاولين المسؤولين عن بناء ملعب "مبومبيلا" وهذا لاختلاس أموال عمومية، غير أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم اعتبر بأن اتهامات موهالالا لـ دلادلا كانت باطلة ليطلب من موهالالا الاستقالة من منصبه، ولكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد.
موهالالا دفع حياته ثمنا والفيفا التزمت الصمت حول الحادثة
رفض موهالالا الانصياع لأوامر الحزب الذي ينتمي إليه، وتمسك بمطالبه القاضية بمتابعة المقاولة المشرفة على بناء الملعب المذكور، غير أنه لم يكن يدري بأن خطوته هذه قد تكلفه حياته، فبتاريخ 4 جانفي 2009 هاجم رجلان مقنعان ومسلحين منزل موهالالا وأطلقوا النار عليه وعلى ابنه، وفي طريقه إلى المستشفى لقي موهالالا حتفه، ورغم أن الشرطة المحلية تعهدت بالقبض على القتلة إلا أن ذلك لم يحدث، في الوقت الذي ربط كثيرون الحادثة بموقف موهالالا من بناء الملعب على حساب المدرستين المهدمتين، بينما التزمت فيه الفيفا الصمت ولم تصدر أي بيان رسمي حول الحادثة رغم أنها مستها بشكل مباشر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روس رئيس الفيفا الذي تبنى الفكر العنصري ودعم "الأبارتايد"
إذا كانت فترتا السويسري بلاتير والبرازيلي هافيلانج آخر رئيسين لـ الفيفا قد شهدتا انتشارا رهيبا للفساد المالي، فإن فترة سلفهما الإنجليزي السير ستانلي روس لم تشهد هذا الحجم من الفساد ولكنها بالمقابل شهدت تحلي الفيفا بالكثير من العنصرية، ففي ذلك الوقت كان روس يضيق كثيرا على المنتخبات غير الأوروبية، ويحاول تقزيم دورها وقيمتها، وهو ما تجلى أكثر برسم مونديال إنجلترا سنة 1966 عندما منح قارتي آسيا وإفريقيا مجتمعتين مقعدا وحيدا للتنافس عليه في المونديال وقد نالته حينها كوريا الشمالية، والأغرب من ذلك فإن روس كان من أشد المدافعين عن النظام العنصري في جنوب إفريقيا "الأبارتايد" آنذاك أين وصل به الأمر لمحاولة الحصول على مقعد مباشر للمنتخب الجنوب إفريقي في المونديال وقت كان السود ممنوعون من اللعب فيه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مركز نوبل للسلام يضرب الفيفا في مقتل ويلغي التعاون
أكد مركز نوبل للسلام قبل أيام قليلة أنه قرر إنهاء تعاونه مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في إطار مبادرة "المصافحة من أجل السلام"/ وقال المركز في بيان له إن مجلس الإدارة طلب من المسؤولين إنهاء التعاون مع الفيفا في أقرب فرصة ممكنة، كما طلب المجلس أيضا الدخول في حوار مع الإتحاد النرويجي لكرة القدم بهدف استمرار مبادرة المصافحة من أجل السلام في المستقبل، والأكيد أن إنهاء التعاون يعد ضربة موجهة للإتحاد الكروي العالمي الذي فقد شعبيته بشكل كبير جدا بعد الفضيحة الأخيرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مونديال ألمانيا يدخل الفضائح بصفقة أسلحة !
وفي آخر المستجدات كشفت صحيفة "التليغراف" البريطانية النقاب على فضيحة جديدة للرئيس السابق جوزيب بلاتير، مؤكدة أن ألمانيا والسعودية متورطتان في فضائح فساد ورشاوي وذلك عندما وافقت ألمانيا على تزويد المملكة بصفقة أسلحة من أجل تدعيم الألمان في سباق إستضافة مونديال 2006، ونقلت "التليغراف" عن صحيفة "بيلد" الألمانية قولها إن السلطات السويسرية قد أعلنت أنها ضبطت بنجاح وثائق تتعلق بمونديال 2006 من المبنى الذي كان يضم في السابق وكالة تسويق حقوق الرياضة، في نفس اليوم الذي تم فيه إلقاء القبض على مجموعة من كبار مسؤولي "الفيفا" بعد سلسلة من الاعتقالات في سويسرا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بلاتيني يهاجم بلاتير ويتهمه بالفضائح رغم الصداقة
في تطورات القضية الراهنة طالب ميشال بلاتيني رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم نظيره جوزيف سيب بلاتير رئيس الإتحاد الدولي للعبة بالتنحي عن منصبه وعدم ترشحه مرة أخرى للإنتخابات الرئاسية وذلك بسبب الفساد الكبير المنتشر داخل مؤسسته غير ان السويسري لم يستجب في البداية وفاز بالإنتخابات قبل الإستقالة، وطالب الفرنسي من الأعضاء الـ54 في إتحاد الكروي بأن يقوموا بالتصويت ضده في الإنتخابات التي عقدت قبل أيام وذلك رغم الصداقة الكبيرة بين الرجلين.